أوكرانيا تعلن قصف مصنع طيران روسي في منطقة فارونيش

أفراد من الجيش الأوكراني يحملون نعشا لزميل لهم قضى في الحرب مع روسيا (إ.ب.أ)
أفراد من الجيش الأوكراني يحملون نعشا لزميل لهم قضى في الحرب مع روسيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تعلن قصف مصنع طيران روسي في منطقة فارونيش

أفراد من الجيش الأوكراني يحملون نعشا لزميل لهم قضى في الحرب مع روسيا (إ.ب.أ)
أفراد من الجيش الأوكراني يحملون نعشا لزميل لهم قضى في الحرب مع روسيا (إ.ب.أ)

قال مصدر بالمخابرات الأوكرانية إن جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني قصف منشأة إنتاج رئيسية بمصنع طيران روسي في منطقة فارونيش، حسبما أفادت وكالة (رويترز) للأنباء.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن طائرتين مسيرتين أسقطتا فوق المنطقة.

وقال المصدر إن مصنع صيانة الطيران رقم 711 في بلدة بوريسوجليبسك جرى استهدافه. ولم يقدم أي تفاصيل عن حجم الأضرار.

وتقع البلدة على بعد 350 كيلومتراً على الأقل من الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة الأوكرانية من خط الجبهة في شمال شرقي أوكرانيا.

وكثفت كييف في الآونة الأخيرة هجماتها في عمق الأراضي الروسية مستهدفة منشآت العسكرية، وبنية تحتية للطاقة تساعد موسكو في المجهود الحربي. وتستخدم في الغالب أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيرة طويلة المدى المصنعة محلياً.

إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم (الثلاثاء)، ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إلى نحو 449 ألفاً و250 جندياً، بينهم 850 جندياً لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. جاء ذلك وفقاً لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم» اليوم (الثلاثاء).

وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية 7110 دبابات، منها 23 دبابة أمس (الاثنين)، و13620 مركبة قتالية مدرعة، و11386 نظام مدفعية و1039 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و753 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 347 طائرة، و325 مروحية، و9033 طائرة مسيرة، و2065 صاروخ كروز، و26 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و15181 من المركبات وخزانات الوقود، و1868 من وحدات المعدات الخاصة.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

تحليل إخباري قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022 كان النقلة الأولى التنفيذيّة في الاستراتيجية الكبرى لفلاديمير بوتين، الأمر الذي شكّل نقطة تحوّل في مسار النظام العالمي.

المحلل العسكري
أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلقي كلمتها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الحادي والستين في ألمانيا 14 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

فون دير لاين: أمن أوروبا عند «نقطة تحوّل»

حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن أوروبا بلغت «نقطة تحوّل»، وذلك لدى وصولها إلى باريس، الاثنين، لحضور اجتماع طارئ للقادة الأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

ستارمر: بريطانيا تواجه تحدياً تاريخياً على مستوى الأمن القومي

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، إن بلاده تواجه تحدياً تاريخياً على مستوى الأمن القومي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك خلال مؤتمر صحافي في وارسو (إ.ب.أ)

توسك: أوروبا «غير قادرة» على مواجهة القدرات العسكرية الروسية

قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الاثنين، إن أوروبا «غير قادرة» اليوم على مواجهة الإمكانات العسكرية الروسية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو والفرنك السويسري (رويترز)

ارتفاع عائدات السندات الأوروبية مع تركيز الأسواق على أوكرانيا

ارتفعت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو يوم الاثنين، في حين كانت الأسواق تتابع من كثب التطورات السياسية المتعلقة باتفاق محتمل للسلام في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
TT

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)

إذا كان خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر ميونيخ للأمن العام 2007، قد شكّل خريطة طريق له لإسقاط النظام العالمي الأميركي، واستعادة مكانة روسيا الكونيّة، كما استرداد منطقة النفوذ في محيط روسيا المباشر، فإن غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022 كان النقلة الأولى التنفيذيّة في الاستراتيجية الكبرى لبوتين، الأمر الذي شكّل نقطة تحوّل في مسار النظام العالمي القائم، خصوصاً مبدأ عدم تغيير حدود الدول بالقوة العسكريّة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع حاكم منطقة كامشاتكا في موسكو الاثنين (رويترز)

سلوك ترمب

يعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصاً سهل القراءة، وصعباً في الوقت نفسه. فهو شخص لا يمكن توقع سلوكه. لكنه حتما يتّبع طريقة فريدة من نوعها في السياسة العالميّة والدبلوماسية، وهي ترتكز على استراتيجيّة كبرى لها أهدافها. بكلام آخر، لا شيء عشوائيّاً في تصريحات ترمب حتى ولو بدا الأمر غير ذلك. وكي يُسهّل عليه الأمر، وبعكس إدارته الأولى، حيث رأى أن الدولة العميقة تعمل ضدّه، عمد إلى تعيين مسؤولين في إدارته الحالية، ممن هم مؤمنون بمشروعه أولاً، وثانياً لا يعرفون قول كلمة «كلا»، (Yes - Men).

الأنماط وسيلة للفهم

إذا كان الذكاء الاصطناعي يحوِّل الداتا المشتّتة إلى أنماط مفهومة، فقد يمكن معرفة الاستراتيجيّة الكبرى لتصريحات ترمب وسلوكه عبر ربط بعضها ببعض (Correlation). واستناداً إلى هذه المقاربة، وإذا ما تابعنا تصريحات ترمب، ومؤخراً تصريحات وزير دفاعه الجديد خصوصاً حول أوكرانيا فقد يمكن استنتاج ما يلي:

- أوكرانيا هي مسؤولية أوروبية، إذ تلعب أميركا دور القوّة المُضاعِفة إلى جانب أوروبا، وهذا أمر سيكون له تأثير كبير جداً على الأمن الأوروبي، إن كان عبر حلف الناتو أو غيره من المنصات الأمنيّة. لن تعود أوكرانيا وحدةً جغرافيةً كما كانت، وهذا أمر على الأوكرانيين قبوله. ستكون هناك ضمانات أمنية، لكن أقل من البند الخامس في معاهدة حلف الناتو. وبذلك، قد يُشبّه وضع أوكرانيا مستقبلاً بحال ألمانيا الشرقيّة والغربيّة، أو بحال كوريا الجنوبية والشمالية. فحسب القانون الدولي، قد لا يُعترف بسيادة روسيا على مقاطعات الشرق الأوكراني، لكنها حتماً ستكون أمراً واقعاً (De Facto) يقبل به الكل ضمنياً.

- التركيز الأميركي في المرحلة المقبلة سيكون على التحدّي الصينيّ، الأمر الذي سينقل الجهد الأميركي العسكريّ الرئيسيّ إلى منطقة الإندو-باسيفيك، حيث للهند دور مؤثر. وعليه تجب متابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى البيت الأبيض.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حضوره سباق السيارات «ناسكار دايتونا 500» في دايتونا بيتش بفلوريدا الأحد (أ.ب)

الربط الجيوسياسيّ لفوضى ترمب

إن إرضاء بوتين في أوكرانيا، قد يُبعد الرئيس الروسي عن الصين، وفي الحد الأدنى عدم جعله لاعباً طيّعاً (Junior) في يد الرئيس الصيني لاستعماله ضد الولايات المتحدة الأميركيّة. وبذلك، قد تفقد الصين العمق الجغرافي في روسيا، كما عمق أمن الطاقة. كل ذلك في حال تفجّر الوضع العسكري حول جزيرة تايوان.

في مكان آخر من الشرق الأوسط، بدأت التسريبات عن التحضير الإسرائيليّ لضرب المشروع النووي الإيراني. تَرافق هذا الأمر، مع سماح ترمب بشحن قنابل ثقيلة الوزن إلى إسرائيل التي كان الرئيس السابق جو بايدن قد أوقف شحنها. في الوقت نفسه، عاد ترمب إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران، مع فتح باب الدبلوماسيّة في الوقت نفسه.

إذا نجح الرئيس الأميركي في المسعيين؛ الروسي والإيراني، يكون بذلك قد فكّك الحلف الاستراتيجي الثلاثي المؤلَّف من: الصين، وروسيا، وإيران.

في مكان آخر، يريد ترمب قناة بنما، وجزيرة غرينلاند، وأيضاً ضمّ كندا كي تصبح الولاية 51. بالإضافة إلى عملية إعادة ترتيب الوضع الداخلي الأميركيّ. وانطلاقاً من هذه الفوضى، قد يمكن القول إن ترمب ليس رئيساً يفضل الانعزال الأميركي عن العالم (Isolationist)، كما أنه ليس رئيساً يريد التورّط في مشكلات العالم. لكن الأكيد أن استراتيجيته هي مزيج من الانعزال والتورّط؛ الانعزال عبر خلق منطقة نفوذ في محيط أميركا المباشر على غرار عقيدة الرئيس جيمس مونرو (1823) لكنْ معدّلة حسب الظروف الحاليّة.

أما التورّط (Engagement)، فهو ممكن لكن بثمن يدفعه مباشرةً مَن يطلب مساعدة أميركا، خصوصاً العسكريّة. ألم يذهب وزير الخزانة الأميركي إلى أوكرانيا لتوقيع اتفاق استثمار الثروات المعدنية خصوصاً «الأرض النادرة»، وذلك خلال حضور وزير الدفاع الأميركي الجديد إلى بروكسل؛ مركز قيادة الناتو؟ ألم يطلب ترمب من أوكرانيا ما قيمته 500 مليار من الثروات المعدنيّة؟

في الختام، قد يمكن القول إن دونالد ترمب يتجاوز قوانين القرن التاسع عشر، كما قوانين القرن العشرين، ليُرسي قوانين القرن الحادي والعشرين. لكن اللغز الأكبر يبقى في السؤال الجوهري: «لماذا يريد شراء قطاع غزّة؟».