أوكرانيا تحقق مكاسب على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وتقيم «عدة جسور» عليها

بعد فشل هجومها المضاد تريد تجنب سأم حلفائها الغربيين من الصراع المستمر منذ نحو عامين

جنود البحرية الأوكرانية على الجبهة المائية لنهر دنيبرو في خيرسون (أ.ب)
جنود البحرية الأوكرانية على الجبهة المائية لنهر دنيبرو في خيرسون (أ.ب)
TT

أوكرانيا تحقق مكاسب على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وتقيم «عدة جسور» عليها

جنود البحرية الأوكرانية على الجبهة المائية لنهر دنيبرو في خيرسون (أ.ب)
جنود البحرية الأوكرانية على الجبهة المائية لنهر دنيبرو في خيرسون (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا الجمعة عن أول نجاح ميداني كبير بعد أشهر من بدء هجومها المضاد من خلال السيطرة على مواقع على ضفة نهر دنيبرو التي تحتلها روسيا في جنوب البلاد. واعترفت روسيا للمرة الأولى هذا الأسبوع بأن القوات الأوكرانية عبرت النهر.

وبما أن الجبهة جامدة إلى حد ما، فمن الضروري بالنسبة إلى كييف أن تحقق مكاسب، إذ تريد تجنب سأم حلفائها الغربيين من الصراع المستمر منذ نحو عامين، فيما ينصب تركيز المجتمع الدولي على إسرائيل وقطاع غزة.

جنديان أوكرانيان من «لواء الدفاع الإقليمي 123» في موقع بجوار نهر دنيبرو في مكان غير معلوم في خيرسون (أ.ف.ب)

قال الجيش الأوكراني الجمعة إن القوات الأوكرانية نفذت «سلسلة عمليات ناجحة» في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو في الجزء الذي احتلته روسيا من مدينة خيرسون وأقامت عدة جسور هناك. وفي بيان، قالت مشاة البحرية الأوكرانية على صفحتها على «فيسبوك» إنها تستأنف تنفيذ عمليات في الجانب الشرقي من النهر.

وأضافت: «بالتعاون مع وحدات أخرى في قوات الدفاع، تمكنت قوات البحرية الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم على رؤوس جسور عدة» في هذه المنطقة، متحدّثة عن إلحاق «خسائر فادحة» في الصفوف الروسية.

وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، هذا الأسبوع، إن القوات الأوكرانية كانت تعمل على «تجريد شبه جزيرة القرم من السلاح»، مضيفا أنها قطعت 70 في المائة من المسافة. ووفقا لمدونين عسكريين الأوكرانيين، عبرت القوات الأوكرانية نهر دنيبرو في مجموعات صغيرة في الصيف في مسعى لوضع موطئ قدم حول جسر لسكك الحديد قرب مدينة خيرسون، ثم سعت إلى توسيع نطاق وجودها في القرى المجاورة على الضفة الشرقية.

جنديان أوكرانيان يستعدان لإطلاق قذيفة على مواقع روسية في منطقة خيرسون في 6 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

ويأتي التقدم المحرز في منطقة خيرسون بعد شهور من عمليات الهجوم المضاد الأوكرانية في الجنوب الشرقي والشرق والتي لم تحقق الانفراجة الكبرى التي يتطلع إليها الأوكرانيون. وقال الجيش الأوكراني في تقريره اليومي إن القتال احتدم على طول خط المواجهة بأكمله من الجنوب إلى الشرق وأبلغ عن حدوث 72 اشتباكا قتاليا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف أن أعنف المعارك دارت حول أفدييفكا ومارينكا وباخموت في منطقة دونيتسك الشرقية.

وحرر الجيش الأوكراني مدينة خيرسون والمنطقة المحيطة بها الواقعة في الضفة الغربية لنهر دنيبرو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ومن شأن عبور نهر دنيبرو ونقل المعدات والإمدادات العسكرية الثقيلة للقوات الأوكرانية أن يسمح بشن موجة جديدة من الهجوم في الجنوب على الطريق البرية المباشرة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا وضمتها في عام 2014.

كثّفت روسيا هجماتها على جنوب أوكرانيا حيث الموانئ المطلة على البحر الأسود منذ انسحاب موسكو من اتفاق يضمن شحنات آمنة للحبوب الأوكرانية في يوليو (رويترز)

وهذا النجاح الأول الذي يعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في أغسطس (آب) على قرية روبوتينه في منطقة زابوريجيا الجنوبية. وكانت كييف تأمل أن تسمح لها سيطرتها على روبوتينه باختراق الخطوط الروسية وتحرير المناطق المحتلة، لكن الجيش الأوكراني لم يتمكن من ذلك في مواجهة القوة النارية للدفاعات الروسية. وتقول كل من روسيا وأوكرانيا إنهما ألحقتا خسائر فادحة بالجانب الآخر خلال العمليات في المنطقة.

ومن شأن السيطرة على مواقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو أن تسمح للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم أكبر باتجاه الجنوب. لكن لتحقيق ذلك، يجب على أوكرانيا أن تنجح في نشر عدد كبير من الجنود والمركبات والمعدات في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الرملية والمليئة بالمستنقعات.

وتتكتم أوكرانيا عن حجم العمليات الجارية ونجاحاتها وخسائرها. كذلك يرفض الكرملين ووزارة الدفاع الروسية التحدث عن هذه الأمور.

وأقرّ مسؤول في إدارة الاحتلال الروسي في خيرسون هذا الأسبوع بأن بعض الجنود الأوكرانيين «عالقون» في قرية كرينكي الصغيرة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو ويواجهون «جحيماً» بسبب القصف المدفعي والصاروخي والمسيّرات الروسية.

وقال فلاديمير سالدو حاكم الجزء المحتل من منطقة خيرسون الأربعاء، بأن عشرات أو مئات الجنود الأوكرانيين تمكنوا من تثبيت مواقع لهم على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، خصوصا حول قرية كرينكي.

وسعى سالدو إلى التقليل من أهمية هذا التقدم الأوكراني، قائلا إنه تم نشر تعزيزات روسية وإن القوات الأوكرانية تتعرض لقصف عنيف. وكتب على «تلغرام»: «نشرت الآن قوات (روسية) إضافية. الخصم عالق في كرينكي في جحيم ناري تحت وابل من القنابل والصواريخ وذخائر الأنظمة الحرارية والمدفعية والمسيّرات». ويشكل نهر دنيبرو خط الجبهة في جنوب أوكرانيا منذ الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون، على الضفة اليمنى، في نوفمبر 2022.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تسليم أوكرانيا مليون ذخيرة قبل الربيع، كما كان متفقا عليه. وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الأسلحة والذخائر التي يرسلها إليها الأميركيون والأوروبيون، فيما تثار مسألة خفض الدعم الاقتصادي والعسكري لكييف في بعض البلدان.

من جهته، قال الكرملين إنه أعاد توجيه الاقتصاد نحو إنتاج الأسلحة والذخائر وجنّد نحو 400 ألف جندي إضافي منذ بداية العام. وثمة مصدر قلق آخر لكييف يتمثل في كون القوات الروسية في حالة هجوم في الكثير من المناطق الأخرى مع هدف رئيسي هو تطويق مدينة أفدييفكا الصناعية في الشرق واحتلالها.

وبالإضافة إلى ذلك، تخشى أوكرانيا من عمليات قصف روسية جديدة لتدمير بنيتها التحتية للطاقة وإغراق السكان في الظلام والبرد مع اقتراب فصل الشتاء.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني الجمعة أنه أسقط تسع مسيرات من أصل 10 من طراز «شاهد» الإيرانية الصنع أطلقتها روسيا باتجاه وسط البلاد وجنوبها خلال الليل.

وفي المقابل أعلن أوليج تشيخوف، رئيس المركز الصحافي لقوات مجموعة «فوستوك» (الشرق) الروسية، أن القوات الروسية حيدت نحو 70 عسكريا أوكرانيا، ودمرت خمسة أطقم هاون أوكرانية على محور جنوب دونيتسك.

رجلا إطفاء يخمدان حريقاً في أحد المستودعات بعد القصف في خيرسون منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)

وقال تشيخوف، لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، إنه خلال المعارك، «فقد العدو خمسة أطقم هاون، بما في ذلك طاقم هاون متجول يعتمد على مركبة همفي أمريكية الصنع». وأضاف أنه في اتجاه جنوب دونيتسك أيضا، أحبطت وحدات من مجموعة «فوستوك»، بدعم مدفعي، محاولتين لتناوب وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق نوفوميخيلوفكا، وشمال بريوتنوي، وفقد العدو مركبة قتالية مدرعة وشاحنة صغيرة وقوة بشرية. وأشار إلى أن «العدو فقد ما يصل إلى 70 عسكريا في اتجاه جنوب دونيتسك، بالإضافة إلى ذلك، شملت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية تدمير محطة حرب إلكترونية ومركبتين قتاليتين مدرعتين». ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل. وفي لندن، قالت وزارة الدفاع البريطانية الخميس إن القوات الروسية أحرزت مؤخرا تقدما في معركتها من أجل السيطرة على بلدة أفديفكا في شرقي أوكرانيا. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي للوزارة المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «من شبه المؤكد أن روسيا تحاول تنفيذ عملية كماشة لتطويق المدينة». وتابعت بأنه «من المرجح أن التقدم الأخير جعل القوات الروسية قريبة من مصنع أفديفكا لفحم الكوك والكيماويات الذي تسيطر عليه أوكرانيا».

في كييف، عدّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ الاجتماع الأخير بين نظيرَيه الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ «جيّد» لأوكرانيا التي تُواجه غزواً روسياً منذ نحو عامين. وبعد قمّة بين بايدن وشي في كاليفورنيا ساهمت في استئناف الاتصالات العسكرية الرفيعة المستوى بين البلدين والمعلّقة منذ أكثر من عام، قال زيلينسكي لمجموعة من وسائل الإعلام بينها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن نفهم أنّ لقاءهما جيّد بالنسبة إلينا».

ولم يؤكد زيلينسكي إن كان بايدن وشي قد ناقشا الحرب في أوكرانيا، لكنّه شدّد على أنّ الغزو الروسي يجب أن «يُعالَج بطريقة أو بأخرى» خلال المحادثات بين القوى العظمى. ولم تُدن الصين أبدا الغزو الروسي، وكثّفت التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري مع موسكو منذ بدء النزاع في فبراير (شباط) 2022.

وأعرب مستشار الرئاسة الأوكرانيّة ميخايلو بودولياك عن «تفاؤل حذر» الخميس بشأن الاجتماع بين شي وبايدن الذي طغى عليه وصف الرئيس الأميركي نظيره الصيني بأنه «ديكتاتور». وقال بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي إنّ الاجتماع «إشارة عظيمة للعالم. الحوار بدلا من المواجهة، ونظام عالمي جديد»، مضيفا: «ثمّة بالضرورة حاجة إلى قواعد واستقرار».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

أوروبا سيدتان تقفان بجوار مبنى سكني تضرّر خلال غارة روسية على بلدة أوكرانية (رويترز)

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الثلاثاء، من أن أوكرانيا قد «تواجه أصعب شتاء» على الإطلاق منذ بدء الغزو الروسي الشامل لها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

ترمب تَوَاصَلَ «سراً» مع بوتين بعد مغادرة البيت الأبيض

ذكر الصحافي الأميركي بوب ودورد في كتابه الجديد، المقرَّر نشره الأسبوع المقبل، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تواصل سراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا مسيّرات روسية هاجمت أوديسا الأوكرانية (رويترز)

القوات الروسية تتقدم نحو توريتسك بعد أيام من سقوط فوليدار

قوات موسكو تتقدم نحو بلدة توريتسك المتنازع عليها منذ فترة طويلة، وذلك بعد أقل من أسبوع من سقوط بلدة فوليدار.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا وزيلينسكي يطالب بمزيد من الأسلحة قبيل اجتماع رامشتاين.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (برلين) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس في المؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمجلس الألماني للتنمية المستدامة (د.ب.أ)

حرب أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط أولوية اجتماع بين شولتس وبايدن وماكرون وستارمر

يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس، في برلين، الرئيسَين الأميركي والفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني؛ لبحث الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا رداً على أنشطتها العدائية مثل الهجمات السيبرانية من خلال إطار قانوني جديد للتدابير العقابية الذي أُعلن عنه الثلاثاء. وتتطلب الخطوة موافقة بالإجماع، وغالباً ما تعرقلها المجر، وهي تعارض دعم التكتل المستمر لأوكرانيا وتعدّ من الدول التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا.

وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا (إ.ب.أ)

وجاء النظام الجديد للتدابير العقابية رداً على ما وصفته دول التكتل بالحملة المستمرة للأنشطة الروسية الهجينة لزعزعة أمن الاتحاد الأوروبي.

وقال البيان الصادر عن دول التكتل، إن هذه الحملة «زادت مؤخراً من خلال عمليات جديدة استهدفت الأراضي الأوروبية».

وسيغطي نظام العقوبات الجديد أيضاً، كما نقلت الوكالة الألمانية، التصرفات الروسية في الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي من شأنها تقويض العمليات الانتخابية الديمقراطية.

ومن بين التهديدات الروسية الهجينة الأخرى التي قد تؤدي إلى فرض التكتل عقوبات جديدة، حملات التضليل المنسقة، وتجنيد مهاجرين لاجتياز حدود دول التكتل، فضلاً عن القيام بأعمال الحرق العمد والتخريب. ويمكن للاتحاد الأوروبي تجميد أصول المنظمات والأشخاص المستهدفين، وكذلك فرض حظر على سفر بعض الأهداف إلى دول التكتل.

وسيتم منع مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي من التعامل التجاري مع المنظمات والأشخاص المستهدفين. وقال دبلوماسي أوروبي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن الأهداف الأولى بموجب النظام الجديد لم يتم اختيارها بعد.

من جانب آخر، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءً عاجلاً إلى حلفاء بلاده لتقديم المزيد من الأسلحة بشكل كبير، قبيل الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا.

ويستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس صباح السبت في برلين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي وإيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لبحث الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق ألأوسط، على ما أفاد مصدر حكومي ألماني. ويندرج هذا اللقاء في إطار زيارة جو بايدن لألمانيا، حيث ينتظر وصوله مساء الخميس.

هاريس وزيلينسكي بالبيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

وقال زيلينسكي في رسالة فيديو صدرت في كييف مساء الاثنين إن تسليمات كافية للجبهة وتجهيزات للألوية وأسلحة بعيدة المدى ستكون ضرورية في الأشهر المقبلة لوقف روسيا وإجبارها على التوجه نحو السلام.

كما أشار زيلينسكي إلى أنه سيقدم «خطة النصر» الخاصة به في الاجتماع للدول التي يمكن أن تعزز أوكرانيا وتقرب السلام. وحتى الآن، لم تعلن هذه الخطة التي يروّج لها زيلينسكي منذ أشهر بشكل علني، لكن من الواضح أن أوكرانيا تتوقع، من بين أمور أخرى، الحصول على إذن لاستخدام أسلحة بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية ودعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الغرب.

ويعقد الاجتماع في مرحلة حساسة جداً لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد يعاد بعدها النظر في الدعم الذي تتلقاه من واشنطن أحد مزوديها الرئيسيين بالأسلحة والمال.

زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

ووفقاً لزيلينسكي، فإن فريقاً من القيادة الأوكرانية موجود في الولايات المتحدة لمناقشة التفاصيل العسكرية، والعسكرية - السياسية لـ«خطة النصر» في واشنطن. وناقش زيلينسكي الخطة بنفسه خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) مع الرئيس جو بايدن.

وأضاف الرئيس الأوكراني بشأن الاجتماع المقرر السبت: «سنحاول إقناع شركائنا في اجتماع رامشتاين بالحاجة الملحة إلى تعزيز قدراتنا ومواقفنا بشكل كبير في الوقت الحالي، خلال أشهر الخريف». وتابع، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «ندعو شركاءنا لتحديد كيف يتصورون نهاية هذه الحرب، ومكانة أوكرانيا في الهيكل الأمني العالمي، والخطوات المشتركة التي يمكن أن توجّه هذه الحرب نحو نهايتها».

ولأول مرة، يخطط قادة الدول الداعمة لأوكرانيا للاجتماع في رامشتاين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيزور ألمانيا في نهاية هذا الأسبوع.

زيلينسكي وأوستن وأوميروف وبراون في قاعدة رامشتاين (إ.ب.أ)

وفي الماضي، كانت قاعدة رامشتاين الجوية في ولاية راينلاند - بالاتينات مكان الاجتماع الأساسي لوزراء دفاع هذه الدول. وأكد زيلينسكي أن الاجتماع يجب أن يركز أيضاً على الاستثمارات في إنتاج الأسلحة الأوكرانية، خصوصاً إنتاج المسيَّرات وأنظمة الحرب الإلكترونية. وأعلن زيلينسكي مراراً عن رغبته في جعل أوكرانيا واحدة من أكبر منتجي الأسلحة في العالم.

وينتقد المرشح الجمهوري دونالد ترمب منذ فترة طويلة تخصيص الولايات مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا.

ومن جهتها، أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مقابلة تلفزيونية بُـثّت الاثنين أنّها لن تلتقي، إذا أصبحت رئيسة للولايات المتّحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا إذا لم يشارك في الاجتماع ممثّل لكييف.

وقالت هاريس لشبكة «سي بي إس» إنّها إذا فازت في الانتخابات المقرّرة في نوفمبر المقبل فإنّ أيّ اجتماع بينها وبين بوتين «لن يُعقد ثنائياً من دون أوكرانيا». وأضافت: «يجب أن تكون لأوكرانيا كلمة بشأن مستقبل أوكرانيا».

وفي هذه القضية الأساسية من قضايا السياسة الخارجية، سعت المرشحة الديمقراطية إلى أن تميّز نفسها بوضوح عن منافسها الجمهوري دونالد ترمب قبل شهر واحد فقط من الانتخابات الرئاسية. وقالت هاريس: «لو كان دونالد ترمب رئيساً لكان بوتين جالساً الآن في كييف، فلنكن واضحين».

ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك (أ.ب)

وتابعت أنّ ترمب يقول: «أستطيع إنهاء الأمر في اليوم الأول» من ولايته إذا ما فاز بالرئاسة، مضيفة: «هل تعرف ما هذا؟ إنه استسلام». ويؤكّد ترمب بانتظام أنه إذا ما عاد إلى السلطة، فسوف ينهي الحرب في أوكرانيا حتى قبل أن يتولّى منصبه في يناير (كانون الثاني).

لكنّ الملياردير الجمهوري لم يحدّد أبداً كيف سيفعل ذلك.

وخلال المقابلة التلفزيونية، قالت هاريس: «نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر». وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت ستدعم احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قالت هاريس: «هذه أسئلة سنجيب عنها عندما وإذا ما بلغنا تلك النقطة».

وفي نهاية سبتمبر، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة، حيث التقى كلاً من الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته هاريس والمرشح الجمهوري ترمب.