كيف هزم مرشحون مؤيدون لغزة حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية؟

زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
TT

كيف هزم مرشحون مؤيدون لغزة حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية؟

زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

سلطت صحيفة «إيريش إندبندنت» البريطانية (الجمعة) الضوء على هزيمة عديد من مرشحي حزب «العمال» في الانتخابات العامة أمام منافسين مستقلين قامت حملاتهم الانتخابية على برنامج مؤيد لفلسطين.

وقالت الصحيفة إنه «على الرغم من أن موقف حزب العمال بشأن غزة لم يؤثر في فوزه الساحق في الانتخابات، فإن عديداً من مرشحيه خسروا أمام مستقلين من مؤيدي فلسطين، بل إن هتافات (فلسطين حرة) لاحقت زعيم الحزب كير ستارمر سواء في مركز الاقتراع في دائرته الانتخابية (في هولبورن وسانت بانكراس) أو في أثناء فرز الأصوات عندما أُعلن فوزه بمقعده».

وتسبب موقف كير ستارمر بشأن الصراع في غزة في السابق في إثارة عدم ارتياح بين البعض في حزبه، حيث يواجه انتقادات لعدم دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في وقت أقرب.

وكان حزب «العمال» تعهّد في بيانه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وواجه الحزب انتكاسات في الانتخابات المحلية في بعض المناطق التي كانت مضمونة سابقاً، خصوصاً تلك التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين.

وأضافت أن عضو حزب «العمال»، جوناثان أشوورث، هُزم في ليستر ساوث أمام المرشح المستقل شوكت آدم، الذي أعلن «الدفاع عن السلام والعدالة العالميين» من برنامجه.

وذكر على موقعه على الإنترنت: «سأدافع عن قيم ليستر للسلام والعدالة العالميين، التي أهملتها الحكومة الحالية. ورفض نائب دائرتنا التصويت لصالح وقف إطلاق النار لوقف إراقة الدماء في غزة، مما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين الأبرياء دون داعٍ».

أرشيفية لمظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط لندن (رويترز)

وفي ديوسبري وباتلي، فاز المرشح المستقل إقبال محمد، الذي يركز على وقف إطلاق النار واتفاق السلام في غزة، على مرشحة حزب «العمال».

وفي بلاكبيرن، خسرت كيت هولرن من حزب «العمال» أمام عدنان حسين، الذي قال في بيانه على الإنترنت للناخبين: «أعد بأن أجعل مخاوفكم ضد الظلم الذي يتعرض له شعب غزة مسموعة في الأماكن التي فشل فيها مَن يُسمون بممثلينا».

وفي الوقت نفسه، فاز بول وو، من حزب «العمال» في روتشديل أمام زعيم حزب عمال بريطانيا جورج غالاوي بعد أشهر قليلة من فوزه بالمقعد في انتخابات فرعية صادمة هيمنت عليها حرب غزة.

وحقق غالاوي، وهو عضو سابق في حزب «العمال والاحترام»، فوزاً ساحقاً في روتشديل في فبراير (شباط)، حيث حصل على نحو 40 في المائة من الأصوات.

لقد كانت فلسطين موضوعاً رئيسياً في مسيرته السياسية، حيث أعرب خلالها عن معارضته الشديدة للسياسات الخارجية البريطانية والأميركية، سواء في الشرق الأوسط، أو في الآونة الأخيرة، في دعمهما لأوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، ترشّح زعيم حزب «العمال» السابق جيرمي كوربن مستقلاً، واحتفظ بنجاح بمقعده الذي شغله منذ فترة طويلة في إيسلينغتون نورث في لندن بعد التغلب على منافسه العمالي.

وكوربن مؤيد لفلسطين منذ فترة طويلة، وشمل برنامجه الانتخابي المطالبة بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار بالإخلاء

المشرق العربي دخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد قصف إسرائيلي اليوم (ا,ف,ب)

غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار بالإخلاء

استهدفت غارة إسرائيلية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار اسرائيلي بالإخلاء في أحد أحياء المنطقة، كما أظهرت لقطات بثّ مباشر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون على أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 12 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تندد بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية» في قطاع غزة

ندّدت مسؤولة أممية رفيعة، الثلاثاء، بـ«وحشية يومية» تواجه سكان قطاع غزة المحاصر، الذي تقصفه إسرائيل، واصفة ما يجري هناك بـ«أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن شدد على أهمية تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال اجتماع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سائق يقوم بفحص البضائع عند الحدود أثناء مرور شاحنات مساعدات عبر معبر إيريز على الحدود مع شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

غزة: فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد ضغط أميركي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا مائدة تجمع مصريين وغزيين داخل شقة في القناطر الخيرية (الشرق الأوسط)

«غزيو مصر» لم يحملوا الغربة في حقائبهم

بينما يجمع الغزيون الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في مصر، على رغبتهم في العودة إلى القطاع، فإن أحداً منهم لم يشر إلى «الغربة»، أو يشكو «الوحشة والقلق».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ألمانيا تحدد 23 فبراير موعداً للانتخابات المبكرة

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)
TT

ألمانيا تحدد 23 فبراير موعداً للانتخابات المبكرة

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)

تعتزم ألمانيا إجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير (شباط) المقبل، بعد انهيار ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس، وفق ما علمته «وكالة الأنباء الألمانية» في برلين.

وتوصل زعماء البرلمان من أكبر حزبين سياسيين في البلاد - وهما الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شولتس، والتحالف المسيحي المحافظ المعارض - إلى اتفاق حول الموعد، الثلاثاء، وفق ما قالته مصادر من الجانبين لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ويأتي القرار بعد أسبوع من المشاحنات في برلين، بعد أن أقال شولتس وزير المالية في حكومته، كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لمؤسسات الأعمال، وهو ما دفع الحزب إلى الانسحاب من الائتلاف الثلاثي.

جدير بالذكر أن انسحاب الحزب الديمقراطي الحر ترك شولتس من دون أغلبية في مجلس النواب الألماني (بوندستاغ).

رئيس الحزب الديمقراطي الحر ووزير المالية الألماني السابق كريستيان ليندنر (أ.ف.ب)

ومن المتوقع أن يدعو شولتس إلى إجراء تصويت على الثقة بـ«البوندستاغ» في 16 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، من أجل إجراء الانتخابات المبكرة.

ويتعين أن يتخذ الرئيس الاتحادي فرنك - فالتر شتاينماير القرار النهائي بشأن موعد الانتخابات.

وكان شولتس يريد في الأصل الدعوة للتصويت على الثقة في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل من أجل إجراء انتخابات مبكرة في نهاية مارس (آذار) المقبل، إلا أنه بدا بعد ضغوط مستعداً لتقديم تنازلات، حيث قال، الأحد، في تصريحات لمحطة «إيه آر دي» الألمانية التلفزيونية: «لا توجد مشكلة بالنسبة لي على الإطلاق أن أطرح تصويت الثقة قبل عيد الميلاد (الكريسماس)، إذا رأى الجميع الأمر بهذه الطريقة»، مضيفاً أنه إذا حدث توافق على ذلك بين رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي رولف موتسينيش، ورئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي فريدريش ميرتس، فإنه سوف يأخذ ذلك في الحسبان.

وأعلن مرشح التحالف المسيحي للمنافسة على منصب المستشار، فريدريش ميرتس، الاثنين، أنه يسعى بعد انهيار الائتلاف الحاكم إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة في فبراير المقبل. وفي اجتماع اللجنة التنفيذية للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، ذكر ميرتس أن يوم 16 أو 23 فبراير يعد موعداً جيداً لإجراء الانتخابات، كما علمت «وكالة الأنباء الألمانية» في برلين من مصادر مشاركة في الاجتماع. وأراد التحالف المسيحي في الأصل إجراء الانتخابات يوم 19 يناير. وأجرى ميرتس وموتسينيش مناقشات حول هذا الأمر أمس واليوم.

ومن جانبها، أعربت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الانتخابات، روت براند، عن تأييدها موعد الانتخابات الجديد، واصفةً إياه بأنه غير حرج على خلاف الموعد الأول الذي كان ميرتس يطالب به في منتصف يناير المقبل.

وقالت براند في جلسة خاصة باللجنة البرلمانية المختصة بمراجعة الانتخابات إن المواعيد الجديدة التي تتردد في وسائل الإعلام الآن «أراها قابلة للتنفيذ على نحو متوافق مع القانون».

وأثارت براند ضجة، الأسبوع الماضي، عندما حذرت من أن موعد الانتخابات في يناير أو فبراير المقبل سيكون مبكراً للغاية.

وجاء في بيان من براند للمستشار أولاف شولتس في إشارة إلى مثل هذا الموعد المبكر: «بوجه عام، أرى مخاطر عالية في هذه الحالة من أن حجر الزاوية للديمقراطية والثقة بنزاهة الانتخابات قد يتعرضان للخطر».

واتهم التحالف المسيحي براند بالسماح لشولتس بالتلاعب بها سياسياً. ونفى المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت هذا الاتهام، ووصفه بأنه سخيف.