ألقت السلطات الإيطالية القبض على راهبة يُزعم أنها كانت وسيطاً رئيساً بين عصابة إجرامية وشركائها داخل السجون، في إطار عملية أمنية شملت 25 مشتبهاً في تورطهم مع شبكة «ندرانغيتا»، أقوى شبكات المافيا في إيطاليا، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ووفقاً لوحدة مكافحة المافيا في مكتب المدعي العام في بريشيا، بشمال البلاد، لعبت الراهبة -التي تطوعت في سجن «سان فيتوري» بميلانو منذ عام 2010 وعملت أيضاً في سجون أخرى في بافيا وروما- دوراً بارزاً مع العصابة، مستغلة طبيعة عملها الروحي، ما أتاح لها الوصول الحر إلى السجناء ونقل الرسائل بينهم وبين العصابة.
اعتقالات تطال شخصيات سياسية بارزة
وشملت التوقيفات أيضاً مستشاراً سابقاً في حزب «إخوة إيطاليا»، الحزب الذي تقوده رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وسياسياً سابقاً من حزب «الرابطة»، وهو شريك في الحكومة الائتلافية.
كما صادرت الشرطة أكثر من 1.8 مليون يورو من الأرباح غير المشروعة خلال مداهمات جرت في مناطق لومبارديا وفينيتو وكالابريا.
والمشتبه بهم يواجهون تهماً تتعلق بالابتزاز، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والربا، وجرائم ضريبية، وغسيل الأموال. وأُشير إلى أن السياسي التابع لحزب «الرابطة» متورط في شراء الأصوات، في حين اتهم المستشار من حزب «إخوة إيطاليا» بالتعاون المباشر مع العصابة لتنفيذ أنشطة إجرامية.
وتُعد «ندرانغيتا»، التي نشأت في منطقة كالابريا الجنوبية، من أغنى وأقوى شبكات الجريمة المنظمة عالمياً، بفضل هيمنتها على تجارة الكوكايين. ووسعت الشبكة نفوذها في إيطاليا وأوروبا وحتى خارج القارة، مستغلة إيراداتها الضخمة لتوسيع عملياتها الإجرامية.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة جهود مكثفة لمكافحة الشبكة، كان أبرزها اعتقال أكثر من 130 شخصاً في وقت سابق من هذا العام خلال مداهمات منسقة في عدة دول أوروبية.
الاعتقالات التي طالت شخصيات من المشهد السياسي تُسلط الضوء على التشابك بين الجريمة المنظمة والسياسة في إيطاليا، ما يُثير تساؤلات واسعة حول مدى تغلغل المافيا في المؤسسات العامة.
وفيما تستمر التحقيقات، تبقى هذه القضية دليلاً صارخاً على قوة شبكات المافيا وتأثيرها في البلاد.