تشتبه السلطات الألمانية في تخطيط 4 شباب جرى القبض عليهم نهاية مارس (آذار) الماضي لشن هجوم إسلاموي بقنابل.
جاء ذلك في تقرير سري قدمته وزارة داخلية ولاية شمال الراين - ويستفاليا إلى برلمان الولاية.
وفي بادئ الأمر، كانت السلطات تشتبه في أن المجموعة تخطط لتنفيذ هجمات بمواد حارقة (مولوتوف)، ووفق التقرير، تبادل المراهقون عبر دردشة على الإنترنت تعليمات تصنيع متفجرات.
ووفق بيانات سابقة لوزير داخلية ولاية شمال الراين - ويستفاليا هربرت رويل، فإن المعتقلين هم فتاتان وشابان تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً من مدن دوسلدورف وليبشتات وإيزرلون وأوستفيلدرن.
ووفق المحققين، فقد أعلن الأربعة موافقتهم على تنفيذ جرائم قتل «بالاقتران مع الإعداد لعمل عنف خطير من شأنه أن يعرِّض الدولة للخطر».
وكما تبين من تقرير رويل المقدم إلى برلمان الولاية، فقد تنبّه المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في البداية إلى الفتاة المنحدرة من إيزرلون، 16عاماً، لأنها شاهدت مواد دعائية لتنظيم «داعش»، وأرادت السفر إلى سوريا.
وخلال مداهمة يوم خميس العهد قبيل عيد القيامة صادرت السلطات الهاتف المحمول للمراهقة وسكيناً، بالإضافة إلى ساطور من غرفة شقيقها، وعُثِرَ على المحادثات مع بقية المشتبه بهم على الهاتف المحمول.
ووفق التقرير، كانت الدردشات تدور حول التخطيط لهجوم بالقنابل في دورتموند أو دوسلدورف أو كولونيا أو إيزرلون أو شتوتغارت بحلول نهاية مايو (أيار). وأعلنت الفتاة صاحبة الهاتف المُصادَر في الدردشات أنها ستجلب أيضاً ساطور شقيقها معها خلال الهجوم.
لكن صحيفة «بيلد» الأكثر انتشاراً في ألمانيا ذكرت أن السلطات تشتبه بأن المراهقين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات باسم تنظيم «داعش». ويعتقد أنهم كانوا سيستهدفون مسيحيين وعناصر شرطة، وفق التقرير الذي أفاد بأن المشتبه بهم فكروا أيضاً في مسألة حيازة أسلحة نارية. وما زالت ألمانيا في حالة تأهب خشية وقوع هجمات إسلاموية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد من أن خطر وقوع هجمات مثل هذه «حقيقي، وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة».
كذلك، ينتشر قلق في البلاد، خصوصاً حيال حدوث أي خروقات أمنية، بينما تستعد لاستضافة مباريات كأس أوروبا في كرة القدم من منتصف يونيو (حزيران) حتى منتصف يوليو (تموز).
نفّذ متطرفون إسلاميون هجمات عدة في ألمانيا في السنوات الأخيرة، كانت أكثرها حصداً للأرواح عملية الدهس التي وقعت في سوق ميلادية في برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وأودت بحياة 12 شخصاً.
وفي مارس، أُوقف أفغانيان على صلة بتنظيم «داعش» في ألمانيا بشبهة التخطيط لاعتداء في محيط البرلمان السويدي رداً على حرق نسخ من المصحف. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، وجّه المدعون الألمان اتهامات لشقيقين سوريين بالتخطيط لهجوم مستوحى من تنظيم «داعش» على كنيسة في السويد.
وانخفض عدد الأشخاص المصنفين على أنهم من الإسلاميين المتطرفين في ألمانيا من 28290 في 2021 إلى 27480 في عام 2022، وفقاً لتقرير لوكالة الاستخبارات الفيدرالية الداخلية. غير أن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قالت إن التطرف الإسلاموي «لا يزال خطراً»، وباتت ألمانيا هدفاً للجماعات المتطرفة نظراً لانضمامها إلى التحالف ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ونشرها قوات في أفغانستان.