موسكو تؤكد إحراز تقدم ميداني جديد في شرق أوكرانيا

بوتين يأمر جهاز الأمن بمعاقبة المقاتلين الروس الموالين لكييف

دبابة روسية تقصف مواقع أوكرانية الثلاثاء (إ.ب.أ)
دبابة روسية تقصف مواقع أوكرانية الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

موسكو تؤكد إحراز تقدم ميداني جديد في شرق أوكرانيا

دبابة روسية تقصف مواقع أوكرانية الثلاثاء (إ.ب.أ)
دبابة روسية تقصف مواقع أوكرانية الثلاثاء (إ.ب.أ)

أعلنت روسيا، الثلاثاء، أن قواتها سيطرت على بلدة أورليفكا الواقعة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما أمر الرئيس فلاديمير بوتين جهاز الأمن الروسي بـ «معاقبة» المقاتلين الروس الموالين لكييف الذين ينفذون هجمات في مناطق حدودية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «على جبهة أفدييفكا، حررت وحدات (الوسط) بلدة أورليفكا»، و«عززت مواقعها» في هذه المنطقة الواقعة شمال غربي مدينة أفدييفكا، التي احتلتها موسكو في فبراير (شباط)، في انتصار كلف دماراً جسيماً، لكنه كشف الصعوبات التي تواجهها كييف.

في 26 فبراير، أشارت القوات الأوكرانية عند انسحابها من قرية لاستوتشكيني المجاورة، إلى أنها ستتمركز خلف خطوط دفاع جديدة في أورليفكا من أجل احتواء التقدم الروسي.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لجنود خلال مناورات في شرق أوكرانيا الثلاثاء (أ.ب)

يتقدم الجيش الروسي، على الرغم من تكبده خسائر فادحة، ببطء في شرق أوكرانيا، لا سيما في منطقة أفدييفكا وإلى الشمال في تشاسيف يار، وهي بلدة رئيسية تموضعت فيها القوات الأوكرانية بعد انسحابها من باخموت بشرق أوكرانيا في مايو (أيار) 2023.

وتقول أوكرانيا إنها بحاجة ماسة إلى الأسلحة والذخيرة لمقاومة الهجمات الروسية المتعددة، مؤكدة إمكانية احتواء الجيش الروسي إذا امتلكت ما يكفي من القذائف.

وتعجز واشنطن منذ أشهر عن إقرار حزمة مساعدات جديدة لكييف، إذ يعلق الجمهوريون، أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب، في مجلس النواب إقرار المساعدات التي يطالب بها الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

وفي الوقت نفسه، تأخرت أوروبا في تسليم المساعدات.

وفي المقابل، انتقل الكرملين إلى اقتصاد الحرب مع تخصيص جزء كبير من ميزانيته وصناعته للإنتاج العسكري.

كما تحاول كييف تطويع جنود جدد في هذا الوضع العسكري الصعب، بينما تؤكد موسكو أن عشرات الآلاف يوقعون شهرياً عقوداً للانخراط في الجيش الروسي.

وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، الثلاثاء، أن السلطات الروسية ستقوم بإجلاء 9 آلاف طفل من منطقة بيلغورود بسبب القصف من جانب القوات الموالية لأوكرانيا.

أوكرانيون يتبرعون بالدم للجنود الجرحى في كنيسة بكييف الثلاثاء (أ.ب)

وتعرضت المدينة الروسية القريبة من منطقة خاركيف الحدودية الأوكرانية لعدد كبير من الهجمات من جانب الميليشيات التي تقاتل إلى جانب أوكرانيا في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية الروسية وخلالها في نهاية الأسبوع.

وقال غلادكوف، خلال اجتماع لحزب «روسيا المتحدة» الحاكم في موسكو، إن 16 شخصاً لقوا حتفهم، وأصيب نحو 100 آخرين بجروح في منطقة بيلغورود منذ الأسبوع الماضي.

أضاف غلادكوف أن 3 أشخاص أصيبوا أيضاً بجروح جراء القصف في وقت مبكر، الثلاثاء.

وكانت روسيا، التي هاجمت أوكرانيا قبل أكثر من عامين، قد أجلت عدداً غير محدد من الأشخاص بسبب الهجمات على المنطقة في العام الماضي.

روسي يتفقد سيارته التي تضررت جراء قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الثلاثاء (رويترز)

ونُقل 12 ألف طفل إلى مناطق بعيدة عن الحدود، الجمعة الماضي.

ومن غير الواضح بالضبط ما هو الدور الذي تضطلع به كييف في الهجمات على الأراضي الروسية، وما إذا كان القصف يأتي من الروس المعارضين لبوتين الذي لم يستبعد، الأحد، إعادة احتلال قواته للمناطق الحدودية الأوكرانية لتشكيل ما يشبه المنطقة العازلة ضد مثل هذه الهجمات.

وأمر الرئيس الروسي، الثلاثاء، جهاز الأمن بـ«معاقبة» المقاتلين الروس الموالين لكييف الذين ينفذون هجمات في مناطق حدودية مع أوكرانيا، واصفاً إياهم بـ«الحثالة» و«الخونة».

وقال في كلمة أمام مسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي النافذ، الذي يراقب كذلك حدود البلاد، وأداره بوتين في التسعينات: «يجب ألا ننسى من هم، التعريف بهم بالاسم. وسنعاقبهم بطريقة لا تسقط بالتقادم أينما وُجدوا».


مقالات ذات صلة

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني) play-circle

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهادفة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)

روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

أعلنت روسيا تصنيف هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) «منظمة غير مرغوب فيها».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

قال متحدث باسم الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا لن ترضى بتوقيع أوكرانيا على اتفاقيات سلام ثم الشروع لاحقاً في عرقلتها أو إفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يصل إلى مقر إقامته في برلين (د.ب.أ) play-circle

ويتكوف وكوشنر في برلين لإجراء محادثات حول أوكرانيا بحضور زيلينسكي

وصل مبعوثان أميركيان، الأحد، إلى ألمانيا لإجراء جولة جديدة من المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)

كييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية في البحر الأسود بواسطة مسيّرة

اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها قصفت السبت بواسطة مسيّرة سفينة شحن تركية في البحر الأسود على متنها 11 مواطناً تركياً، وذلك غداة ضربة جوية روسية

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كييف)

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
TT

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، يوم الأحد، إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهادفة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب مع روسيا.

واستمر الاجتماع بين الرئيس الأوكراني والمبعوث الأميركي وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب، لأكثر من خمس ساعات وتضمن «مناقشات معمقة حول خطة السلام المكونة من 20 نقطة والبرامج الاقتصادية وغيرها»، وفق ما قال ويتكوف عبر منصة «إكس»، مضيفاً أن اجتماعاً آخر سيعقد صباح الاثنين.

وقاد ويتكوف مفاوضات مع أوكرانيا وروسيا بشأن مقترح أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُبرز اختيار إرسال ويتكوف تزايد حاجة واشنطن الملحة لسد الخلافات المتبقية مع كييف حول بنود خطة إنهاء الحرب.

ومع استمرار تبادل الهجمات بين الطرفين وسقوط مزيد من الضحايا، أبدى ترمب انزعاجاً واضحاً بشأن عدم إحراز تقدم في المحادثات المرتبطة بخطته لحل النزاع الذي اندلع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير (شباط) 2022، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف.

وأكد زيلينسكي، في وقت سابق، أنّ واشنطن تطلب انسحاب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تُسيطر عليه من إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا، الذي من المفترض أن يُصبح «منطقة اقتصاد حر» منزوعة السلاح، من دون المطالبة بالأمر ذاته من القوات الروسية التي تحتل مناطق أوكرانية.

وفي مقابل ذلك، تنص خطة ترمب على انسحاب الجيش الروسي من مساحات صغيرة غزاها في مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمال وشمال شرقي ووسط شرق)، مع احتفاظه بالسيطرة على أراضٍ أكبر في خيرسون وزابوريجيا (جنوب).


روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
TT

روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)

أعلنت روسيا تصنيف هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) «منظمة غير مرغوب فيها».

وقال فاسيلي بيسكاريوف، النائب في البرلمان الروسي (دوما) عن الحزب الحاكم «روسيا الموحدة»، إن النيابة العامة الروسية اتبعت توصية مجلس «الدوما» باعتبار وسيلة الإعلام الألمانية «رائدة للدعاية المعادية لروسيا». ولم تصدر في البداية أي إفادة من النيابة العامة نفسها.

وانتقدت باربارا ماسينغ، مديرة مؤسسة «دويتشه فيله»، تشديد القضاء الروسي إجراءاته ضد «وسائل الإعلام الحرة»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ونقل بيان للمحطة عن ماسينغ قولها إن مؤسستها لن تسمح بترهيبها «من خلال محاولات إسكات وسائل الإعلام الحرة»، وأضافت: «رغم الرقابة وحجب عروضنا من قبل الحكومة الروسية، فإن (دويتشه فيله) تصل اليوم عبر خدمتها باللغة الروسية إلى عدد أكبر من الناس مقارنة بالسابق».

وتابعت: «سنواصل التغطية بشكل مستقل حول الحرب العدوانية على أوكرانيا، وغيرها من القضايا التي لا تكاد تتوافر عنها معلومات داخل روسيا، كي يتمكن الناس من تكوين آرائهم بأنفسهم».

يشار إلى أنه لطالما أعربت السلطات الروسية على مدار سنوات عن انزعاجها من تغطية «دويتشه فيله»، التي سحبت وزارة الخارجية في موسكو اعتماد مكتبها وصحافييها.

ومنذ فبراير (شباط) 2022 فرضت موسكو حظراً على بث القناة وحجبت الموقع الإلكتروني لها، ومنذ مارس (آذار) 2022 تم تصنيف قناة «دويتشه فيله» في روسيا على أنها «عميل أجنبي»، وهو توصيف يطلق على كل من يتلقى تمويلاً من الخارج، بمن فيهم المدونون.

وأشار بيسكاريوف إلى أن أي تعاون مع المحطة الألمانية سيُعد الآن مخالفة قانونية. ويرأس بيسكاريوف لجنة مجلس «الدوما» المعنية بالتحقيق في وقائع تدخل دول أخرى في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي.

وأوضحت ماسينغ أن تصنيف محطتها على أنها «منظمة غير مرغوب فيها» يمثل «تصعيداً إضافياً» للوضع، لافتة النظر إلى أن التعاون مع المحطة بات يعرض من يفعل ذلك لغرامات مالية أو حتى لعقوبات بالسجن، وأردفت: «وهذا يمس على وجه الخصوص الموظفات والموظفين الروس في (دويتشه فيله) بشكل مباشر».

وأضافت أن المؤسسة لم تتلقَّ حتى الآن قراراً رسمياً من النيابة العامة، لكنها تعتمد إجراءات للتحايل على الرقابة حتى تستمر في الوصول إلى الجمهور داخل روسيا.

ولم تقتصر تصنيفات «غير مرغوب فيها» التي يصدرها القضاء الروسي على وسائل إعلام؛ إذ شملت أيضاً منظمات غير حكومية ومؤسسات، وتواصل القائمة الاتساع. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وصف إجراءات الرقابة في روسيا بأنها غير مسبوقة، مبرراً إياها بضرورة التصدي لـ«حرب المعلومات» التي ترافق الغزو الروسي لأوكرانيا.


​أوكرانيا تتخلى عن طموح انضمامها إلى «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
TT

​أوكرانيا تتخلى عن طموح انضمامها إلى «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)

استبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشاركته في جولة الحوار الجديدة في العاصمة الألمانية برلين، الأحد، بالإعلان عن تخلي بلاده عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية غربية في حل وسط لإنهاء الحرب مع روسيا.

كما قال زيلينسكي إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا بمواقعها الحالية. وأدلى الرئيس الأوكراني بهذه التصريحات قُبيل محادثات له مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين أوروبيين في برلين. ويمثل تخلي أوكرانيا عن الانضمام إلى «الناتو»، تحولاً كبيراً لهذا البلد الذي ناضل من أجل الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي، بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية، وأدرج هذا الطموح في دستوره. وتلبي هذه الخطوة أيضاً أحد أهداف روسيا في الحرب، رغم أن كييف متمسكة حتى الآن بموقفها الرافض للتنازل عن الأراضي لموسكو.

«ضمانات أمنية»

وقال زيلينسكي، الأحد، إن القبول بالضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون وغيرهم من الشركاء، بوصفها بديلاً عن عضوية أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي، هو بمثابة حل وسط من جانب أوكرانيا. ورداً على أسئلة صحافيين عبر «واتساب»، قال زيلينسكي: «منذ البداية، كانت رغبة أوكرانيا هي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي... هذه ضمانات أمنية حقيقية. لكن بعض الشركاء من الولايات المتحدة وأوروبا لم يدعموا هذا الاتجاه». وأضاف زيلينسكي: «وبالتالي، فإن الضمانات الأمنية الثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والضمانات الشبيهة بالمادة الخامسة المقدمة لنا من جانب الولايات المتحدة، والضمانات الأمنية من الزملاء الأوروبيين، وكذلك دول أخرى مثل كندا واليابان، هي فرصة لمنع غزو روسي آخر». وتابع: «هذا بالفعل حل وسط من جانبنا»، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون ملزمة قانونياً.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين الأحد (إ.ب.أ)

«تجميد خطوط القتال»

وقال الرئيس الأوكراني أيضاً إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا بمواقعها الحالية. وأكد استعداده «للحوار» في أحدث جولة مباحثات رفيعة المستوى بين المبعوث الأميركي والقادة الأوروبيين الداعمين لأوكرانيا حول سُبل إنهاء الحرب مع روسيا. وقال زيلينسكي للصحافيين قبيل وصوله لبرلين: «أرى حالياً أن الخيار الأكثر عدلاً هو أن يبقى كلّ حيث هو. وهذا صائب إذا ما كنا نتكلّم عن وقف لإطلاق النار... وأنا أدرك أن روسيا لا تنظر لهذا الأمر بإيجابية، لكن أتمنى أن يؤيدنا الأميركيون في هذا الصدد».

ووصل الرئيس الأوكراني، الأحد، إلى برلين للمشاركة في جولة الحوار الجديدة، مع وفد أميركي وآخر أوروبي، بشأن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا. وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس في استقبال الرئيس الأوكراني، بمقر المستشارية. كما وصل إلى العاصمة الألمانية أيضاً وزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، ورئيس هيئة الأركان أندريه هناتوف، واستقبلهم في مقر المستشارية غونتر زاوتر، مستشار شؤون السياسة الخارجية والأمنية لدى ميرتس.

ومن المزمع استئناف المحادثات التي جرت بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية في البداية بمشاركة أوروبية على مستوى المستشارين، خلف أبواب مغلقة. ولم يتم الإعلان على الفور عن مقترحات ملموسة مطروحة حالياً على طاولة النقاش.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل انطلاق جولة الحوار في برلين الأحد (رويترز)

ويسعى زيلينسكي، خلال لقائه في برلين مع ويتكوف، إلى أن يركز محادثاته على أحدث مقترحاته المتعلقة بخطة السلام التي طرحها الرئيس ترمب. وقال زيلينسكي، بحسب وسائل إعلام أوكرانية، رداً على أسئلة صحافيين، إنه لم يتلق حتى الآن أي رد أميركي على مقترحات التعديل التي قدمها. وكان زيلينسكي صرّح مسبقا بأنه يرى أن أوكرانيا في موقع تفاوضي قوي. وأضاف زيلينسكي أن خطة السلام لن تبدو بالشكل الذي يرضي الجميع، مشيراً إلى وجود مقترحات للتوصل إلى حلول وسط. وتابع قائلاً: «الأهم على الإطلاق هو أن تكون الخطة عادلة قدر الإمكان، ولا سيما بالنسبة لأوكرانيا. والأهم أن تكون فعالة».

ويمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً كبيرة على كييف للتوصّل إلى اتفاق منذ تقديمه الشهر الماضي خطّة لإنهاء الحرب عُدّت مراعية لروسيا، خصوصاً فيما يتعلّق بمطلب تخلّي أوكرانيا عن بعض أراضيها. وأثار المقترح الأميركي حراكاً دبلوماسياً متسارع الوتيرة بين واشنطن وحلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وكشف مسؤولون أوكرانيون في الفترة الأخيرة أنهم قدّموا لواشنطن نسخة معدّلة من الخطّة. وشدّد الرئيس الأوكراني على «أهمّية القمّة في برلين، حيث نلتقي كلّا من الأميركيين والأوروبيين... وهذه الاجتماعات في برلين تجري اليوم وغداً». وأكّد مسؤول في البيت الأبيض يوم الجمعة أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيجتمع بزيلينسكي والقادة الأوروبيين في نهاية الأسبوع للتطرّق إلى مفاوضات السلام. ورأى زيلينسكي، الأحد، أن «أكثر ما يهمّ هو أن تكون الخطّة منصفة قدر المستطاع لأوكرانيا في المقام الأوّل؛ لأن روسيا هي من بدأت الحرب».

وتنص «خطة ترمب» على انسحاب الجيش الروسي من مساحات صغيرة غزاها في مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمال وشمال شرق ووسط شرق)، مع احتفاظه بالسيطرة على أراضٍ أكبر في خيرسون وزابوريجيا (بالجنوب). ومساء الجمعة، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الأميركيين بأن يقدموا لهم «ضمانات أمنية» قبل أي تفاوض بشأن الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا. من جانبه، أفاد مسؤول كبير بأنّ خطة السلام الأميركية تلحظ انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2027، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». غير أنّ هذا الانضمام يبدو غير مرجّح خلال المهلة المذكورة، لأسباب عدة من بينها المعارضة المحتملة من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تربطها علاقات متوترة مع أوكرانيا، مثل المجر.

دمار أمام بقالة في زابوريجيا بعد غارة نفذتها طائرة مسيّرة روسية الأحد (إ.ب.أ)

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية المتسارعة لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف منذ غزو روسيا أوكرانيا في 2022 في ظلّ ضربات جوية جديدة استهدفت كييف. ومع استمرار تبادل الهجمات بين الطرفين، وسقوط مزيد من الضحايا، أبدى ترمب انزعاجاً واضحاً بشأن عدم إحراز تقدم في المحادثات المرتبطة بخطته لحل النزاع الذي اندلع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف. وأعلنت موسكو أنها ضربت منشآت للصناعة والطاقة في أوكرانيا ليل السبت بصواريخ فرط صوتية، في هجوم قالت: إنه يأتي رداً على هجمات أوكرانية أصابت «أهدافا مدنية» في روسيا. وحسب سلاح الجوّ الأوكراني، أطلقت روسيا 138 مسيّرة وصاروخاً باليستياً في الليل. وأصابت مسيّرة روسية «أحد المستشفيات في خيرسون»، ما أسفر عن جرح شخصين، وفق ما أفادت الإدارة الإقليمية على «تلغرام». وأصيب 11 شخصاً على الأقلّ في ضربات على زابوريجيا، وفق حاكم المنطقة إيفان فيدوروف.