قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن ما يقرب من 300000 من مرضى السرطان في المملكة المتحدة دفعوا تكاليف العلاج الخاص بهم في السنوات الخمس الماضية وسط أوقات انتظار قياسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وفقاً للبيانات التي حصلت عليها الصحيفة.
وأضافت أن هذه الأرقام ظهرت عندما بدأ الملك تشارلز علاج المرض في غضون أيام من تشخيصه كمصاب بالسرطان ولم يحدد قصر باكنغهام ما إذا كان الملك يتلقى رعاية صحية خاصة أو يتلقى العلاج في الخدمة الصحية الوطنية.
وتابعت أنه في حين أن الملك يتلقى بالفعل رعاية متخصصة، فإن علاجه سيلفت الانتباه من جديد إلى فترات الانتظار الطويلة لعلاج السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تديرها الدولة، والتي يعتبرها الخبراء على نطاق واسع بأنها تعاني من أزمة.
وتبلغ نسبة المرضى في إنجلترا الذين ينتظرون أقل من 62 يوماً من إحالة السرطان المشتبه فيها بشكل عاجل أو ترقية الاستشاري إلى أول علاج نهائي للسرطان 65.2 في المائة، وفقاً لأحدث الأرقام.
وتظهر الأرقام، لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أن واحداً من كل 10 أشخاص يُحرم من العلاج خلال 31 يوماً من اكتشاف السرطان واتخاذ قرار علاجه.
وبحسب الصحيفة، بسبب الإحباط المتزايد بشأن قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، دفعت أعداد قياسية من الأشخاص إلى تحمل تكاليف الرعاية الصحية الخاصة.
وأظهرت الأرقام المقدمة لصحيفة «الغارديان» أن ما يقرب من 300 ألف شخص في المملكة المتحدة دفعوا تكاليف العلاج الكيميائي في السنوات الخمس الماضية، فبين عامي 2018 و2023، قام 282560 شخصاً بتمويل علاجات العلاج الكيميائي من خلال التأمين، وفقاً لشبكة معلومات الرعاية الصحية الخاصة، وهي خدمة معلومات مستقلة مدعومة من الحكومة حول الاستشاريين والمستشفيات الخاصة، وتظهر البيانات أن 13900 آخرين دفعوا تكاليف العلاج الكيميائي الخاص بهم.
ويوم الاثنين، أمضى الملك الليلة في منزله في كلارنس هاوس بالقرب من قصر باكنغهام بعد أن بدأ سلسلة من العلاجات الخارجية في غضون أيام من تشخيص إصابته حيث تم اكتشاف السرطان عندما أمضى تشارلز ثلاث ليال الشهر الماضي في عيادة لندن، وهو مستشفى خاص، حيث خضع لعملية تصحيحية لتضخم البروستاتا الحميد.
ولم يحدد قصر باكنغهام مقدم الرعاية الصحية الذي يعالج الملك ولكن من المفهوم أنه عند اختيار مقدمي الخدمات، تم أخذ توازن العوامل في الاعتبار. وقد شملت خصوصيته وأمنه، والمتخصصين الأكثر ملاءمة لهذه الحالة، والتأثير المحتمل على المرضى الآخرين وعلى موارد هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين.
ووسط أوقات انتظار قياسية لعلاج السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، تتخلف معدلات البقاء على قيد الحياة من السرطان في المملكة المتحدة عن مثيلاتها في الدول الأوروبية الأخرى بالنسبة لتسعة من أصل 10 أنواع من أكثر أنواع المرض شيوعاً، وفقاً لتقرير اتحاد الخدمات الصحية الوطنية الذي نُشر في يناير (كانون الثاني).
وذكر تقرير منفصل تم بتكليف من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أن التقدم في البقاء على قيد الحياة من السرطان في المملكة المتحدة أصبح الآن أبطأ مما كان عليه منذ 50 عاماً.
وقال إن المملكة المتحدة تخلفت عن دول مماثلة، مثل أستراليا وكندا والدنمارك والنرويج، في علاج المرض.
وقال الباحثون إن أوقات انتظار مرضى السرطان في جميع أنحاء البلاد كانت من بين الأسوأ على الإطلاق، وتم تشخيص الكثير من حالات السرطان في مرحلة متأخرة، وكان الحصول على العلاج غير متساوٍ.
وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا يوم الثلاثاء إنها تستقبل وتعالج أعداداً قياسية من الأشخاص المصابين بالسرطان، حيث تم علاج عدد أكبر بنسبة 30 في المائة من الأشخاص في العام الماضي مقارنة بالفترة 2015 - 2016، كما تلقى ما يقرب من 3 ملايين شخص فحوصات السرطان التي قد تنقذ حياتهم في الأشهر الـ12 الماضية.
وأضاف متحدث باسم الهيئة: «من الضروري أن يتقدم الناس إذا كانوا قلقين بشأن أعراض السرطان فالفحص المبكر ينقذ الأرواح».