اعتقلت ألمانيا أفغانيين قال الادعاء العام إنهما كانا يخططان لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف البرلمان السويدي، رداً على حرق المصحف في استوكهولم، الصيف الماضي.
وقال الادعاء العام الفيدرالي في ألمانيا، إن الرجلين المدعوين إبراهيم م.ج، ورنيم ن، اعتقلا في مدينة غيرا بولاية تورينغن شرق ألمانيا، وإنهما تلقيا أوامر من تنظيم «داعش» في إقليم خراسان بأفغانستان، لتنفيذ العملية في السويد، وإنهما أجريا بحثاً على الإنترنت لتحديد الأماكن المحتملة لتنفيذ الاعتداء.
وحسب الادعاء، فإن المتهمَين أرادا تنفيذ هجوم على البرلمان السويدي، مستخدمين الأسلحة النارية، وإن الدوافع هي انتقامية. ولم يكن الاعتداء الذي كان يعد له المتهمان وشيكاً، فهما لم يتمكنا من شراء أسلحة على الإنترنت، رغم محاولتهما ذلك؛ حسب الادعاء الألماني.
واتهم الادعاء أحد الرجلين بالانتماء لتنظيم «داعش، فرع خراسان»، بينما قال إن الرجل الثاني يدعم التنظيم. وقال إن أحدهما حول أموالاً بقيمة ألفي يورو في الماضي عبر وسطاء، لصالح أعضاء في التنظيم المتطرف في شمال سوريا.
وتعد المخابرات الألمانية الداخلية تنظيم «داعش- خراسان» ذا تهديد كبير على أمنها القومي وفي أوروبا بشكل عام. وزادت التهديدات من متطرفين للسويد منذ الصيف الماضي، بعد أن شهدت عدة عمليات لإحراق المصحف في استوكهولم. ورفعت السويد مستوى التهديد للمرة الأولى في الصيف الماضي منذ عام 2016.
ودفعت المخاوف من ازدياد مخاطر اعتداء إرهابي في السويد بعدة دول غربية -منها الولايات المتحدة وبريطانيا- إلى تحذير مواطنيهم من السفر إلى السويد. وتعرضت السفارة السويدية لدى العراق لهجوم، رداً على عمليات حرق المصحف.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل رجلان سويديان يبلغان من العمر 60 عاماً و70 عاماً، بعد أن أطلق تونسي النار عليهما في العاصمة البلجيكية بروكسل. وكان الرجلان يرتديان قمصان فريق كرة قدم السويد. وأطلقت الشرطة لاحقاً النار على التونسي وأردته قتيلاً.
وقال المحققون لاحقاً إن جنسية الضحيتين قد تكون الدافع وراء قتلهما، وإن التونسي البالغ من العمر 45 عاماً كان قد تقدم بطلب لجوء في عام 2020، ورفض طلبه؛ لكنه بقي في بلجيكا يعيش بشكل غير شرعي.
وقالت الشرطة إن ملف الرجل لديها يظهر أن له تاريخاً في الاتجار بالبشر وتهديد أمن الدولة، وأنه في عام 2016 أبلغت إحدى وكالات الاستخبارات الصديقة، السلطات في بلجيكا، بأنه متطرف، وأراد أن يسافر إلى واحدة من مناطق الحرب، للقتال. ولكن الشرطة أضافت أنها لم تتمكن من إثبات المعلومات التي تلقتها حول تطرف الرجل. وتبنى لاحقاً تنظيم «داعش» قتل السائحين السويديين.
وكانت السويد قد رفعت مستوى التحذير من تعرض البلاد لاعتداء إرهابي الصيف الماضي، من 2 إلى 4، علماً بأن التحذيرات من اعتداءات إرهابية في السويد تصل إلى 5 في أعلاها. وبعد قتل السويديين في بروكسل في أكتوبر الماضي، حذرت الخارجية السويدية مواطنيها في الخارج من توخي الحذر، والتنبه لمخاطر تعرضهم لعمليات تستهدفهم بسبب جنسيتهم.
ورفعت معظم الدول الأوروبية مستوى التهديدات الإرهابية منذ بداية الحرب في غزة، وفي ألمانيا أعلنت السلطات قبل عيد الميلاد أنها منعت اعتداءً إرهابياً على كاتدرائية كولون التاريخية، كان يعد له 3 متهمين ينتمون لتنظيم «داعش- خراسان» ليلة رأس السنة. واعتقلت آنذاك 3 أشخاص من طاجيكستان، وأودعتهم قيد الحجز الاحتياطي لمنعهم من تنفيذ الاعتداء الذي قال الادعاء إنه كان سيتم تنفيذه باستخدام سيارة ربما يتم تفجيرها. وضربت السلطات طوقاً أمنياً في محيط وداخل الكاتدرائية لأيام، ونشرت كلاباً تبحث عن متفجرات.