الكرملين يحذّر أوروبا من «ردّ قاس» على «سرقة» الأصول الروسية المجمّدة

تدريبات على صواريخ استراتيجية... واستهداف «مرتزقة أوروبيين» في خاركيف

صورة وزَّعَتها وزارة الدفاع الروسية لقاذفة صواريخ «يارس» المتنقلة لدى خروجها من مخبئها للمشاركة في تدريبات (رويترز)
صورة وزَّعَتها وزارة الدفاع الروسية لقاذفة صواريخ «يارس» المتنقلة لدى خروجها من مخبئها للمشاركة في تدريبات (رويترز)
TT

الكرملين يحذّر أوروبا من «ردّ قاس» على «سرقة» الأصول الروسية المجمّدة

صورة وزَّعَتها وزارة الدفاع الروسية لقاذفة صواريخ «يارس» المتنقلة لدى خروجها من مخبئها للمشاركة في تدريبات (رويترز)
صورة وزَّعَتها وزارة الدفاع الروسية لقاذفة صواريخ «يارس» المتنقلة لدى خروجها من مخبئها للمشاركة في تدريبات (رويترز)

وجّه الكرملين رسالة تحذير قوية إلى الغرب، على خلفية إطلاق خطوات لاستخدام عائدات أصول روسية مجمّدة لدعم أوكرانيا. وهدّد الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف بـ«ردّ قاس»، ورأى أن «سرقة» الأصول الروسية المجمّدة لدى الغرب سوف تمثّل «أسوأ مسار قد تنتهجه أوروبا».

ولوّح بيسكوف بخطوات قد تقوم بها موسكو لمواجهة بدء تحويل عائدات الأصول المجمّدة إلى كييف، وقال إن «سرقة أوروبا للأصول الروسية لن تمر من دون ردّ، ونبحث إمكانية الملاحقة القانونية للمتورطين في نهب أموالنا».

وحذّر من أن النقاشات الجارية حالياً لبدء «تحريك الأصول الروسية المجمّدة لمساعدة كييف هو أسوأ مسار قد تنتهجه أوروبا».

صورة وزَّعَتها وزارة الدفاع الروسية لجنود يموّهون قاذفة صواريخ «يارس» المتنقلة خلال تدريبات (أ. ب)

بدورها قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ردّ روسيا على تحويل عائدات الأصول الروسية لصالح أوكرانيا سيكون قاسياً.

وأضافت في حديث مع الصحافيين: «حذَّرنا مراراً وتكراراً من أننا سنردّ بشدة، وسنتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية، وسوف يشعرون بذلك».

وكان مفوّض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال إن الدفعة الأولى، وقيمتها 1.4 مليار يورو، مخصّصة لتمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، من عائدات الأصول الروسية المجمّدة، سوف تُصرف مطلع أغسطس (آب) المقبل.

في الوقت ذاته، قال بوريل إن دول الاتحاد لم تتّفق على الإفراج عن أموال «الصندوق الأوروبي للسلام» الخاص بدعم أوكرانيا.

وأضاف بوريل، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل، الاثنين، إن «هذه الأموال لا تزال مجمّدة بسبب دولة واحدة، وهذا أمر مُخزٍ»، في إشارة مباشرة إلى موقف المجر التي عرقلت قراراً بتخصيص أكثر من 6 مليارات يورو لتوريد أسلحة إلى أوكرانيا عبر الصندوق الأوروبي.

وأوضح أن «ذلك لا يمنع أوكرانيا من الحصول على الأسلحة».

صورة من فيديو وزَّعَته وزارة الدفاع الروسية لجندي يطلق قذيفة من مدفع ذاتي التلقيم في مكان لم تحدّده (أ.ب)

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، الثلاثاء، خلال اجتماع مع رؤساء المنظمات غير الربحية في روسيا، إن الدول الغربية أظهرت أنها غير مستعدّة للتعاون المتكافئ مع روسيا.

ورأى أن «روسيا والغالبية العظمى من الدول تدعم نظاماً عالمياً ديمقراطياً متساوياً على أساس ميثاق الأمم المتحدة».

في المقابل، أشار إلى أن «الولايات المتحدة تنظر إلى أوروبا تماماً كما تنظر إلى روسيا والصين، واليوم نشهد خضوع أوروبا للولايات المتحدة».

على صعيد آخر، دعت السفارة الأميركية في موسكو السلطات الروسية إلى إطلاق سراح الصحافية الروسية الأميركية ألسو كورماشيفا، التي تعمل لدى إذاعة «أوروبا الحرة»، المموَّلة من الولايات المتحدة، بعد أن قضت محكمة روسية الأسبوع الماضي بسجنها لمدة 6 سنوات ونصف السنة.

وقالت المحكمة إنها أدانت كورماشيفا، التي تنفي ارتكاب أي مخالفات، بتهمة نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي.

أوكرانية تزور قبور معارف لها قُتلوا خلال الحرب مع روسيا في مقبرة خارج كراماتورسك (أرشيفية - رويترز)

إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «تاس» الحكومية بأن مجلس النواب الروسي (الدوما) اقترح احتجازاً تأديبياً لمدة تصل إلى 10 أيام، للجنود الذين يستخدمون أجهزة محمولة مزوَّدة بكاميرات وخصائص تحديد الموقع الجغرافي في مناطق القتال مثل أوكرانيا.

وأفادت «تاس» بأنه وفقاً لمشروع القانون الذي تدعمه لجنة الدفاع بمجلس النواب، فإن استخدام الأجهزة المخصصة «للأغراض المنزلية»، التي تتيح التصوير والتسجيل الصوتي، ونقل البيانات الجغرافية أثناء التواجد في منطقة القتال في أوكرانيا، سيُعدّ مخالفة تأديبية جسيمة.

ويسمح مشروع القانون لقادة الوحدات العسكرية بالبَتّ في فرض الاحتجاز التأديبي، الذي تصل مدّته إلى 10 أيام، في حال ارتكاب مخالفة تأديبية واحدة.

وذكرت «تاس» أن مشروع قانون مجلس النواب يسعى أيضاً إلى الاحتجاز التأديبي لمدة تصل إلى 10 أيام للجنود الذين ينتهكون الحظر المفروض حالياً على نشر معلومات قد تكشف عن هويات أو مواقع أفراد الجيش الروسي.

صورة من فيديو وزَّعَته وزارة الدفاع الروسية لإطلاق قذيفة من مدفع ذاتي التلقيم في مكان لم تحدّده (أ.ب)

تدريبات باستخدام قاذفات صواريخ

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن القوات الاستراتيجية الصاروخية الروسية أجرت تدريبات باستخدام قاذفات صواريخ «يارس» المتنقلة، في جمهورية ماري إل بوسط روسيا، وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن التدريبات كانت مقرَّرة من قبل.

وفي وقت سابق من الصيف الجاري، أجرت وزارة الدفاع الروسية بالفعل تدريبات مماثلة باستخدام صواريخ «يارس»، القادرة على إطلاق صواريخ ذات رؤوس حربية نووية، في منطقتَي إيفانوفو وإيركوتسك.

ميدانياً، أفادت الوزارة في بيان، بأن قواتها وجّهت ضربة صاروخية قوية على تجمّع عسكري في مدينة خاركيف الأوكرانية (شرق)، ما أسفر عن مقتل 50 مدرباً ومرتزقاً أجنبياً.

وأوضح البيان العسكري أن الضربة استهدفت القضاء على 50 خبيراً لـ«الناتو»، يعملون على تدريب القوات الأوكرانية على التقنيات الغربية المسلَّمة إلى كييف.

اللافت أن موسكو كانت قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن معطيات استخباراتية تؤكد تمركُز مجموعات من «المرتزقة» الفرنسيين في منطقة خاركيف.

وأعلن منسق العمل السري في جنوب أوكرانيا سيرغي ليبيديف، أنه «تم اكتشاف مجموعة جديدة من المرتزقة الفرنسيين في خاركيف».

وفي وقت سابق، حذّر وزير الخارجية الروسي من أن «أي عسكريين فرنسيين في أوكرانيا بصفة مدرّبين أو مرتزقة هم أهداف مشروعة لروسيا».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في مارس (آذار) الماضي أن 13387 مرتزقاً وصلوا إلى أوكرانيا خلال العامين الماضيين؛ للقتال إلى جانب كييف، وأنه تم القضاء على 5962 منهم.


مقالات ذات صلة

وزير خارجية أوكرانيا في الصين بحثا عن حل مع روسيا

أوروبا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (أرشيفية - د.ب.أ)

وزير خارجية أوكرانيا في الصين بحثا عن حل مع روسيا

بدأ وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، زيارة إلى الصين، الشريك المقرب لروسيا، الثلاثاء، هي الأولى منذ بدء الحرب بين موسكو وكييف.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: روسيا ترغب في تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا

أعلن الكرملين اليوم (الثلاثاء) أن روسيا ترغب في أن تحسن تركيا وسوريا علاقاتهما.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا تجمع لجنود روس قرب الحدود مع أوكرانيا (أرشيفية - رويترز)

«الدوما» الروسي يقترح معاقبة الجنود الذين يستخدمون الهواتف الذكية في أوكرانيا

اقترح مجلس النواب الروسي (الدوما) احتجازاً تأديبياً لمدة تصل إلى 10 أيام للجنود الذين يستخدمون أجهزة جوالة مزودة بكاميرات في مناطق القتال مثل أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا مدمرة روسية قرب جسر القرم (أرشيفية - رويترز)

هجوم أوكراني بمسيّرات على سفينة روسية قرب القرم... وسقوط قتلى وجرحى

أسقطت روسيا خلال الليل 25 مسيّرة أوكرانية من بينها 21 فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، على ما أعلنت وزارة الدفاع  اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جانب من الدمار جراء القصف الروسي على أوكرانيا (إ.ب.أ)

أوكرانيا: ضربة جوية روسية تلحق أضراراً ببنية تحتية حيوية في منطقة سومي

قال مسؤولون أوكرانيون، اليوم (الثلاثاء)، إن هجوماً جوياً روسياً ألحق أضراراً بمنشآت بنية تحتية حيوية في منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أولمبياد باريس: غوتيريش يدعو إلى «إلقاء السلاح» خلال الألعاب

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

أولمبياد باريس: غوتيريش يدعو إلى «إلقاء السلاح» خلال الألعاب

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «إلقاء السلاح» في العالم خلال إقامة الألعاب الأولمبية في باريس، في فيديو مصوّر سيبث خلال حفل الافتتاح، الجمعة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال غوتيريش في رسالته التي بُثت اليوم (الثلاثاء) من قبل المنظمة العالمية: «يجتمع العالم بأسره في باريس من أجل الاحتفال بقوة الرياضة. من أجل بعث الأمل وتجاوز الثقافات. وتعزيز الاحترام المتبادل واللعب النظيف».

وتابع: «هي أيضاً المُثُل العليا للأمم المتحدة. وانطلاقاً من روح الهدنة الأولمبية، أدعو الجميع إلى إلقاء أسلحتهم. وبناء الجسور. وتشجيع التضامن. والسعي لتحقيق الهدف النهائي: السلام للجميع».

وأضاف: «أتمنى كل النجاح للرياضيين الأولمبيين والألعاب البارالمبية. تلهموننا من أجل أن نحلم أكثر. أتمنى أن تضيء الشعلة الأولمبية الطريق إلى عالم يسوده السلام والوئام، مع احتدام الصراعات في جميع أنحاء العالم».

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) قرارها التقليدي الذي يدعو جميع دول العالم إلى احترام «الهدنة الأولمبية» ابتداء من اليوم السابع قبل بدء أولمبياد باريس (26 يوليو «تموز» - 11 أغسطس «آب» 2024) وحتّى اليوم السابع بعد انتهاء دورة الألعاب البارالمبية (28 أغسطس - 8 سبتمبر «أيلول»).

وأعادت الأمم المتحدة، بإلهام من التقليد اليوناني القديم «إيكيخيريا» الذي كان يتطلّب وقف جميع الأعمال العدائية خلال الألعاب الأولمبية القديمة، إحياء هذه «الهدنة» في عام 1993، في أعقاب مبادرة من اللجنة الأولمبية الدولية.