روسيا تحذر إسرائيل من شن هجوم بري على غزة

فلسطينيون يقومون بإجلاء مدني جريح بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقومون بإجلاء مدني جريح بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

روسيا تحذر إسرائيل من شن هجوم بري على غزة

فلسطينيون يقومون بإجلاء مدني جريح بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقومون بإجلاء مدني جريح بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

حذرت روسيا، إسرائيل، من شن هجوم بري لاستهداف حركة «حماس» في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول، اليوم الثلاثاء، إن هناك تهديداً بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، «مما يخلف تداعيات مروعة على المنطقة بأكملها»، وربما يؤدي لاندلاع كارثة إنسانية أكبر. وكان بيسكوف يتحدث في بكين، حيث يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة الصين لمدة يومين.

ويقول الكرملين إن بوتين يعتزم مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش منتدى «الحزام والطريق». وتحدث بوتين هاتفياً مع عدد من قادة الشرق الأوسط، أمس الاثنين، من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا بوتين لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين.

وأكد الكرملين أن التهديد بتوسع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال قائماً، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء. وأضاف أن من المتوقع بحث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال المفاوضات المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ في بكين، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وعلق الكرملين على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائلاً: «المأساة تتضح أكثر، وهذا نتيجة إهمال الدول لهذه المشكلة».

يأتي هذا مع دخول اليوم الحادي عشر للحرب، حيث بات وقف التصعيد في قطاع غزة بعيداً على ما يبدو بعد أن أفشل «فيتو» أميركي بريطاني فرنسي محاولات في مجلس الأمن لتمرير مشروع قرار روسي لإقرار هدنة إنسانية، بينما واصلت إسرائيل قصفها على القطاع لتوقع أكثر من 50 قتيلاً في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء.

وبينما تصطف مئات الشاحنات داخل الحدود المصرية غير بعيدة عن غزة في انتظار إشارة لنقل أطنان من المساعدات إلى مئات الآلاف من المحاصرين داخل القطاع، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين بالغارات الإسرائيلية على غزة أكثر من 2800 شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الجرحى يتجاوز 10 آلاف. وفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار روسي دعا لهدنة إنسانية في قطاع غزة.

يأتي كل هذا قبل يوم واحد من زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى كل من إسرائيل والأردن أعلن عنها البيت الأبيض اليوم، حيث سيلتقي في عمان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.


مقالات ذات صلة

خطة إسرائيلية لتعزيز أمن الحدود مع الأردن

المشرق العربي جنود إسرائيليون عند جسر اللنبي مع الأردن يوم 8 سبتمبر الحالي (رويترز)

خطة إسرائيلية لتعزيز أمن الحدود مع الأردن

طرح الجيش الإسرائيلي «خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إغلاق الثغرات في الحدود الأردنية الإسرائيلية»، بهدف منع إيران من تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يغادرون منطقة في شرق مخيم البريج للاجئين باتجاه الغرب بعد الهجوم الإسرائيلي على المخيم في قطاع غزة (د.ب.أ)

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان رفضهما التام لتصفية القضية الفلسطينية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفضهما التام لتصفية القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية أضرار لحقت بمنزل إسرائيلي في كتسرين بالجولان السوري المحتل جراء صواريخ «حزب الله» (أ.ب)

إسرائيل: إطلاق 40 صاروخاً من لبنان على الجليل والجولان

ذكر الجيش الإسرائيلي أنه جرى إطلاق وابل من نحو 40 صاروخاً من لبنان على منطقة الجليل ومرتفعات الجولان، بعد انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

«الليكود» يطالب نتنياهو بتنفيذ «خطة الجنرالات» لترحيل سكان غزة

ينظم حزب «الليكود» الحاكم عريضة موقعة من نواب، موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ «خطة الجنرالات» الرامية إلى ترحيل سكان قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يُشيعون جنازة أحد زملائهم قُتل في غزة (أ.ب)

أكثر من ألف جندي إسرائيلي يصابون شهرياً في حرب غزة

كشفت إحصاءات وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الحرب تسببت حتى الآن في مقتل 1661 شخصاً، بينهم 764 جندياً ورجل أمن، في حين بلغ عدد الجرحى 62 ألفاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رئيس الحكومة الفرنسية المعين يجهد في التوفيق بين الأحزاب المتناقضة والاستجابة لشهية الاستيزار

ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
TT

رئيس الحكومة الفرنسية المعين يجهد في التوفيق بين الأحزاب المتناقضة والاستجابة لشهية الاستيزار

ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)
ماكرون وبارنييه في صورة تعود لعام 2019 (أ.ف.ب)

بعد مرور 12 يوماً على تسميته، ما زال ميشال بارنييه، رئيس الحكومة المعين، يشاور قادة الأحزاب الذين قبلوا الانضمام إلى الحكومة العتيدة وسط تصاعد شهية الاستيزار من جهة، ومن جهة أخرى، تكاثر «الخطوط الحمراء» التي ترفع بوجهه والضغوط التي يتعرض لها من جميع الأطراف لا بل التهديد بدفعه إلى الاستقالة في أقرب مناسبة إن لم يتجاوب مع ما هو مرتقب منه. وفي الوقت نفسه، انفجر الخلاف بين تييري بروتون، المفوض الأوروبي المكلف بحقيبة «السوق الداخلية» الرئيسية وممثل بلاده في المفوضية مع رئيستها التي تعمل في الوقت الحاضر على تشكيل المفوضية بعد الانتخابات الأوروبية التي حصلت في يونيو (حزيران) الماضي وإعادة انتخاب فون دير لاين لولاية ثانية.

قبل سبعين يوماً، عُرفت نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية، ومنذ 63 يوماً ما زالت حكومة مستقيلة تدير شؤون البلاد ما يعكس الصعوبات السياسية التي تعاني منها البلاد بسبب تشكيلة البرلمان الجديد وغياب الأكثرية إن المطلقة أو النسبية. من هنا، فإن بارنييه الذي ينتمي إلى اليمين التقليدي ما زال يطرق الأبواب في محاولة منه لجمع الأضداد في حكومة يقال عنها مسبقاً إنها «انتقالية» وبانتظار أن يمر عام كامل على حل مجلس النواب حتى يتاح لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون حله من جديد.

جيرالد دارمانان وزير الداخلية المستقيل يطمح لتسلم حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة التي يسعى رئيسها ميشال بارنييه لتشكيلها (أ.ف.ب)

وتتمثل الصعوبة الأولى في كيفية توزيع الحقائب في ظل رفض اليسار والخضر المشاركة في حكومة يتولى أمرها رئيس ينتمي إلى حزب حل في المرتبة الرابعة في الانتخابات الأخيرة ولا يتمثل إلا بـ44 نائباً. ورغم ذلك، فإن الحزب المذكور «اليمين الجمهوري» يريد قطعة كبيرة من جبنة الحكومة ما يثير حفيظة ما تسمى «الكتلة المركزية» المشكلة من ثلاثة أحزاب والتي تدعم ماكرون. ويريد اليمين إحدى الحقائب السيادية وهي أربع: الخارجية والدفاع والاقتصاد والداخلية فيما يذكر معسكر ماكرون بالقاعدة التي يتعين على بارنييه الاهتداء بوحيها وعنوانها ضرورة أن يتماشى التوزير بالحجم النيابي للأحزاب المعنية وبالتالي يتوجب على اليمين أن يخفف من طلباته. والاثنين بعد الظهر، اجتمع بارنييه بقادة اليمين في ثاني لقاء من نوعه. وأكثر من ذلك، يطالب اليمين بأن ينهج بارنييه «خطاً يمينياً» في المسائل الرئيسية مثل التشدد في ملف الهجرات ورفض فرض ضرائب جديدة وتوفير الأمن الداخلي... والحال أن نهجاً كهذا لا يناسب الكتلة الرئيسية التي نشأت على أساس فلسفة ماكرون الداعية إلى تخطي الأحزاب يميناً ويساراً.

رفض الثقة لبارنييه

أكثر ما يخشاه بارنييه أن يعمد اليمين المتطرف ممثلاً بحزب «التجمع الوطني» الذي تتزعمه المرشحة الرئاسية السابقة مارين لوبن إلى رفض منحه الثقة بعد أن يعرض برنامج الحكومة العتيدة في أول جلسة للبرلمان. ويريد اليمين المتطرف الذي يرى أن بارنييه قريب، في عدد من المسائل، من مواقفه مثل الهجرة والأمن فضلاً عن أنه مستعد للنظر في مطلب تبني قانون انتخابي قائم على النسبية، ضمانات راسخة من الأخير ليتيح له ممارسة الحكم. ورغم أن ماكرون حصل من لوبن على «ضوء أخضر» ضمني بامتناع نواب حزبها عن إسقاط الحكومة، أقله في المرحلة الأولى، إلا أن ذلك لا يبدو كافياً إذ إن جوردان بارديلا، رئيسه، أكد الأسبوع الماضي أن بارنييه سيكون «تحت الرقابة» وفي حال عدم استجابته لمطالب اليمين المتطرف، فإن الأخير لن يتردد في طرح الثقة به. والحال أن أمراً كهذا يعني حكماً سقوطه لأن أحزاب اليسار والخضر لن تتردد في التصويت ضد بارنييه رغم الخلافات السياسية والآيديولوجية مع اليمين المتطرف. وحسابياً، يكفي الجمع بين نواب الطرفين لتوفير أكثرية ساحقة من 316 نائباً فيما الأكثرية المطلقة تتألف من 289 نائباً. وفي أفضل الحالات، فإن حكومة بارنييه لا تستطيع التعويل على أكثر من 235 ما يعني أنه ينقصها 54 نائباً لتنجو من السقوط.

يبدو المشهد السياسي الفرنسي بالغ التعقيد. فالمنطق يفترض أن يتبنى معسكر ماكرون وخصوصاً حزبه الخاص «معاً من أجل الجمهورية المسمى سابقاً النهضة» مواقف داعمة لرئيس الجمهورية الذي يتعين عليه أن «يتعايش» مع رئيس للحكومة لا ينتمي إلى معسكره. وبالتوازي، فإن فرنسوا بايرو، رئيس حزب «الحركة الديمقراطية»، يدعو إلى تجديد التشكيلة الوزارية بتعيين وزراء جدد «ليشعر المواطنون بالتغيير».

تييري بروتون مفوض شؤون السوق المستقيل وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية التي طلبت من رئيس الجمهورية الفرنسية اقتراح بديل عنه (أ.ف.ب)

جيرالد دارمانان وزيراً للخارجية

لكن عدداً من الوزراء، ومنهم من يشغل حقيبة حكومية منذ سبع سنوات، يمنّون النفس بالبقاء في «جنة الحكم». وعلى سبيل المثال، فإن جيرالد دارمانان، وزير الداخلية، يرنو للحصول على حقيبة الخارجية. ويبدو أن الطريق أصبحت سالكة أمامه إذ إن ماكرون رشح ستيفان سيجورنيه، الوزير الحالي «المستقيل» ليشغل حقيبة رئيسية في المفوضية الأوروبية الجديدة بعد أن قدم تييري بروتون، الذي يمثل فرنسا في المجلس التنفيذي الأوروبي منذ خمس سنوات، استقالته بسبب خلافاته مع فون دير لاين التي اتهمها بـ«سوء الإدارة» والتي طلبت من ماكرون اقتراح شخص آخر مكانه. وأفادت تقارير صحافية بأن بروتون قد يعين وزيراً للاقتصاد وهو قريب من بارنييه. كذلك يرجح بقاء سيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع الراهن، في منصبه لقربه من رئيس الجمهورية.

وفي أي حال، فإن اليسار المتشدد واليمين المتطرف انتقدا ماكرون، الاثنين، بقوة لاقتراحه سيجورنيه. وكتبت مانون أوبري، النائبة الأوروبية المنتمية إلى حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد أن رئيس الجمهورية «اختار سيجورنيه من غير أن يأخذ بعين الاعتبار نتائج تصويت الفرنسيين» في الانتخابات الأوروبية والبرلمانية. ومن جانبه، اعتبر بنجامين لوكاس، عضو مجلس الشيوخ، أن ماكرون دأب على «تفضيل العشيرة وهذه ثابتة في الماكرونية» في إشارة إلى أن سيجورنيه مقرب جداً من ماكرون فيما كتب نظيره الشيوعي إيان بروسات على موقع «إكس»: «لقد أصبحت ديمقراطيتنا لعبة كراسي موسيقية بين الخاسرين والخاسرات».

ستيفان سيجورنيه وزير الخارجية المستقيل لم يمض وقتاً طويلاً على رأس الدبلوماسية الفرنسية (أ.ف.ب)

وندد النائب في البرلمان الأوروبي تييري مارياني، المنتمي إلى «التجمع الوطني» بـ«جمهورية المحاسيب». إلا أن قصر الإليزيه دافع بقوة عن خيار ماكرون معتبرا أن سيجورنيه الذي ما زال يشغل، إلى جانب حقيبة الخارجية، الأمانة العامة للحزب الرئاسي، وانتخب مؤخراً نائباً في البرلمان الفرنسي بعد أن كان نائباً أوروبياً طوال خمس سنوات، معتبراً أنه «يستوفي جميع المعايير المطلوبة» وأن «التزامه الأوروبي سيمكنه من تنفيذ الأجندة السيادية التي يدعو إليها ماكرون في قطاعات الاقتصاد والصناعة والدفاع بشكل كامل».

عاجل «حزب الله» يحمل إسرائيل مسؤولية انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان ويقول إن «المجرم» سينال بالتأكيد قصاصه العادل