حض قادة أوروبيون على الحوار بين كوسوفو وصربيا، بعد تصاعد التوتر بينهما في الآونة الأخيرة، وذلك خلال قمة إقليمية لدول البلقان، استضافتها الاثنين العاصمة الألبانية تيرانا.
بلغ التوتر بين بلغراد وبريشتينا أعلى مستوى له منذ سنوات خلال الأسابيع الأخيرة، بعد مقتل شرطي وثلاثة مسلحين صرب في مواجهات في شمال كوسوفو المضطرب.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس أمام القمة: «لقد آن الأوان لتجاوز النزاعات التي استمرت طويلا جداً... التصعيد الأخير في شمال كوسوفو أثبت مدى أهمية ذلك».
عشية القمة، حضت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بلغراد وبريشتينا، على العودة إلى الحوار بشأن تطبيع العلاقات الذي يجري برعاية بروكسل.
وقالت دير لايين في تيرانا الأحد: «هذه هي الطريق نحو مستقبل يكون فيه كوسوفو وصربيا جزءا من الاتحاد الأوروبي».
لكن الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، تغيب عن هذه القمة السنوية هذا العام، فقد غادر إلى بكين لحضور «منتدى الحزام والطريق»، حيث من المفترض أن يوقع اتفاقاً حول التجارة الحرة مع الصين. وحضرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش إلى قمة تيرانا.
ويشمل جدول أعمال الاجتماع بحث تعميق التقارب مع الاتحاد الأوروبي و«دعم التحوّل البيئي والرقمي» في المنطقة.
ويتوقع أن يصادق القادة خلال الاجتماع الذي يستمر يوماً واحداً على اتفاقية للاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية والإعلان عن افتتاح حرم كلية أوروبا في تيرانا.
وتهدف «عملية برلين» إلى دعم الحوار السياسي والتعاون والمصالحة بين بلدان غرب البلقان الستة، وهي ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وجمهورية مقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وصربيا.
كما أنها توفر مساحة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، إذ تشارك تسع من دوله الأعضاء بينها فرنسا وألمانيا في القمة السنوية.
وتشارك المجر وهولندا ورومانيا وإسبانيا في قمة هذه السنة بدعوة من رئيس الوزراء الألباني إيدي راما.
أثمر اجتماع العام الماضي عدة اتفاقيات مرتبطة بحرية الحركة والإقامة في المنطقة والاعتراف بجامعات وبمؤهلات مهنية معيّنة.
كما أعلنت أورسولا فون دير لايين آنذاك خطة دعم في مجال الطاقة بقيمة مليار يورو (1,1 مليار دولار).
وقال فلوريان بيبر، من المجموعة الاستشارية للسياسات في منطقة البلقان وأوروبا: «لقد أنتجت عملية برلين في العقد الماضي الكثير من الاتفاقات لكن مع القليل من المتابعة».
وأضاف «في فيينا، عام 2015، وقّع وزراء خارجية كل الدول الست إعلاناً حتى لا تقف نزاعات ثنائية في طريق الاتحاد الأوروبي».
لكن رغم تعهدها بحل خلافاتها، لم تضع الدول آلية مراقبة كما قال بيبر ما يعني أن خلافاتها «تستمر في إرباك المنطقة».
وفي أعقاب التوترات الأخيرة، استعرضت حكومة كوسوفو ترسانة كبيرة من الأسلحة والمعدات واتهمت بلغراد بدعم المسلحين الصرب في المواجهات التي وقعت في الشمال.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «هناك الكثير مما يتعين علينا القيام به... مع مخاوف مرتبطة بكل من صربيا وكوسوفو والبوسنة».
يصل ماكرون مساء الاثنين وسيبقى في ألبانيا الثلاثاء لعقد اجتماعات ثنائية.
ولفتت الباحثة السياسية كاتارينا راديتش إلى أنه «فيما يتعلق بكوسوفو وصربيا، يمكن أن نقرأ في تغيّب فوتشيتش مؤشراً واضحاً على غياب النيات الحسنة»، وهو أمر قد يفضي إلى عزل بلغراد دوليا.
وقالت: «عندما نعود من تيرانا الاثنين، أشك بأن تكون صربيا أو المنطقة مختلفة بأي شكل من الأشكال عما هي عليه الآن».