كشف المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم (الخميس)، عن أن برلين ستلجأ إلى «جميع جهات الاتصال» المتوفرة لديها في المنطقة لمنع تدهور الوضع جراء النزاع بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ووجّه شولتس خطابه في البرلمان إلى «منتقدي هذا النوع من الاتصالات»، قائلاً إن «عدم استخدام جميع جهات الاتصال التي يمكنها المساعدة هو أمر غير مسؤول في هذا الوضع الرهيب».
وتعهد المستشار الألماني بدعم عملي لإسرائيل في ظل النزاع القائم مع حركة «حماس».
وأكد شولتس، اليوم، في بيان حكومي بالبرلمان الألماني: «تضامنا لن يقتصر على الكلمات... طلبت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البقاء على اتصال وثيق معنا وإطلاعنا على أي احتياجات للدعم»، وأشار إلى أن ذلك يسري مثلاً على رعاية الضحايا.
وأضاف المستشار الألماني أن الحكومة الاتحادية سوف «تفحص» أي طلبات دعم أخرى قادمة من إسرائيل «وستستجيب لها دون تأخير».
يذكر أن إسرائيل طلبت من ألمانيا بالفعل ذخيرة لسفنها الحربية، وذلك بحسب تصريحات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس صباح اليوم في بروكسل، على هامش اجتماع لدول حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وأكد المستشار الألماني أنه ما كان بإمكان حركة «حماس» شن هجماتها «غير المسبوقة» على إسرائيل لو لم تكن تحظى بدعم إيراني على مدى السنوات الأخيرة.
وقال شولتس في خطاب أمام البرلمان: «لا نملك دليلاً ملموساً حتى الآن على أن إيران قدّمت دعماً عملياتياً لهذا الهجوم... لكن من الواضح بالنسبة لنا جميعاً بأنه من دون الدعم الإيراني على مدى السنوات الأخيرة الماضية، ما كانت (حماس) تمكّنت من شن هذه الهجمات غير المسبوقة على الأراضي الإسرائيلية».
وحضّ المستشار الألماني، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إدانة هجوم «حماس» على إسرائيل بشكل واضح، واصفاً صمته حتى اللحظة بـ«المعيب». وقال شولتس: «أين الإدانة الواضحة من قبل السلطة الفلسطينية المستقلة ورئيسها محمود عباس للعنف؟».
توقيف المساعدات
أكد المستشار شولتس أن ألمانيا ستعلق جميع مساعدات التنمية للأراضي الفلسطينية لحين الانتهاء من مراجعتها للتأكد من أنها تخدم السلام الإقليمي وأمن إسرائيل على أفضل وجه، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأردف قائلاً: «معيارنا سيكون ما إذا كانت هذه المشروعات تخدم السلام في المنطقة وأمن إسرائيل على أفضل وجه وكيف تخدمها... ولحين الانتهاء من هذه المراجعة، لن نوفر أي موارد جديدة للتعاون التنموي».
وأضاف: «للأسف، يمكننا توقع أن معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة ستزداد على الأرجح، لكن هذا أيضاً من أخطاء (حماس) وبسبب هجومها على إسرائيل».
كما أعلن شولتس، اليوم، في بيان حكومي، فرض حظر على أنشطة «حماس» في ألمانيا بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل. وأضاف، في بيانه، أنه من المقرر أيضاً حظر شبكة «صامدون» الفلسطينية.
يذكر أن «حماس» مصنفة بالفعل «منظمة إرهابية» في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.