«الناتو» يحتاج إلى 35 لواء إضافياً على الأقل لتنفيذ خطط دفاعية جديدة

الأعلام ترفرف أثناء انعقاد اجتماع وزراء خارجية «الناتو» بمقر التحالف في بروكسل أبريل الماضي (رويترز)
الأعلام ترفرف أثناء انعقاد اجتماع وزراء خارجية «الناتو» بمقر التحالف في بروكسل أبريل الماضي (رويترز)
TT

«الناتو» يحتاج إلى 35 لواء إضافياً على الأقل لتنفيذ خطط دفاعية جديدة

الأعلام ترفرف أثناء انعقاد اجتماع وزراء خارجية «الناتو» بمقر التحالف في بروكسل أبريل الماضي (رويترز)
الأعلام ترفرف أثناء انعقاد اجتماع وزراء خارجية «الناتو» بمقر التحالف في بروكسل أبريل الماضي (رويترز)

قال مصدر عسكري، لـ«رويترز»، إن حلف شمال الأطلسي سيحتاج إلى ما بين 35 و50 لواء إضافياً لينفذ بالكامل خططه الدفاعية الجديدة في مواجهة أي هجوم محتمل من روسيا.

ورفض المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، تقديم أي تفاصيل أخرى حول هذه الخطط السرية. وعادةً يتألف اللواء مما يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف جندي، ومن ثم فإن تشكيل ما بين 35 و50 لواء إضافياً سيشكل تحدياً كبيراً.

ويواجه حلف شمال الأطلسي تحدياً منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022، إذ يسعى إلى تعديل موقفه، والتعامل بجدية أكبر مع خطر شن روسيا هجوماً محتملاً.

وفي مؤشر آخر على حجم هذا التحدي، قال مصدر أمني إن ألمانيا وحدها سيتعين عليها زيادة قدراتها في الدفاع الجوي بأربعة أمثال.

وفي قمة عُقدت في فيلنيوس، العام الماضي، اتفق زعماء دول الحلف على أول خطط دفاعية كبرى منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويعمل مسؤولون، منذ ذلك الحين، على تحديد المتطلبات العسكرية الملموسة لتنفيذ هذه الخطط.

ومن المتوقع إطلاع زعماء الحلف على تحديث للخطط في واشنطن، هذا الأسبوع، خلال قمة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي.

ورداً على طلب للتعليق، قال مسؤول في الحلف إن المعنيين بالتخطيط العسكري حددوا «متطلبات تفصيلية للقوات والأسلحة اللازمة للدفاع عن الحلف».

وأضاف: «الدفاعات الجوية والصاروخية والأسلحة بعيدة المدى والأمور اللوجستية، وكذلك تشكيلات المناورة البرية الكبيرة هي من بين أولوياتنا القصوى».

وتابع قائلاً: «سيحدد حلف شمال الأطلسي، على الأرجح، أهدافاً أكثر تطلباً للقدرات العسكرية لدوله، في وقت نطور فيه القوات التي يمكنها أن تنفذ خططنا، وتفي بمواجهة التهديدات التي تحيق بنا. واثقون من أن الردع لدينا سيظل قوياً».

وأحجمت وزارة الدفاع في برلين عن التعليق على الخطط المستقبلية للحلف؛ لسرّيتها، لكنها أضافت أن الدول الأعضاء تلقت دعوات للتنسيق مع الحلف بشأن متطلبات القدرات العسكرية، وأن هذه الجهود ستمتد إلى العام المقبل.

ومن غير الواضح من أين قد يتمكن الحلفاء من إضافة جنود وقوات تكفي لتشكيل عدد يتراوح بين 35 و50 لواء. ربما يستعان بهم من وحدات أخرى من القوات المسلحة، أو تسعى دول من الحلف لتجنيد مزيد من الأفراد، وقد تختار بعض الدول المزج بين النهجين.

والاتفاق على أول خطط كبرى للدفاع منذ الحرب الباردة شكّل تحولاً جذرياً للحلف العسكري الغربي الذي لم يعتقد أن هناك حاجة لرسم خطط دفاع جديدة واسعة النطاق على مدى عقود؛ لأنه قدَّر أن روسيا بعد العهد السوفياتي لم تعد تشكل تهديداً وجودياً.


مقالات ذات صلة

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستقبلاً أمين عام الحلف الأطلسي مارك روته في زيارته الأولى لباريس منذ تسلمه منصبه الجديد (إ.ب.أ)

أوكرانيا والحلف الأطلسي محور الاتصالات الغربية استباقاً لخطط ترمب

المخاوف الغربية من خطط ترمب القادمة بالنسبة لأوكرانيا والحلف الأطلسي تهيمن على الاتصالات الراهنة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا مصافحة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي دونالد ترمب بعد قمة مجموعة السبع بفرنسا في 26 أغسطس 2019 (د.ب.أ)

ماكرون يعجّل بالتواصل مع ترمب طارحاً نفسه ناطقاً باسم الأوروبيين

ماكرون يعجّل بالتواصل مع ترمب طارحاً نفسه ناطقاً باسم الأوروبيين وداعية بناء الاستقلالية الاستراتيجية للقارة القديمة التي تواجه خطر تراجع الاهتمام الأميركي بها.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا وزير الدفاع البريطاني جون هيلي (أ.ف.ب)

وزير الدفاع البريطاني يتوقع أن يظل ترمب داعماً لأوكرانيا و«الناتو»

قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، اليوم (الاثنين)، إنه يتوقع أن تظل الإدارة الأميركية القادمة ملتزمة تجاه حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا في حربها مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب متحدثاً بـ«خطاب النصر» في ويست بالم بيتش بفلوريدا صباح الأربعاء الماضي (أ.ب)

البنتاغون أمام اختبار ولاية ترمب الثانية

أكد ترمب أن مهمته الآن لا تقل عن «إنقاذ بلادنا»، التي تتضمن أجندة موسعة من شأنها إعادة تشكيل الحكومة، والسياسة الخارجية، والأمن القومي، والاقتصاد.

إيلي يوسف (واشنطن)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.