آلاف الأشخاص يتظاهرون في لندن مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

آلاف الأشخاص يتظاهرون في لندن مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف الأشخاص في لندن، اليوم السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد خمسة أشهر على بدء الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة «حماس».

وانطلق المتظاهرون وسط انتشار كثيف للشرطة، من منطقة «هايد بارك كورنر» في وسط العاصمة البريطانية في اتجاه مقر السفارة الأميركية، حيث وضعت منصة لإلقاء خطابات.

ودعت مجموعة «حملة التضامن مع فلسطين» إلى المظاهرة. وحمل مشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وردّد البعض شعار «فلسطين حرة» وطالبوا بوقف إطلاق النار «الآن» وندّدوا بمقتل أكثر من 30 ألف شخص جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع، بحسب حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

متظاهر يمسك درعاً مكتوب عليها «المقاومة مشروعة» خلال مظاهرة في لندن 9 مارس 2024 (رويترز)

وحمل بعض المتظاهرين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، لافتات كتب عليها «أوقفوا الحرب في غزة»، أو «أوقفوا الإبادة».

وأعلنت الشرطة التي اتهمها بعض السياسيين من الجناح اليميني في الحزب المحافظ الحاكم بالتساهل مع المتظاهرين، أنها ستؤدي عملها «من دون خوف أو تحيّز» وستبقى «مستقلة ومحايدة» مدافعةً عن «الحق الديمقراطي» بالتظاهر.

وقالت قائدة الشرطة في لندن كارين فيندلاي، في بيان: «من الواضح أننا نعمل في سياق نفهم فيه أن مجتمعاتنا اليهودية والمسلمة ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء جرائم الكراهية المعادية للسامية والمعادية للمسلمين وإزاء شعورها بالأمان في لندن».

الشرطة البريطانية تلقي القبض على متظاهر خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)

والأسبوع الماضي، دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الشرطة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد «الترهيب والتهديد وأعمال العنف المخطط لها».

وأكد «دعم» الحكومة للشرطة. واعتُقل عشرات الأشخاص بسبب أغانٍ ولافتات معادية للسامية أو بسبب الدعوة إلى دعم منظمة إرهابية، خلال مظاهرات سابقة نُظّمت منذ بداية الحرب.

ونقلت وكالة «بي إيه» (PA) البريطانية عن إيتاي غالمودي الذي نظم مظاهرة مضادة السبت في لندن قوله إن «هذه المظاهرات أصبحت مسيرات كراهية مناهضة لإسرائيل ونعتقد أن هذا يكفي».

وتشهد المملكة المتحدة ارتفاعاً حاداً في الأعمال المعادية للسامية والمعادية للإسلام منذ بداية الحرب في غزة.


مقالات ذات صلة

«الاتحاد الأوروبي» يعتزم إبلاغ إسرائيل بضرورة عودة سكان غزة لمنازلهم

أوروبا أطفال فلسطينيون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«الاتحاد الأوروبي» يعتزم إبلاغ إسرائيل بضرورة عودة سكان غزة لمنازلهم

أظهرت وثيقة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إبلاغ إسرائيل، الأسبوع المقبل، بأنه يجب ضمان عودة لائقة للفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو: ملتزم بخطة ترمب لإنشاء غزة أخرى

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أنه يتعيّن عليه أن يلتزم بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لما بعد الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي (رويترز)

وزيرة خارجية كندا تدعو إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية في غزة

عبرت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي اليوم الأحد خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عن قلق بلادها البالغ إزاء الوضع في الضفة الغربية.

المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)

روبيو: «حماس» تُظهر «انحطاطاً» باحتجاز جثث رهائن

ندّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بـ«انحطاط» حركة «حماس» التي تحتجز جثث رهائن في قطاع غزة، وفقاً لبيان نُشر اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)

مصر تدعم غزة بـ«قافلة مساعدات شاملة» وسط تعقّد أزمة «الكرفانات»

دشنت الحكومة المصرية، الأحد، «قافلة مساعدات شاملة» إلى الفلسطينيين، في وقت تتعقّد فيه أزمة إدخال المعدات الثقيلة، والمنازل المتنقلة (كرفانات) لغزة.

أحمد إمبابي (القاهرة )

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
TT

أوكرانيا والعودة إلى المربع الأول

قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية تطلق صاروخ «غراد» BM-21 باتجاه مواقع للجيش الروسي قرب شاسيف يار في منطقة دونيتسك (أ.ب)

إذا كان خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر ميونيخ للأمن العام 2007، قد شكّل خريطة طريق له لإسقاط النظام العالمي الأميركي، واستعادة مكانة روسيا الكونيّة، كما استرداد منطقة النفوذ في محيط روسيا المباشر، فإن غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022 كان النقلة الأولى التنفيذيّة في الاستراتيجية الكبرى لبوتين، الأمر الذي شكّل نقطة تحوّل في مسار النظام العالمي القائم، خصوصاً مبدأ عدم تغيير حدود الدول بالقوة العسكريّة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع حاكم منطقة كامشاتكا في موسكو الاثنين (رويترز)

سلوك ترمب

يعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصاً سهل القراءة، وصعباً في الوقت نفسه. فهو شخص لا يمكن توقع سلوكه. لكنه حتما يتّبع طريقة فريدة من نوعها في السياسة العالميّة والدبلوماسية، وهي ترتكز على استراتيجيّة كبرى لها أهدافها. بكلام آخر، لا شيء عشوائيّاً في تصريحات ترمب حتى ولو بدا الأمر غير ذلك. وكي يُسهّل عليه الأمر، وبعكس إدارته الأولى، حيث رأى أن الدولة العميقة تعمل ضدّه، عمد إلى تعيين مسؤولين في إدارته الحالية، ممن هم مؤمنون بمشروعه أولاً، وثانياً لا يعرفون قول كلمة «كلا»، (Yes - Men).

الأنماط وسيلة للفهم

إذا كان الذكاء الاصطناعي يحوِّل الداتا المشتّتة إلى أنماط مفهومة، فقد يمكن معرفة الاستراتيجيّة الكبرى لتصريحات ترمب وسلوكه عبر ربط بعضها ببعض (Correlation). واستناداً إلى هذه المقاربة، وإذا ما تابعنا تصريحات ترمب، ومؤخراً تصريحات وزير دفاعه الجديد خصوصاً حول أوكرانيا فقد يمكن استنتاج ما يلي:

- أوكرانيا هي مسؤولية أوروبية، إذ تلعب أميركا دور القوّة المُضاعِفة إلى جانب أوروبا، وهذا أمر سيكون له تأثير كبير جداً على الأمن الأوروبي، إن كان عبر حلف الناتو أو غيره من المنصات الأمنيّة. لن تعود أوكرانيا وحدةً جغرافيةً كما كانت، وهذا أمر على الأوكرانيين قبوله. ستكون هناك ضمانات أمنية، لكن أقل من البند الخامس في معاهدة حلف الناتو. وبذلك، قد يُشبّه وضع أوكرانيا مستقبلاً بحال ألمانيا الشرقيّة والغربيّة، أو بحال كوريا الجنوبية والشمالية. فحسب القانون الدولي، قد لا يُعترف بسيادة روسيا على مقاطعات الشرق الأوكراني، لكنها حتماً ستكون أمراً واقعاً (De Facto) يقبل به الكل ضمنياً.

- التركيز الأميركي في المرحلة المقبلة سيكون على التحدّي الصينيّ، الأمر الذي سينقل الجهد الأميركي العسكريّ الرئيسيّ إلى منطقة الإندو-باسيفيك، حيث للهند دور مؤثر. وعليه تجب متابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى البيت الأبيض.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حضوره سباق السيارات «ناسكار دايتونا 500» في دايتونا بيتش بفلوريدا الأحد (أ.ب)

الربط الجيوسياسيّ لفوضى ترمب

إن إرضاء بوتين في أوكرانيا، قد يُبعد الرئيس الروسي عن الصين، وفي الحد الأدنى عدم جعله لاعباً طيّعاً (Junior) في يد الرئيس الصيني لاستعماله ضد الولايات المتحدة الأميركيّة. وبذلك، قد تفقد الصين العمق الجغرافي في روسيا، كما عمق أمن الطاقة. كل ذلك في حال تفجّر الوضع العسكري حول جزيرة تايوان.

في مكان آخر من الشرق الأوسط، بدأت التسريبات عن التحضير الإسرائيليّ لضرب المشروع النووي الإيراني. تَرافق هذا الأمر، مع سماح ترمب بشحن قنابل ثقيلة الوزن إلى إسرائيل التي كان الرئيس السابق جو بايدن قد أوقف شحنها. في الوقت نفسه، عاد ترمب إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران، مع فتح باب الدبلوماسيّة في الوقت نفسه.

إذا نجح الرئيس الأميركي في المسعيين؛ الروسي والإيراني، يكون بذلك قد فكّك الحلف الاستراتيجي الثلاثي المؤلَّف من: الصين، وروسيا، وإيران.

في مكان آخر، يريد ترمب قناة بنما، وجزيرة غرينلاند، وأيضاً ضمّ كندا كي تصبح الولاية 51. بالإضافة إلى عملية إعادة ترتيب الوضع الداخلي الأميركيّ. وانطلاقاً من هذه الفوضى، قد يمكن القول إن ترمب ليس رئيساً يفضل الانعزال الأميركي عن العالم (Isolationist)، كما أنه ليس رئيساً يريد التورّط في مشكلات العالم. لكن الأكيد أن استراتيجيته هي مزيج من الانعزال والتورّط؛ الانعزال عبر خلق منطقة نفوذ في محيط أميركا المباشر على غرار عقيدة الرئيس جيمس مونرو (1823) لكنْ معدّلة حسب الظروف الحاليّة.

أما التورّط (Engagement)، فهو ممكن لكن بثمن يدفعه مباشرةً مَن يطلب مساعدة أميركا، خصوصاً العسكريّة. ألم يذهب وزير الخزانة الأميركي إلى أوكرانيا لتوقيع اتفاق استثمار الثروات المعدنية خصوصاً «الأرض النادرة»، وذلك خلال حضور وزير الدفاع الأميركي الجديد إلى بروكسل؛ مركز قيادة الناتو؟ ألم يطلب ترمب من أوكرانيا ما قيمته 500 مليار من الثروات المعدنيّة؟

في الختام، قد يمكن القول إن دونالد ترمب يتجاوز قوانين القرن التاسع عشر، كما قوانين القرن العشرين، ليُرسي قوانين القرن الحادي والعشرين. لكن اللغز الأكبر يبقى في السؤال الجوهري: «لماذا يريد شراء قطاع غزّة؟».