تقدم أوكراني شرق نهر دنيبرو

روسيا أعلنت أنها كبّدت المهاجمين خسائر فادحة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
TT

تقدم أوكراني شرق نهر دنيبرو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

أعلنت أوكرانيا، أمس، أول نجاح ميداني كبير بعد أشهر من بدء هجومها المضاد من خلال السيطرة على مواقع على ضفة نهر دنيبرو التي تحتلها روسيا جنوب البلاد.

واعترفت روسيا، للمرة الأولى، هذا الأسبوع، بأن القوات الأوكرانية عبرت النهر. وبما أن الجبهة جامدة إلى حد ما، فمن الضروري بالنسبة إلى كييف أن تحقق مكاسب، إذ تريد تجنب سأم حلفائها الغربيين من الصراع المستمر منذ نحو عامين، بينما ينصب تركيز المجتمع الدولي على إسرائيل وقطاع غزة.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية نفّذت «سلسلة عمليات ناجحة» في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو في الجزء الذي احتلته روسيا من مدينة خيرسون، حيث أقامت جسوراً عدة، مضيفاً أن القتال احتدم على طول خط المواجهة كله من الجنوب إلى الشرق، وأبلغ عن حدوث 72 اشتباكاً قتالياً في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأقرّ مسؤول في إدارة الاحتلال الروسي في خيرسون، هذا الأسبوع، بأن الجنود الأوكرانيين «عالقون» في قرية كرينكي الصغيرة الواقعة على الضفة الشرقية للنهر ويواجهون «جحيماً» بسبب القصف المدفعي والصاروخي والمسيّرات الروسية.

وهذا هو النجاح الأول الذي يعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في أغسطس (آب) على قرية روبوتينه في منطقة زابوريجيا الجنوبية. وكانت كييف تأمل في أن تسمح لها سيطرتها على روبوتينه باختراق الخطوط الروسية وتحرير المناطق المحتلة، لكن الجيش الأوكراني لم يتمكن من ذلك في مواجهة القوة النارية للدفاعات الروسية.


مقالات ذات صلة

إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك

شؤون إقليمية لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك

قال السفير الإيراني في موسكو إن اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي من المقرر أن توقعها إيران وروسيا الجمعة لن تتضمن بنداً عن الدفاع المشترك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوقعان اتفاقاً تاريخياً (أ.ب)

زيلينسكي وستارمر يوقعان في كييف شراكة تاريخية لـ«مائة عام»

وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي تعدّ بلاده من أبرز داعمي أوكرانيا في حربها ضد روسيا، اتفاقاً «تاريخياً».

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

مصادر: بوتين سيطالب بعدم انضمام أوكرانيا لـ«الناتو» أبداً ضمن أي محادثات مع ترمب

كشفت مصادر مطلعة عن أن روسيا ستطالب بأن تقلص أوكرانيا علاقاتها العسكرية بشكل كبير مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأن تصبح دولة محايدة تمتلك جيشاً محدوداً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتبادلان وثائق اتفاق حول التعاون بمجال الدفاع في وارسو الاثنين (أ.ب)

موسكو تستهدف قطاع الطاقة الأوكرانية بعشرات الصواريخ

تعرّض قطاع الطاقة الأوكراني إلى هجوم روسي بعشرات الصواريخ والمسيَّرات.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الوساطة الإماراتية نجحت حتى الآن في إتمام 11 عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا (الشرق الأوسط)

وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 50 أسيراً

قالت الإمارات إنها نجحت في جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 50 أسيراً من الجانبين الأوكراني والروسي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

موسكو تستهدف قطاع الطاقة الأوكرانية بعشرات الصواريخ

مسيَّرة يتم تفجيرها فوق سماء العاصمة الأوكرانية (رويترز)
مسيَّرة يتم تفجيرها فوق سماء العاصمة الأوكرانية (رويترز)
TT

موسكو تستهدف قطاع الطاقة الأوكرانية بعشرات الصواريخ

مسيَّرة يتم تفجيرها فوق سماء العاصمة الأوكرانية (رويترز)
مسيَّرة يتم تفجيرها فوق سماء العاصمة الأوكرانية (رويترز)

بعد يوم من قيام أوكرانيا باستهداف مواقع صناعية في مناطق روسية متفرقة بهجمات واسعة النطاق استخدمت فيها الطائرات وصواريخ أميركية وبريطانية الصنع، التي اعتبرت «الأكبر» منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، شنَّت روسيا هجمات على قطاع الطاقة الأوكراني بعشرات الصواريخ والمسيَّرات، بحسب ما أعلنت كييف، الأربعاء، مكثّفة حملة قصف متواصلة منذ أشهر في لحظة في الحرب محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأوكرانيا مع توجهات الإدارة الأميركية الجديدة.

كشافات في سماء كييف حيث يبحث جنود أوكرانيون عن الطائرات المسيّرة ويطلقون النار عليها في أثناء غارة روسية (رويترز)

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها نفّذت ضربات «عالية الدقة» استهدفت منشآت الطاقة التي «تدعم عمل الصناعات العسكرية الأوكرانية». وقالت إنها أصابت جميع أهدافها، كما نقلت عنها وكالات أنباء عالمية عدة.

وأعلن وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان هالوشينكو، أن روسيا شنَّت هجوماً جوياً هائلاً على أوكرانيا، الأربعاء؛ مما أجبر البلاد على فرض انقطاعات وقائية للكهرباء. وقال هالوشينكو، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «يواصل العدو إرهاب الأوكرانيين»، داعياً السكان إلى البقاء في الملاجئ أثناء التهديد المستمر ومتابعة التحديثات الرسمية.

وأعلنت شركة الطاقة الحكومية «أوكرينيرغو» عن انقطاعات طارئة للكهرباء في مناطق خاركيف، وسومي، وبولتافا، وزابوريجيا، ودنيبروبيتروفسك وكيروفودهارد.

زيلينسكي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (إ.ب.أ)

وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا استخدمت 43 صاروخ كروز وصاروخاً باليستياً و74 مسيَّرة هجومية في الهجوم الذي وقع خلال الليل واستهدف على ما يبدو مواقع في غرب أوكرانيا.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: «هجوم روسي كبير آخر. نحن في منتصف الشتاء والهدف بالنسبة للروس يبقى هو ذاته: قطاع الطاقة لدينا». لكن سلاح الجو الأوكراني أفاد بأنه تم إسقاط 30 صاروخاً و47 مسيَّرة، بينما أشار زيلينسكي إلى أن السلطات نجحت في المحافظة على «عمل منظومة الطاقة لدينا».

وجاءت تصريحاته التي حضَّ فيها حلفاء بلاده على تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي التي وعدت بها، قبل اجتماع في وارسو بين زيلينسكي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك. وأفاد مسؤول أوكراني رفيع «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنه سيتم خلال اللقاء بحث التوقعات من ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب المقبلة ومسائل الدفاع.

ويوجد زيلينسكي في بولندا، الأربعاء، بعدما توصلت الدولتان إلى اتفاق بشأن استخراج رفات الضحايا البولنديين في مذابح الحرب العالمية الثانية، التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون.

كشافات في سماء كييف حيث يبحث جنود أوكرانيون عن الطائرات المسيّرة ويطلقون النار عليها في أثناء غارة روسية (رويترز)

وأفادت السلطات في منطقة لفيف (غرب) المحاذية لبولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بأن منشأتين للبنى التحتية الحيوية أصيبتا في منطقتي دروغوبيتش وستيريي، من دون تقديم تفاصيل. وقال الحاكم المحلي ماكسيم كوزيتسكي: «لحسن الحظ، لم يسقط ضحايا، لكن وقعت أضرار».

وأطلقت بولندا مقاتلات لتأمين مجالها الجوي، بحسب ما أعلنت «قيادة العمليات» التابعة لها على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى عدم وقوع أي انتهاكات لمجالها الجوي خلال مهمتها التي استمرت ثلاث ساعات.

وقال توسك للصحافيين في وارسو، وبجانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي: «سوف نكسر الجمود المتعلق بهذه المسألة». وأضاف «سوف نسرع عملية الانضمام».

بدورها، أعلنت الهيئة المشغلة لشبكة الطاقة الوطنية الأوكرانية عن انقطاعات مؤقتة طارئة في التيار في سبع مناطق. لكنها حضت الأوكرانيين على عدم استخدام المعدات الكهربائية العالية الاستهلاك حتى المساء.

على صعيد منفصل، قال حاكم منطقة دونيتسك إن منشآت حيوية تعرَّضت للقصف في منطقته خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من دون تحديد توقيت وقوعها.

في الأثناء، أشار رئيس بلدية مدينة خيرسون (جنوب) إلى أن «قسماً من المواطنين من دون كهرباء» نتيجة وابل الصواريخ خلال الليل، من دون الكشف عن أعداد الأشخاص الذين انقطعت عنهم الكهرباء.

وأصدرت السلطات الأوكرانية في وقت سابق إنذارات من غارات جوية للبلاد بأكملها، محذّرة من صواريخ كروز الروسية. وسمع مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» دوي صفارات الإنذار فوق العاصمة صباح الأربعاء.

وقالت حاكمة منطقة إيفانو - فرانكيفسك (غرب) سفيتلانا أونيشوك على وسائل التواصل الاجتماعي، الأربعاء، إن منشآت حيوية للبنى التحتية استُهدفت في الهجوم. وأضافت أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت مقذوفات، مؤكدة عدم سقوط أي ضحايا وأن الوضع تحت السيطرة.

وتقصف موسكو منذ أشهر منشآت الطاقة الأوكرانية وتصرّ على أن هجماتها تستهدف مواقع تدعم الجيش الأوكراني. ويأتي التصعيد في الهجمات المتبادلة بين الجانبين في مرحلة صعبة بالنسبة لأوكرانيا على طول خط الجبهة.

واتهم الجيش الروسي كييف باستخدام صواريخ زوَّدتها بها الولايات المتحدة وبريطانيا في ضربة الأسبوع الماضي، متوعداً بأن الهجوم «لن يمر من دون رد».

وكانت قد شنَّت أوكرانيا هجمات واسعة النطاق بطائرات مسيَّرة وهجوماً صاروخياً على موقع في أنحاء شتى من روسيا في الليلة الماضية؛ مما أضر بمواقع صناعية عدة. وقال رومان بوسارغين، حاكم منطقة ساراتوف، عبر قناة «تلغرام»، الثلاثاء، أن منشأتين تعرضتا لضربة بطائرات مسيَّرة، إحداهما في ساراتوف والأخرى في مدينة إنغلز. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن مستودع وقود، ظل يحترق لخمسة أيام بعد ضربة الأسبوع الماضي، تعرَّض لضربة مجدداً.

وتقع إنغلز على بعد 600 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا. وعادة ما تقلع الطائرات الروسية قاذفة القنابل من القاعدة الجوية هناك لمهاجمة أوكرانيا، وتزودها مستودعات بالوقود. كما تعرَّضت جمهورية تتارستان الروسية لضربات. وقال رئيس تتارستان رستم مينيخانوف إن حريقاً اندلع بعد هجوم بمسيَّرة، لكن لم يحدث ضرر خطير.

أعلنت ألمانيا أنها ستزود أوكرانيا قريباً بـ60 صاروخاً إضافياً لنظام الدفاع الجوي «إيريس - تي» للدفاع ضد الهجمات الروسية.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عند وصوله إلى كييف (أ.ف.ب)

وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، فإن التسليم سيأتي من مخازن الجيش الألماني، وهو نتيجة محادثات حكومية لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في كييف.

وكان بيستوريوس قد التقى أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، الثلاثاء، معرباً عن أمله في التوصل إلى حل خلال المفاوضات الجارية في ألمانيا بشأن تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا تصل إلى ثلاثة مليارات يورو.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مارالاغو - فلوريدا (أ.ب)

وأشار الوزير إلى أنه لن تكون هناك موازنة لعام 2025 بعد انهيار الائتلاف الحاكم الألماني، وقال: «إنها مشكلة مالية وعلينا حلها. نحن نعمل على ذلك... ما زلت متفائلاً بأننا سنجد حلاً».