سوناك: سرطان الملك «اكتُشف مبكراً»

الملك تشارلز يظهر علناً مع زوجته الملكة كاميلا

الملك تشارلز والملكة كاميلا لدى مغادرتهما «كلارنس هاوس» بلندن الثلاثاء (رويترز)
الملك تشارلز والملكة كاميلا لدى مغادرتهما «كلارنس هاوس» بلندن الثلاثاء (رويترز)
TT

سوناك: سرطان الملك «اكتُشف مبكراً»

الملك تشارلز والملكة كاميلا لدى مغادرتهما «كلارنس هاوس» بلندن الثلاثاء (رويترز)
الملك تشارلز والملكة كاميلا لدى مغادرتهما «كلارنس هاوس» بلندن الثلاثاء (رويترز)

ظهر ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، الثلاثاء، علناً غداة الإعلان عن إصابته بالسرطان الذي اكتُشف مبكراً على حد قول رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.

وظهر تشارلز في صور مغادراً مقره في «كلارنس هاوس»، قرب قصر باكنغهام، في سيارة مع الملكة كاميلا. ووفق وكالة «برس أسوسييشن»: «يُعتقد أنه يستعد للسفر على متن مروحية إلى سندريغهام»، أحد المقرات الملكية في شرق إنجلترا.

وأكد سوناك أنّ السرطان الذي يعاني منه الملك تشارلز الثالث «اكتُشف مبكراً»، وذلك بعد الإعلان أن الملك سيغيب عن الحياة العامّة فترة غير محدّدة، بعد 17 شهراً فقط من اعتلائه العرش بسبب المرض.

وقال سوناك لشبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية: «لحسن الحظ اكتُشف (السرطان) مبكراً، والجميع يتمنّى له أن يتلقى العلاج الذي يحتاج إليه، ويتعافى تماماً... أنا بالطبع على اتصال منتظم مع (الملك)، وسأواصل التواصل معه كالمعتاد».

مرجية أقلعت من أمام قصر باكنغهام بلندن الثلاثاء (أ.ف.ب)

ولم يتحدد «نوع السرطان» الذي يعاني منه تشارلز الثالث، وقد بدأ العلاج، الاثنين، في لندن، ثمّ قضى الليلة في المنزل، وفق وسائل إعلام بريطانية.

وتصدّرت صورة الملك البالغ 75 عاماً الصفحات الأولى من الصحف البريطانية، وعنونت صحيفة «ذي صن»: «أنا مصاب بالسرطان»، بينما عنونت «ذا ميرور»: «صدمة سرطان الملك»، وكتبت «ذي تلغراف»: «الملك مصاب بالسرطان».

وأكّد الملك أنّه «متفائل جداً» بشأن العلاج، وأنه لا يعتزم وقف أنشطته بالكامل على رأس المملكة المتحدة وأيضاً 14 دولة أخرى.

وكان تشارلز يستريح بعد جراحة في البروستاتا، واكتُشف السرطان أثناء فحص بعد هذه الجراحة. ويأتي ذلك في وقت تتعافى فيه الأميرة كايت، زوجة وريث العرش ويليام، أيضاً بعد عملية جراحية خضعت لها.

بالتالي، بات الأمر متروكاً للملكة كاميلا (76 عاماً) والأمير ويليام (41 عاماً) اللذين سيستأنفان أنشطتهما، الأربعاء، لتمثيل الملكية أمام الجمهور.

وأوضح قصر باكنغهام، مساء الاثنين، أنه «خلال العملية الجراحية الأخيرة التي خضع لها الملك تشارلز في المستشفى بسبب تضخّم حميد في البروستاتا، اكتُشفت مشكلة أخرى»، و«أظهرت فحوصات لاحقة وجود شكل من أشكال السرطان».

الملك تشارلز لدى افتتاحه دورة البرلمان في قصر وستمنستر في 7 نوفمبر 2023 (أ.ب)

وأكد القصر أن المشكلة الصحية المستجدة ليست سرطان البروستاتا.

وبدأ الملك، الاثنين، «برنامج علاجات منتظمة نصحه خلاله الأطباء بتعليق أنشطته العامّة»، وفق قصر باكنغهام، غير أنّه سيواصل «الاهتمام بشؤون الدولة والمهام الإدارية كالمعتاد».

زيارة هاري

وأعلن الأمير هاري، الابن الأصغر لتشارلز الذي يعيش في كاليفورنيا، أنّه سيعود إلى المملكة المتحدة لرؤية والده على الرغم من التوتر الشديد بينه وبين عائلته.

وأفادت الصحف البريطانية بأنّه سيحضر وحده، من دون زوجته ميغان وطفليهما آرتشي وليليبت. وكان قد شارك بمفرده أيضاً في حفل تتويج والده.

وبعد الإعلان عن التشخيص، تدفقت تمنيات قادة العالم من أجل شفاء الملك، ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى كل الطبقة السياسية البريطانية، بمن فيها الانفصاليون الأسكوتلنديون والجمهوريون في آيرلندا الشمالية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، الذي تتبع بلاده التاج الملكي البريطاني، إنّ «جميع الأستراليين يرسلون أطيب تمنياتهم للملك تشارلز بالشفاء العاجل. هذه أخبار صعبة».

وانضم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي «إلى شعب الهند»، المستعمرة السابقة للتاج البريطاني «ليتمنّى الشفاء العاجل والصحة الجيدة» للملك تشارلز الثالث.

وقالت إيموجين هولدر (26 عاماً) التي تعمل في مجال التأمين في بريطانيا لوكالة الصحافة الفرنسية: «آمل أنّ يكون قد جرى الكشف باكراً (عن السرطان)، وأن ينتهي الأمر بشكل جيّد بالنسبة إليه».

الأمير هاري (أرشيفية - أ.ب)

وقالت سارة فيريسن (55 عاماً) وهي مندوبة مبيعات في مجال تكنولوجيا المعلومات: «أعتقد أنّ الأمر صعب عليه، فقد انتظر طويلاً حتى يصبح ملكاً».

وقرّر الملك تشارلز اعتماد الشفافية بشأن العملية الجراحية التي خضع لها لعلاج مشكلة البروستاتا، وقرّر «الكشف عن تشخيص إصابته بالسرطان لتجنب التكهنات، على أمل مساعدة الجمهور على تفهم المصابين بهذا المرض في جميع أنحاء العالم»، وفق قوله.

وكان الإعلان عن إصابته بمشكلة في البروستاتا مغايراً تماماً للسرية التي أحاطت بصحة الملكة إليزابيث الثانية في السنوات التي سبقت وفاتها في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2022 عن 96 عاماً. وقد تولت العرش البريطاني مدة 70 عاماً، وهو رقم قياسي في الملكية البريطانية.

ودخلت الأميرة كايت المستشفى في 16 يناير (كانون الثاني) لإجراء عملية جراحية في المعدة ظلت محاطة بالسرية، ولم تظهر علناً منذ مشاهدتها مع بقية أفراد العائلة في عيد الميلاد.

وأعلن قصر كنسينغتون قبل أسبوع أنها خرجت من العيادة الخاصة في لندن، حيث خضعت لهذه العملية، وأنها تمضي فترة نقاهة في منزل العائلة في ويندسور غرب لندن.

ولا تزال أسباب العملية الجراحية غامضة لكنها ليست سرطاناً، وفق وسائل إعلام بريطانية.

وكان الأمير ويليام، الابن الأكبر للملك تشارلز الثالث، قد علّق مهامه العامة لإعطاء الأولوية لأسرته، لكن مكتبه أعلن، الاثنين، أنه سيحضر حفل تكريم في ويندسور، الأربعاء، ثم حفلاً خيرياً في لندن.


مقالات ذات صلة

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

يوميات الشرق حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل للطهو على «نتفليكس» بمناسبة أعياد آخر السنة، وضيف الشرف الأمير هاري.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الأمير البريطاني أندرو (يسار) يتحدث مع شقيقه الملك تشارلز (رويترز)

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

جرّد الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا شقيقه أندرو رسمياً من لقبين جديدَين، في أحدث إجراء من الملك لإظهار حسمه فيما يتعلق بعلاقة أخيه المثيرة للجدل بإبستين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير ويليام (أ.ف.ب) play-circle

الأمير ويليام يزور أطفال غزة الذين يتلقون العلاج في بريطانيا... ويتأثر بشجاعتهم

تأثر الأمير ويليام، أمير ويلز، بشجاعة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارثة تضرب مشروع الأمير ويليام البيئي (شراكة أراضي الخث في الجنوب الغربي)

«هجوم كيميائي» على أشجار الأمير ويليام

تعرَّضت أشجار صفصاف، زُرعت ضمن مشروع لاستعادة الطبيعة في أراضٍ تابعة للأمير ويليام داخل متنزه دارتمور الوطني البريطاني، لعملية تسميم مُتعمَّدة...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة البريطانية ديانا تقف إلى جانب زوجها تشارلز (رويترز)

على ماذا ندمت الأميرة ديانا قبل 10 أيام من وفاتها؟

كشفت الأميرة البريطانية ديانا عن ندم كان يرافقها، وذلك قبل 10 أيام من وفاتها، حيث ارتبط الأمر بولديها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
TT

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)
يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن الدرع الواقية في محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا، التي تم بناؤها لاحتواء المواد المشعة الناجمة عن كارثة 1986، لم تعد بإمكانها أداء وظيفتها الرئيسية للسلامة، بعد تعرضها لأضرار بسبب طائرة مسيرة، وهو ما اتهمت أوكرانيا روسيا بالمسؤولية عنه، بحسب «رويترز».

وقالت الوكالة إن عملية تفتيش الأسبوع الماضي لهيكل العزل الفولاذي الذي اكتمل في عام 2019، وجدت أن تأثير الطائرة المسيرة في فبراير (شباط)، أي بعد 3 سنوات من الصراع الروسي في أوكرانيا، أدى إلى تدهور الهيكل.

وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة في بيان، إن «بعثة التفتيش أكدت أن (هيكل الحماية) فقد وظائف الأمان الأساسية، بما في ذلك القدرة على الاحتواء، ولكنها خلصت أيضاً إلى أنه لم يكن هناك أي ضرر دائم في هياكله الحاملة أو أنظمة المراقبة».

وأضاف غروسي أنه تم بالفعل إجراء إصلاحات «ولكن لا يزال الترميم الشامل ضرورياً لمنع مزيد من التدهور، وضمان السلامة النووية على المدى الطويل».

وذكرت الأمم المتحدة في 14 فبراير، أن السلطات الأوكرانية قالت إن طائرة مسيرة مزودة برأس حربي شديد الانفجار ضربت المحطة، وتسببت في نشوب حريق، وألحقت أضراراً بالكسوة الواقية حول المفاعل رقم 4 الذي دُمر في كارثة عام 1986.

وقالت السلطات الأوكرانية إن الطائرة المسيرة كانت روسية، ونفت موسكو أن تكون قد هاجمت المحطة.

وقالت الأمم المتحدة في فبراير، إن مستويات الإشعاع ظلت طبيعية ومستقرة، ولم ترد تقارير عن تسرب إشعاعي.

وتسبب انفجار تشرنوبل عام 1986 في انتشار الإشعاع بجميع أنحاء أوروبا، ودفع السلطات السوفياتية إلى حشد أعداد هائلة من الأفراد والمعدات للتعامل مع الحادث. وتم إغلاق آخر مفاعل يعمل بالمحطة في عام 2000.

واحتلت روسيا المحطة والمنطقة المحيطة بها لأكثر من شهر في الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، حيث حاولت قواتها في البداية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أجرت التفتيش في الوقت نفسه الذي أجرت فيه مسحاً على مستوى البلاد للأضرار التي لحقت بمحطات الكهرباء الفرعية، بسبب الحرب التي دامت نحو 4 سنوات بين أوكرانيا وروسيا.


قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.