شولتس يدعو إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي بغزة وعدم فتح جبهة مع لبنان

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
TT

شولتس يدعو إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي بغزة وعدم فتح جبهة مع لبنان

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

طالب المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل، بشكل واضح على غير المعتاد، بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة، وذلك في ضوء الهجوم البري الذي تزمع إسرائيل شنه في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، وعدم فتح جبهة ثانية على حدودها الشمالية مع لبنان.

وقال المستشار الألماني في مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم (السبت): «نحن لا نلتزم بالقانون الدولي والقواعد فقط لأننا وقّعنا على بعض الاتفاقيات الدولية. إن هذا شيء ينبع من رؤيتنا للإنسانية وكيف نريد أن نكون وكيف نريد أن نرى أنفسنا».

في الوقت نفسه، أكد السياسي المنتمي إلى «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» على المطالبة بحل الدولتين، والذي يعني قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيل.

وفي حربها مع حركة «حماس»، تعد إسرائيل في الوقت الحالي لشن هجوم عسكري على مدينة رفح التي تؤوي مئات آلاف المدنيين الباحثين عن حماية في أضيق مساحة مكانية. وقوبلت خطط إسرائيل الخاصة بتوسيع عملياتها في المدينة المكتظة بالناس بانتقادات حادة على الصعيد الدولي.

وقال شولتس إنه يجب للطريقة التي تدار بها الحرب في غزة أن تتوافق مع القانون الدولي، مشيراً إلى أن بلاده تتحدث مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذا الأمر في كل محادثة يتم إجراؤها في الوقت الراهن، وأضاف أن بلاده شديدة الوضوح فيما تقوله في هذا الشأن.

وأكد شولتس في الوقت نفسه أن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها»، مشيراً إلى أن ما حدث في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان موجهاً ضد الإنسانية، وقال إن إسرائيل بمقدورها أن تعتمد على الدعم الألماني، لكنه نوه أيضاً بضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، «وبصورة أكبر مما نراه الآن».

وتابع شولتس أن ألمانيا تؤيد العلاقات السلمية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المزمع إقامتها، مطالباً بخلق طريق لحل الدولتين. وفي المقابل، يرفض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حل الدولتين.

وصرح شولتس بأن بلاده تطالب إسرائيل أيضاً باتخاذ إجراءات ضد أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، وحذر من فتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل في الصراع مع «حزب الله»، وقال إنه لا ينبغي أن تتاح لإيران فرصة لاستغلال الوضع لتوسيع نفوذها في المنطقة.

في مقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ»، كان شولتس قد أبدى قبل وقت قصير موقفاً أكثر انتقاداً حيال إسرائيل؛ إذ قال للصحيفة: «فيما يتعلق برفح، أشعر الآن بقلق بالغ بشأن العواقب المحتملة للهجوم البري المزمع».

وذكر أنه بعد أن تم الطلب من المدنيين الفلسطينيين في البداية الفرار إلى الجنوب بحثاً عن الأمان، لم تعد هناك بدائل جيدة للفرار متاحة في غزة الآن، ووصف الوضع الإنساني بأنه كارثي.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

المشرق العربي محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني (صفحة رئيس الوزراء عبر «فيسبوك»)

رئيس الوزراء الفلسطيني: لا يمكن القبول بالفصل بين غزة والضفة ولا ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم الأربعاء إنه لا يمكن القبول بعملية الفصل بين غزة والضفة الغربية، مشدداً على أنه لا يمكن ترك القطاع لـ«حالة الفراغ»

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

هدنة غزة: المفاوضات باتت في «مراحلها النهائية»

يسعى المفاوضون المجتمِعون، اليوم الأربعاء، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة، إذ باتت المباحثات بشأنه في «مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل إسعاف ينقل طفلا أصيب نتيجة قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة (إ.ب.أ)

مقتل 22 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة

أفادت قناة (الأقصى) الفلسطينية اليوم الأربعاء بأن 22 شخصا لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي 
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان

اختمرت على نحو كبير، حتى مساء أمس، ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل بعد 15 شهراً من الحرب، وسط ترجيحات كبيرة بقرب إعلانه.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فلسطيني يحمل صندوق مساعدات وزعته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دير البلح وسط قطاع غزة في 4 نوفمبر 2024 (أرشيفية - رويترز)

الأمم المتحدة تتأهب لزيادة مساعدات غزة مع وقف وشيك لإطلاق النار

قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنها تستعد لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ضوء وقف إطلاق النار المحتمل.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)

استقالة وزيرة بريطانية للاشتباه بتورطها بقضايا فساد في بنغلاديش

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (وسط) وتوليب صديق يحضرون حفلاً في الكرملين عام 2013 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (وسط) وتوليب صديق يحضرون حفلاً في الكرملين عام 2013 (أ.ب)
TT

استقالة وزيرة بريطانية للاشتباه بتورطها بقضايا فساد في بنغلاديش

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (وسط) وتوليب صديق يحضرون حفلاً في الكرملين عام 2013 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (وسط) وتوليب صديق يحضرون حفلاً في الكرملين عام 2013 (أ.ب)

أعلنت الوزيرة البريطانية توليب صديق، اليوم الثلاثاء، استقالتها من حكومة كير ستارمر، بعدما ورد اسمها في تحقيقات تجريها بنغلاديش حول الفساد، وتستهدف خالتها رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكدت توليب صديق التي تشغل منصب وزيرة الدولة البريطانية للخدمات المالية في رسالة استقالتها، أنها تصرفت «بشفافية كاملة»، معتبرة أن بقاءها في منصبها سيصرف الأنظار عن عمل حكومة حزب العمال.

في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت لجنة مكافحة الفساد في بنغلاديش أنها فتحت تحقيقاً في احتمال اختلاس الشيخة حسينة وعائلتها خمسة مليارات دولار في إطار صفقة لبناء محطة للطاقة النووية مع روسيا.

وأعلنت اللجنة نفسها، الاثنين، فتح تحقيق آخر ضد الشيخة حسينة وأقاربها، في قضية الاستيلاء على أراض في ضواحي العاصمة دكا.

ومن بين المشتبه بهم في هذه الملفات ابنة أخت الشيخة حسينة، توليب صديق.

وأمر محقّقون في قضايا غسل الأموال في بنغلاديش البنوك الكبرى في البلاد بالإفصاح عن تفاصيل المعاملات المتعلقة بصديق، بوصفه جزءاً من التحقيق.

وقالت صديق في خطاب استقالتها إنها تصرفت «بشفافية كاملة». وشدّدت على أن «ولاءها كان وسيظل دائماً» لحكومة حزب العمال، و«برنامج التجديد والتحول الوطني الذي شرعت فيه». وأضافت: «لذلك قررت الاستقالة من منصبي الوزاري».

وشكر ستارمر صديق على عملها، وقال متوجهاً إليها إنه «لم يتم العثور على أي دليل على مخالفات مالية من جانبك».

وأضاف: «أقدر أنه بهدف وضع حد للتشتيت المستمر عن تنفيذ أجندتنا لتغيير بريطانيا، اتخذتِ قراراً صعباً، وأريد أن أوضح أن الباب ما زال مفتوحاً أمامك للتقدّم».

وبالإضافة إلى منصبها الوزاري، انتُخبت صديق نائبة عن إحدى دوائر لندن.

وكشفت صحف بريطانية، مطلع يناير (كانون الثاني)، عن أن توليب صديق (42 عاماً) كانت تعيش في شقة في لندن حصلت عليها من رجل أعمال مرتبط بحزب «رابطة عوامي»، حزب الشيخة حسينة. وأشير إلى أنها عاشت في السابق في شقة بلندن اشتراها محام دافع عن خالتها.

وذكرت صحف أن صديق وعائلتها حصلوا على عقارات أخرى عديدة في لندن، أو استخدموها بعدما اشتراها أعضاء في حزب «رابطة عوامي» أو شركاء لهم.