الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

الصين تتحرك للوساطة بين روسيا وأوكرانيا... وتركيا لاستمرار جهودها

وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
TT

الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

بينما أكدت روسيا انفتاحها بشكل عام على عملية التفاوض مع أوكرانيا مع حاجتها لفهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك، التقى وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الخميس، غداة لقاء بين الوزير الصيني ونظيره الأوكراني ديمترو كوليبا في مدينة جوانجو جنوب الصين، الأربعاء، لبحث سبل تحقيق السلام في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، أن كوليبا أكد مجدداً استعداد بلاده الدخول في عملية التفاوض مع الجانب الروسي في مرحلة معينة، عندما تكون روسيا مستعدة للمحادثات «بحسن نية».

وزير خارجية الصين يصافح نظيره الأوكراني في مدينة غوانغجو الجنوبية الأربعاء الماضي (أ.ب)

تحرك صيني وموقف روسي

ويعد لقاء لافروف ويي هو الثاني خلال شهر تقريباً بعد لقائهما على هامش اجتماعات مجموعة «بريكس» في روسيا الشهر الماضي، حيث تناولا الأزمة الأوكرانية.

في السياق ذاته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، أن روسيا منفتحة، بشكل عام، على عملية التفاوض مع أوكرانيا، لكنها بحاجة إلى فهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك أم يحتاج إلى «أخذ الإذن» من القيمين عليه.

وقال بيسكوف، في تصريحات للصحافيين نقلتها «وكالة نوفوستي» الخميس: «حتى الآن يتم الإدلاء بتصريحات مختلفة من نظام كييف، وإن إجراء المفاوضات مسألة معقدة، ومن وجهة نظر قانونية، هذه المشكلة مدرجة على جدول الأعمال، ولكن من الناحية العملية نحن منفتحون على تحقيق أهدافنا من خلال المفاوضات. ولذلك، هناك خيارات مختلفة ممكنة هنا».

محادثات بين وزيري خارجية الصين وروسيا مع أعضاء وفدي البلدين في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وفي تصريحات سابقة، الأربعاء، قال بيسكوف: «تعلمون أن الجانب الروسي لم يرفض أبداً المفاوضات، وحافظ دائماً على انفتاحه على عملية التفاوض».

جهود تركية

وفي أنقرة، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده ستواصل جهودها لحل النزاع الأوكراني من خلال إجراء مفاوضات مفتوحة وسرية مع أطرافه.

وأضاف فيدان، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية الخميس: «نحن على استعداد لبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، بالطبع، المفاوضات والاجتماعات مستمرة، سواء كانت مفتوحة أو مغلقة، مع أطراف النزاع ومع أولئك الذين يدعمون عملية التسوية من خلال الحوار، لأن ضمان الأمن في حوض البحر الأسود مهم بالنسبة لنا».

واحتضنت إسطنبول، في مارس (آذار) 2022، مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، انتهت بالتوصل لتفاهمات لحل النزاع لكنها لم تنفذ.

وتحافظ تركيا على موقف متوازن بين طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا عبرت عن وجهة نظرها بوضوح خلال القمة 75 لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي، وأكدت أنه لا ينبغي السماح للحلف بأن يصبح طرفاً في الحرب في أوكرانيا.

وأضاف: «سنواصل بكل حزم الحفاظ على الموقف المتوازن والهادئ والعادل الذي أظهرناه منذ اليوم الأول للصراعات بين جارتينا في البحر الأسود روسيا وأوكرانيا».

وأكد إردوغان، الذي التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة ناتو، دعم تركيا الكامل لسلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، وعلى ضرورة عدم استبعاد الدبلوماسية، وأن المفاوضات لا تعني الاستسلام، وأن الرغبة الصادقة لتركيا هي استئناف المحادثات التي بدأت في إسطنبول وتوجت بتوقيع اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود في يوليو (تموز) عام 2022، وإعطاء الدبلوماسية الفرصة.

إردوغان بحث مع بوتين العودة إلى إعادة فتح ممر الحبوب في البحر الأسود على هامش قمة «شنغهاي» في أستانة في وقت سابق من الشهر الحالي (الرئاسة التركية)

واقترح إردوغان على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش لقائهما في قمة منظمة «شنغهاي للتنمية» في أستانة التي عقدت قبل قمة ناتو في واشنطن، أن تساعد تركيا في إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية.

وكان بوتين، أكد خلاله لقائه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو في 11 يونيو (حزيران) الماضي على هامش اجتماعات مجموعة «بريكس»، أن موسكو تبدي اهتماماً بمبادرات تركيا، بما في ذلك ما يتعلق بأمن البحر الأسود، وتدرس بعناية وباحترام كبير جميع مبادراتها في هذا المسار وسنبقى على اتصال معها.

بدوره، أكد فيدان أن «تركيا مصممة على مواصلة جميع أنشطة الوساطة الممكنة بين روسيا وأوكرانيا».

وبحسب مراقبين، لا ترى روسيا في تركيا وسيطاً مناسباً مع أوكرانيا بسبب العلاقات بينهما في المجال العسكري وتزويدها بالطائرات المسيرة والتخطيط لإنشاء مصنع لطائراتها المقاتلة الجديدة «كآن» في أوكرانيا، فضلاً عن تأييدها انضمامها للناتو.

إردوغان أجرى مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة الناتو في واشنطن في وقت سابق من يوليو الحالي (الرئاسة التركية)

وعلى الجانب الآخر، فإن أوكرانيا ذاتها لا ترى في تركيا وسيطاً مناسباً مع روسيا، وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقبل فترة من انعقاد مؤتمر السلام الدولي حول أوكرانيا في سويسرا، قال زيلينسكي إن تركيا لا تستطيع التوسط، وإن دورها كوسيط في الحرب الروسية الأوكرانية «ليس كافياً» بالنسبة لأوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي أنه «ممتن» للدعم ورغبة الوساطة التي أبداها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لكن تركيا التي تربطها علاقات قوية مع روسيا لديها مصالح أخرى.


مقالات ذات صلة

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا روسيا استخدمت طائرات مسيرة هجومية من طراز «شاهد-131/136» (أرشيفية - رويترز)

أوكرانيا تسقط 25 من 38 مسيرة أطلقتها روسيا ليلا

قال قائد القوات الجوية الأوكرانية، اليوم (الخميس)، إن القوات الجوية دمرت 25 من 38 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا أثناء الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا بوتين كان قد أمر بمراجعة الوثائق الاستراتيجية المتعلقة بتطوير البحرية (رويترز)

وسط صراعها مع الغرب... روسيا تعتزم تعزيز قواتها البحرية

أعلن نيكولاي باتروشيف، وهو مستشار مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس المخابرات الروسي السابق، أن روسيا تعتزم تعزيز قواتها البحرية بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود روس يظهرون إلى جانب مدفع في مكان غير معلوم (أ.ب)

​الحرب الأوكرانية: موسكو ستدفع للجنود نحو 64 ألف دولار في حملة تجنيد

أعلنت روسيا أن الجنود من مدينة موسكو سيحصلون الآن على ما يقرب من 64 ألف دولار (50 ألف جنيه إسترليني) في السنة الأولى بالخدمة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (أرشيفية - د.ب.أ)

وزير خارجية أوكرانيا في الصين بحثا عن حل مع روسيا

بدأ وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، زيارة إلى الصين، الشريك المقرب لروسيا، الثلاثاء، هي الأولى منذ بدء الحرب بين موسكو وكييف.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصحة العالمية: الأوروبيون الأعلى استهلاكاً للكحول في العالم

علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)
علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)
TT

الصحة العالمية: الأوروبيون الأعلى استهلاكاً للكحول في العالم

علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)
علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)

يُعَدّ الأوروبيون أكثر من يتناول الكحول بين سكان العالم، مع متوسط استهلاك سنوي يبلغ 9.2 لتر من الكحول الخام للفرد، حسب بيان أصدره الخميس الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية.

ونقل البيان عن الدكتور غودن غاليا -وهو مسؤول في الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية- استند إلى أحدث بيانات متاحة تعود إلى عام 2019: «لا تزال أوروبا تحتفظ بأعلى معدّل لاستهلاك الكحول، وللأضرار التي تسببها هذه الممارسة في العالم»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي بلدان الاتحاد الأوروبي «لم تحدث تغييرات كبيرة في مستويات استهلاك الكحول منذ أكثر من 10 سنوات»، حسب منظمة الصحة العالمية.

ويأتي سكان القارة الأميركية في المرتبة الثانية مع متوسّط استهلاك 7.5 لتر سنوياً، وفق أحدث تقرير عن الاستهلاك العالمي للكحول، نشرته منظمة الصحة العالمية في يونيو (حزيران).

وفي التفاصيل، يعود أعلى معدّل استهلاك للكحول في أوروبا إلى الرجال مع 14.9 لتر سنوياً في المتوسط، وهو ما يزيد على معدّل استهلاك النساء للكحول بأربع مرات (أربعة لترات سنوياً).

ويعاني شخص من كل 10 بالغين (11 في المائة) في أوروبا من اضطراب مرتبط بتناول الكحول، ويُدمِن واحد تقريباً من كل 20 شخصاً المشروبات الكحولية (5.9 في المائة)، وفق ما أكد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الذي يشمل 53 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى.

وأضاف: «في أوروبا، تشكل الكحوليات سبباً رئيسياً للوفاة، إذ يموت بسببها سنوياً نحو 800 ألف شخص».

وتتسبب الكحوليات في أمراض كثيرة غير معدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هذه الأمراض «مسؤولة عن 90 في المائة من كل الوفيات في المنطقة».

ودعت إلى «رفع الضرائب على المشروبات الكحولية، وفرض قيود عالمية على بيع الكحول وخفض إتاحته».

وتودي الكحوليات بحياة 2.6 مليون شخص سنوياً في مختلف أنحاء العالم، وهو رقم لا يزال «مرتفعاً بشكل غير مقبول»، حسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس.