البروفيسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: بوتين نجح في تحويل فشل عسكري إلى نجاحات دبلوماسية

خطأ الغربيين في أوكرانيا: اعتقادهم أن للآخرين القراءة نفسها لأحداث العالم

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

البروفيسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: بوتين نجح في تحويل فشل عسكري إلى نجاحات دبلوماسية

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)

بعد عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان لا بد من الغوص على ما تحمله من نتائج وتبعات ليس فقط للبلدين المتحاربين (روسيا وأوكرانيا)، بل للأمن الأوروبي ومصير حلف الأطلسي وللعلاقات الدولية من زاوية الهوة المتزايدة اتساعاً ما بين الشمال والجنوب الشامل.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)

ولأن القراءة يتعين أن تكون معمقة ومحايدة، فقد توجهت «الشرق الأوسط» للبروفسور برتراند بادي، صاحب المؤلفات الكثيرة في العلاقات الدولية، والأستاذ السابق في معهد العلوم السياسية، والمشهود له بالموضوعية لتراجع معه الخلاصات التي تفرض نفسها اليوم، فالحرب لم تتوقف ولم تعرف هدنة أو وقفاً لإطلاق النار منذ أن انطلقت صباح 24 فبراير (شباط) عام 2022، وهي مرشحة للاستمرار إلى أجل يصعب التكهن به.

يقول برتراند بادي إن متابعة حرب أوكرانيا يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، «تمكّن من اكتشاف الوجه الجديد للصراع في اللعبة الدولية». فما حصل (ويحصل) أن هناك حربين متعاقبتين «مع تداعيات دبلوماسية وسياسية مختلفة تماماً لهما، الأولى خسرها الرئيس بوتين بشكل واضح؛ إذ كان هدفه الصريح هو الضم البحت لأجزاء واسعة من أوكرانيا، وتحقيق ما سماه (اجتثاث النازية) أي تغيير النظام».

مخططه فشل والخلاصة الأولى، أن «المجتمع الأوكراني نجح في تحدي أحد أقوى الجيوش في العالم، مجسداً انتصار الضعيف على القوي. ومن وجهة النظر تلك، كان التأثير كبيراً على روسيا، حيث تم تقويض صورة قدراتها العسكرية ذاتها». ويلاحظ بادي أن الحرب «تطورت بسرعة كبيرة جداً. وإن لم تتحول إلى (عالمية)، فقد أصبحت (معولمة) بمعنى أن جميع دول العالم كانت معنية بها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولو من خلال العواقب، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية والغذائية».

صورة أرشيفية للرئيس الروسي لدى توقيعه على صورة لقاذفة نووية من طراز «تي يو - 160 إم» 25 يناير 2018 (رويترز)

بوتين: فن تحويل الهزيمة العسكرية لنجاحات دبلوماسية

أما المرحلة الثانية، فهي التي أعقبت فشل الغزو. ووفق قراءة بادي، فقد «اتخذت سريعاً شكل (حرب مواقع) مكّنت روسيا في النهاية من بسط سيطرتها على الأراضي التي كانت تسيطر (جزئياً) على معظمها من خلال الميليشيات الموالية لها)».

بوتين قبل ركوبه القاذفة المحدَّثة «تي يو - 160 إم» أمس (أ.ف.ب)

وما حصل أن الجيش الأوكراني، رغم الدعم الغربي، لم ينجح في استردادها من خلال هجومه المضاد الصيف الماضي والذي راهن عليه الغربيون. بالمقابل، نجحت القوات الروسية في المنازلة ولا تزال، كما ظهر من خلال سيطرتها على مدينة أفدييفكا، واستعادتها المبادرة ميدانياً. وما يلفت نظر الباحث أن بوتين «أثبت فاعليته السياسية بعد الانتكاسة العسكرية بتحويلها إلى انتصارات دبلوماسية عن طريق التوجه نحو (الجنوب الشامل) والقول إن روسيا، مثلها مثل دول الجنوب، ضحية الهيمنة الغربية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

والمثير للاهتمام، وفق قراءته، أن «الهزيمة والضعف اليوم يوفران مكاسب يمكن ترجمتها سريعا إلى انتصارات سياسية». ويضيف «لأن بوتين هُزم بسبب تدخل الغرب وحلف شمال الأطلسي على وجه التحديد، نجح في الاستدارة نحو (الجنوب الشامل) ليقول: أنا مثلكم أتعرض لتهديد عالم خاضع للهيمنة الغربية».

وهذا الخطاب وجد من يتبناه. ومن جانب آخر، «ارتكبت القوى الغربية خطأ فادحاً في هذا الصراع ليس بالانفتاح على العالم، بل بالانغلاق على نفسها، وبالتالي أصبحت تشعر كأنها محاصرة».

خلاصة بادي مزدوجة: الأولى، أن الجنوب يتضامن ويضع نفسه في موقع الدفاع عن النفس إزاء أي شكل من أشكال الهيمنة التي يُشتبه بأنها تستهدفه والثانية، «وهي الأهم بالنسبة للمستقبل»، عجرفة الغربيين المقتنعين بأن الآخرين يتبنون القراءة الغربية نفسها لأحداث العالم.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع القائد الجديد لقواته (أ.ب)

الحرب عمّقت الهوة بين الشمال والجنوب الشامل

ولتوضيح رؤيته، يروي بادي أنه كان في أفريقيا في 24 فبراير 2022، وقد أدهشه كيف أن للأفارقة قراءة وتفسيراً يختلفان تماماً عن قراءة وتفسير الغرب لحرب أوكرانيا: «الغرب يقول إن روسيا قامت بعمل عدواني، ونفذت خطة غزو لدولة ذات سيادة، وانتهكت القانون الدولي وسلامة الأراضي الأوكرانية الإقليمية. وسعى الغربيون لتعميم قراءتهم للأحداث في جميع أنحاء العالم، وحثوا دول الجنوب على تبنيها، مشددين على أنه ينبغي عليها إظهار التمسك بشكل خاص بمبدأ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها».

صورة عامة لمصنع أفدييفكا للكيماويات وفحم الكوك (أ.ف.ب)

وبما أنهم لم يلقوا رداً إيجابياً وتجاوباً من معظمها، فقد بدأوا في توجيه اللوم وممارسة الضغوط. ويؤكد بادي أن النتيجة «أنه تعززت قناعة كثير من دول الجنوب بأن المشكلة الرئيسية ليست مصير أوكرانيا، بل تهديد الهيمنة الغربية. إنه انقلاب مذهل»، مضيفاً أن «قناعة غالبية بلدان الجنوب مزدوجة: من جانب، عدّها أن الصراع هو أولاً صراع بين الشمال والشمال، وثانياً أنهم مهددون بدفع الثمن الباهظ لحرب لا تعنيهم». والخلاصة أن تعاملهم معها جاء مختلفاً عن النهج الغربي، الأمر الذي ظهر من خلال رفضهم الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، «ما أدى بشكل شبه تلقائي إلى عزلة الغرب». من هنا، فإن إحدى أهم نتائج حرب أوكرانيا هي «تعميق الهوة بين الشمال والجنوب، وتراجع قدرات الغربيين على فرض وتعميم رؤيتهم لشؤون العالم».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

إلى أين ذاهبة هذه الحرب؟

ثمة سؤال موجود على كل لسان: إلى أين ذاهبة هذه الحرب؟ يعترف الخبير بالسياسة الدولية بصعوبة الإجابة المباشرة عنه، والسبب «أننا فقدنا منذ فترة طويلة القدرة على توقع نهاية الحروب؛ لأن النزاعات التي حدثت منذ عام 1945 لم يتم إنهاء أي منها بالفعل من خلال مفاوضات دولية حقيقية». وأمثلته عليها كثيرة، ومنها أنه لا أحد يجزم بأن «اتفاقيات الدوحة» هي التي وضعت حداً للحرب في أفغانستان، أو أن «اتفاقيات باريس» أنهت حرب فيتنام. ويضيف «منذ عدة عقود، نحن نعيش في عالم لم تعد فيه المفاوضات هي الطريق لوقف الحروب كما كانت في الماضي، بل ما أصبح شائعاً هو أن النزاعات تدوم ثم تجمد ولا تفضي إلى حلول».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

ولذا ينبه من التسرع والقول إن حرب أوكرانيا يمكن أن تنتهي بمفاوضات على المدى القريب. وحجته أنه لا يرى «كيف يمكن لزيلينسكي أن يتفاوض على أي شيء مع بوتين». وعند سؤاله عن غياب الوساطات، يجيب: «الآن لا توجد وساطات؛ لأنه لا يوجد مجال للتفاوض (بسبب تباعد المواقف بين الطرفين بشكل جذري). ولكي تكون وسيطاً، يجب أن يكون لديك على الأقل الحد الأدنى من الأوراق لطرحها. والحال أن الأمم المتحدة لا تملك ما يفسر الصمت المطبق لأمينها العام، بينما مجلس الأمن عاجز ومعطل تماماً بسبب حق النقض (الفيتو)».

ويُبدي الباحث الفرنسي تأسفه لـ«غياب أي هيئة إقليمية قادرة على لعب دور الوسيط، مثل الذي يقوم به، على سبيل المثال، الاتحاد الأفريقي الذي لا يتردد في طرح وساطته لفض نزاعات القارة الأفريقية». والخلاصة التي تفرض نفسها، بحسب بادي، أن الحرب مؤهلة للاستمرار، وأن الكلمة الفصل في الوقت الراهن متروكة، وأن لا أحد يملك اليوم الوسائل للقيام بوساطة ما.

زيلينسكي يخاطب المجلس الأوروبي في بروكسل الخميس (إ.ب.أ)

ورغم أن التشاؤم يبقى سيد الموقف، فإن الباحث الفرنسي يرى نقطة ضوء ضعيفة في النفق المظلم، وهي «احتمال أخير لا يزال مفتوحاً، لكنه غير مؤكد»، وعنوانه أن تقوم أطراف خارجية؛ مثل الصين أو الجنوب الشامل

الرئيسان الفرنسي والأوكراني في قصر الإليزيه 16 فبراير بمناسبة التوقيع على معاهدة أمنية بين الطرفين (أ.ف.ب)

بحراك ما «لأنها الوحيدة التي يمكن أن تكون ذات مصداقية بالنسبة لطرفي النزاع». وإذا كان الفشل مصير هذه المحاولات، فإن بادي يرى أن «الأنظار قد تتوجه إلى احتمال قيام مؤتمر حول الأمن الأوروبي، يتخطى الحرب الروسية - الأوكرانية، ويكون هدفه التوصل إلى اتفاق بشأن توازن إقليمي جديد» في أوروبا. لكن ثمة عوائق كثيرة تحول دون ذلك، يذكر منها أن الرئيس الروسي «يلعب اليوم لعبة معاكسة، جوهرها السعي لاستعادة القوة الروسية ما يشكل العنصر الأساسي في مشروعه السياسي». وخلاصته أن أمراً مثل هذا «يتناقض اليوم تماماً وعملياً مع روح أهداف مؤتمر من هذا النوع».

رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس وزراء السويد يوم 22 فبراير ودعوة لرص صفوف الأوروبيين للاستجابة لاحتياجات كييف العسكرية والمالية (صورة من المفوضية الأوروبية)

تصدع الغرب

إذا كان الرهان اليوم على الميدان، فإن أحد مكوناته مدى قدرة الغرب واستعداده لتوفير الدعمين العسكري والمالي لأوكرانيا. وثمة من يقول إن بوتين يراهن على تصدع الغرب، وتراجع دعمه أطلسياً أو أوروبياً لأوكرانيا. وبهذا الخصوص، يرى بادي أن العامل الأساسي والحاسم والقادر على التأثير في توجهات الحرب ومآلاتها يكمن في «التحول العميق في المجتمع الأميركي»، حيث أصبح الرأي العام «مرة أخرى انعزالياً (سياسياً) وحمائياً (اقتصادياً)، والسبب في ذلك أن الطبقة الوسطى تشعر بخيبة أمل من العولمة، وهي تدرك أنها لم تكن لصالحها بقدر ما كانت لصالح الصين».

مزج زيلينسكي في كلمته بين الامتنان للدعم وحث الحلفاء على المزيد (أ.ف.ب)

ويشير الباحث إلى وجود خيبة أميركية أخرى بسبب «تراكم التدخلات العسكرية الخارجية المكلفة للغاية، والتي لم تؤد أي منها إلى نتيجة إيجابية» سواء في العراق أو أفغانستان أو الصومال أو حتى قبل ذلك في فيتنام. ولذا، فإن الرئيس السابق ترمب الذي يجيد «التسويق السياسي»، يركب هذه الموجة (الانعزالية) العميقة للفوز في الانتخابات. بيد أن الباحث، رغم قناعاته هذه، يشكك في احتمال «أن يذهب ترمب أو أي رئيس آخر إلى صفقة مع بوتين للتخلي عن أوكرانيا»، لأسباب كثيرة منها «الصعبة الكبرى في تغيير السياسة الخارجية» من جهة، ولوجود تيارات ستعارض هذا التوجه من الداخل الأميركي من الحلف الأطلسي، وخصوصاً من جناحه الأوروبي.

تهديدات دونالد ترمب تثير مخاوف الأوروبيين من فقدان حماية المظلة الأميركية (رويترز)

فضلاً عن ذلك، يرى الباحث أن أوروبا «غير مؤهلة للتعويض عن أي انشقاق كلي أو جزئي من الجانب الأميركي» في توفير الدعم لأوكرانيا. من هنا، يقول: «أنا لا أؤمن بالانسحاب الكلي للولايات المتحدة، ولكن إذا حدث ذلك، فمن الواضح أنه سيكون كارثياً بالنسبة لأوكرانيا؛ لأنه لن يكون هناك من يعوضها».

زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة إلى الكونغرس مع زعيمي الديمقراطيين والجمهوريين في «الشيوخ» 12 ديسمبر 2023 (أ.ب)

الأوروبيون غير جاهزين للاستغناء عن المظلة الأميركية

بيد أن ما يسميه بادي «الغموض الأميركي» له تداعيات واضحة على أوروبا، لا تتعلق فقط بالشق الأوكراني، بل بأمن الدول الأوروبية نفسها وغالبيتها أعضاء في الحلف الأطلسي. فخلال 75 عاماً شعرت أوروبا بالهدوء والسلام والأمان بفضل الحلف الأطلسي الذي رأى النور في عام 1949 لحماية أوروبا تحديداً.

الرئيس بايدن يوم 21 فبراير لم ينجح في تبديد مخاوف الأوروبيين لجهة التزام بلاده دعم أوكرانيا (أ.ب)

واليوم، يتساءل الأوروبيون حول الجهة التي ستضمن أمنهم في حال خروج واشنطن منه؛ لذا ثمة «نقاش حاد حول كيفية توفير الدفاع عن أوروبا». ويؤكد بادي أن الجدل «لا يُفضي (حتى اليوم) إلى أي مكان؛ لأن الأوروبيين ليسوا مستعدين بعد أو جاهزين للاستغناء عن المظلة الأميركية، ليس فقط النووية، بل الحماية الأميركية بالكامل»، فضلا عن ذلك، فإنه يجزم بأن «الدفاع الأوروبي المشترك غير موجود ويصعب وجوده، بل إنه مستحيل لأن الدفاع أداة للسياسة الخارجية، ولا توجد سياسة خارجية أوروبية موحدة». كذلك يعاني الأوروبيون من ضعفهم الاقتصادي، وعجزهم في التحول إلى «اقتصاد الحرب».


مقالات ذات صلة

 واشنطن تسمح لشركات الدفاع الخاصة بإصلاح معداتها العسكرية في أوكرانيا

أوروبا طائرة مقاتلة من طراز «إف-16» تحلق في أوكرانيا (أ.ب)

 واشنطن تسمح لشركات الدفاع الخاصة بإصلاح معداتها العسكرية في أوكرانيا

قال ممثل وزارة الدفاع الأميركية، إن الوزارة ستسمح لشركات الدفاع الخاصة بنشر أشخاص في أوكرانيا للمساعدة في إصلاح المعدات التي تزودها بها الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا استهدفت الهجمات الأخيرة بعض المواقع الحكومية والخاصة (رويترز)

تصاعد الهجمات الإلكترونية على كوريا الجنوبية من مجموعات موالية لروسيا

أعلن المكتب الرئاسي في سيول أن الهجمات الإلكترونية التي تشنها مجموعات قرصنة موالية لروسيا ضد كوريا الجنوبية ازدادت في أعقاب إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

قضت محكمة روسية بسجن جنديين مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة قتل عائلة مكونة من تسعة أشخاص في منزلها في إحدى المناطق المحتلة من أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة مدفعية باتجاه القوات الروسية على الجبهة قرب دونيتسك (رويترز)

«البنتاغون» يجيز إرسال متعاقدين لأوكرانيا لإصلاح أسلحة أميركية

قررت إدارة الرئيس جو بايدن السماح لمتعاقدين دفاعيين أميركيين بالعمل في أوكرانيا لصيانة وإصلاح الأسلحة المقدمة لها من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يراجع إحدى الخطط القتالية خلال زيارته لأحد معسكرات الجيش (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

«الناتو» يدين التدخل الكوري الشمالي في أوكرانيا

أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاؤه في آسيا (كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا) «بشدة» تدخُّل كوريا الشمالية إلى جانب روسيا في حربها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، اليوم (الجمعة)، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي؛ تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

وأضافت أن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا بوسعها التأثير على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقالت في مقابلة مع «رويترز»: «إذا استمر الدعم العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية و(الحكومات الغربية) تعلم أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فيجب أن يكون هذا كافياً لوقف بيع الأسلحة ونقلها».

وأضافت: «في الوقت الراهن، الأطراف التي ربما يكون لها تأثير ما ويمكنها كبح سلوك الأطراف المتحاربة، فيما يتعلق بإسرائيل، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال مبيعات الأسلحة وشحنها». وتقول إسرائيل إنها تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في صراعها مع حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان.

وتقول إسرائيل إن أعداءها يقاتلون مندسين وسط السكان المدنيين، مما يجعل عملياتها أكثر صعوبة، وإنها تتصرف دفاعاً عن النفس.

وقالت تيرانا حسن إن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان تزداد جرأة في أعمالها حين تجد أن مثل هذه الأمور تمر بلا عواقب. وأضافت أن الحكومات التي تزود هذه الدول بالأسلحة تقوض مصداقيتها بصفتها مدافعة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن مصداقية النظام الدولي.

وقالت: «هذا ينقل رسالة مفادها بأن هذه القواعد تطبق علينا وعلى حلفائنا بطريقة مختلفة عما تطبق به على الآخرين، وهذا له عواقب وخيمة حقاً». وأضافت أن هذا يتناقض مع مطالبة الدول الغربية بالمساءلة عن غزو أوكرانيا، وتستغله أيضاً دول مثل روسيا والصين. وأوضحت: «إنهم يسارعون إلى الإشارة إلى المعايير المزدوجة من الغرب ويحاولون استغلال ذلك لتقويض النظام».

وتحدثت تيرانا حسن لـ«رويترز» في الوقت الذي أصدر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً عن حصيلة القتلى في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، قال فيه إن نحو 70 في المائة من الأعداد التي تم التحقق منها من القتلى من النساء والأطفال.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 43500 شخص قتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً، التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. وأضافت تيرانا حسن: «يجب أن يحفز هذا العالم على التحرك الآن. لا مسوغ حقيقي لقتل الأطفال».

وفي 13 أكتوبر، فرضت واشنطن موعداً نهائياً على حليفتها إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وحين سُئلت عن التأثير المحتمل لانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، قالت إنه لم تكن هناك «ضمانات تذكر» لالتزامه بالقانون الدولي في فترة ولايته السابقة. وأضافت: «رأينا الآن في بعض التصريحات في الحملة الانتخابية تهديدات بالترحيل الجماعي لملايين الأشخاص، وهذا ينقل رسالة مثيرة للقلق بشدة».