بريطانيا: روسيا قد تستهدف سفناً مدنية بالألغام في البحر الأسود

أرشيفية لسفينة «أرويات» المحملة بالقمح الأوكراني لدى وصولها إلى مضيق البوسفور في إسطنبول  (إ.ب.أ)
أرشيفية لسفينة «أرويات» المحملة بالقمح الأوكراني لدى وصولها إلى مضيق البوسفور في إسطنبول (إ.ب.أ)
TT
20

بريطانيا: روسيا قد تستهدف سفناً مدنية بالألغام في البحر الأسود

أرشيفية لسفينة «أرويات» المحملة بالقمح الأوكراني لدى وصولها إلى مضيق البوسفور في إسطنبول  (إ.ب.أ)
أرشيفية لسفينة «أرويات» المحملة بالقمح الأوكراني لدى وصولها إلى مضيق البوسفور في إسطنبول (إ.ب.أ)

نقلت الحكومة البريطانية، الأربعاء، عن معلومات استخباراتية، أن روسيا قد تستخدم ألغاما بحرية لاستهداف سفن مدنية في البحر الأسود، بما في ذلك من خلال زرعها قبالة الموانئ الأوكرانية.

وانسحبت روسيا في يوليو (تموز) من اتفاق كان يسمح لأوكرانيا بشحن المنتجات الغذائية بأمان عبر ممر يعد تقليديا مسارها الرئيسي للتصدير.

وأعقب هذا قيام أوكرانيا بتدشين «ممر إنساني» مؤقت لسفن الشحن، وغادرت عدة سفن من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود منذ ذلك الحين.

وقالت بريطانيا إن تقييمها الاستخباراتي يشير إلى أن روسيا ستسعى إلى استهداف السفن المدنية التي تمر عبر الممر الإنساني من أجل عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: «يكاد يكون من المؤكد أن روسيا تريد تجنب إغراق سفن مدنية على العلن، وبدلاً من ذلك ستحمل أوكرانيا كذباً المسؤولية عن أي هجمات ضد سفن مدنية بالبحر الأسود».

وأضافت: «من خلال نشر تقييمنا لهذه المعلومات الاستخباراتية، تسعى المملكة المتحدة إلى فضح تكتيكات روسيا لمنع وقوع أي حادث من هذا القبيل».

وقالت بريطانيا إنها تعمل مع أوكرانيا وشركاء آخرين لوضع ترتيبات لتحسين سلامة الشحن، وإنها تستخدم قدراتها في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لرصد النشاط الروسي في البحر الأسود.


مقالات ذات صلة

مسؤولون روس احتفوا بها... كيف صبت سياسات ترمب في مصلحة موسكو؟

الولايات المتحدة​ يتهم البعض ترمب بالتودد إلى بوتين (أ.ف.ب)

مسؤولون روس احتفوا بها... كيف صبت سياسات ترمب في مصلحة موسكو؟

اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسات صبت في مصلحة روسيا، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، لدرجة أن مسؤولين روساً احتفلوا ببعضها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المحققون الروس في موقع اغتيال ياروسلاف موسكاليك (أ.ب) play-circle 00:23

روسيا تعتقل «عميلاً لأوكرانيا» مشتبهاً به في اغتيال جنرال قرب موسكو

قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، السبت، إنه ألقى القبض على شخص يُشتبه في ضلوعه في اغتيال ضابط عسكري روسي كبير، الجمعة، بسيارة ملغومة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يمين) يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) في كاتدرائية القديس بطرس (إ.ب.أ) play-circle

مصير «العرض النهائي» ما زال غامضاً رغم اللقاء «المثمر للغاية» بين ترمب وزيلينسكي

مصير «العرض النهائي» ما زال غامضاً رغم اللقاء «المثمر للغاية» بين ترمب وزيلينسكي... والرئيس الأميركي يتشكك في رغبة بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يتهم البعض ترمب بالتودد إلى بوتين (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: بوتين ربما «لا يريد وقف الحرب» في أوكرانيا

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين إثر ضربات تعرَّض لها مدنيون في أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا موسكو تعلن استعادة كورسك كاملة... وكييف تنفي إجبار قواتها على الانسحاب

موسكو تعلن استعادة كورسك كاملة... وكييف تنفي إجبار قواتها على الانسحاب

موسكو تعلن استعادة كورسك كاملةً، وكييف تنفي إجبار قواتها على الانسحاب، وتعترف لأول مرة بنشر جنود من كوريا الشمالية في المنطقة الغربية من روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

موسكو تعلن استعادة كورسك كاملة... وكييف تنفي إجبار قواتها على الانسحاب

جنود روس خلال دورية في كورسك (أ.ب)
جنود روس خلال دورية في كورسك (أ.ب)
TT
20

موسكو تعلن استعادة كورسك كاملة... وكييف تنفي إجبار قواتها على الانسحاب

جنود روس خلال دورية في كورسك (أ.ب)
جنود روس خلال دورية في كورسك (أ.ب)

نفت كييف، السبت، انسحاب جيشها من كورسك بعدما أعلنت موسكو أنها أجبرت القوات الأوكرانية على إخلاء آخر موطئ قدم لها في المنطقة الواقعة غرب روسيا. وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، في بيان نُشر على «تلغرام»، أن القوات تُواصل عملياتها في بعض الأنحاء بمنطقة كورسك. وأضافت هيئة الأركان أيضاً أن توغل القوات الأوكرانية في بيلغورود، وهي منطقة أخرى في روسيا، لا يزال مستمراً.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقطع مُصوَّر نشره الكرملين، السبت، إن هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية فشل فشلاً ذريعاً، مؤكداً أن ذلك سيمهِّد الطريق لنجاحات الجيش الروسي في المستقبل. وظهر بوتين في المقطع وهو يتلقى تقريراً من رئيس أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، الذي أبلغه بأن القوات الأوكرانية طُردت من آخر جزء من منطقة كورسك كانت تسيطر عليه منذ الهجوم الذي شنَّته في أغسطس (آب) 2024.

جنود روس (أ.ب)
جنود روس (أ.ب)

وقال غيراسيموف للرئيس فلاديمير بوتين، السبت، إن قواته استعادت كامل منطقة كورسك من القوات الأوكرانية، مضيفاً خلال اجتماع مع بوتين عبر الفيديو بثَّه التلفزيون الروسي الرسمي: «اليوم، تم تحرير غورنال، آخر بلدة في منطقة كورسك، من الوحدات الأوكرانية».

يأتي الإعلان بينما يحاول الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التوسُّط للتوصُّل إلى هدنة بين موسكو وكييف تنهي 3 سنوات من القتال، لكنه حتى الآن فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين، على الرغم من عقد جولات عدة من المفاوضات. ورحَّب الرئيس الروسي بالتطورات الميدانية قائلاً: «إن مغامرة نظام كييف فشلت تماماً». ورأى، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الهزيمة الكاملة للعدو... توفِّر الظروف لقواتنا لمواصلة العمل بنجاح في مناطق مهمة أخرى على الجبهة، والاقتراب من هزيمة النظام النازي الجديد» في كييف. وبحسب بوتين فإن استعادة السيطرة الكاملة على منطقة كورسك الروسية و«الخسائر الضخمة» التي تكبدها الأوكرانيون «ستؤثران بالتأكيد في خط التماس بأكمله».

في صيف 2024، شنَّ الجيش الأوكراني هجوماً مباغتاً على منطقة كورسك، واحتلَّ أكثر من ألف كيلومتر مربع. وتمكَّنت القوات الروسية من استعادة مساحات كبيرة من المنطقة خلال مارس (آذار)، لا سيما بلدة سودجا التي كان الأوكرانيون يعتمدونها قاعدةً رئيسيةً لعملياتهم في المنطقة.

كما حيَّا رئيس أركان الجيش الروسي السبت «شجاعة» و«بسالة» المقاتلين الكوريين الشماليين في استعادة كورسك. وبهذا فقد اعترفت روسيا لأول مرة بأنها نشرت جنوداً من كوريا الشمالية في المعركة لاستعادة منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا. وقال غيراسيموف، خلال المؤتمر عبر الفيديو مع بوتين (السبت)، إن الجنود القادمين من كوريا الشمالية أسهموا بشكل كبير في «تحرير» المنطقة من الجنود الأوكرانيين. وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد اتهم كوريا الشمالية مراراً بمساعدة روسيا ليس فقط بالأسلحة، بل أيضاً بالأفراد العسكريين. ولم تكن روسيا قد أكدت ذلك رسمياً من قبل. وتعدُّ مشارَكة جنود كوريين شماليين في الحرب الروسية ضد أوكرانيا انتهاكاً للقانون الدولي.

جانب من دمار أصاب بلدة بمنطقة كورسك الروسية نتيجة المعارك (رويترز)
جانب من دمار أصاب بلدة بمنطقة كورسك الروسية نتيجة المعارك (رويترز)

ومع ذلك، شدَّد غيراسيموف على أن المهمة القتالية تمَّت وفقاً لاتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ويتضمَّن الاتفاق بنداً ينص على تقديم المساعدة العسكرية المتبادلة في حال تَعرَّض أحد البلدين لهجوم. ومع ذلك، وبحسب ما هو معلن، لم تطلب روسيا رسمياً المساعدة من كوريا الشمالية. وقال غيراسيموف: «لقد أظهر الجنود والضباط في جيش الشعب الكوري، الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع الجنود الروس في صد الغزو الأوكراني، مستوى عالياً من الاحتراف والشجاعة والبسالة والبطولة في المعركة.» وهنأ الرئيس بوتين الجنود على «نصرهم»، وقال إن مغامرة كييف في منطقة كورسك قد فشلت.

حطام بجوار مبنى سكني مُدمَّر إثر هجوم بطائرة مُسيَّرة أوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)
حطام بجوار مبنى سكني مُدمَّر إثر هجوم بطائرة مُسيَّرة أوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)

ذكر مسؤولون محليون، السبت، أن 3 أشخاص قُتلوا الليلة الماضية في هجمات روسية في مختلف أنحاء أوكرانيا. ولقي شخصان حتفهما في غارة جوية على بلدة ياروفا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، طبقاً لما ذكره الحاكم المحلي فاديم فيلاشكين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الحاكم العسكري للمنطقة، سيرهي ليساك، إن شخصاً آخر قُتل في منطقة دنيبروبيتروفسك. وأضاف أن 6 أشخاص أُصيبوا، بينهم امرأة، تبلغ 88 عاماً، وفتاة تبلغ 11 عاماً. ووقعت الهجمات قبل ساعات من لقاء الزعيمين الأميركي والأوكراني في الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون وشهود من «رويترز» إن أنظمة الدفع الإلكتروني في مكاتب البريد والمطاعم ومترو الأنفاق توقَّفت عن العمل في أوكرانيا في وقت مبكر من صباح السبت. وذكرت أوكرانيا في السابق أنها تعرَّضت لهجمات إلكترونية روسية، لكن لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أن تعطل الأنظمة اليوم ناجم عن أي عمل عدائي. وقالت سلطات مدينة كييف إن تعطل نظام الدفع في شبكة مترو الأنفاق بالعاصمة نتج عن خلل فني في أحد البنوك التي تدير النظام.

مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (أرشيفية - إ.ب.أ)
مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (أرشيفية - إ.ب.أ)

وفي أحد مطاعم «ماكدونالدز» بوسط كييف، أبلغ الموظفون العملاء بأن أجهزة الدفع الإلكترونية لا تعمل، وأنه لا يمكنهم السداد إلا نقداً. ونشر أولكسندر فيدينكو عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الأوكراني مقطعاً مصوراً يظهره وهو في مكتب بريد ويتم إبلاغه بأن النظام معطل في أنحاء البلاد. وكتب على حسابه على «تلغرام»: «هذا ليس هجوماً إلكترونياً، إنها مشكلة فنية». وقال مراسلون لـ«رويترز» إن بعض تطبيقات الخدمات المصرفية التجارية لا تعمل، وإن تطبيق «ديا»، الذي يتيح للمواطنين الوصول عبر الإنترنت إلى الخدمات الحكومية، خرج عن الخدمة أيضاً.