أوستن يؤكد استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا

التقى زيلينسكي خلال زيارة غير معلنة إلى كييف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف الاثنين (أ.ف.ب)
TT

أوستن يؤكد استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف الاثنين (أ.ف.ب)

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ بلاده ستقدّم المزيد من الدعم لأوكرانيا، وذلك خلال زيارة غير معلنة إلى كييف، الاثنين، هدفت إلى طمأنتها بشأن استدامة دعم واشنطن في مواجهة الغزو الروسي.

وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات بعشرات مليارات الدولارات منذ بداية هذه الحرب في فبراير (شباط) 2022، كما تعهّدت مراراً بدعم كييف ما دام ذلك ضرورياً، غير أنّ هذا الوعد تقوّضه المعارضة المتنامية من قبل بعض المشرعين الجمهوريين.

وزار أوستن مقر السفارة الأميركية في كييف قبل أن يُطمئن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما بأن الدعم الأميركي لن يتوقف. وقال أوستن لزيلينسكي إن «الرسالة التي أحملها لك اليوم هي أن الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبك، وسنبقى معك فترة طويلة». وأضاف: «ما يحدث هنا في أوكرانيا لا يهم أوكرانيا وحدها، بل يهم سائر العالم، ويهم بالتأكيد الولايات المتحدة الأميركية».

وهذه الزيارة إلى كييف عبر قطار من بولندا، هي الثانية لوزير الدفاع الأميركي منذ الغزو الروسي لهذا البلد في فبراير 2022. والتقي أوستن أيضاً في كييف، الاثنين، وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف وقائد القوات المسلحة فاليري زالوجني. وتعدّ واشنطن أكبر مانحي المساعدات العسكرية لكييف، ومن شأن احتمال تخفيض المساعدة العسكرية الأميركية أن يشكل ضربة لأوكرانيا.

ومن جهته، أشاد الرئيس الأوكراني بزيارة وزير الدفاع الأميركي، مؤكداً أنها «مؤشر مهم لأوكرانيا». وشكر زيلينسكي الكونغرس، وكذلك الشعب الأميركي على الدعم. وقال خلال لقائه أوستن: «نعتمد على دعمكم».

هجوم روسي على أفدييفكا

وحث أوستن ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المشرعين الأميركيين خلال جلسة في أكتوبر (تشرين الأول) على مواصلة الدعم لأوكرانيا. وقال أوستن يومها: «من دون دعمنا سينجح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين». وترتدي هذه المساعدات أهمية أكبر بالنسبة لأوكرانيا بعدما فشل هجومها المضاد في الصيف إلى حدّ كبير في تحرير الأراضي المحتلّة من قبل موسكو.

ويأتي ذلك بينما استعادت روسيا زمام المبادرة في أكتوبر مع شن هجمات في الشرق، بينما تؤكد كييف أنّ موسكو تعتزم أيضاً استئناف حملة القصف خلال فصل الشتاء لإغراق ملايين الأوكرانيين في البرد والظلام.

ميدانياً، استمر التوتر، الاثنين، إذ أدى قصف موقف للسيارات في خيرسون إلى مقتل شخصين وإصابة آخرَين بجروح في الصباح، وفق ما ذكرت الإدارة الإقليمية. وتتعرّض هذه المدينة الكبيرة الواقعة في الجنوب للقصف بشكل شبه يومي من قبل الجيش الروسي. وفي نيكوبول (جنوبي شرق) قتلت امرأة تبلغ 83 عاماً، وأصيب رجل يبلغ 53 عاماً بقصف مدفعي وفق السلطات.

وقرب خيرسون، في أحد المحاور المهمّة للهجوم المضاد الأوكراني حيث تمكّنت قوات كييف من الحصول على موطئ قدم على الضفّة اليسرى لنهر دنيبرو التي يحتلّها الروس، أفادت هيئة الأركان العامّة الأوكرانية صباح الاثنين بأنّ القوات الأوكرانية «تواصل التمسّك بمواقعها». أما في الشرق، فيواصل الجيش الروسي «محاولاته لتطويق مدينة أفدييفكا» الصناعية في منطقة دونيتسك التي تعرّضت لهجمات مكثّفة في الأسابيع الأخيرة، وفق المصدر نفسه.

«تداخلات»

وبالنسبة لأوكرانيا التي لا تملك اكتفاءً ذاتياً في صناعة الأسلحة، تمثل المساعدات الغربية والأميركية خصوصاً، أهمية بالغة، في الوقت الذي وجّهت فيه روسيا ميزانيّتها واقتصادها نحو المجهود الحربي. غير أنّ بعض المشرّعين الأميركيين من الحزب الجمهوري يعارضون مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا ويهاجمونها بشدّة، الأمر الذي يسهم في تأجيج الشكوك بشأن حجم الدعم الأميركي واستدامته في الأشهر المقبلة. ومن هذا المنطلق، أسقط بند تمديد جديد للمساعدات الأوكرانية من اتفاقية الميزانيّة المؤقتة التي أقرها الكونغرس الأسبوع الماضي.

ورغم ذلك، شدّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع أمام الصحافيين على «قناعته» بأنّ «الكونغرس سيقدّم ذلك الدعم» في نهاية المطاف. ولكنّ نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، صرّحت في بداية الشهر الحالي، بأنّ برامج المساعدات «قُلِّصت لأنه كان علينا موازنة دعمنا لأوكرانيا».

وإضافة إلى ذلك، يصرف الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» الانتباه عن أوكرانيا. وفي السياق نفسه، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال استقباله مجموعة من وسائل الإعلام، الخميس، إلى أنّ القتال في قطاع غزة أدى إلى تباطؤٍ في تسليم قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، التي تعدّ ضرورية لجيشه.

لكن الولايات المتحدة تؤكد أنها قادرة على تقديم المساعدة للأوكرانيين والإسرائيليين. وفي هذا الإطار، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إنّ «المسألة لا تتعلّق بما إذا كانت هناك منافسة أو تسويات بشأن دعم الولايات المتحدة» لأوكرانيا وإسرائيل. وأضاف: «هناك تداخلات، لكن عندما يكون هناك تداخل بالنسبة لبعض الذخائر... فإنّنا لا نخفض الإمدادات إلى أوكرانيا»، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

رئيس الشيشان: مستعد لإرسال 3 آلاف مقاتل آخرين لأوكرانيا

أوروبا رئيس الشيشان رمضان قديروف خلال اجتماع سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

رئيس الشيشان: مستعد لإرسال 3 آلاف مقاتل آخرين لأوكرانيا

قال رئيس الشيشان رمضان قديروف إن 3 آلاف آخرين من المقاتلين مستعدون للذهاب للقتال في أوكرانيا.

أوروبا علم الناتو (د.ب.أ)

الحرب الأوكرانية والتوترات في غرب البلقان على طاولة وزراء خارجية «الناتو»

يبدأ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل اليوم (الثلاثاء)، اجتماعات على مدى يومين لمناقشة قضايا أمنية مختلفة، بما في ذلك الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

السعودية تجدد دعمها جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، التأكيد على حرص بلاده ودعمها لجميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية - الروسية سياسياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الاثنين (أ.ب)

أمين عام «الناتو»: أوكرانيا لا تزال تلحق خسائر فادحة بروسيا

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين، أن أوكرانيا لا تزال تلحق «خسائر فادحة» بروسيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الثلوج تغمر الساحة الحمراء وسط موسكو (إ.ب.أ)

«الجنرال ثلج» يجتاح روسيا وأوكرانيا... عاصفة في موسكو وإعصار يهاجم القرم 

لم تعد أخبار المعارك على الجبهات، وتداعيات العقوبات الغربية والمخاوف من هجمات الطائرات المسيّرة وحدها تشغل بال الروس في هذه الأيام.

رائد جبر (موسكو )

10 قتلى في عاصفة ثلجية عنيفة تضرب أوكرانيا

عمال الطوارئ ورجال الشرطة يساعدون أصحاب السيارات العالقة بالثلوج خلال عاصفة في منطقة ميكولايف (رويترز)
عمال الطوارئ ورجال الشرطة يساعدون أصحاب السيارات العالقة بالثلوج خلال عاصفة في منطقة ميكولايف (رويترز)
TT

10 قتلى في عاصفة ثلجية عنيفة تضرب أوكرانيا

عمال الطوارئ ورجال الشرطة يساعدون أصحاب السيارات العالقة بالثلوج خلال عاصفة في منطقة ميكولايف (رويترز)
عمال الطوارئ ورجال الشرطة يساعدون أصحاب السيارات العالقة بالثلوج خلال عاصفة في منطقة ميكولايف (رويترز)

أسفرت عاصفة عاتية رافقها تساقط للثلوج عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 23 بجروح في أوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم الضغط على أجهزة الطوارئ وشبكة الطاقة التي ترزح بالأساس تحت وطأة الغزو الروسي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ضربت العاصفة أجزاء من جنوب البلاد ومنطقة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو، إضافة إلى جنوب روسيا.

وقالت وزارة الداخلية، على وسائل التواصل الاجتماعي، «قضى 10 أشخاص في أوكرانيا؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، وجُرح 23 شخصاً، بينهم أطفال».

ويضغط الغزو الروسي المستمر منذ نحو عامين على شبكة الطاقة الأوكرانية وأجهزة الطوارئ لديها.

وأفادت الوزارة بأن منطقة أوديسا الجنوبية كانت الأكثر تضرراً، حيث أعلنت أجهزة الطوارئ أنها قدّمت المساعدة لنحو 2500 شخص.

وقال مسؤولون إن «5 من القتلى سقطوا في منطقة أوديسا».

عمال الطوارئ يساعدون في تسيير حافلة ركاب عالقة خلال عاصفة ثلجية كثيفة في منطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز)

وتضررت منطقة ميكولايف المجاورة بشدة أيضاً، كما كانت الحال في مناطق كيروفوغراد وكييف وخاركيف.

في القرم، وصلت سرعة الرياح إلى أكثر من 140 كيلومتراً في الساعة في بعض المناطق.

وأعلنت موسكو (الاثنين) مقتل 4 أشخاص جراء سوء الأحوال الجوية في القرم وروسيا، بينما انقطع التيار الكهربائي عن نحو مليوني شخص.

وفي اليوم التالي للعاصفة، أفاد المسؤول عن القرم، المدعوم من الكرملين سيرغي أكسيونوف، بأن الطاقة ما زالت مقطوعة عن حوالي 93 ألف شخص بينما تعاني نحو 245 قرية من مشكلات في إمدادات المياه. وتعهّد بإعادة الطاقة.

كذلك، أكد أنه أدخل «نظام طوارئ» في 10 بلديات في شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود.

وقال، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن «تقييم حجم الأضرار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية ما زال جارياً». وتابع، أنه قدّم إيجازاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الوضع.


«الصحة العالمية»: السكان في غزة مهددون بالموت بالأمراض أكثر من القصف

طفلة فلسطينية تُسمى نور تتلقى الرعاية بعد إصابتها جراء القصف في غزة في مستشفى العريش بمصر (أ.ب)
طفلة فلسطينية تُسمى نور تتلقى الرعاية بعد إصابتها جراء القصف في غزة في مستشفى العريش بمصر (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: السكان في غزة مهددون بالموت بالأمراض أكثر من القصف

طفلة فلسطينية تُسمى نور تتلقى الرعاية بعد إصابتها جراء القصف في غزة في مستشفى العريش بمصر (أ.ب)
طفلة فلسطينية تُسمى نور تتلقى الرعاية بعد إصابتها جراء القصف في غزة في مستشفى العريش بمصر (أ.ب)

قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن عددا أكبر من سكان غزة معرضون للموت بسبب الأمراض مقارنة بالقصف، وذلك إذا لم يتم دعم النظام الصحي في القطاع ليعود لطبيعته بسرعة.

وذكرت المتحدثة مارجريت هاريس: «في نهاية المطاف، سنرى عددا أكبر من الناس يموتون بسبب الأمراض مقارنة بالقصف إذا لم نتمكن من إعادة بناء هذا النظام الصحي»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ووصفت الانهيار الذي شهده مستشفى الشفاء في شمال غزة بأنه «مأساة»، وعبرت عن قلقها إزاء احتجاز القوات الإسرائيلية بعض طواقمه الطبية.

وأكدت هاريس أن المنظمة «قلقة جدا» بشأن موظفي المستشفى المحتجزين في غزة ويجب احترام حيادهم.

وألقت القوات الإسرائيلية القبض على مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سليمة وآخرين الخميس، وذلك أثناء انتقالهم من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، بشأن إجلاء باقي الجرحى والطواقم الطبية من مجمع الشفاء الطبي، الذي تعرض لحصار واقتحام من الجيش الإسرائيلي.


روسيا تمدد احتجاز الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش حتى 30 يناير

مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش يقف داخل قاعة بمحكمة مدينة موسكو (أ.ب)
مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش يقف داخل قاعة بمحكمة مدينة موسكو (أ.ب)
TT

روسيا تمدد احتجاز الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش حتى 30 يناير

مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش يقف داخل قاعة بمحكمة مدينة موسكو (أ.ب)
مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش يقف داخل قاعة بمحكمة مدينة موسكو (أ.ب)

مددت محكمة في موسكو اليوم (الثلاثاء)، الحبس الاحتياطي للصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش الموقوف في روسيا منذ مارس (آذار) بتهمة التجسس، حتى 30 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المكتب الإعلامي لمحكمة ليفورتوفسكي في بيان: «مُددت فترة حبس إيفان غيرشكوفيتش (...) شهرين (...) حتى 30 يناير 2024».

ورفض كلّ من غيرشكوفيتش وصحيفة «وول ستريت جورنال» التي يعمل لديها والبيت الأبيض، تهمة التجسس الموجهة للصحافي البالغ من العمر 32 عاماً.

وبحسب مقطع فيديو نشرته المحكمة، استمع إيفان غيرشكوفيتش إلى قرار المحكمة بهدوء من داخل قفص معدني مخصص للمتهمين.

ولم يسمح لأي صحافي بالدخول إلى الجلسة التي كانت مغلقة. ورأى مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية عدداً من المراسلين ينتظرون خارج قاعة المحكمة.

وكان تمديد فترة حبسه الاحتياطي شبه مؤكّد، إذ نادراً ما يُفرج القضاء الروسي عن موقوفين ينتظرون محاكمتهم بتهم بهذه الخطورة.

الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش الموقوف في روسيا منذ مارس الماضي (رويترز)

وأوقفت القوى الأمنية الروسية غيرشكوفيتش خلال إجرائه تحقيقاً في إيكاترنبورغ بمنطقة الأورال في 29 مارس الماضي.

وهو موقوف منذ ذلك التاريخ في سجن ليفورتوفو بموسكو الذي يستخدمه جهاز الأمن الفيدرالي لإبقاء الموقوفين في عزلة شبه تامة.

والصحافي الذي عمل لحساب وكالة الصحافة الفرنسية في موسكو أيضاً، متهم بالتجسس ويواجه في إطار هذه التهمة احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاماً.

ولم تدعم روسيا حتى الآن، هذه الاتهامات بأي دليل علني، وقد صنفت الإجراءات برمتها على أنها سرية.


رئيس الشيشان: مستعد لإرسال 3 آلاف مقاتل آخرين لأوكرانيا

رئيس الشيشان رمضان قديروف خلال اجتماع سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
رئيس الشيشان رمضان قديروف خلال اجتماع سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس الشيشان: مستعد لإرسال 3 آلاف مقاتل آخرين لأوكرانيا

رئيس الشيشان رمضان قديروف خلال اجتماع سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
رئيس الشيشان رمضان قديروف خلال اجتماع سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

قال رئيس الشيشان رمضان قديروف، إن 3 آلاف آخرين من المقاتلين مستعدون للذهاب للقتال في أوكرانيا ضمن وحدات جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وقوات الحرس الوطني الروسي.

وبالنسبة لقديروف، الذي كثيراً ما يصف نفسه بأنه «جندي مشاة» لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان في بعض الأحيان من أشد منتقدي أداء روسيا في الصراع، فإن الحرب في أوكرانيا تشكل حصناً ضد العدوان الغربي، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقال قديروف أمس (الاثنين)، عبر تطبيق «تلغرام»: «(المقاتلون) لديهم أفضل المعدات والأسلحة الحديثة... وبالإضافة إلى ذلك، يتمتعون بقدرات قتالية عالية ولديهم حماس كبير لتحقيق نتائج».

وأعلن قديروف في مايو (أيار)، أن الشيشان، وهي جمهورية تابعة لروسيا الاتحادية، أرسلت أكثر من 26 ألف مقاتل إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، بينهم 12 ألف متطوع، وأن 7 آلاف منهم في ذلك الوقت كانوا منخرطين فعلياً في القتال.

ولا يتسنى التحقق بشكل مستقل مما يقوله قديروف، وتتباين تقديرات عدد المقاتلين الشيشان في أوكرانيا. كما أن هناك عدة تشكيلات مسلحة شيشانية تقاتل إلى جانب أوكرانيا في الحرب التي بدأت بغزو روسي شامل للبلاد قبل 21 شهراً.

وفي وقت سابق من الشهر، قال قديروف إن مجموعة كبيرة من مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية السابقين بدأوا أيضاً تلقي تدريبات مع قوات خاصة من الشيشان.

ولعبت «فاغنر» دوراً بارزاً في بعض من أعنف المعارك بأوكرانيا، قبل أن تدخل في حالة من الفوضى بعد تمرد قصير ضد المؤسسة الدفاعية الروسية.


الحرب الأوكرانية والتوترات في غرب البلقان على طاولة وزراء خارجية «الناتو»

علم الناتو (د.ب.أ)
علم الناتو (د.ب.أ)
TT

الحرب الأوكرانية والتوترات في غرب البلقان على طاولة وزراء خارجية «الناتو»

علم الناتو (د.ب.أ)
علم الناتو (د.ب.أ)

يبدأ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل اليوم (الثلاثاء)، اجتماعات على مدى يومين لمناقشة قضايا أمنية مختلفة، بما في ذلك الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتصاعد التوترات بين صربيا وكوسوفو، بحسب وكالة الصحافة الألمانية.

وقال أمين حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لوسائل الإعلام أمس (الاثنين)، إنه من المتوقع أن يناقش الوزراء أيضاً على مدار يومين، «تحركات روسيا المزعزعة للاستقرار» خارج أوكرانيا.

ويشمل ذلك مزاعم هلسنكي بأن موسكو سمحت مؤخراً لعشرات المهاجرين غير الشرعيين من الشرق الأوسط وأفريقيا بالسفر عبر روسيا إلى فنلندا.

كما ستتناول الاجتماعات التوترات المتصاعدة بين صربيا وكوسوفو، بالإضافة إلى نشر «الناتو» قوات إضافية خلال الأشهر الأخيرة، لتعزيز قوة حفظ السلام التابعة له في كوسوفو، بعد هجوم عنيف على شرطة كوسوفو.

وقال ستولتنبرغ أمس، إن «الحلف سيقوم بكل ما هو ضروري للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة. وإنه أمر مهم بالنسبة للحلف. لدينا تاريخ هناك، ولدينا وجود هناك».

ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم غد (الأربعاء)، إلى نظرائه في «الناتو»، حيث من المتوقع أن يجري التأكيد على الدعم المستمر لبلاده التي مزقتها الحرب.

كما أنه من المقرر أن يتبادل أعضاء «الناتو» أيضاً وجهات النظر حول العلاقات مع الصين والصراع في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، سيطغى على الاجتماع الواقع الحالي المتمثل في قيام تركيا والمجر بتأخير انضمام السويد إلى الحلف.

يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أشار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى استعداده لإنهاء معارضته، لكن البرلمانيين في أنقرة وبودابست لم يصدقا بعد على انضمام استوكهولم.

وحث ستولتنبرغ قبيل الاجتماع كلاً من تركيا والمجر مرة أخرى على الدفع بالعملية للأمام في أسرع وقت ممكن. وقال: «لقد حان الوقت لذلك».


بريطانيا لا تعتزم إعادة رخاميات البارثينون لليونان

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا لا تعتزم إعادة رخاميات البارثينون لليونان

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)

لا يعتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تسهيل إعادة منحوتات رخامية إلى أثينا تعود إلى معبد البارثينون، وفق ما أكد ناطق باسمه خلافاً لما تطالب به اليونان منذ مدة طويلة.

وأعرب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الاثنين عن "استيائه" بعدما قرر نظيره البريطاني ريشي سوناك إلغاء اجتماع معه كان من المقرر أن يتطرقا فيه خصوصا الى الخلاف القديم بين البلدين حول رخاميات البارثينون.وقال ميستوتاكيس في بيان مقتضب "أعرب عن استيائي من قيام رئيس الوزراء البريطاني بإلغاء لقائنا (المقرر ظهر الثلاثاء في لندن) قبل بضع ساعات فقط من انعقاده".

وتطالب أثينا منذ عقود باسترداد منحوتات البارثينون الموجودة في المتحف البريطاني (بريتش ميوزيم) في لندن، إذ تشدد على أنّ المنحوتات تعرّضت «للنهب» عندما كانت البلاد تحت الاحتلال العثماني.

وتؤكّد سلطات لندن أنّ الاستحصال على المنحوتات حصل «عام 1802 بشكل قانوني» عبر الدبلوماسي البريطاني اللورد إلجين الذي باعها إلى المتحف البريطاني.

وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأحد، أنه يعتزم الضغط على نظيره البريطاني ريشي سوناك عندما يلتقيه في لندن الثلاثاء، خلال زيارة للمملكة المتحدة تستغرق 3 أيام، من أجل استعادة المنحوتات.

لكن الناطق باسم ريشي سوناك قال للصحافيين، إن رئيس الوزراء كان دائماً «ثابتاً» في موقفه، ويعد أن رخاميات البارثينون «مهمة» للمملكة المتحدة التي «حافظت» على هذا التراث «لأجيال».

وشدد على أنها «مملوكة قانونياً» للمتحف البريطاني. وأضاف: «نحن نؤيد هذا الموقف بقوة، كما أن نظام المتحف البريطاني يحظر إزالة القطع من مجموعته». وأضاف: «ليس لدينا أي نية لتغيير القانون».

وشبّه ميتسوتاكيس المنحوتات الرخامية في المتحف البريطاني التي تشكل جزءاً من إفريز الباثينون بلوحة الموناليزا وقد شُطرت إلى نصفين.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: «ستبدو أفضل في متحف الأكروبوليس، وهو متحف حديث تم بناؤه لهذا الغرض».

وأضاف مخاطباً سوناك: «يبدو الأمر كما لو أنني طلبت منك أن تشطر لوحة الموناليزا إلى نصفين، بحيث يكون لدينا نصف في متحف اللوفر ونصف في المتحف البريطاني، هل تعتقد أن زوارك سيقدّرون جمال اللوحة بهذه الطريقة؟».

وأكد ميتسوتاكيس: «هذا بالضبط ما حدث مع منحوتات البارثينون».

كما قال لبرنامج الأحد مع لورا كوينسبيرغ: «لهذا السبب نواصل الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سيكون في الأساس شراكة بين اليونان والمتحف البريطاني تسمح لنا بإعادة المنحوتات إلى اليونان وجعل الناس يقدّرونها في مكانها الأصلي».

وفي يناير (كانون الثاني)، استبعدت حكومة بريطانيا أن تعاد بشكل دائم، بعد أن ذكرت وسائل إعلام أن المتحف البريطاني على وشك توقيع اتفاق إعارة من شأنه أن يؤدي إلى عودة الرخاميات إلى أثينا.

وقال ميتسوتاكيس الذي فاز بولاية ثانية في يونيو (حزيران) الماضي، إن حكومته «لم تحرز التقدم الذي كنت أتمناه في المفاوضات».

وتعرّض معبد البارثينون الذي بني في القرن الخامس قبل الميلاد لتكريم الإلهة أثينا، للتدمير الجزئي والنهب في عام 1687.

وأعاد الفاتيكان في وقت سابق هذا العام، إلى اليونان 3 منحوتات رخامية من معبد البارثينون كان قد احتفظ بها لقرون.


أمين عام «الناتو»: أوكرانيا لا تزال تلحق خسائر فادحة بروسيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الاثنين (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الاثنين (أ.ب)
TT

أمين عام «الناتو»: أوكرانيا لا تزال تلحق خسائر فادحة بروسيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الاثنين (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الاثنين (أ.ب)

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين، أن أوكرانيا لا تزال تلحق «خسائر فادحة» بروسيا، مع أن كييف لم تتمكن بعد من استعادة أراضٍ فقدت السيطرة عليها. ودعا، من جهة أخرى، تركيا إلى المصادقة على انضمام السويد إلى «الناتو»، «في أسرع وقت ممكن».

وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: «بالطبع نرغب في أن يحرروا أكبر قدر من الأراضي، وفي أسرع وقت ممكن، لكن رغم أن خط الجبهة لم يتحرك، فقد تمكن الأوكرانيون من إلحاق خسائر فادحة بالغزاة الروس». وأضاف ستولتنبرغ: «نرى أعداداً كبيرة من الضحايا، وبعضاً من أعنف المعارك التي شهدناها في الحرب بأكملها، وقعت بالفعل خلال الأسابيع والشهرين الماضيين... نحن بحاجة إلى التمييز بين حقيقة أن خط المواجهة لا يتحرك كثيراً، وحقيقة أن هناك قتالاً عنيفاً يدور بالفعل».

وأصر الأمين العام للحلف على أنه بينما لا تقوم القوات الأوكرانية حالياً بإحراز أي تقدم، فإن كييف استعادت بالفعل 50 في المائة من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ الغزو. ورأى أن «هذا فوز كبير لأوكرانيا»، مشيراً إلى أن «روسيا أضعف سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».

ويؤكد داعمو أوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة، أنهم مستعدون لمواصلة دعم كييف عسكرياً ومالياً طالما استغرق الأمر لهزيمة روسيا.

وتطرق ستولتنبرغ للتعهدات الأخيرة بمساعدات عسكرية لأوكرانيا من كل من ألمانيا وهولندا بقيمة 10 مليارات يورو (11 مليار دولار) كدليل على أن دعم الغرب لم ينضب. وقلّل ستولتنرغ من المخاوف التي تفيد بإمكانية أن يدفع أي تناقص في شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن تصبح جاهزة. وقال: «الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر ما السبل المقبولة لإنهاء هذه الحرب... مسؤوليتنا دعم أوكرانيا وتمكينها من تحرير أكبر قدر ممكن من الأراضي ووضعها في أفضل موقع عندما أو حال بدأت المفاوضات».

ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في «الناتو» ببروكسل الثلاثاء، بهدف طمأنة كييف بشأن الدعم المقدم لها على الرغم من أن حرب إسرائيل مع حركة «حماس» في قطاع غزة صرفت النظر عنها. وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات بعشرات مليارات الدولارات منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كما تعهّدت مراراً دعم كييف طالما كان ذلك ضرورياً، غير أنّ هذا الوعد تقوّضه المعارضة المتنامية من قبل بعض المشرعين الجمهوريين.

وأشار ستولتنبرغ إلى أن الدول الأعضاء في «الناتو» أرسلت أنظمة أسلحة متقدمة إلى أوكرانيا لمساعدتها في التقدم، وأن العمل جارٍ لمحاولة الربط بشكل أفضل بين كيفية استخدام قوات كييف للتكنولوجيا مثل الطائرات من دون طيار والإنترنت في الهجوم. وعبّر ستولتنبرغ عن ثقته في أن «الرسالة من حلفاء الناتو في هذا الاجتماع (...) هي أننا بحاجة إلى الوقوف إلى جانب أوكرانيا. من مصلحتنا الأمنية ألا ينتصر الرئيس بوتين في هذه الحرب».

انضمام السويد إلى «الناتو»

ودعا الأمين العام للحلف، من جهة أخرى، تركيا، إلى المصادقة على انضمام السويد إلى «الناتو»، «في أسرع وقت ممكن»، على اعتبار أن «السويد وفت بوعودها، وحان الوقت الآن لتنجز تركيا عملية انضمام» هذا البلد.

يذكر أنه في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، بدأ البرلمان التركي مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي والمعلق منذ مايو (أيار) 2022، ويتطلب إجماع أعضاء الحلف الأطلسي البالغ عددهم 31. وتركيا، إلى جانب المجر، هما آخر دولتين من بين 31 عضواً في حلف الأطلسي لم تصادقا بعد على انضمام استوكهولم، بعد موافقتهما على انضمام فنلندا في 31 مارس (آذار).

وتخلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن معارضته لهذه الخطوة في يوليو (تموز)، محيلاً الأمر على البرلمان التركي بعدما ضغط لأشهر على السويد، مندداً بتساهلها تجاه بعض اللاجئين الأتراك والأكراد الذين تتهمهم أنقرة بـ«الإرهاب».


«الجنرال ثلج» يجتاح روسيا وأوكرانيا... عاصفة في موسكو وإعصار يهاجم القرم 

الثلوج تغمر الساحة الحمراء وسط موسكو (إ.ب.أ)
الثلوج تغمر الساحة الحمراء وسط موسكو (إ.ب.أ)
TT

«الجنرال ثلج» يجتاح روسيا وأوكرانيا... عاصفة في موسكو وإعصار يهاجم القرم 

الثلوج تغمر الساحة الحمراء وسط موسكو (إ.ب.أ)
الثلوج تغمر الساحة الحمراء وسط موسكو (إ.ب.أ)

لم تعد أخبار المعارك على الجبهات، وتداعيات العقوبات الغربية والمخاوف من هجمات الطائرات المسيّرة وحدها تشغل بال الروس في هذه الأيام، فقد دخل على الخط «الجنرال ثلج» الذي طالما كان على مدى منعطفات تاريخية حليفاً لروسيا في معاركها المصيرية، لكنه تحول في هذه المرة إلى خصم قاسٍ هاجم بقوة، في أسوأ عاصفة تضرب المدن الروسية منذ 40 عاماً، ما تسبب في شلل للمرافق العامة وحركة المطارات. وفي شبه جزيرة القرم ومناطق داخل العمق الأوكراني تحولت المواجهات إلى شكل جديد مع اجتياح شواطئ المنطقة إعصار وصف بأنه «الأقوى في تاريخ عمليات الرصد».

وكانت التحضيرات للشتاء تقتصر حتى قبل يومين، على تأمين موارد الطاقة اللازمة، وتحصين الجبهات تخوفاً من عمليات عسكرية تسعى على طرفي خطوط التماس إلى تحقيق اختراقات قبل اكتساح الثلوج، لكن الإعصار القوي الذي ضرب منطقة القرم ومناطق أخرى في محيطها بدل الأولويات. وقال رومان فيلفاند، المدير العلمي لمركز الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية الرسمية، إن «أقوى عاصفة في تاريخ رصد الأرصاد الجوية ضربت شبه جزيرة القرم».

إعصار غير مسبوق يضرب سواحل روسيا وأوكرانيا على البحر الأسود (أ.ف.ب)

فيضانات وعمليات إجلاء

وتسبب الإعصار القوي الذي امتدت تأثيراته لتشمل كل مناطق شبه الجزيرة والسواحل المحيطة بها، بفيضانات في المدن الساحلية وبروز ظواهر غريبة على بعض سواحل المنطقة. وقالت مراكز الأرصاد الجوية المحلية في المنطقة إن رياح الإعصار التي بدأت بالهبوب الأحد وصلت سرعتها إلى 40 متراً في الثانية في بعض المدن الساحلية، وتسببت بظهور أمواج قوية في البحر وصل ارتفاعها إلى 8 أمتار، وتسببت هذه الأمواج بخروج المياه من البحر لتغمر شوارع المدن. ووفقاً لرئيسة إدارة مجلس مدينة يفباتوريا، يلينا ديميدوفا فإن «سوء الأحوال الجوية تسبب بغمر الشوارع وبعض المنازل في المناطق الساحلية بالمياه». وزادت أن رجال الإنقاذ أجلوا عشرات العوائل من المناطق المنكوبة في المدينة، وأعلنت المراكز المختصة عن استعدادها لاستقبال نازحين، بينما لم تساعد الأحوال الجوية على الوصول إلى بعض المناطق المتضررة. ومع تصاعد حدة الإعصار ليلاً غمرت المياه بعض مناطق الطريق السريعة المؤدية إلى مدينة سيمفيروبل، ما تسبب في شلل كامل في حركة السير على الطريق الرئيسية التي تربط مدن شبه الجزيرة.

وفي محيط منطقة خيرسون تسبب الإعصار بظهور أكبر انحسار لمياه البحر منذ 60 عاماً في مدينة غينيتشيسك، وفي بعض سواحل المدينة تراجعت المياه إلى مسافة تزيد على 100 متر عن الخط الساحلي المعتاد. ومع هذه الظاهرة غير الاعتيادية ظهرت سواحل المدينة مغطاة بالطحالب والأصداف وقناديل البحر، وتهافت بعض السكان لمشاهدة مناطق لم تظهر لهم من قبل. وتسبب الإعصار في قطع إمدادات الكهرباء عن بعض مناطق المدينة، وقالت السلطات المحلية إنها «تكافح لإصلاح الأعطال». وأعادت العاصفة الحالية إلى الأذهان حدثاً مماثلاً وقع في عام 1854. ومن مقالب التاريخ أنه ضرب شبه جزيرة القرم في أوج معركة حامية الوطيس خلال حرب القرم التي واجهت فيها روسيا تحالفاً ضم إنجلترا وتركيا وفرنسا وسردينيا، لكن المفارقة أن تلك العاصفة انحازت إلى جانب الروس في مواجهة الحلفاء الذين تعرضت أساطيلهم في حينها لأضرار جسيمة، وتسببت في غرق أكثر من 30 سفينة قبالة الساحل.

تجمد الحركة في نهر موسكو قرب الكرملين (إ.ب.أ)

وقالت مصادر روسية إن الإعصار القادم من البحر الأبيض المتوسط تسبب في سقوط الأشجار في المنطقة، ودمّر جزئياً خطوط أنابيب الغاز. وأعلنت السلطات تشكيل غرفة عمليات في القرم، وبدأت محاولات لإجلاء السكان . وحتى عصر الاثنين كانت التقديرات تشير إلى أن نحو 400 ألف نسمة غدوا من دون كهرباء في شبه جزيرة القرم. وأُعلنت حالة الطوارئ في بلديات عدة. ولم تقتصر آثار الطقس السيئ على البشر، وأفاد حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوزاييف، بأن المياه غمرت قاعات متحف الأحياء المائية المحلي، وتسببت في نفوق أكثر من 500 حيوان بحري. ومن بينها 11 سمكة رمح مدرعة عاشت في الحوض لمدة 20 عاماً، بالإضافة إلى أسماك الضاري المفترسة الكبيرة التي أمضت هناك 15 عاماً.

وفي موسكو لم تكن الأحوال الجوية في الليلة الفائتة، أقل تأثيراً في هجوم الثلج القاسي، وأفاد الخبير في مركز الأرصاد الجوية الروسي «فوبوس» يفغيني تيشكوفيتس، بأن موسكو شهدت، مساء الأحد «عاصفة ثلجية سوداء» ترافقت مع هطولات غزيرة للأمطار، ووصلت سرعة الرياح حتى 17 متراً في الثانية. ووفقاً لتقديرات المركز فقد هطلت الثلوج بمعدلات غير مسبوقة خلال ليلة الاثنين، لتبلغ ما يعادل نصف المعدل الشهري في مثل هذه الأوقات من السنة. وتسببت العاصفة الثلجية في شل عدد كبير من المرافق، خصوصاً حركة الطيران في موسكو والمدن المحيطة بها. وأفادت خدمة «يانكس راسبيساني» الإلكترونية الروسية بأنه جرى صباح الاثنين تأجيل 35 رحلة جوية في مطارات العاصمة الكبرى «فنوكوفو» و«دوموديدوفو» و«شيريميتيفو»، أما أطراف موسكو فقد شهدت معدلات غير مسبوقة في تساقط الثلوج، مع محافظة درجات الحرارة على معدل 3 تحت الصفر. ورجح خبراء أن يكون يوم الاثنين هو الأصعب في جنوب روسيا، مع استمرار الطقس السيئ مع هطول الأمطار والرياح القوية، وفقاً لتقديرات أن تستمر تأثيرات العاصفة حتى الأربعاء.

وقال رئيس مركز الأرصاد الجوية الهيدرولوجية: «حتى يوم الأربعاء، لا يزال الوضع مضطرباً للغاية، وستزيد سرعة الرياح على ساحل البحر الأسود إلى 26 متراً في الثانية، وفي شبه جزيرة القرم ستكون 25 متراً في الثانية». وقال حاكم ضواحي موسكو أندريه فوروبيوف إن تساقط الثلوج عُدَّ الأكثف خلال الأربعين عاماً الماضية. كما ذكر إيفجيني تيشكوفيتس، الخبير الرئيسي في مركز «فوبوس» للطقس، على قناته على «تلغرام»، أن ارتفاع الثلوج زاد على 25 سنتيمتراً في بعض المناطق وهو معدل يصل إليه تساقط الثلوج عادة في شهر يناير (كانون الثاني).

مكونات كيماوية

على صعيد آخر، اتهمت موسكو الجانب الأوكراني باستخدام مكوّنات كيماوية ضد مسؤولين في المناطق الانفصالية التي ضمتها موسكو من جانب واحد.

وقال رئيس الوفد الروسي، نائب وزير الصناعة والتجارة كيريل ليسوغورسكي، في جلسة في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن «الأجهزة الخاصة الأوكرانية استخدمت مواد كيماوية سامة ضد سلطات المناطق الروسية الجديدة». وأضاف: «لدينا معلومات عن استخدام مواد كيماوية سامة ومؤثرات عقلية من قبل عملاء استخبارات نظام كييف ضد قيادة الكيانات الجديدة التي أصبحت جزءاً من روسيا».

وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، قد حذر قبل أيام، خلال اجتماع أمني في المنطقة الفيدرالية الوسطى، من أن «احتمال قيام كييف بارتكاب أعمال تخريبية باستخدام الأسلحة البيولوجية والمكونات المحظورة الأخرى يزداد».

ووفق ليسوغورسكي، فإن موسكو «لديها أيضاً أدلة على مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها في توريد مواد كيماوية إلى أوكرانيا». وأشار إلى أن هذه المواد تُنْقل إلى القوات المسلحة الأوكرانية ومجموعات «المرتزقة الأجانب» الذين يقاتلون إلى جانب كييف. وكانت موسكو قد نقلت إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي، ما قالت إنه «أدلة تثبت أن الجيش الأوكراني استخدم مواد محظورة في منطقة العمليات الخاصة».


انتكاسة لفيلدرز في سعيه لتشكيل ائتلاف حكومي في هولندا

خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
TT

انتكاسة لفيلدرز في سعيه لتشكيل ائتلاف حكومي في هولندا

خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)

بدت المفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم في هولندا، بعد فوز اليميني المتطرف خيرت فيلدرز المفاجئ في الانتخابات التشريعية، في طريق مسدودة، الإثنين، مع استقالة المسؤول الذي كُلّف إجراءها.

ويراقب قادة أوروبيون ودوليون من كثب ليروا ما إذا كان فيلدرز و«حزب الحرية» الذي يتزعّمه، سيتمكّنان من تشكيل حكومة مع شركاء يشعرون بالقلق من آرائه المتشدّدة ضدّ الإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.

وحتّى قبل البدء بالمفاوضات، تحوّلت العملية إلى إخفاق تام، فقد اضطُرّ خوم فان شترين، الذي عيّنه الزعيم اليميني المتطرّف لقيادة المفاوضات، إلى الاستقالة بعد اتهامه من قِبل وسائل الإعلام الهولندية في نهاية هذا الأسبوع بارتكاب عمليات احتيال في الشركة السابقة التي كان يعمل فيها.

اجتماع لقادة الأحزاب الهولندية بعد الانتخابات في لاهاي في 24 نوفمبر الحالي (رويترز)

وأعلن السناتور عن «حزب الحرية»، خوم فان شترين، أنّ هذه الظروف والوقت الذي يحتاج إليه للرد على الاتهامات الموجهة إليه «غير متناسبة» مع المهمة الموكلة إليه. أضاف: «أبلغت بالتالي خيرت فيلدرز ورئيس البرلمان بأنني أستقيل من منصبي بمفعول فوري».

وكان من المفترض أن يباشر فان شترين مهمته رسمياً الاثنين، بلقاء مع فيلدرز الذي تصدّر حزبه انتخابات 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، غير أنّ اجتماعاته أُلغيت.

زعيمة «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» ديلان يسيلغوز وراء خيرت فيلدرز خلال اجتماع لقادة الأحزاب في لاهاي في 24 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «إن آر سي» الأحد، بأنّ شركة «أوتريخت هولدينغز» التي كان يعمل فيها فان شترين، قدّمت شكوى لدى الشرطة بشأن احتيال مفترض ارتكبه السناتور وزملاء آخرون.

وندّد فان شترين بهذه الاتهامات «التي لا أساس لها»، مؤكداً أنّه «التزم بجميع القوانين والأنظمة».

ويشكّل هذا الجدل انتكاسة لفيلدرز، الذي فاز على نحو مفاجئ للجميع، في انتخابات الأربعاء بحصوله على 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب.

ويقوم حزبه بحملة من أجل فرض حظر المساجد والقرآن وارتداء الحجاب، فضلاً عن تنظيم استفتاء على مغادرة هولندا للاتحاد الأوروبي.

«خرج الجني من المصباح»

مع ذلك، بدا زعيم اليمين المتطرّف متفائلاً الاثنين، مؤكداً أنّه لا يزال مرشّحاً لمنصب رئيس الحكومة، في حين حثّ الأحزاب الأخرى على عدم الانخراط في ألعاب سياسية.

وكتب على موقع «إكس»: «اليوم، غداً وبعد غد، سيساعد حزب الحرية في حكم هولندا وسأكون رئيساً لحكومة هذا البلد الجميل»، مشيراً إلى رغبته في أن يكون «إيجابياً وعقلانياً».

غير أنّ فيلدرز حذّر أيضاً من أنّه لا يمكن تجاهل فوزه الانتخابي. وقال: «لا يزال بعض السياسيين لا يفهمون ذلك».

وبينما حذّر من أنّ انتخابات جديدة قد تكون محتملة إذا فشل حزبه في تشكيل ائتلاف، قال: إنّ «حزب الحرية» سيكون أقوى إذا تمّ تجاهل «التفويض الديمقراطي لملايين الأشخاص... لقد خرج الجني من المصباح ولا يمكن إعادة إدخاله إليه».

وكان فيلدرز أعلن، عند انتهاء الانتخابات، أنّه يؤيّد تشكيل ائتلاف مع «العقد الاجتماع الجديد» (20 مقعداً) بزعامة بيتر أومتسيغت المؤيد للإصلاح، وحركة «مزارعين مواطنين» (7 مقاعد) و«حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية» (يمين الوسط) (24 مقعداً).

غير أنّ زعيمة «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» ديلان يسيلغوز كانت قد استبعدت المشاركة في حكومة يقودها فيلدرز، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّها ستكون مستعدّة «لدعم ائتلاف ينبثق من اليمين الوسط».

ولكن منصب يسيلغوز لا يزال موضع خلاف داخل حزبها، الذي خسر عشرة مقاعد في الانتخابات.

وعدّ فيلدرز أنّ المفاوضات الخاصّة بتشكيل ائتلاف يمكن اختتامها خلال «ثلاثة أسابيع»، إذا كان الجميع على استعداد لتقديم تنازلات، لكنّ الاستقالة المفاجئة لمنسّق المفاوضات تهدّد بوضع هذا الجدول الزمني موضع تساؤل.

ويعتقد معظم المحلّلين أنّه لا يمكن تشكيل الحكومة قبل السنة المقبلة. وكان قد استغرق الأمر 271 يوماً لتشكيل حكومة مارك روته المنتهية ولايتها.


بلدة أفدييفكا الأوكرانية باتت فارغة من السكان

أوكرانيون يسيرون أمام مدرعات عسكرية روسية مدمّرة معروضة في كييف الاثنين (إ.ب.أ)
أوكرانيون يسيرون أمام مدرعات عسكرية روسية مدمّرة معروضة في كييف الاثنين (إ.ب.أ)
TT

بلدة أفدييفكا الأوكرانية باتت فارغة من السكان

أوكرانيون يسيرون أمام مدرعات عسكرية روسية مدمّرة معروضة في كييف الاثنين (إ.ب.أ)
أوكرانيون يسيرون أمام مدرعات عسكرية روسية مدمّرة معروضة في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

يقود جندي أوكراني مدرّعة هامفي الأميركية بأقصى سرعة مطفئاً مصابيحها على طريق ضيّقة بالكاد تلوح في عتمة الفجر، مؤدّية إلى أفدييفكا في شرق أوكرانيا.

يتقدم «تاكسيست»، وفق اسمه الحربي، تحت مطر خفيف على طريق تصل إلى البلدة التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة. ويتقصّد العسكريون الأوكرانيون سلوك هذه الطريق في الفجر، فيحرصون على قيادة آلياتهم بسرعة ودون إشعال مصابيحها حتى لا تتمكن المواقع العسكرية الروسية القريبة من استهدافهم سواء بالمدفعية أو بالمسيّرات.

تظهر فجأة في الظلمة آلية عسكرية أوكرانية ترغم «تاكسيست» على الانعطاف بصورة مباغتة متفادياً في اللحظة الأخيرة الاصطدام بها. يصيح الجندي الخمسيني الذي كان يقود سيارة أجرة قبل التطوع في كتيبة «سكالا» الهجومية، «تباً!، كان بإمكانه القيام بإشارة بأضوائه، لا أرى شيئا في هذه الساعة». تصل الهامفي قرابة الساعة السادسة والنصف إلى حيّ خيميك في وسط أفدييفكا، حيث تلوح مجمّعات سكنية مدمرة، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها.

يتردّد باستمرار دويّ انفجارات بعضها قريب وبعضها بعيد، فيما تقتصر مؤشرات الحياة على زقزقة عصافير ونباح كلاب. تتعرّض البلدة منذ أكثر من شهر لهجمات متواصلة تشنها القوات الروسية ساعية إلى محاصرتها والسيطرة عليها. ولم يبق في أفدييفكا إلا نحو 1350 شخصاً بعدما كان عدد سكانها يصل إلى ثلاثين ألف نسمة قبل الحرب. وتواجه البلدة شبه المحاصرة القريبة من دونيتسك، عاصمة المنطقة التي تحتلها روسيا منذ 2014، هجوما شرسا منذ أكثر من شهر.

وتسيطر القوات الروسية على مناطق شرق أفدييفكا وجنوبها وعلى قسم من شمالها، فيما لا يزال الأوكرانيون يدافعون عن منطقة لا يتخطى عرضها ثمانية كيلومترات إلى شمال غربي البلدة.

وجوه شاحبة

هناك مركز واحد للمساعدة الإنسانية لا يزال قائما في أفدييفكا وهو يفتح أبوابه خلال النهار في طابق تحت الأرض من مبنى مهجور نصب فيه مولد كهرباء. يقصده عدد من السكان كلّ يوم فيلتقون مغتنمين الدفء فيه ويتناولون الشاي والقهوة ويشحنون جوالاتهم. كان هناك 15 منهم في ذلك الصباح في المركز، فضلاً على أربعة هررة وثلاثة كلاب. بدا الحاضرون منهكين بوجوههم الشاحبة.

حضرت أوكسانا على دراجتها الهوائية مع زوجها، وهما يقيمان في القسم الشرقي من البلدة، في واحدة من مئات البيوت الفردية المنتشرة فيه. تقول مرتدية معطفاً أزرق إنها منطقة «أكثر امتداداً وأقل تضررا» جراء القصف من حيّ خيميك. كانت أوكسانا تعمل حتى الصيف مسؤولة في أكبر مصنع لفحم الكوك في أوكرانيا يمتد على مساحة 340 هكتاراً عند تخوم شمال أفدييفكا.

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، تم إجلاء الموظفين القلائل المتبقين من أصل أربعة آلاف قبل الحرب، والذين كانوا لا يزالون يراقبون المنشآت. واقتربت القوات الروسية من المصنع، وسيطرت على مواقع عند مشارفه فيما لا يزال الجنود الأوكرانيون يدافعون عنه.

ترفض أوكسانا الرحيل وتقول: «استثمرنا كل ما لدينا في منزلنا منذ ثلاثين عاما، سأبلغ الخمسين في الأول من يناير (كانون الثاني)، لماذا أبدأ من الصفر في مكان آخر؟».

كذلك يرفض أولكسندر ماكاروف (65 عاما) الرحيل. ويسكن المتقاعد الذي كان يعمل في المصنع، مبنى من تسعة طوابق في حي خيميك، ويعتمد على المساعدة الإنسانية. يقول إن الوضع «أسوأ» من قبل، موضحا أن «المدينة تتعرض لقصف مركّز ... ثمة قتلى يسقطون». وحين يُسأل لماذا يبقى يقول: «لأنني من هنا، من دونباس. درست في دونيتسك... وذهبت للعمل في أفدييفكا»، مضيفا «أين أجد شقة، وبأي أموال؟».

سجناء روس

قرابة الظهر، يسمع دوي انفجارات متواصلة، فيحين الوقت لمغادرة المدينة. يتردد «تاكسيست» ما بين سلوك الطريق ذاتها أو الالتفاف من طريق متعرجة لتفادي الخطر، فيعمد في نهاية المطاف إلى الخيار الثاني، وينطلق بأقصى سرعة متوجها إلى مقر كتيبة سكالا البعيد عن الجبهة. تحتجز الوحدة خمسة جنود روسيين قبضت عليهم قبل فترة قصيرة.

يوافق أحدهم يدعى نيكولاي (25 عاماً) على الإجابة عن أسئلة صحافية تحت مراقبة سجانيه. يقول إنه كان يعمل في مصنع في دونيتسك وخضع لـ«أسبوع» من التدريب العسكري قبل اقتياده «فوراً إلى الجبهة». وكانت مهمته مع نحو ثلاثين جندياً روسياً آخرين السيطرة على مواقع أوكرانية.

لكنه روى أنهم تعرضوا «للقصف طوال النهار» ما أدى إلى «مقتل خمسة أو ستة (من رفاقه) وإصابة حوالي 15 بجروح»، وسلّم نفسه في المساء.

ويؤكد «سكالا»، قائد الكتيبة التي تحمل اسمه، أن الجيش الروسي «يتخلى عن كثير من الرجال» في هجماته المتتالية على خطوط الدفاع الأوكرانية. ويقول القائد العسكري الضخم القامة البالغ 34 عاما: «العدو يهاجم بقوة، وفي بعض المواقع يحقق نجاحا». ويضيف «لا أملك موارد بشرية توازي موارد روسيا، أحافظ على رجالي»، مؤكدا «هجومي يجب أن يكون مبرراً».