فرنسا: فوز تاريخي لليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية

زعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف مارين لوبان تحتفل بعد ظهور الاستطلاعات التي أظهرت التقدم الكبير لحزبها في الانتخابات 30 يونيو 2024 (أ.ب)
زعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف مارين لوبان تحتفل بعد ظهور الاستطلاعات التي أظهرت التقدم الكبير لحزبها في الانتخابات 30 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

فرنسا: فوز تاريخي لليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية

زعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف مارين لوبان تحتفل بعد ظهور الاستطلاعات التي أظهرت التقدم الكبير لحزبها في الانتخابات 30 يونيو 2024 (أ.ب)
زعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف مارين لوبان تحتفل بعد ظهور الاستطلاعات التي أظهرت التقدم الكبير لحزبها في الانتخابات 30 يونيو 2024 (أ.ب)

حقق حزب «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية وفاز بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، لكن النتيجة النهائية ستعتمد على تحالفات الأيام التي تسبق الجولة الثانية الأسبوع المقبل.

ووفقا للنتائج الرسمية التي أعلنتها وزارة الداخلية، اليوم (الاثنين)، حصل حزب «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف وحلفاؤه على 33 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وجاء تحالف الجبهة الشعبية الجديدة في المركز الثاني بحصوله على 28 في المائة. وذكرت الوزارة أن تحالف الوسط الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون حصل على 20 في المائة.

وكانت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع قد أظهرت حصول حزب «التجمع الوطني» على نحو 34 في المائة من الأصوات.

وتقدم الحزب على منافسيه اليساريين والوسطيين، ومنهم تحالف «معاً» الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والذي أظهرت استطلاعات الرأي حصوله على نسبة تتراوح بين 20.5 و23 في المائة. كما أظهرت استطلاعات الرأي حصول الجبهة الشعبية الجديدة، وهي ائتلاف يساري جرى تشكيله على عجل، على 29 في المائة من الأصوات.

ولم توضح نتائج التصويت الذي شهد إقبالاً كبيراً ما إذا كان حزب «التجمع الوطني» سيتمكن من تشكيل حكومة إلى جانب تحالف ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي.

صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف (أرشيفية/رويترز)

ويتبقى الآن أسبوع على جولة الإعادة المقررة في السابع من يوليو (تموز). وستعتمد النتيجة النهائية على مدى استعداد الأحزاب لتوحيد قواها في كل من الدوائر الانتخابية الفرنسية البالغ عددها 577 في الجولة الثانية.

وكانت الأحزاب المنتمية ليمين الوسط ويسار الوسط تتعاون في الماضي إذا ما رأت أن حزب «التجمع الوطني» يقترب من تولي السلطة في البلاد. لكن هذا ربما لا يحدث هذه المرة.

وفاجأ الرئيس ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن سحق حزب «التجمع الوطني» ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الشهر. وبعد أن ظل «التجمع الوطني»، الذي لا يرى جدوى من عضوية الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة، منبوذاً لفترة طويلة صار الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى.

بدوره، حضّ رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، الناخبين الأحد على عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو «صوتاً واحداً» في الجولة الثانية من الانتخابات العامة.

وقال أتال إن «اليمين المتطرف على أبواب السلطة»، محذراً من أن الحزب قد يحقق غالبية مطلقة.

وأضاف: «هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. يجب ألّا يذهب أيّ صوت إلى حزب التجمع الوطني».

وشهدت مراكز الاقتراع نسبة مشاركة عالية، مما يسلط الضوء على مدى تأثير الأزمة السياسية المتفاقمة في فرنسا على الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسستا «إبسوس» و«إيلاب» للتلفزيون الفرنسي أن نسبة المشاركة النهائية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تراوحت بين 67.5 و69.5 في المائة.

وقال ماتيو جالارد، مدير الأبحاث لدى «إبسوس فرنسا»، إن التقديرات تشير إلى أن إقبال الناخبين الفرنسيين في الجولة الأولى من الانتخابات هو الأعلى منذ عام 1986.


مقالات ذات صلة

بريطانيا... من هم المرشحون المحتملون لزعامة «المحافظين» خلفاً لسوناك؟

أوروبا ريشي سوناك زعيم حزب المحافظين الحالي (رويترز)

بريطانيا... من هم المرشحون المحتملون لزعامة «المحافظين» خلفاً لسوناك؟

تعهد ريشي سوناك بالبقاء زعيماً لحزب المحافظين البريطاني حتى يتم وضع الترتيبات لاختيار خليفته، في أعقاب أسوأ هزيمة انتخابية للحزب في تاريخه البرلماني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجل يدلي بصوته في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة بمركز اقتراع في نانت (رويترز) play-circle 00:28

الفرنسيون يصوّتون في جولة ثانية حاسمة من الانتخابات التشريعية

انطلقت في فرنسا انتخابات تشريعية تاريخية ستبدل بالتأكيد المشهد السياسي وقد توصل اليمين المتطرف إلى السلطة أو تنتج جمعية وطنية خارجة عن السيطرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا رجل يمر أمام لافتة تحمل صور المرشحين لانتخابات حاكم طوكيو (أ.ف.ب)

امرأتان تتنافسان على منصب حاكم طوكيو

يدلي سكان طوكيو بأصواتهم، الأحد، لانتخاب حاكم جديد للعاصمة اليابانية في انتخابات تتنافس فيها يوريكو كويكي الحاكمة الحالية مع الشخصية المعارضة رينهو سايتو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
شمال افريقيا مشاركة السايح في ندوة حول الانتخابات البلدية بمصراتة (مفوضية الانتخابات)

محادثات أممية - روسية لتنسيق الجهود بشأن حل توافقي للأزمة الليبية

أعلنت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، أنها بحثت مع السفير الروسي آيدار أغانين، الوضع الحالي للعملية السياسية في ليبيا. 

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عثمان معزوز رئيس حزب «التجمع من أجل الديمقراطية» المعارض (إعلام الحزب)

الجزائر: «التجمع من أجل الديمقراطية» يقاطع الاستحقاق الرئاسي

قرر «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» (تيار علماني) مقاطعة انتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر، بذريعة أنها «لا تثير أي اهتمام لدى المواطنين».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

روسيا تعلن تدمير منصتي صواريخ باتريوت في أوكرانيا

جنود أوكرانيون أثناء التدريب على مدفع رشاش في منطقة دنيبروبتروفسك (أ.ب)
جنود أوكرانيون أثناء التدريب على مدفع رشاش في منطقة دنيبروبتروفسك (أ.ب)
TT

روسيا تعلن تدمير منصتي صواريخ باتريوت في أوكرانيا

جنود أوكرانيون أثناء التدريب على مدفع رشاش في منطقة دنيبروبتروفسك (أ.ب)
جنود أوكرانيون أثناء التدريب على مدفع رشاش في منطقة دنيبروبتروفسك (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن صواريخ إسكندر الباليستية الروسية دمرت منصتي إطلاق لأنظمة صواريخ سطح جو من طراز باتريوت في منطقة أوديسا بأوكرانيا.

وأضافت الوزارة في بيان عبر تطبيق تلغرام أن الهجوم وقع في منطقة ميناء يوغني ودمر أيضا محطة رادار.

ولم يتضح متى وقع الهجوم على منصتي الإطلاق. ويظهر مقطع فيديو نشرته الوزارة على تلغرام انفجارات في وضح النهار عند منطقة غير مأهولة بالقرب من ساحل.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا هاجمت أوكرانيا بصاروخين باليستيين من طراز إسكندر، لكن لم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد أيضا أن الدفاعات الجوية دمرت جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا لاستهداف أوكرانيا والبالغ عددها 13 في أحدث هجوم من نوعه تشنه موسكو.

إلى ذلك، أكد الجيش ومسؤولون أن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت 7 طائرات مسيرة أوكرانية في منطقتي بيلغورود وكورسك على الحدود مع أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه جرى اعتراض 7 طائرات مسيرة فوق منطقة بيلغورود التي تتعرض لهجمات أوكرانيا على أساس يومي تقريباً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال أليكسي سميرنوف حاكم كورسك الواقعة نحو الشمال الغربي، إن 7 طائرات مسيرة أسقطت فوق منطقته أيضاً. وأضاف أن القوات الأوكرانية قصفت نحو 10 قرى خلال اليوم.

وفي سياق ذي صلة، قال مسؤولون إن 3 مدنيين قتلوا في قصف روسي استهدف منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا.

وذكر ممثلو ادعاء أنه تم انتشال جثتين من بين أنقاض منزل تعرض للقصف في الصباح بقرية قريبة من بريسلاف، شمال المدينة الرئيسية في المنطقة المعروفة أيضاً بخيرسون.

وقال حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين، إن قصف مدفعية في المساء أسفر عن مقتل شخص في قرية جنوب خيرسون. ولم يتسنَّ لـ«رويترز» التحقق من صحة الأنباء.

واستولت القوات الروسية على خيرسون في الأيام الأولى من الغزو الشامل لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022. واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على معظم أنحاء المنطقة في وقت لاحق من ذلك العام، لكن القوات الروسية لا تزال تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.