قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى «ممرات وهدنة» لإدخال مساعدات لغزة

عدد من قادة الاتحاد الأوروبي يتناقشون على هامش قمة للمجلس الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
عدد من قادة الاتحاد الأوروبي يتناقشون على هامش قمة للمجلس الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
TT

قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى «ممرات وهدنة» لإدخال مساعدات لغزة

عدد من قادة الاتحاد الأوروبي يتناقشون على هامش قمة للمجلس الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
عدد من قادة الاتحاد الأوروبي يتناقشون على هامش قمة للمجلس الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)

دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إلى «ممرات إنسانية وهدنات» تتيح إدخال المساعدات إلى قطاع غزة في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك بعد ساعات من المداولات في قمة يعقدونها في بروكسل.

وجاء في بيان، نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن «المجلس الأوروبي يعرب عن عميق قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن ودون عوائق، لتصل إلى كل من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل الضرورية بما فيها الممرات الإنسانية والهدنة لتلبية الحاجات الإنسانية».

وأكد بيان المجلس الأوروبي على ضرورة ضمان حماية جميع المدنيين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات.

وأكد المجلس الأوروبي أن الاتحاد «على استعداد للمساهمة في إحياء العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين».

وشكلت القمة أول لقاء مباشر للقادة منذ الهجوم المميت الذي شنته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل والذي استدعى رد إسرائيل بقصف وحصار غزة.

وفي إعلانهم، كرر الزعماء تنديدهم السابق «بأشد العبارات الممكنة» لهجوم حركة «حماس» وشددوا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها «بما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

كما كرروا دعوة «حماس» للإفراج الفوري عن جميع الرهائن «دون اي شروط مسبقة».

وجاء في الإعلان «الاتحاد الأوروبي سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وضمان عدم إساءة المنظمات الإرهابية استخدام هذه المساعدات».

ويشهد قطاع غزة معاناة إنسانية نتيجة قطع إسرائيل المياه والكهرباء عن القطاع.

ودخلت نحو 74 شاحنة مساعدات إلى القطاع عبر معبر رفح البري الذي يربط مصر بغزة، بينما تستقبل مدينة العريش المصرية شحنات مساعدات أخرى من عدة دول.


مقالات ذات صلة

إشارات أوروبية لانفراجة في عقوبات سوريا

الخليج Kaja Kallas

إشارات أوروبية لانفراجة في عقوبات سوريا

أرسلت 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إشارات بانفراجة في العقوبات المفروضة على سوريا، داعية إلى تعليقها مؤقتاً في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال (صورة من حسابها على إكس)

سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان تأمل تشكيل حكومة «سريعاً» لإطلاق إصلاحات «ملحة»

أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، الاثنين، عن أملها في تشكيل حكومة جديدة في لبنان «سريعاً» من أجل إطلاق إصلاحات «ملحة».

المشرق العربي صورة ملتقطة في يناير 2025 في العاصمة السعودية الرياض تظهر المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن والممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في اجتماع لكبار الدبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا لمناقشة الوضع في سوريا (د.ب.أ) 
play-circle 01:15

6 دول في الاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف مؤقت للعقوبات على سوريا

دعت ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتحاد إلى تعليق العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتاً في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (أرشيفية - المتحدث العسكري)

اتفاقية مصرية - ألمانية لتعزيز الهجرة النظامية وإعادة دمج العائدين

وقَّعت وزارة الخارجية المصرية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي آي زد)، الاثنين، بالقاهرة، اتفاقية تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المركز المصري - الألماني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا أليس فيدل زعيمة حزب «البديل» متحدّثة في مؤتمر حزبها في ريزا، 12 يناير (أ.ب)

حزب «البديل» الألماني يستلهم نجاحات اليمين المتطرف في النمسا

يأتي «البديل من أجل ألمانيا» في المرتبة الثانية باستطلاعات نيّات التصويت، في الانتخابات المزمع تنظيمها في 23 فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استقالة المستشار الدبلوماسي الرئيس لماكرون تثير تساؤلات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً مع رئيس وزراء بريطانيا  كير ستارمر في المقر الريفي للأخير في تشيكرز في التاسع من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في المقر الريفي للأخير في تشيكرز في التاسع من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

استقالة المستشار الدبلوماسي الرئيس لماكرون تثير تساؤلات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً مع رئيس وزراء بريطانيا  كير ستارمر في المقر الريفي للأخير في تشيكرز في التاسع من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجتمعاً مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في المقر الريفي للأخير في تشيكرز في التاسع من الشهر الحالي (أ.ف.ب)

حتى مساء الاثنين، لم يكن قد عرف بشكل نهائي ما إذا كانت استقالة إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومدير الخلية الدبلوماسية العاملة لصالح الإليزيه والتي تقع مكاتبها على مرمى حجر من قصر الإليزيه، قد قُبلت أم لا. ووفق المعلومات المتداولة في باريس، فإن بون (54 عاماً) الذي يشغل منصبه إلى جانب ماكرون منذ العام 2019 قد قدم استقالته يوم الجمعة الماضي وهو ما كشفته نشرة تسمى «لا ليتر» أي الرسالة ولم يؤكدها مباشرة لا صاحب العلاقة ولا قصر الإليزيه. ونقلت صحيفة «لو موند» المستقلة عن مصادر الرئاسة أن إيمانويل بون «يحظى بثقة رئيس الجمهورية ويمكنه أن يستقيل من منصبه متى شاء».

«دور أساسي»

يتمتع مستشار الرئيس الدبلوماسي وممثله لدى مجموعة السبع ومجموعة العشرين وفي المحادثات الرئيسة التي تجرى بعيداً عن الأضواء بدور أساسي في تقديم المشورة والنصح لرئيس الجمهورية في عالم الدبلوماسية. وينص الدستور الفرنسي على أن لرئيس الجمهورية أن يرسم سياسة فرنسا الخارجية ويشرف عليها. وتعد الدبلوماسية مع حقيبة الدفاع من أول اختصاصات رئيس الجمهورية. من هنا، فإن السنوات الخمس التي أمضاها بون إلى جانب ماكرون جعلته أحد الأحجار المهمة في البناء الدبلوماسي الفرنسي. وسبق لبون أن كان مستشاراً للرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند «2012 ــ 2017» معنياً بملفات الشرق الأوسط والعالم العربي حيث تعرف على ماكرون عندما كان مساعداً لأمين عام الرئاسة ثم وزيراً للاقتصاد. وتنقل بون في مناصب دبلوماسية عديدة «طهران، نيويورك» واستدعي مديراً لمكتب وزير الخارجية جان إيف لو دريان عقب انتخاب ماكرون رئيساً للجمهورية بعد أن شغل منصب سفير فرنسا لدى لبنان لفترة قصيرة.

وفي السنوات الثلاث التي انقضت على الحرب الروسية في أوكرانيا، لعب بون دوراً رئيساً إلى جانب ماكرون. ويعرفه الإعلاميون في باريس بفضل اللقاءات التي كان يجريها دورياً بخصوص الأحداث العالمية الكبرى أو قبل وأثناء القمم العالمية أو الزيارات الرسمية الرئيسة التي يقوم بها ماكرون. بيد أن المعلومات المتوافرة تفيد بأن هذا الدبلوماسي الذي يتمتع بطاقة للعمل استثنائية كان يجد نفسه أحياناً في موقف دقيق بسبب ميل ماكرون لأن يجسد بنفسه دبلوماسية بلاده وأحياناً بعيداً عن مستشاريه ولكن أيضاً عن وزارة الخارجية. ومن المواقف المعروفة أن ماكرون فاجأ بون وأيضاً الخارجية باقتراحه بمناسبة زيارته إسرائيل نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإقامة تحالف إقليمي-دولي لمحاربة «حماس» على غرار التحالف الدولي لمحاربة «داعش». وجاءته هذه الفكرة من الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي. والحال أن «فكرة» ماكرون كانت بمثابة غلطة سياسية دبلوماسية وسعت خلية الإليزيه للتخفيف من وطأتها لحماية رئيس الجمهورية. وبأي حال، رفضها القادة العرب تماماً وشكلت بحد ذاتها إخفاقاً لماكرون وشوشت على الرسالة السياسية التي أراد إيصالها.

بيد أن ما أزعج إيمانويل بون شعوره مؤخراً بأنه استبعد من تحضير زيارة ماكرون إلى بريطانيا يوم 9 يناير (كانون الثاني) ولقائه برئيس وزرائها كير ستارمر للبحث في وضعي الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط... وأفادت معلومات «لو موند» بأن تقريراً سرياً أعده مستشار ماكرون ورئيس مكتبه العسكري الجنرال فابيان مادون حجب عن بون ما حمله على رفض الانضمام إلى الوفد المرافق للرئيس وعلى تقديم استقالته في اليوم التالي.

حقيقة الأمر أن الخلية الدبلوماسية تعاني منذ سنوات من خلافات داخلية برزت من خلال استقالة العديد من الذين انضموا إليها ما دفع الرئاسة إلى الاستعانة بخبير خارجي ليقيم ما يحصل داخلها. وينظر إلى بون على أنه «متسلط» ويطلب الكثير من مساعديه. وآخر ما شكا منه تعاظم دور العسكريين إلى جانب ماكرون على حساب الخلية الدبلوماسية.

«اختلافات في وجهات النظر»

وينقل عن أشخاص على تواصل دائم مع بون أنه «تعب» من وظيفته ومن «هيمنة» العسكريين المقربين من ماكرون على ملفات من اختصاص الخلية الدبلوماسية. كذلك تنقل أخبار عن اختلافات في وجهات النظر بين الإليزيه والخارجية وداخل الإليزيه نفسه في مقاربة الملفات الحساسة، مثل الشرق الأوسط أو العلاقة مع الجزائر أو تبني ماكرون مقاربة المغرب فيما خص ملف الصحراء الغربية ما أدى إلى نشوب أزمة حادة مع الجزائر لا تزال تداعياتها تتصاعد.

يبدو أن كثيرين يحلمون في الحلول محل إيمانويل بون في منصبه الاستراتيجي. ومن الأسماء التي جاءت بها الصحافة الفرنسية نيكولا روش، سفير فرنسا لدى إيران ونيكولا دو ريفيير، مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة أو أورليان لوشوفاليه، مدير مكتب وزير الخارجية جان نويل بارو. لكن كل هذه المعلومات تدخل في باب المراهنات بانتظار أن يبت ماكرون مصير الاستقالة التي وصلت إلى مكتبه.