تركيا تؤيد موقف شمال قبرص إزاء مهمة «حفظ السلام»

المبعوثة الأممية الجديدة تستكشف آفاق استئناف مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص (أ.ف.ب)
TT

تركيا تؤيد موقف شمال قبرص إزاء مهمة «حفظ السلام»

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، تأييدها الكامل لبيان وزارة خارجية جمهورية شمال قبرص التركية، بشأن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جزيرة قبرص عاماً آخر.

وقالت الخارجية التركية في بيان، نقلته «وكالة أنباء الأناضول»، إن «مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جزيرة قبرص تم تمديدها مرة أخرى من دون الحصول على موافقة الجانب القبرصي التركي، خلافاً للممارسات المتبعة في الأمم المتحدة».

أعلام تركية في قرية بيلا التابعة لـ«جمهورية شمال قبرص التركية» (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضافت أن «بعثة الأمم المتحدة تمكنت من مواصلة أنشطتها في إطار النوايا الحسنة لسلطات قبرص التركية»، موضحة أن «هناك حاجة إلى أساس قانوني لمواصلة تلك الأنشطة، والخطوات التي ستتخذها قبرص التركية في هذا الاتجاه تحظى بالدعم الكامل لتركيا».

وكانت جمهورية شمال قبرص التركية، أعربت في وقت سابق الثلاثاء، عن رفضها لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جزيرة قبرص، من دون الحصول على موافقتها.

وقالت وزارة خارجية شمال قبرص التركية، إن «مجلس الأمن كرر خطأه مرة أخرى بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة من دون موافقتنا»، مضيفة: «نرفض هذا النهج الذي يتجاهل إرادة ووجود الجانب القبرصي التركي، فالسيادة في شمال قبرص ملك لجمهورية قبرص التركية وشعبها، ومن الضروري أن تمارس بعثة الأمم المتحدة أنشطتها في بلادنا على أساس مشروع».

وتزامنت موافقة مجلس الأمن الدولي، بالإجماع على قرار تمديد مهمة قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جزيرة قبرص، لمدة عام مع بدء

المبعوثة الأممية الجديدة إلى قبرص ماريا أنخيلا هولغوين كوييار الثلاثاء مهمتها باستكشاف الآفاق فيما يتّصل باستئناف مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسّمة منذ خمسة عقود.

لافتة كبيرة للأمم المتحدة في المنطقة الفاصلة بين شطري جزيرة قبرص (أرشيفية - أ.ب)

وعقدت هولوغوين اجتماعاً مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ثم عبرت المنطقة الفاصلة الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة للقاء زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار. وقالت الدبلوماسية الكولومبية في تصريح للصحافيين عقب لقائها خريستودوليدس: «أنا من بلد شهد نزاعاً على مدى 50 عاماً، وكنت من ضمن الفريق الذي توصل إلى اتفاق سلام».

وأضافت: «أعتقد أنني قادرة على التعاون وبذل قصارى جهدي لتحقيق نتيجة جيدة لقبرص».

وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هولغوين مؤخراً مبعوثة إلى قبرص، وهي مكلّفة باستكشاف ما إذا هناك ما يكفي من القواسم المشتركة لتمكين الهيئة الأممية من استئناف محادثات إعادة توحيد الجزيرة المتوقّفة منذ سبع سنوات.

وقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسّمة منذ عام 1974، حين احتلت قوات تركية ثلثها الشمالي رداً على انقلاب دبّره المجلس العسكري المدعوم من أثينا سعياً لضم الجزيرة إلى اليونان.

عربة تابعة للأمم المتحدة في قرية بيلا الواقعة على الحدود بين شطري جزيرة قبرص الأحد الماضي (أ.ف.ب)

أما في الشطر الشمالي للجزيرة فقد أعلن في عام 1983 قيام «جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وجهود إعادة توحيد الجزيرة متوقّفة منذ أن انهارت آخر جولة محادثات أجريت برعاية الأمم المتحدة في عام 2017.

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمفيوتس إنه «لا يوجد إطار زمني» للمساعي الأممية الجديدة، مشيراً إلى أن الجانب القبرصي اليوناني «أكد مجدداً التزامنا بالانخراط في هذه المرحلة الجديدة».

(من اليسار) الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليدس ونظيره القبرصي التركي إرسين تتار (أ.ف.ب)

وأضاف: «بالطبع نعتقد أنه في حال توفرت لدى الطرف الآخر النية السياسية، يمكن أن تستأنف المفاوضات قريباً جداً».

وقال ليتيمفيوتس، إن خريستودوليدس أعرب عن استعداده للقاء المبعوثة الأممية قبل مغادرتها، في اجتماع ثنائي أو ثلاثي مع زعيم القبارصة الأتراك.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

العالم العربي أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأحد)، إن وزير الخارجية هاكان فيدان، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع في دمشق.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية حطام مروحية اصطدمت بمستشفى في موغلا غرب تركيا (أ.ف.ب)

مقتل 4 جراء اصطدام مروحية بمستشفى في تركيا

لقي 4 أشخاص حتفهم، جنوب غربي تركيا، اليوم (الأحد)، عندما اصطدمت طائرة مروحية للإسعاف بمبنى مستشفى وتحطمت على الأرض.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي المسيرة التركية «بيرقدار» (أرشيفية)

مقتل 5 مدنيين بضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» في شمال شرقي سوريا

قُتل 5 مدنيين في ضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» بشمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، غداة مقتل صحافيين كرديين في ظروف مماثلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي لقطة من فيديو لعناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تطلق طائرة مسيّرة تحمل قذيفة مضادة للدبابات

الجماعات الكردية السورية في موقف دفاعي مع تغير ميزان القوى

مع حشد جماعات معادية مدعومة من تركيا ضدها في شمال سوريا، وسيطرة جماعة صديقة لأنقرة على دمشق، تقف الفصائل الكردية الرئيسية في سوريا في موقف دفاعي.

«الشرق الأوسط» (القامشلي - بيروت - أنقرة )
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حضوره قمة الدول الثماني النامية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للرئاسة التركية-إ.ب.أ)

إردوغان يدعو إلى القضاء على «داعش» وحزب العمال الكردستاني في سوريا

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الجمعة، إلى «القضاء» على «المنظمات الإرهابية» في سوريا، مشيراً إلى تنظيم «داعش»، وأيضاً حزب العمال الكردستاني.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

مظاهرات في بلغراد ضد الرئيس الصربي

مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)
مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)
TT

مظاهرات في بلغراد ضد الرئيس الصربي

مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)
مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)

تدفق عشرات الآلاف إلى ساحة رئيسية في العاصمة الصربية، اليوم الأحد، للمشاركة في مظاهرة حاشدة ضد الرئيس الشعبوي، ألكسندر فوتشيتش، وحكومته، التي تعرضت قبضتها المُحكمة على السلطة للتحدي بفعل احتجاجات في الشوارع طوال أسابيع بقيادة طلاب الجامعات.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، دعت اتحادات طلاب ونقابات مزارعين إلى تنظيم المظاهرة، في ساحة سلافييا في بلغراد، التي تعد إحدى كبرى المظاهرات في السنوات الأخيرة.

وتعد هذه المظاهرة جزءاً من حركة أوسع تطالب بالمحاسبة على خلفية حادث انهيار مظلة أسمنتية في محطة للسكك الحديد في شمال البلاد، في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أسفر عن مقتل 15 شخصاً.

ونظمت أيضاً مظاهرات أصغر في مدينتي نيس وكراجوييفاتس. وبدأت المظاهرة في بلغراد بوقفة صمت لمدة 15 دقيقة حداداً على الضحايا، بعد ذلك تم سماع هتافات «أيديكم ملطخة بالدماء».

ويحمل كثيرون في صربيا مسؤولية انهيار المظلة على الفساد المنتشر وعمليات الترميم غير المتقنة في مبنى محطة السكك الحديد في مدينة نوفي ساد، التي تم تجديدها مرتين في السنوات الأخيرة ضمن مشاريع ضخمة مشكوك فيها، تشارك فيها شركات حكومية صينية.

ويطالب المحتجون بمحاكمة فوتشيتش والمسؤولين عن الحادث.

وفي استعراض للثقة، افتتح الرئيس الصربي، اليوم الأحد، قطاعاً من طريق سريع تم بناؤه حديثاً في وسط صربيا.

وقال فوتشيتش إنه لن يتراجع أمام مطالب المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية، واتهم خصومه باستخدام الطلاب في محاولة للاستيلاء على السلطة.

وأضاف فوتشيتش: «سنهزمهم مرة أخرى. إنهم (المعارضة) لا يعرفون ماذا يفعلون سوى استخدام أبناء الآخرين».