زيلينسكي يعد الاتفاق الأمني الأميركي - الأوكراني طريقه لـ«الناتو»... وموسكو تقول إنه «حبر على ورق»

قمة «السبع» تركز على التوتر التجاري مع الصين.. وبكين تندد بما وصفته بـ«السلوك الحمائي الفج»

البابا فرنسيس يصافح زيلينسكي في قمة مجموعة الـ7 (إ.ب.ا)
البابا فرنسيس يصافح زيلينسكي في قمة مجموعة الـ7 (إ.ب.ا)
TT

زيلينسكي يعد الاتفاق الأمني الأميركي - الأوكراني طريقه لـ«الناتو»... وموسكو تقول إنه «حبر على ورق»

البابا فرنسيس يصافح زيلينسكي في قمة مجموعة الـ7 (إ.ب.ا)
البابا فرنسيس يصافح زيلينسكي في قمة مجموعة الـ7 (إ.ب.ا)

بموجب الاتفاق الأمني الثنائي، الذي أُبرم بين واشنطن وكييف، يتعين على الولايات المتحدة وأوكرانيا التشاور، في غضون 24 ساعة، «على أعلى المستويات»، بعد أي هجوم مسلَّح مستقبلي قد تشنه روسيا. ويتعهد الاتفاق بتعزيز الجيش الأوكراني، والتعاون في مجال التدريب، والعمل لتقوية صناعة الأسلحة الأوكرانية المحلية. وجاء في بيان أميركي مصاحب للاتفاق: «اليوم، ترسل الولايات المتحدة مؤشراً قوياً على دعمنا القوي لأوكرانيا الآن وفي المستقبل».

ووصفت موسكو التحالف الأمني بين كييف وواشنطن بأنه «حبر على ورق». وقلّلت الناطقة باسم «الخارجية» الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة، من أهمية الاتفاق، الذي أُعلن عنه، أثناء انعقاد قمة مجموعة السبع. ونقلت وكالات أنباء روسية عن زاخاروفا قولها إن «هذه الاتفاقيات لا علاقة لها بشيء، وليست لها قوة القانون». وأشارت زاخاروفا إلى أن الاتفاقيات تهدف بشكل رئيسي إلى «القول للمواطنين الذين لا يزالون في أوكرانيا: إن المجتمع الدولي يبدو كأنه لا يزال معهم». وقالت: «في الحقيقة، إنهم يتجنبون أي مسؤولية قانونية من أجل مستقبل أوكرانيا».

والخميس، وقّعت أوكرانيا اتفاقاً أمنياً آخر مع اليابان، وكان الأخير ضمن سلسلة اتفاقات مشابهة أُبرمت مع حلفائها الغربيين، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا.

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الاتفاق، الممتد على 10 سنوات، بمثابة «جسر» إلى حلف شمال الأطلسي بالنسبة لبلاده. وقال زيلينسكي إن الاتفاق «ينصّ على أن الولايات المتحدة تدعم انضمام أوكرانيا المستقبلي إلى حلف شمال الأطلسي، وتعترف بأن اتفاقنا الأمني يمهّد الطريق أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي».

وأدلى الرئيس الأوكراني بتصريحه هذا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي جو بايدن عُقد في ختام حفل توقيع الاتفاق. وأضاف زيلينسكي: «إنه يوم تاريخي فعلاً».

من ناحيته أكد بايدن اتخاذ «خطوات كبيرة في قمة مجموعة السبع تُظهر أن بوتين لا يستطيع إنهاكنا». ودافع بايدن عن قراره السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لشن هجمات حدودية قصيرة المدى في منطقة خاركيف للتصدي لهجوم روسي، لكنه أضاف أن الهجمات بعيدة المدى لا تزال محظورة.

وطالب زيلينسكي بتزويد بلاده بمزيد من صواريخ باتريوت لحماية أوكرانيا من الهجمات الصاروخية الروسية. وقال بايدن إن خمس دول تعهدت، حتى الآن، بتزويد أوكرانيا بتلك الأنظمة الدفاعية.

والاتفاق الأمني الأميركي الأوكراني يشبه الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع إسرائيل، ويهدف إلى ضمان التزام الإدارات الأميركية المستقبلية بدعم أوكرانيا، إلا أنه يمكن للجمهوري دونالد ترمب، من الناحية النظرية، إلغاء الاتفاق في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. غير أن مسؤولين أميركيين يؤكدون أن الاتفاق في كل الأحوال يؤمّن دعماً دائماً لأوكرانيا.

وتعهّد قادة مجموعة السبع، الجمعة، بتوفير الدعم لأوكرانيا، «ما دام لزم الأمر»، وفق ما جاء في مشروع البيان الختامي لقمة اتفقوا خلالها على قرض جديد لكييف بقيمة 50 مليار دولار.

وجاء في البيان، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نقف متضامنين لدعم أوكرانيا في حربها من أجل الحرية وإعادة بنائها، ما دام لزم الأمر».

ودعا البيان الصين لوقف إرسال مكونات أسلحة إلى روسيا تغذّي حربها ضد أوكرانيا، مضيفاً «ندعو الصين لوقف نقل المواد ذات الاستخدامين، بما فيها مكونات أسلحة والمُعدات التي ترفد قطاع الدفاع الروسي».

وأكد زيلينسكي أن الرئيس الصيني شي جينبينغ وعد بعدم تزويد روسيا بأسلحة تستخدمها ضد أوكرانيا، رغم أن بايدن قال إن بكين تسهم في الجهد الحربي الروسي، من خلال تقديم دعم اقتصادي وصناعي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحافيين: «الصين لا تزود روسيا بالأسلحة بشكل مباشر، بل بالقدرة على إنتاج تلك الأسلحة والتكنولوجيا المتاحة لتنفيذ ذلك... بالتالي تساعد روسيا، في الحقيقة».

وتركزت محادثات الجمعة على المخاوف المتعلقة بالطاقة الإنتاجية الصناعية الزائدة لدى الصين، والتي تقول حكومات غربية إنها تضر أسواق دولهم، إضافة إلى دعم الصين لجهود روسيا في حربها على أوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة، هذا الأسبوع، على شركات مقرُّها الصين تزود روسيا بأشباه الموصلات، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف إزاء الموقف العدواني المتصاعد للصين تجاه تايوان ومناوشات مع الفلبين بشأن مناطق بحرية تتنازع البلدين السيادة عليها.

يهدد الإنتاج الفائض الشركات الغربية التي تواجه صعوبة في مواكبة الصين، ولا سيما في قطاع التكنولوجيا النظيفة الذي يشهد تطوّراً. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين، قبيل القمة: «سنواجه سياسات الصين غير المواتية للأسواق، والتي تؤدي إلى تداعيات مُضرّة عالمياً». وقللت الصين من أهمية المخاوف، لكن واشنطن تضغط من أجل جبهة موحّدة في أوساط مجموعة السبع. ونددت بكين بما وصفته بـ«السلوك الحمائي الفج»، وأكدت أن من حقّها رفع دعوى لدى منظمة التجارية العالمية.

وبدأ زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى اليوم الأخير من المحادثات في قمتهم السنوية، الجمعة، مع تصدر الصين جدول الأعمال، قبل أن يشارك البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بحضور تاريخي لقيادة محادثات حول الذكاء الاصطناعي.

ووصل البابا فرنسيس إلى القمة، الجمعة، ليكون أول زعيم للكنيسة الكاثوليكية يشارك في اجتماع للمجموعة. ومن المقرر أن يتحدث الحبر الأعظم عن مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي، ويعقد 10 محادثات ثنائية مع قادة عدة بلدان؛ بينها الولايات المتحدة والهند وأوكرانيا وتركيا والبرازيل. وانضم إلى البابا عشرة من رؤساء الدول والحكومات؛ من بينهم رئيس وزراء الهند والعاهل الأردني، إذ تفتح المجموعة أبوابها أمام قادة من دول من خارجها؛ في محاولة لإظهار أنها ليست مجموعة حصرية للنخبة.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، للصحافيين، أمس الخميس: «إنه يوم تاريخي لأننا سنستقبل قداسة البابا، فهي المرة الأولى التي يحضر فيها بابا الفاتيكان قمة مجموعة السبع، وأنا فخورة بأن ذلك يحدث أثناء رئاسة إيطاليا للقمة، هذا العام».

البابا يحضر جلسة مع قادة المجموعة حول الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

وسيناقش القادة أيضاً الهجرة، وهي مسألة مهمة بالنسبة لميلوني التي تحثّ أوروبا على مساعدتها في السيطرة على تدفقات الهجرة غير المشروعة من أفريقيا، كما أطلقت خطة لتعزيز التنمية في القارة لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس للهجرة. وسيغادر عدد من القادة إيطاليا، في ساعة متأخرة، الجمعة، من بينهم بايدن. وقالت ميلوني إنهم اتفقوا بالفعل على نتائج القمة، وسيجري إقرارها في نهاية اليوم. ومن الممكن أن تُعقد اجتماعات ثنائية، السبت، بين القادة المتبقين في إيطاليا، قبل المؤتمر الصحافي الختامي الذي ستعقده ميلوني.


مقالات ذات صلة

روسيا تشن هجمات غير مسبوقة... وتتوعد بالمزيد

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أرشيفية - أ.ب)

روسيا تشن هجمات غير مسبوقة... وتتوعد بالمزيد

أفادت السلطات الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت ليل الاثنين - الثلاثاء هجمات غير مسبوقة بطائرات مسيّرة على مدن أوكرانية، مما تسبب في انقطاع التيار.

أوروبا رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

كييف تسعى إلى إقناع ترمب بجدوى الاستثمار في مواردها لمواصلة دعمها

تكافح أوكرانيا من أجل الاحتفاظ بأوراقها التي قد تتيح لها التوصل إلى اتفاق متوازن، بعدما بات من شبه المؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة مقبلة على هذا الخيار.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) «الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا تظهر هذه الصورة التي نشرتها قناة وزارة الدفاع الروسية الرسمية على «تلغرام» يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024... حطام صاروخ «أتاكمس» الذي تم العثور عليه في أراضي مطار كورسك في روسيا (قناة وزارة الدفاع الروسية الرسمية على تلغرام - أ.ب)

روسيا: أوكرانيا شنّت ضربتين باستخدام صواريخ «أتاكمس» الأميركية

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنها تعرضت في الأيام الأخيرة لضربتين أوكرانيتين نُفّذتا بصواريخ «أتاكمس» الأميركية، السلاح الذي توعدت موسكو برد شديد في حال استخدامه

«الشرق الأوسط» (موسكو)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
TT

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا، الأمر الذي تسبب في توتر متزايد بين أعضاء الحلف وموسكو، والذي تزامن مع تقدم القوات الروسية بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022، إذ سيطرت على مناطق كبيرة خلال الشهر الماضي، حسب مصادر طرفي النزاع.

وأشاد الرئيس الروسي بالصاروخ المعروف باسم «أوريشينك» باعتباره فريدا من نوعه في العالم، معلنا إنتاج سلسلة منه. ووفقا لموسكو، يمكن للصاروخ التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت ولن تتمكن الأنظمة المضادة للطائرات من رصده. ويفترض خبراء أن الصاروخ يمكن من الناحية التقنية تزويده أيضا برؤوس حربية نووية.

وتدخل الحرب في أوكرانيا ما يصفه بعض المسؤولين الروس والغربيين بأنه المرحلة الأكثر خطورة بعد أن حققت قوات موسكو جانبا من أكبر المكاسب فيما يتعلق بالسيطرة على الأراضي وبعد أن سمحت الولايات المتحدة لكييف بالرد باستخدام صواريخ أمريكية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي احتلال منطقة دونباس بأكملها، التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك التي تسيطر على أجزاء منها منذ أغسطس (آب).

وذكرت مجموعة «أجنتستفو» الإخبارية الروسية المستقلة في تقرير أن «روسيا سجلت أرقاما قياسية أسبوعية وشهرية جديدة من حيث مساحة الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا». وأوضحت أن القوات الروسية سيطرت على نحو 235 كيلومترا مربعا في أوكرانيا خلال الأسبوع المنصرم، وهي مساحة قياسية أسبوعية لعام 2024.

وأضافت أن القوات الروسية سيطرت على 600 كيلومتر مربع في نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلا عن بيانات من مجموعة «ديب ستيت» التي تربطها صلات وثيقة بالجيش الأوكراني وتدرس صورا ملتقطة للقتال وتوفر خرائط للخطوط الأمامية. وقالت المجموعة عبر «تلغرام» الاثنين إن القوات الروسية موجودة بالقرب من كوراخوف.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أرشيفية - أ.ب)

ووفقا لخرائط مفتوحة المصدر، كما نقلت عنها «رويترز»، بدأت روسيا التقدم بشكل أسرع في شرق أوكرانيا في يوليو (تموز)، بمجرد أن تمكنت القوات الأوكرانية من الاستيلاء على جزء من منطقة كورسك غرب روسيا. ومنذ ذلك الحين تسارع التقدم الروسي. وقال محللون في معهد دراسة الحرب، الذي يتخذ من واشنطن مقرا، في تقرير: «تتقدم القوات الروسية في الآونة الأخيرة بمعدل أسرع بكثير مما سجلته في عام 2023 بأكمله».

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث صادر الاثنين إن 45 معركة متفاوتة الشدة دارت بمحاذاة كوراخوف على خط المواجهة في فترة المساء.

اجتماع الثلاثاء لمجلس الناتو - أوكرانيا، وهو هيئة تم إنشاؤها في 2023 لتسهيل الحوار بين كييف وحلف شمال الأطلسي، جاء بطلب من كييف. وأشار مسؤول في الحلف إلى أن الاجتماع سيكون فرصة للبحث في «الوضع الراهن في أوكرانيا وسيتضمن إحاطات من المسؤولين الأوكرانيين عبر الفيديو».

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في مؤتمر صحافي الجمعة إن أوكرانيا تنتظر قرارات «ملموسة ومهمة» ضد روسيا بعد اجتماعها مع دول حلف شمال الأطلسي. وأوضح الوزير أن كييف ستطرح «كيفية الحد من قدرة روسيا على إنتاج هذا النوع من الأسلحة».

خبراء أوكرانيون يعاينون بقايا صاروخ روسي الاثنين في خاركيف (إ.ب.أ)

وهاجمت روسيا مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ جديد متوسط المدى صباح الخميس الماضي. ويأتي ذلك ردا على ضرب كييف أهدافا عسكرية في الأراضي الروسية بصواريخ «أتاكمس» الأميركية و«ستورم شادو» البريطانية التي يتخطى مداها بضع مئات من الكيلومترات. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين هذه الصواريخ، معتبرا أن الحرب في أوكرانيا اتخذت «طابعا عالميا».

وأعلنت الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع أنها تتوقع أن آلافا من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريبا» في القتال ضد القوات الأوكرانية.

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المملكة المتحدة لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، وذلك عقب ورود تقرير إخباري يشير إلى أن بريطانيا وفرنسا تناقشان هذه الاحتمالية. وذكرت صحيفة «لوموند» الاثنين نقلا عن مصادر لم تسمها أن فرنسا وبريطانيا «لا تستبعدان» إرسال قوات وشركات دفاعية خاصة لأوكرانيا.

وقال لامي لدى سؤاله بشأن التقرير في حوار إن موقف بريطانيا الثابت بشأن عدم إرسال قوات برية في أوكرانيا لم يتغير. وأضاف لامي لصحف «لا ريبوبليكا» و«لوموند» و«دي فيلت» خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا: «نحن واضحون للغاية بشأن استعدادنا واستمرارنا في دعم الأوكرانيين بالتدريب على وجه خاص، ولكن هناك موقف ثابت منذ فترة طويلة وهو أننا لن نرسل قوات بريطانية إلى الجبهة الأمامية». وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر إنه لا توجد «خطط» لإرسال قوات إلى أوكرانيا.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (أ.ف.ب)

ويأتي ذلك وسط مخاوف تثيرها عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لدى أوكرانيا وأوروبا من إجبار كييف على قبول تنازلات عن الأرض، ما يمنح نصرا عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا لروسيا، ويغذي طموحات بوتين الجيوسياسية.

واجتمع مسؤولو الدفاع من ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة في برلين الاثنين لمناقشة التدابير اللازمة لتعزيز الأمن والدفاع في أوروبا. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بعد الاجتماع إن ألمانيا ودولا أخرى في حلف «الناتو» تعتزم تعزيز إنتاج الأسلحة داخل أوكرانيا ردا على التصعيد الروسي في الحرب.

وقال إن تطوير وشراء طائرات مسيرة يتم التحكم فيها بالذكاء الاصطناعي يمثل أولوية، وكذلك تحسين التعاون للمساعدة في إنتاج الذخيرة. وتابع بيستوريوس: «يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على التحرك من موقع قوة». وقال، حسب «وكالة الأنباء الألمانية»، إن غزو روسيا لأوكرانيا «اتخذ بعدا دوليا»، في إشارة إلى ما يقدر بنحو 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية أحضرهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى روسيا للتدريب والقتال في أوكرانيا.

واتصل وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف بالاجتماع لمدة نصف ساعة. واكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة في ضوء تنصيب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة مجددا في يناير (كانون الثاني) المقبل. ويطالب ترمب أوروبا باستثمار المزيد من الأموال بشكل كبير في أمنها.

وذكرت شبكة «آر بي سي» الإعلامية الروسية الثلاثاء نقلا عن مصادر لم تذكرها بالاسم أن اللفتنانت جنرال ألكسندر سانشيك تم تعيينه قائدا مؤقتا لوحدة عسكرية روسية تسمى «وحدة الجنوب». ويأتي ذلك بعد إقالة القائد السابق للوحدة، وهي واحدة من الوحدات العسكرية الكبيرة المشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا.

قال سيرجي ناريشكين مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية الثلاثاء إن روسيا تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا لأن موسكو بحاجة إلى «سلام راسخ وطويل الأمد» يعالج الأسباب الجذرية للأزمة. وأضاف أن روسيا في موقع قوة في ميدان المعركة. وتابع قائلا إن روسيا تعارض بشكل قاطع «تجميد الصراع»، مضيفا أنها ترغب في سلام طويل الأمد وأنها منفتحة على إجراء محادثات.

وحذر المسؤول الروسي البارز دميتري ميدفيديف الثلاثاء من أنه إذا زود الغرب أوكرانيا بأسلحة نووية فقد ترى موسكو في هذا ما يمكن أن يمثل هجوما على روسيا ويوفر الأساس لرد نووي. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي أن مسؤولين غربيين لم تكشف هوياتهم أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يمد أوكرانيا بأسلحة نووية على الرغم من الخوف من أن يكون لمثل هذه الخطوة عواقب وخيمة. وقال ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2008 و2012، على «تلغرام»: «يعكف سياسيون وصحافيون أميركيون على مناقشة عواقب نقل أسلحة نووية إلى كييف». وأضاف أن مجرد التهديد بنقل مثل هذه الأسلحة النووية قد يعتبر استعدادا لحرب نووية ضد روسيا. ومضى يقول: «النقل الفعلي لمثل هذه الأسلحة يعادل في الأمر الواقع شن هجوم على بلادنا» بموجب العقيدة النووية الروسية المعدلة حديثا.

رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الثلاثاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 76 من أصل 188 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صواريخ باليستية من طراز «إسكندر-إم» تم إطلاقها من منطقتي فورونيج وكورسك، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية» (يوكرينفورم). وأضاف البيان أن موسكو أطلقت عددا قياسيا من الطائرات المسيرة من طراز «شاهد» وأخرى من طرازات مجهولة الهوية، وتم إطلاقها من مناطق أوريول وبريانسك وكورسك وبريمورسكو-أختارسك.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية تضرر مبان سكنية والبنية التحتية الحيوية مثل شبكة الكهرباء الوطنية جراء الهجمات، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الثلاثاء، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت خلال الليلة الماضية 39 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق أراضي مقاطعات روسية عدة.