الائتلاف الحكومي الجديد في هولندا سيفرض «سياسات اللجوء الأعلى تشدداً»

خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
TT

الائتلاف الحكومي الجديد في هولندا سيفرض «سياسات اللجوء الأعلى تشدداً»

خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)

أعلن الائتلاف الحكومي اليميني؛ الذي جرى الاتفاق بشأنه الأربعاء في هولندا، أنه سيطبّق «أعلى سياسات اللجوء تشدداً على الإطلاق»، مع إمكان التخلي عن القواعد الأوروبية، وتعهّد بالنظر في مسألة نقل السفارة الهولندية لدى إسرائيل إلى القدس، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وجرت المصادقة على اتفاق تشكيل الائتلاف صباح الخميس بعد مفاوضات صعبة استمرت 6 أشهر بين 4 أحزاب، عقب الفوز الانتخابي الذي حققه زعيم اليمين المتطرف خِيرت فيلدرز.

وقال فيلدرز لوسائل إعلام خلال تقديم نص الاتفاق المؤلف من 26 صفحة: «يمكن لأي شخص يقرأ هذه الوثيقة أن يرى أن أموراً كثيرة ستتغير في هولندا».

ووصف اليوم الذي فاز فيه حزبه؛ «حزب من أجل الحرية»، بأنه «تاريخي» مؤكداً أن «الشمس ستشرق مجدداً في هولندا».

وينص الاتفاق خصوصاً على أنه «ستُتخذ تدابير ملموسة نحو القواعد الأكثر تشدداً على الإطلاق بشأن اللجوء، وأوسع حزمة من التدابير التي اتخذت على الإطلاق لإدارة الهجرة».

وقالت الأطراف الموقعة على الاتفاق إنها ستقدم طلباً إلى المفوضية الأوروبية «في أقرب وقت ممكن» للانسحاب من سياسة اللجوء الأوروبية.

إلا إن فيلدرز أوضح، الخميس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الانسحاب من سياسة اللجوء الأوروبية قد يستغرق «سنوات».

ورداً على ذلك، قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر: «لا يمكن الانسحاب من قوانين الاتحاد الأوروبي... نحن نعمل على أساس المعاهدات القائمة والتشريعات القائمة».

وأضاف: «سننتظر لنرى ما ستقترحه رسمياً الحكومة الهولندية الجديدة المحتملة».

ويضيف الاتفاق المعنون «أمل... شجاعة وفخر» أن الأشخاص الذين لا يحملون تصريح إقامة ساري المفعول سيرحَّلون «بالقوة إذا لزم الأمر».

«سياسات بديلة»

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، يلتزم الموقعون أن تكون هولندا «شريكاً بنّاء» داخل الاتحاد الأوروبي وأن تدعم أوكرانيا «سياسياً وعسكرياً ومالياً ومعنوياً».

ويدعو النص كذلك إلى النظر في فكرة نقل السفارة الهولندية من تل أبيب إلى القدس، وهو موضوع أصبح أكثر حساسية بسبب الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

ويتجنب معظم الحكومات إثارة هذه المسألة قبل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين؛ إذ تعدّ أن من شأن خطوة مماثلة التأثير على نتائج المفاوضات حول ذلك.

ويوضح النص: «مع الأخذ في الحسبان الحلول للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والمصالح الدبلوماسية، فسننظر في توقيت نقل السفارة إلى القدس».

ويضمن الاتفاق أيضاً استمرار هولندا في «التزام الاتفاقات القائمة» بشأن المناخ، لكنه يحذّر من أنه «إذا لم نحقق الأهداف، فستكون لدينا سياسات بديلة».

وجرى التوصل إلى الاتفاق بين 4 أحزاب: «حزب من أجل الحرية»، وحزب «بي بي بي» المؤيد للمزارعين، وحزب «في في دي» الليبرالي، وحزب «إن إس سي» الجديد لمكافحة الفساد.

وما زال من غير المعروف من سيكون رئيس الوزراء المقبل الذي سيقود الحكومة الائتلافية ويخلف مارك روته المرشح لمنصب الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي (الناتو)».

ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً وزير التعليم والداخلية السابق رونالد بلاستيرك الذي أدى دوراً رئيسياً في الإشراف على المفاوضات الأولى لتشكيل الائتلاف.

وحقّق اليمين المتطرف تقدماً في أوروبا في الانتخابات الأخيرة وفي الفترة التي تسبق الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران)، لكنه واجه صعوبة من أجل الوصول إلى السلطة مع رفض الأحزاب الأخرى التعاون معه.

وقال فرنس تيمرمانز، زعيم المعارضة عضو تحالف الخضر واليسار: «هذا يوم مقلق. لدينا الآن حزب يميني متطرف بقيادة فيلدرز في مركز السلطة بهولندا».


مقالات ذات صلة

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية يحمل فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية رسالة «أمل» و«نجاح» في مواجهة «الرفض الاجتماعي» (رويترز)

«أولمبياد باريس»: فريق اللاجئين... رسالة أمل

يحمل فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية رسالة «أمل» و«نجاح» في مواجهة «الرفض الاجتماعي» الذي يقع ضحيته المهاجرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا نزول مهاجرين من زورق عند ميناء دوفر البريطاني بعد إنقاذهم أثناء محاولتهم عبور بحر المانش (أرشيفية - أ.ف.ب)

بريطانيا: ترحيل مهاجرين إلى فيتنام وتيمور الشرقية بدل رواندا

أعلنت حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا، اليوم الخميس، أنها رحّلت 46 شخصاً إلى فيتنام وتيمور الشرقية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي لاجئون سوريون على أحد المعابر بين تركيا وسوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

«المرصد السوري»: تركيا ترحّل آلاف السوريين قسراً

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تركيا رحّلت قسراً، منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، 3540 سورياً يحملون بطاقة الحماية المؤقتة باتجاه شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بريطانيا تستأنف تمويل «الأونروا»

قالت حكومة حزب «العمال» البريطانية الجديدة إنها ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ودعت إسرائيل إلى السماح بتعزيز دخول المساعدات إلى غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
TT

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض طرح دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الحد من التدهور المعرفي للمرضى؛ إذ اعتبرت أن هذا العقار المرتقب جداً غير آمن.

ورأت الوكالة الناظمة أن النتائج التي يحققها الدواء المطروح باسم «ليكيمبي» (Leqembi) والمُجاز له في الولايات المتحدة «غير متوازنة مع خطر الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة به»، وأبرزها «احتمال حصول نزف في أدمغة المرضى».

وتوقع الخبراء «خيبة أمل» لدى عدد كبير من المرضى من هذا الرأي الذي تأخذ به عادة المفوضية الأوروبية صاحبة القرار النهائي.

وأكدت شركة الصناعات الدوائية اليابانية «إيساي» (Eisai) التي ابتكرت «ليكيمبي» بالتعاون مع الأميركية «بايوجين» (Biogen) أنها ستتقدم بطلب لـ«إعادة النظر في رأي» وكالة الأدوية الأوروبية، معربةً عن «خيبة أمل شديدة».

ونقل بيان عن المديرة السريرية في «إيساي» لين كرايمر قولها إن «ثمة حاجة كبيرة لا تتم تلبيتها لخيارات علاجية جديدة ومبتكرة تستهدف السبب الكامن وراء تطور المرض».

ورخّصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مايو (أيار) 2023 لعقار «ليكيمبي» الذي يشكل ليكانيماب (lecanemab) مكوّنة للمرضى الذين لم يصلوا إلى مرحلة متقدمة من المرض. وأشارت «إيساي» إلى أنه يباع أيضاً في اليابان والصين.

وفشل الباحثون طوال عقود في إحراز تقدّم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر الذي يصيب عشرات الملايين من الناس في كل أنحاء العالم.

ويعاني نحو ثمانية ملايين شخص في الاتحاد الأوروبي شكلاً من أشكال الخرف، ويمثل مرض ألزهايمر أكثر من نصف هذه الحالات، وفقاً لموقع «ألزهايمر أوروبا». ولا يتوافر إلى اليوم أي دواء يحقق الشفاء.

أعراض جانبية مثيرة للجدل

ولم يتوصل الطب بعد إلى فهم وافٍ للسبب الدقيق لمرض ألزهايمر، إلّا أن مراقبة أدمغة المرضى تُظهر وجود لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.

ويؤدي ذلك إلى فقدان الذاكرة الذي يُعدّ أبرز تجليات المرض. وفي المراحل الأخيرة منه، لا يعود المرضى قادرين على القيام بالمهام والأنشطة الحياتية اليومية أو على الانخراط في أحاديث.

ويتيح دواء «ليكيمبي» الذي يؤخَذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين، تقليل عدد لويحات الأميلويد، وفق ما أظهرت التجارب السريرية. لكن الرأي السلبي لوكالة الأدوية الأوروبية لاحظ «بشكل خاص الظهور المتكرر في الصور الطبية لتشوهات مرتبطة بالأميلويد (...) من بينها تورم ونزف محتمل في أدمغة المرضى».

ورأت اختصاصية التنكس العصبي بجامعة أدنبره البروفيسورة تارا سبايرز جونز أن هذا الرأي الذي أصدرته وكالة الأدوية الأوروبية «سيكون مخيباً لآمال الكثيرين». لكنّها اعتبرت في بيان أن «ثمة أسباباً تدعو إلى الاستمرار في التفاؤل»؛ إذ أظهر ليكانيماب أنه «من الممكن إبطاء تطور المرض». وأضافت: «نحن الآن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لاكتشاف أدوية جديدة وأكثر أماناً»، حسبما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«فوارق ثقافية»

أما الأستاذ في مستشفى «يو سي إل» الجامعي في لندن بارت دي ستروبر، فرأى أن قرار وكالة الأدوية الأوروبية «مؤسف ولكنه ليس غير متوقع». واعتبر أن «هذه النتيجة تُظهر التباين الثقافي الكبير في الطريقة التي يُنظر بها إلى المخاطر والابتكار في مختلف المناطق»، ملاحظاً أن «أوروبا تميل إلى النظر لنصف الكوب الفارغ، في حين تنظر دول كالولايات المتحدة والصين واليابان إلى النصف الممتلئ».

وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر مطلع شهر يوليو (تموز) الفائت لطرح دواء جديد آخر لمرض ألزهايمر توصلت إليه شركة «إلاي ليلي» الأميركية يتوقع أن يبطئ تطور المرض.

وباتت القرارات المتعلقة بالأدوية ضد مرض ألزهايمر تخضع لمراقبة من كثب منذ الجدل في شأن «أدوهيلم» (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو (حزيران) 2021، وابتكرته أيضاً شركتا «إيساي» و«بايوجين» ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك.

وكان «أدوهيلم» أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003. إلا أنّ هذا العلاج أحدث جدلاً كبيراً؛ إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

وأكّد تقرير للكونغرس الأميركي أخيراً أنّ سعر الدواء مرتفع (56 ألف دولار في السنة)، في حين أعلن نظام التأمين الصحي الفيدرالي «ميديكير» المخصص لكبار السن، أنه لن يغطي تكاليفه إلا إذا أُخذ في إطار تجارب سريرية.