أعلنت كييف، الخميس، أن مجموعات مسلحة وصفتها بأنها روسية معارضة للكرملين وموالية لها تتوغل في الأراضي الروسية وحولت منطقتين إلى «جبهة قتال نشطة»، بينما أعلنت موسكو أنها تمكنت من صدها ومنعها من التوغل في كورسك وبيلغورود الحدوديتين.
وجاءت الهجمات في وقت يتوقع أن يمدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكمه لست سنوات إضافية نهاية الأسبوع، في انتخابات يرى الكرملين أنها ستظهر أن البلاد بأكملها تدعم هجومه على أوكرانيا.
وقال أندريه يوسوف، المتحدث باسم مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية: «أصبحت كورسك وبيلغورود الآن منطقة أعمال قتالية نشطة. وهذا ما نؤكده».
لكن حاكم إحدى المنطقتين قال إن القوات المعادية لم تعد موجودة هناك، وذلك بعد زيارة لقرى في المنطقة. وقال فياتسلاف جلادكوف حاكم بيلغورود في حساب على «تلغرام»: «أستطيع أن أقول إنه لا توجد قوات أوكرانية على أراضي المنطقة. والقتال يدور خارجها».
وأصدرت 3 مجموعات شكّلها روس معارضون للكرملين بيانات مؤيدة لأوكرانيا، وأطلقوا سلسلة هجمات على مناطق حدودية هذا الأسبوع، معلنة سيطرتها على قرية تيوتكينو في منطقة كورسك، قالت فيها إنها تمضي في عمليات مسلحة في بيلغورود وكورسك وطلبت من السكان إخلاءهما حفاظاً على سلامتهم.
وأضاف يوسوف، كما نقلت عنه «رويترز»: «كما ذكرنا، هم متطوعون ومتمردون، نحن نتحدث عن مواطنين روس ليس لديهم خيارات أخرى يدافعون عن حقهم المدني بالسلاح ضد نظام بوتين».
وذكر جلادكوف أن قرية كوزينكا «تضررت بشدة، والأضرار جسيمة للغاية». وتم إجلاء السكان إلى أماكن أصبحوا فيها آمنين الآن. وكان جلادكوف قد قال، في وقت سابق، إن شخصين قُتلا و20 على الأقل أصيبوا في هجمات شنتها القوات المسلحة الأوكرانية. وأفاد مدونون عسكريون روس، في وقت سابق، بإرسال قوات مظلية روسية إلى كوزينكا. لكن لم يقدم رومان ستاروفويت، حاكم منطقة كورسك، سوى القليل من التفاصيل، لكنه أشار على «تلغرام» إلى أن «الإرهابيين الأوكرانيين لم يوقفوا محاولاتهم لجلب المخربين إلى أراضينا».
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «على مدى الأيام الثلاثة الماضية، من 12 حتى 14 مارس (آذار)، أحبط جنود من القوات المسلحة الروسية... جميع محاولات المسلحين الأوكرانيين للتوغل في أراضي منطقتي بيلغورود وكورسك التابعتين لروسيا الاتحادية». وأضافت وزارة الدفاع في بيانها: «تمّت استعادة السيطرة على القرية بالكامل»، ما يؤكد أن القوات الروسية فقدت السيطرة عليها لفترة مؤقتة.
وقالت إحدى المجموعات المسلحة الثلاث، وهي فيلق حرية روسيا، على «تلغرام»، إنه في ضوء «العملية العسكرية المحدودة» الجارية في المنطقتين، فإنها تطلب من سكان بلدات معينة المغادرة. وذكرت مجموعة ثانية وهي الكتيبة السيبيرية أنها لاحظت «حالة من الذعر في بلدة جرايفورون بجوار كوزينكا مع اصطفاف السيارات للمغادرة».
وفي الماضي، صور المسؤولون الروس هذه المجموعات على أنها دمى في يد الجيش الأوكراني ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، التي تتهمها موسكو بمحاولة إثارة الفوضى في روسيا. وكان فيلق حرية روسيا وفيلق المتطوعين الروس قد أعلنا في السابق مسؤوليتهما عن توغلات أخرى عبر الحدود إلى روسيا من أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال مصدر بالمخابرات الأوكرانية لـ«رويترز» إن أوكرانيا شنّت هجوماً بطائرات مسيرة على مصفاة نفط روسية في منطقة كالوجا، إذ نفذت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية العملية في ساعة مبكرة من الجمعة، ما تسبب في إلحاق أضرار بالمصفاة. وشنّت كييف سلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة على منشآت نفط روسية كبرى خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لاستهداف شريان الاقتصاد الروسي بعد أكثر من عامين من شن موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا.
ومصفاة كالوجا المملوكة للقطاع الخاص ليست من المنشآت النفطية المهمة في روسيا. وتقول المصفاة إن طاقة وحدة المعالجة الأولية لديها تبلغ 1.2 مليون طن سنوياً، أي ما يقرب من 24 ألف برميل يومياً. وقال المصدر، كما نقلت عنه «رويترز»، إن أوكرانيا تتحقق حالياً من حجم الأضرار التي لحقت بالمنشأة.
وقال فلاديسلاف شابشا، حاكم منطقة كالوجا الروسية، في وقت سابق عبر «تلغرام»، إن الدفاعات الجوية أسقطت أربع طائرات مسيرة في المنطقة التي تقع فيها المصفاة، وأكد أنه لم تقع أضرار في البنية التحتية ولم يسقط ضحايا. ولم يصدر تعليق فوري من الشركة المالكة للمصفاة.
وأعطت أوكرانيا الأولوية لإنتاج طائرات مسيرة بعيدة المدى خلال حربها مع روسيا بهدف تقليص الفجوة في القدرات العسكرية بين الجانبين، لأنها تواجه عدواً أكبر بكثير ولديه أسلحة أكثر تطوراً.
وقال وزير التحول الرقمي الأوكراني، الذي يدعم إنتاج طائرات مسيرة محلية الصنع، لـ«رويترز» في فبراير (شباط)، إن أوكرانيا تخطط لإنتاج الآلاف من الطائرات المسيرة بعيدة المدى هذا العام لشن هجمات على روسيا.
ويقول مسؤولون أوكرانيون إن موسكو استخدمت آلاف الطائرات المسيرة الهجومية إيرانية الصنع من طراز «شاهد» لقصف أهداف في أوكرانيا منذ العام الأول للحرب. وذكر مسؤولون في كييف أن شخصين لقيا حتفهما الليلة الماضية في مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا عندما قصفت طائرة مسيرة روسية مبنى سكنياً.
كما أعلنت أوكرانيا، الجمعة، مقتل 14 شخصاً وإصابة 46 آخرين في قصف روسي على مدينة أوديسا في جنوب البلاد، في حصيلة جديدة أوردها مسؤول محلي.
وقال حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر، على شبكات التواصل الاجتماعي: «نتيجة للهجوم الصاروخي الروسي، قُتل 14 شخصاً بينهم سكان وعامل طبي ومسعف. وأُصيب 46 آخرون بينهم سبعة موظفين في جهاز الطوارئ الحكومي». وأوضحت النيابة العامة الأوكرانية أن القصف طال مباني سكنية وسيارات.
ولقي شخصان، على الأقل، حتفهما وأصيب ثلاثة، ونقلوا إلى المستشفى إثر هجوم بمسيرة روسية بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، في منطقة فينيتسيا بغرب أوكرانيا، بحسب منشور للحاكم الإقليمي سيرهي بورسوف، الذي أفاد أيضاً بتضرر أحد المباني السكنية. وقالت السلطات الأوكرانية إن الجيش الروسي أطلق 27 مسيرة قتالية من جنوب شبه جزيرة القرم ومن الشمال الشرقي باتجاه أهداف في أوكرانيا. وأسقط الدفاع الجوي الأوكراني كل المسيرات، بما في ذلك 15 مسيّرة تم تدميرها، بينما كانت في طريقها للعاصمة كييف.