مع بدء الملك تشارلز علاجه... آلاف البريطانيين مُجبَرون على محاربة السرطان بأموالهم

ملك بريطانيا تشارلز يلوح من نافذة قصر باكنغهام في لندن 6 مايو 2023 (أ.ف.ب)
ملك بريطانيا تشارلز يلوح من نافذة قصر باكنغهام في لندن 6 مايو 2023 (أ.ف.ب)
TT

مع بدء الملك تشارلز علاجه... آلاف البريطانيين مُجبَرون على محاربة السرطان بأموالهم

ملك بريطانيا تشارلز يلوح من نافذة قصر باكنغهام في لندن 6 مايو 2023 (أ.ف.ب)
ملك بريطانيا تشارلز يلوح من نافذة قصر باكنغهام في لندن 6 مايو 2023 (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن ما يقرب من 300000 من مرضى السرطان في المملكة المتحدة دفعوا تكاليف العلاج الخاص بهم في السنوات الخمس الماضية وسط أوقات انتظار قياسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وفقاً للبيانات التي حصلت عليها الصحيفة.

وأضافت أن هذه الأرقام ظهرت عندما بدأ الملك تشارلز علاج المرض في غضون أيام من تشخيصه كمصاب بالسرطان ولم يحدد قصر باكنغهام ما إذا كان الملك يتلقى رعاية صحية خاصة أو يتلقى العلاج في الخدمة الصحية الوطنية.

وتابعت أنه في حين أن الملك يتلقى بالفعل رعاية متخصصة، فإن علاجه سيلفت الانتباه من جديد إلى فترات الانتظار الطويلة لعلاج السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تديرها الدولة، والتي يعتبرها الخبراء على نطاق واسع بأنها تعاني من أزمة.

وتبلغ نسبة المرضى في إنجلترا الذين ينتظرون أقل من 62 يوماً من إحالة السرطان المشتبه فيها بشكل عاجل أو ترقية الاستشاري إلى أول علاج نهائي للسرطان 65.2 في المائة، وفقاً لأحدث الأرقام.

وتظهر الأرقام، لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أن واحداً من كل 10 أشخاص يُحرم من العلاج خلال 31 يوماً من اكتشاف السرطان واتخاذ قرار علاجه.

وبحسب الصحيفة، بسبب الإحباط المتزايد بشأن قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، دفعت أعداد قياسية من الأشخاص إلى تحمل تكاليف الرعاية الصحية الخاصة.

وأظهرت الأرقام المقدمة لصحيفة «الغارديان» أن ما يقرب من 300 ألف شخص في المملكة المتحدة دفعوا تكاليف العلاج الكيميائي في السنوات الخمس الماضية، فبين عامي 2018 و2023، قام 282560 شخصاً بتمويل علاجات العلاج الكيميائي من خلال التأمين، وفقاً لشبكة معلومات الرعاية الصحية الخاصة، وهي خدمة معلومات مستقلة مدعومة من الحكومة حول الاستشاريين والمستشفيات الخاصة، وتظهر البيانات أن 13900 آخرين دفعوا تكاليف العلاج الكيميائي الخاص بهم.

أطباء يجرون عملية جراحية (أرشيف-رويترز)

ويوم الاثنين، أمضى الملك الليلة في منزله في كلارنس هاوس بالقرب من قصر باكنغهام بعد أن بدأ سلسلة من العلاجات الخارجية في غضون أيام من تشخيص إصابته حيث تم اكتشاف السرطان عندما أمضى تشارلز ثلاث ليال الشهر الماضي في عيادة لندن، وهو مستشفى خاص، حيث خضع لعملية تصحيحية لتضخم البروستاتا الحميد.

ولم يحدد قصر باكنغهام مقدم الرعاية الصحية الذي يعالج الملك ولكن من المفهوم أنه عند اختيار مقدمي الخدمات، تم أخذ توازن العوامل في الاعتبار. وقد شملت خصوصيته وأمنه، والمتخصصين الأكثر ملاءمة لهذه الحالة، والتأثير المحتمل على المرضى الآخرين وعلى موارد هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين.

ووسط أوقات انتظار قياسية لعلاج السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، تتخلف معدلات البقاء على قيد الحياة من السرطان في المملكة المتحدة عن مثيلاتها في الدول الأوروبية الأخرى بالنسبة لتسعة من أصل 10 أنواع من أكثر أنواع المرض شيوعاً، وفقاً لتقرير اتحاد الخدمات الصحية الوطنية الذي نُشر في يناير (كانون الثاني).

وذكر تقرير منفصل تم بتكليف من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أن التقدم في البقاء على قيد الحياة من السرطان في المملكة المتحدة أصبح الآن أبطأ مما كان عليه منذ 50 عاماً.

وقال إن المملكة المتحدة تخلفت عن دول مماثلة، مثل أستراليا وكندا والدنمارك والنرويج، في علاج المرض.

وقال الباحثون إن أوقات انتظار مرضى السرطان في جميع أنحاء البلاد كانت من بين الأسوأ على الإطلاق، وتم تشخيص الكثير من حالات السرطان في مرحلة متأخرة، وكان الحصول على العلاج غير متساوٍ.

وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا يوم الثلاثاء إنها تستقبل وتعالج أعداداً قياسية من الأشخاص المصابين بالسرطان، حيث تم علاج عدد أكبر بنسبة 30 في المائة من الأشخاص في العام الماضي مقارنة بالفترة 2015 - 2016، كما تلقى ما يقرب من 3 ملايين شخص فحوصات السرطان التي قد تنقذ حياتهم في الأشهر الـ12 الماضية.

وأضاف متحدث باسم الهيئة: «من الضروري أن يتقدم الناس إذا كانوا قلقين بشأن أعراض السرطان فالفحص المبكر ينقذ الأرواح».


مقالات ذات صلة

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» لدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي، واتهم موسكو بتصعيد الصراع بشكل خطير من خلال جلب الآلاف من القوات الكورية الشمالية إلى الميدان.

وصرّح روته في أثناء زيارته لليونان: «في متابعة حربها غير القانونية في أوكرانيا، تستخدم روسيا أسلحة وقوات كورية شمالية وطائرات من دون طيار إيرانية، وسلعاً صينية ذات استخدام مزدوج لصناعتها الدفاعية... هذا توسع خطير للحرب، وتحدٍّ للسلام والأمن العالميين»، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

التقى روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق الذي تولى منصب رئيس حلف شمال الأطلسي، الشهر الماضي، برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أثينا، وشكره على الدعم اليوناني لأوكرانيا الذي يشمل الأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى تدريب طياري وفنيي طائرات «إف - 16».

وقال روته: «دعمنا لأوكرانيا أبقاها في القتال، لكننا بحاجة إلى الذهاب أبعد لتغيير مسار الصراع».

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس (يمين) يتحدث بجوار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وتنفق اليونان أكثر من 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى البالغ 2 في المائة الذي التزمت به الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وتسعى إلى تغيير قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي للسماح بإنفاق عسكري أكبر، كما تريد المساعدة في إنشاء نظام دفاع جوي أوروبي مشترك.

وقال ميتسوتاكيس: «نتفق على إحدى الأولويات الأساسية لجميع الحلفاء: الحاجة إلى تعزيز دفاعنا الجماعي، وهو هدف يتطلب صناعة دفاعية قوية باستثمارات كبيرة»، مضيفاً أن أثينا تدعم «علاقة أكثر وظيفية بين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لتعزيز الركيزة الأوروبية للتحالف».

ناقش أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا خططاً لتعزيز الاستثمارات الدفاعية منذ أشهر، بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، وعدم اليقين المحيط بالإدارة الأميركية المقبلة بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

تأتي زيارة روته إلى أثينا بعد اجتماعات مع ترمب في فلوريدا ومع زعماء أتراك في أنقرة، يوم الاثنين.

كما أجرى روته محادثات مع وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس ووزير الدفاع نيكوس ديندياس.