معسكر ماكرون نجح في إيصال مرشحته إلى رئاسة البرلمان مجدداً بعد تفاهم ضمني مع اليمين

يائيل براون - بيفيه استفادت من انسحاب اليمين التقليدي لصالحها ومن أصوات 17 وزيراً صوتوا كنواب

انتخاب يائيل براون - بيفيه المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون مجدداً رئيسة للجمعية الوطنية الفرنسية (رويترز)
انتخاب يائيل براون - بيفيه المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون مجدداً رئيسة للجمعية الوطنية الفرنسية (رويترز)
TT

معسكر ماكرون نجح في إيصال مرشحته إلى رئاسة البرلمان مجدداً بعد تفاهم ضمني مع اليمين

انتخاب يائيل براون - بيفيه المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون مجدداً رئيسة للجمعية الوطنية الفرنسية (رويترز)
انتخاب يائيل براون - بيفيه المؤيدة للرئيس إيمانويل ماكرون مجدداً رئيسة للجمعية الوطنية الفرنسية (رويترز)

غريب أمر السياسة الفرنسية وتشعباتها التي تخرج أحياناً عن علوم المنطق والحسابات البدائية. وجاءت إعادة انتخاب يائيل براون - بيفيه، لرئاسة الجمعية الوطنية (البرلمان) لتطرح أحجية يكنه أسرارها النظام الانتخابي الفرنسي، ولترسي معادلات ستكون لها تبعاتها للسنوات المقبلة، أو على الأقل للسنوات الثلاث المتبقية للرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.

يائيل براون - بيفيه متحدثة ليل الخميس ــ الجمعة إلى النواب بعد إعادة انتخابها لترؤس البرلمان الجديد (أ.ف.ب)

تبين الأرقام التي لا تقبل الجدل أن معسكر ماكرون المتشكل من حزبه «تجدد» (الذي تغير اسمه إلى «معاً من أجل الجمهورية»)، ومن حزب الحركة الديمقراطية (وسط)، و«هوريزون» (يمين الوسط)، حصل في الانتخابات الأوروبية على أقل من 15 بالمائة من الأصوات، وعلى 20 بالمائة في الجولة الأولى من الانتخابات النيابية، وخسر ما يزيد على 80 مقعداً في الدورة البرلمانية الجديدة؛ إذ حل في المرتبة الثانية في حين حلت الجبهة الشعبية الجديدة (تحالف اليسار والخضر) في المرتبة الأولى. وبعكس توقعاته، لم يحز اليمين المتطرف ممثلاً بـ«التجمع الوطني» قصب السبق ليرتع في المرتبة الثالثة.

وكان يفترض بهذه النتائج التي تسبب بها قرار ماكرون حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، أن تكون لها تبعاتها على تركيب السلطة. والحال، أن ماكرون ما زال في قصر الإليزيه، وأن رئيس حكومته، غابرييل أتال، رغم قبول استقالته منتصف الأسبوع المنتهي، ما زال في موقعه لـ«تصريف الأعمال». أما يائيل براون - بيفيه، فقد أعيد انتخابها ليل الخميس ــ الجمعة لولاية ثانية بحصولها على 220 صوتاً (من أصل 577 صوتاً)، متفوقة على أندريه شاسيني، النائب عن الحزب الشيوعي، مرشح الجبهة الشعبية الذي حصل على 207 أصوات.

جان لوك ميلونشون زعيم حزب فرنسا الأبية متحدثاً في مؤتمر صحافي في 10 يوليو (أ.ف.ب)

وللتوصل إلى هذه النتيجة، حصلت ثلاث جولات انتخابية استمرت نحو ست ساعات. والمرشح الثالث الذي بقي في السباق هو سيباستيان شينو، مرشح اليمين المتطرف الذي تأرجح، في الدورات الثلاث، ما بين 141 و143 صوتاً. بالمقابل، فإن براون - بيفيه حصلت في الدورة الأولى على 124 صوتاً لتقفز في الثانية إلى 210 أصوات ولتفوز في الثالثة بـ220 صوتاً.

فابيان روسيل أمين عام الحزب الشيوعي (إ.ب.أ)

إعادة تكوين السلطة

ما كان أمر كهذا يمكن حصوله من غير التفاهم الضمني بين اليمين التقليدي ممثلاً بحزب «الجمهوريون» الذي غيّر اسمه إلى «اليمين الجمهوري»، وبين المعسكر الرئاسي ومرشحته براون - بيفيه من خلال سحب مرشحه النائب فيليب جوفان (48 صوتاً)، وانسحاب مرشحة «هورايزون» النائبة نعيمة موتشو، بحيث وفرا لبراون - بيفيه الأكثرية النسبية، في الجولة الثالثة، ما مكنها من العودة إلى موقعها السابق رئيسة للبرلمان.

أوليفيه فور أمين عام الحزب الاشتراكي (الثاني من اليمين) يتهم اليسار المتشدد بأنه يرغب في البقاء بالمعارضة (إ.ب.أ)

كان ذلك باسم منع جبهة اليسار من احتلال موقع رئيسي في الجمهورية الفرنسية؛ إذ إن رئيس البرلمان يعد الشخصية الرابعة في الدولة ويتمتع بصلاحيات واسعة. والأكثر من ذلك، أن اختصاصيين في القانون الدستوري يعتبرون أن مشاركة 17 وزيراً في الاقتراع وإن كان ماكرون قد قبل استقالة حكومته قبل يوم واحد، تعد مخالفة دستورية. ومن غير أصوات هؤلاء الوزراء الذين نجحوا في الانتخابات الأخيرة، ما كان لبراون - بيفيه أن تعود إلى سدة البرلمان.

حقيقة الأمر أن ما حصل في الجمعية الوطنية يعد خسارة واضحة للجبهة الشعبية الجديدة التي تتمتع بأكبر كتلة برلمانية (193 نائباً). إلا أن الصعوبة التي تعاني منها أنها تضم في صفوفها حزب «فرنسا الأبية» الذي يتزعمه المرشح الرئاسي الأسبق جان لوك ميلونشون. ومنذ سنوات، دأب اليمين بجناحيه التقليدي والمتطرف، وأيضاً معسكر ماكرون، على التعامل معه على أنه «الفزاعة» التي يتعين، بكل الوسائل، منعها من الوصول إلى السلطة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف وجوردان باديلا رئيس حزب «التجمع الوطني» خلال مهرجان انتخابي في باريس يونيو الماضي قبل تبخر حلم الوصول إلى السلطة (أ.ب)

وبعد أن تعاون معسكر ماكرون مع الجبهة الشعبية عن طريق سحب 220 مرشحاً لقطع الطريق على الجبهة الوطنية وحرمانها من الحصول على الأكثرية المطلقة في البرلمان، تغيرت الأوضاع في انتخابات رئاسة الجمعية الوطنية؛ إذ حصل توافق ضمني بين كافة ألوان الطيف السياسي على حرمان اليسار من الرئاسة. يضاف إلى ذلك أن مشكلة الجبهة الشعبية أنها تفتقر لخزان من الأصوات الرديفة التي يمكن أن تسهل لها الحصول على الأكثرية النسبية.

منذ ليل السابع من يوليو (تموز)، يجهد قادة تحالف اليسار للتوافق على اسم مرشح يقدمونه لرئيس الجمهورية من أجل أن يشكل الحكومة الجديدة. والحال، أنهم حتى اليوم لم ينجحوا في ذلك بسبب المنافسة الحادة القائمة بين الحزب الاشتراكي و«فرنسا الأبية» على تزعم الجبهة وعلى اختيار شخصية قريبة منه لترؤس الحكومة.

غابرييل أتال رئيس الحكومة الفرنسية المستقيل (إ.ب.أ)

ولا شك أن الذي يعطيه الدستور حق اختيار رئيس الحكومة سيجد فيما حصل ليل الخميس - الجمعة في البرلمان حجة للامتناع عن استدعاء شخصية يسارية لممارسة السلطة التنفيذية إلى جانبه. ومنذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، لم يوفر ماكرون فرصة إلا دعا الأحزاب السياسية إلى التفاهم فيما بينها من أجل تشكيل «قوس جمهوري» حول كتلته «الوسطية» يمتد من اليمين التقليدي وحتى اليسار الاشتراكي والخضر وربما أيضاً الشيوعيين، مستبعداً بذلك «التجمع الوطني» (اليمين المتطرف) الذي حصل في الجولة الأولى على 10.4 مليون صوت و«فرنسا الأبية».

الرهان على تفكك جبهة اليسار

ليس سراً أن ماكرون يراهن على تفكك صفوف جبهة اليسار وابتعاد الاشتراكيين والخضر عن ميلونشون بحيث يستعيد رئيس الجمهورية جانباً من حرية الحركة السياسية التي افتقد جزءاً كبيراً منها بعد خسارته الأكثرية النسبية في البرلمان. بيد أن ما حصل من انسحاب مرشح اليمين التقليدي لصالح مرشحة المعسكر الماكروني يؤشر لقيام تحالف حكومي بين الطرفين يمكن أن يرتدي أشكالاً مختلفة. ويستفيد حزب «اليمين الجمهوري» من حاجة معسكر ماكرون لأصوات نوابه الـ48 في البرلمان لفرض شروطه. ففي البرلمان الجديد ثلاث كتل رئيسية: الجبهة الشعبية الجديدة واليمين المتطرف والمعسكر الماكروني. والحال، أن الأولى ليس لديها حلفاء تتعاون معهم سوى عدد قليل من النواب لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

أمين عام الحزب الاشتراكي أوليفيه فور (وسط) اقترح ترؤس الحكومة العتيدة وسط انقسامات حادة للجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزاب اليسار والخضر (رويترز)

كذلك حال اليمين المتطرف الذي أُخرج من القوس الجمهوري، في حين أن كتلة ماكرون يمكن أن تبحث عن حلفاء يميناً ويساراً، أو أن تتعاون معهم «على القطعة»؛ أي بحسب مشروع القانون المقدم للبرلمان، وهو ما فعلته حكومة إليزابيث بورن وبعدها حكومة غابرييل أتال، وكلتاهما كانتا تفتقران للأكثرية المطلقة. ولكن بعد ما حصل في البرلمان، يمكن توقع تقارب أوضح وأقرب بين الكتلة الرئاسية واليمين التقليدي. وما يسهل الأمور أن سياسة ماكرون تميل إلى اليمين، وأن وزراء أساسيين من حكوماته المتعاقبة جاءوا من أوساط اليمين، وأبرزهم وزير الداخلية جيرالد درامانان، ووزير الاقتصاد برونو لومير.

حتى اليوم، لم تُعرف بعد أحزاب الأكثرية أو المعارضة بانتظار قيام حكومة جديدة. والثابت أن فرنسا دخلت حالة من المطبات الهوائية الصعبة. ولم يتأخر اليسار أو اليمين المتطرف في اتهام «الماكرونية السياسية» بأنها «سرقت» أصوات الناخبين الذين أرادوا التغيير. والحال، أن ما هو حاصل أو ما قد يحصل قد يعيد الأمور إلى المربع السابق وإعادة إنتاج السلطة نفسها، ما يمكن أن ينعكس صراعاً داخل البرلمان وحراكاً في الشارع.


مقالات ذات صلة

الرئاسة التونسية: الرئيس قيس سعيد يترشح لولاية أخرى

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد يعلن من برج الخضراء ترشحه لولاية رئاسية جديدة (لقطة من فيديو نشرته الرئاسة التونسية)

الرئاسة التونسية: الرئيس قيس سعيد يترشح لولاية أخرى

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد عزمه على الترشح لولاية رئاسية أخرى في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول).

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون يلقي كلمة بعد تقديم ملف ترشحه (حملة الرئيس)

بدء الفصل في ملفات المرشحين لاستحقاق الرئاسة الجزائرية

بدء الفصل في ملفات المرشحين لاستحقاق الرئاسة الجزائرية ومدى مطابقة أوراقهم مع شروط الوصول إلى كرسي الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي اللجنة القضائية العليا تعلن نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري (وكالة سانا)

مرشحون يشكون من عمليات تزوير ضخمة في الانتخابات البرلمانية السورية

كشفت مصادر واكبت انتخابات مجلس الشعب في دمشق أن «عمليات تزوير ضخمة» حصلت خلال عملية الاقتراع في معظمها لصالح قائمة مدعومة من إيران في ظل غياب روسي عن المشهد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يعانق أحد أحفاده في آخر يوم من المؤتمر الوطني الجمهوري (أ.ف.ب)

«يعطينا الحلوى والصودا»... تعرّف على أحفاد ترمب الـ10

أخيراً، انضم أحفاد ترمب أيضاً إلى المشهد على خشبة المسرح في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

تبون يقدم ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية الجزائرية

قدّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم (الخميس)، طلب ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

زيلينسكي الثاني بعد كلينتون يحضر اجتماع مجلس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت

زيلينسكي يرغب في «دعم قوي» من ستارمر وسوف يضغط من أجل الحصول على تصريح باستخدام الصواريخ البريطانية في العمق الروسي (أ.ف.ب)
زيلينسكي يرغب في «دعم قوي» من ستارمر وسوف يضغط من أجل الحصول على تصريح باستخدام الصواريخ البريطانية في العمق الروسي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي الثاني بعد كلينتون يحضر اجتماع مجلس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت

زيلينسكي يرغب في «دعم قوي» من ستارمر وسوف يضغط من أجل الحصول على تصريح باستخدام الصواريخ البريطانية في العمق الروسي (أ.ف.ب)
زيلينسكي يرغب في «دعم قوي» من ستارمر وسوف يضغط من أجل الحصول على تصريح باستخدام الصواريخ البريطانية في العمق الروسي (أ.ف.ب)

التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، برئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر وكبار الوزراء في مقر رئاسة الحكومة بـ«داونينغ ستريت»، وتحدث أمام اجتماع غير عادي لمجلس الوزراء، وذلك بعد أن شارك في اليوم السابق في قمة «المجموعة السياسية الأوروبية» التي استضافتها بريطانيا، وشارك فيها ما يقارب 50 من رؤساء حكومات الدول الأوروبية.

وقال ستارمر في بيان نشره «داونينغ ستريت» إنّ «أوكرانيا كانت وستظلّ دائماً في صلب أولويّات هذه الحكومة، لذلك من المناسب تماماً أن يُلقي الرئيس زيلينسكي خطاباً تاريخياً أمام حكومتي».

ترحيب خاص بزيلينسكي في اجتماع الحكومة (أ.ف.ب)

وشدد الزعيم العمالي ستارمر، الذي انتخب حزبه قبل أسبوعين بأغلبية ساحقة، مما خوله أن يقود حكومة عمالية بعد أن أمضى 14 عاماً في صفوف المعارضة، على دعم المملكة المتحدة المتواصل لأوكرانيا.

ويكون زيلينسكي أول مسؤول يزور مقر الحكومة البريطانية في «داونينغ ستريت»، رسمياً، في ظل قيادة ستارمر، وأول زعيم أجنبي يخاطب مجلس الوزراء بشكل مباشر منذ اجتماع مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في عام 1997.

وقدم الرئيس الأوكراني إحاطة حول الوضع في أوكرانيا، والحاجة إلى توسيع القاعدة الصناعية الدفاعية في أوروبا، فضلاً عن الاتفاق مع ستارمر على تمويل للصادرات الدفاعية بقيمة 3.5 مليار جنيه إسترليني (4.5 مليار دولار).

وأضاف ستارمر، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «مكاسب روسيا المتزايدة في ميدان المعركة لا تساوي شيئاً مقارنة بالدعم الدولي الجماعي لأوكرانيا، أو قوة الأواصر بين شعوبنا».

رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر مع أعضاء حكومته بحضور الرئيس الأوكراني (إ.ب.أ)

وقال زيلينسكي في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل الاجتماع، إنه يرغب في «دعم قوي» من ستارمر، وإنه سوف يضغط من أجل الحصول على تصريح باستخدام الصواريخ البريطانية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، خاصة من المواقع التي تهاجم منها القوات الروسية الأهداف المدنية في أوكرانيا.

وكان قد رفض المستشار الألماني أولاف شولتس طلباً مماثلاً من الرئيس الأوكراني إلى حلفائه الغربيين بأن يقوموا باستخدام أسلحتهم الخاصة بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية فوق الأراضي الأوكرانية. لكن رفض شولتس مجدداً خلال قمة الخميس الأوروبية طلب زيلينسكي برفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية ضد الأراضي الروسية.

ورداً على سؤال عما إذا كان يتفق في هذه النقاط مع دول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال شولتس في مؤتمر صحافي: «أرى مثل هذا الإجماع على أن مثل هذه الخطوات ليست واردة، حتى الولايات المتحدة واضحة جداً في هذا الأمر».

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

وعلى النقيض من شولتس، قال وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي في تصريح لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إنه يعارض القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية. وقال لامي: «من المهم أن تتخذ أوكرانيا قراراتها بنفسها في العمليات بينما تخوض هذه الحرب و(يوجد) شبابها ونساؤها على الجبهة».

ورغم ذلك يبدو إسقاط حلفاء «الناتو» لصواريخ روسية أمراً بعيد الاحتمال، حيث رفض الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الاقتراح، الأسبوع الماضي.

ويُرتقب أيضاً أن يوقّع الزعيمان معاهدة لتعزيز القدرات الصناعيّة الدفاعيّة للمملكة المتحدة وأوكرانيا، وزيادة إنتاج المعدّات العسكريّة والأسلحة. ويُفترض أن تتيح هذه المعاهدة لأوكرانيا الحصول على تمويل بقيمة 3.5 مليارات جنيه إسترليني (4.6 مليارات يورو) لدعم قوّاتها المسلّحة، وأن تسمح لشركات الدفاع في كلا البلدين بالاستثمار في الابتكار وتعزيز قدراتها العسكريّة.

يشار إلى أن عدة قضايا فساد ظهرت في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022، خصوصاً داخل وزارة الدفاع، فيما تكافح كييف لطمأنة المانحين الغربيين بأنها تستخدم المساعدات بشكل صحيح. وفي هذا السياق اعتقلت أوكرانيا، الجمعة، 30 مسؤولاً بمختلف أنحاء البلاد، بسبب ما يزعم من اختلاس أموال مخصصة للدفاع عن البلاد. وجاء في بيان صادر عن مكتب المدعي العام في أوكرانيا على موقعه الإلكتروني أن هؤلاء المعتقلين مشتبه بهم في إطار تحقيق بشأن اختلاس أكثر من 138 مليون هريفنيا (3.3 مليون دولار)، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، الجمعة.

أعلنت روسيا، الجمعة، السيطرة على بلدة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن القوات الروسية «حررت قرية يوريفكا» على مسافة نحو 30 كم شمال عاصمة المنطقة.

ستارمر يتوسط ضيوف القمة الأوروبية (إ.ب.أ)

كما ذكرت السلطات المحلية، الجمعة، أن امرأتين قتلتا وأصيب عدة أشخاص آخرين، بنيران المدفعية الروسية، التي عبرت نهر دنيبرو وسقطت على قرية في جنوب أوكرانيا. وأعلن أولكسندر بروكودين، الحاكم العسكري لمنطقة خيرسون على تطبيق «تلغرام» أن أحد المصابين هو طبيب.

ونشر على التطبيق أن قوات روسية أطلقت 40 قذيفة، من قاذفة صواريخ على قرية «بيلوسيركا» على الضفة الشمالية من نهر دنيبرو، خلال الليل. وألحقت أضراراً بنحو 60 منزلاً.

ولقيت امرأة حتفها في منزلها. وتم العثور على جثة امرأة أخرى، في وقت لاحق، تحت الأنقاض.

وكانت روسيا قد احتلت بيلوسيركا، إلى جانب باقي منطقة خيرسون، في ربيع عام 2022، بعد وقت قصير من شنها غزواً شاملاً على جارتها في فبراير من ذلك العام. غير أنه تم طرد القوات الروسية من المنطقة في أواخر خريف عام 2022، ومنذ ذلك الحين، شكلت المناطق السفلى الواسعة من نهر دنيبرو خط المواجهة في معظم الأماكن.