65 عاماً على ولادة الجمهورية الفرنسية الخامسة... مرونة وقدرة على التكيّف

خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

65 عاماً على ولادة الجمهورية الفرنسية الخامسة... مرونة وقدرة على التكيّف

خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)

عاشت فرنسا خلال 65 عاماً من تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة في 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1958، نظاماً شهد استقراراً سياسيا بشكل عام، تمتع فيه رئيس الجمهورية بصلاحيات كبيرة، وتراجعت فيه حدة الصراعات البرلمانية التي طبعت تاريخ جمهوريات فرنسية سابقة. وقد أثبتت هذه الجمهورية حتى اليوم مرونة وقدرة على التكيّف.

فما أبرز أسباب استمرارية الجمهورية الخامسة، وما أبرز محطاتها؟

مرونة وقدرة على التكيّف

السبب الرئيسي وراء طول عمر الجمهورية الخامسة التي ما زالت معتمدة حتى اليوم، هو مرونتها وقدرتها على التكيف. فعلى الرغم من أنها لم يتم التشكيك فيها رسمياً منذ التصديق على دستورها، فإنها استمرت في الإصلاح والتطور، وفق تقرير نشرته الأربعاء صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

 

تمكن نظام الجمهورية الخامسة من الرد على أزمة سياسية عميقة وصراعات تدور حول الحرب الجزائرية. وفي 13 مايو (أيار) 1958، وافقت الحكومة الفرنسية على مهام خاصة للجنرال شارل ديغول، الذي أصبح رئيساً للحكومة. وقد لعب ديغول دوراً رئيسياً في وضع دستور جديد تمت الموافقة عليه من خلال استفتاء في 28 سبتمبر (أيلول) 1958، الذي بدأت معه الجمهورية الخامسة في 4 أكتوبر من العام نفسه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لإعلان الدستور الفرنسي لعام 1958 في المجلس الدستوري  في باريس 4 أكتوبر 2023 (رويترز)

بميلاد الجمهورية الخامسة دُفنت الجمهورية الرابعة. فوفق «لوفيغارو»، جاء دستور 1958، ليضع حداً لنظام تهيمن عليه الجمعية العامة (البرلمان) و«النظام الحزبي» الذي فشل في حل أزمة الحرب الجزائرية. وكان المقصود من الدستور أولاً وقبل كل شيء، الرد على النظام البرلماني الذي منع فرنسا من المقاومة في الحرب العالمية الثانية حيث تعرضت لهزيمة 1940 أمام النازيين، وهي هزيمة أنهت نظام الجمهورية الفرنسية الثالثة البرلماني.

ميشيل ديبري حافظ الأختام الفرنسي (وزير العدل) يقدم دستور الجمهورية الخامسة بعد ختمه في 6 أكتوبر 1958 (أ.ف.ب - أرشيفية)

تعديلات دستورية

 

من عام 1960 إلى عام 2008، تم تنقيح نظام الجمهورية الخامسة أربعاً وعشرين مرة، تمت إعادة كتابة أو تعديل 66 مادة من القانون الأساسي.

جاء أول تعديل دستوري، بتاريخ 4 يونيو (حزيران) 1960، ليسمح باستقلال المستعمرات الأفريقية السابقة، بحسب التعديل على المادة 86 من الدستور، حسبما أوضح موقع المجلس الدستوري الفرنسي.

وجاءت تعديلات أخرى لاحقاً، منها للسماح بالتصديق على بعض الاتفاقات الدولية (حق اللجوء في عام 1993، والمحكمة الجنائية الدولية في عام 1999). وكانت تعديلات أخرى أكثر حسما؛ حيث ساهمت في تعديل نص وروح وممارسات المؤسسات، بدءاً بالمراجعات المتعلقة بالمهام الرئاسية نفسها، وفق «لوفيغارو».

المجلس الدستوري الفرنسي في باريس 3 مايو 2023 (رويترز)

أول التعديلات المرتبطة بالرئاسة هو أن انتخاب رئيس الدولة أصبح يتم بالاقتراع العام المباشر، وليس من خلال هيئة تضم 80 ألف ناخب. وتم اعتماده في استفتاء في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1962 بأغلبية 76.97 في المائة من أصوات الشعب الفرنسي. هذه هي نقطة التحول الأكثر جذرية في نظام الجمهورية الخامسة وفق «لوفيغارو». فحتى لو لم يتم تعديل أي مادة أخرى تتعلق بصلاحيات الرئيس والحكومة والبرلمان، فإن الاقتراع الشعبي يمنح الشرعية لرئيس الدولة، وبالتالي السلطة، ما يجعله الشخصية التي ينطلق منها كل شيء، والتي يعود إليها كل شيء.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مارس 2007 (أ.ف.ب - أرشيفية)

وجرى تعديل رئيسي للدستور بالانتقال من ولاية لرئيس الجمهورية مدتها سبع سنوات إلى ولاية مدتها خمس سنوات، بعد استفتاء على التعديل في 24 سبتمبر 2000 على عهد الرئيس جاك شيراك نال أغلبية كبيرة جداً (73.21 في المائة صوتوا «نعم»، ولكن مع امتناع قياسي للتصويت بلغ 69.81 في المائة). ولأن الولاية الرئاسية وولاية النواب أصبحتا الآن متزامنتين، ولأن الانتخابات التشريعية تجري منذ عام 2002 في أعقاب الانتخابات الرئاسية، فإن الأغلبية البرلمانية أصبحت أكثر من أي وقت مضى امتدادا بسبب طريقة التصويت، للأغلبية الرئاسية. على الأقل، كان هذا صحيحا حتى عام 2022 عندما حصل ماكرون، الذي أعيد انتخابه رئيسا، على أغلبية نسبية فقط، حسب «لوفيغارو».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحتفل بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 (أ.ف.ب)

فاعلية بوجه الأزمات

وفق معهد «مونتين» الفرنسي للدراسات، قدمت الجمهورية الخامسة الفرنسية أدلة عديدة على فاعليتها. ففي مواجهة أزمات مثل الانقلاب العسكري عام 1961، والثورة الاجتماعية عام 1968، تمكنت الجمهورية من التغلب عليها بالأدوات الدستورية: الصلاحيات الكاملة التي مُنحت لرئيس الجمهورية عبر المادة 16 في الحالة الأولى، وحل الجمعية الوطنية في الحالة الثانية.

 

وبحسب «المجلة السياسية والبرلمانية» الفرنسية في تقرير صدر الأربعاء، فإنه في عام 1968، سمحت صلاحية «الحل» الرئاسية التي منحتها للجنرال ديغول بطي صفحة أسابيع عدة من المظاهرات. وعندما حدثت وفاة الرئيس بومبيدو في عام 1974، ضمن الدستور استمرارية دولة قوية من خلال تولي رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة مؤقتاً. وفي الأعوام 1986 و1993 و1997، تمكنت الجمهورية من التغلب على «اختبار الحقيقة» مع «التعايشات» المختلفة («التعايش» يكون بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومته لا ينتميان إلى الحزب السياسي نفسه).

شارل ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك خلال مقابلة أجريت معه في 7 يونيو 1968 (أ.ف.ب - أرشيفية)

ويكمن السبب الأساسي لهذه الفاعلية في أن السلطة تُسند بشكل واضح إلى الشعب، وبشكل رئيسي إلى رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب المباشر، وفق معهد «مونتين» للدراسات، وتتبع الأغلبية الانتخابية أغلبية برلمانية تدعم أغلبية حكومية، ويتزامن انتخاب هذه الأغلبيات الثلاث، مع بعض الاستثناءات. وبات هذا التزامن متناسقا أكثر مع تقليص الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات (عام 2000) وإجراء الانتخابات النيابية الحاسمة «التشريعية» مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية.

متظاهرون فرنسيون في باريس 12 فبراير 2022 (رويترز)

ديمومة أنظمة فرنسية معاصرة

من حيث الديمومة، تعد الجمهورية الفرنسية الثالثة، التي ولدت بعد حرب عام 1870، وانتهت بهزيمة فرنسا أمام ألمانيا عام 1940، الوحيدة بين الجمهوريات الفرنسية التي استمرت لمدة أطول من الجمهورية الخامسة: سبعين عاماً. وإذا أُخذ بعين الاعتبار أن تأسيس الجمهورية الثالثة تم فعلياً من خلال القوانين الدستورية الصادرة في فبراير (شباط) 1875، يكون عمر الجمهوريتين الثالثة والخامسة متساوياً ﺑ65 عاماً.

 

في المقابل، عاشت إمبراطورية نابليون الثالث ثمانية عشر عاماً (1852 - 1870) وإمبراطورية نابليون الأول بقيت أقل من أحد عشر عاماً (1804 - 1815)، ومَلَكية يوليو وعلى رأسها الملك لويس فيليب استمرت ما يقرب من ثمانية عشر عاماً (بين ثورة 1830 وثورة 1848). واثنا عشر عاماً للجمهورية الفرنسية الأولى (1792 - 1804)، واثنا عشر عاماً للجمهورية الرابعة (1946 - 1958).

طائرات ألفا التابعة للقوات الجوية الفرنسية تحلق فوق شارع الشانزليزيه خلال العرض العسكري التقليدي ليوم الباستيل (اليوم الوطني الفرنسي) في باريس 14 يوليو 2017 (رويترز)

في مجتمع سريع التغير، تواجه الجمهورية الفرنسية الخامسة اليوم تحديات عديدة. وسيحاول رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، وفق تقرير «المجلة السياسية والبرلمانية»، إطلاق سلسلة من الإصلاحات الدستورية في الأشهر المقبلة ليواجه مسائل مثل مطالب استقلال كاليدونيا الجديدة عن فرنسا، والحكم الذاتي لجزيرة كورسيكا، واللامركزية، ودعوة الرئيس إلى الاستفتاء (في القضايا الكبرى).


مقالات ذات صلة

إيران تحظر بث مسلسل «الحشاشين» المصري

يوميات الشرق أثار مسلسل «الحشاشين» جدلاً سياسياً مع بداية عرضه (المتحدة)

إيران تحظر بث مسلسل «الحشاشين» المصري

حظرت إيران بث المسلسل التلفزيوني المصري «الحشاشين» المستوحى من تاريخ طائفة من العصور الوسطى، منددة بـ«تشويهات» تاريخية.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شمال افريقيا التوقيع على مذكرة تفاهم بين «سوناطراك» و«توتال إنيرجي» (سوناطراك)

الجزائر وفرنسا لاستغلال فرص الاستثمار بغرض تجاوز عقبات التطبيع

يحتدم خلاف كبير بين القيادتين الجزائرية والفرنسية حول «قضية استرجاع سيف وبرنس الأمير عبد القادر» قائد أكبر ثورة شعبية ضد الاستعمار في القرن الـ19.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق جمال قلعة ميدلهام التاريخية (شاترستوك)

قلعة طفولة الملك ريتشارد الثالث أمام لحظة حرجة

أكّدت الوثائق أنّ التطوير المُقتَرح كُشِف عنه للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، ونال الموافقة عام 2021، لكنها أُلغيت لاحقاً لمشكلات تعوق الوصول إلى الموقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» ترفرف خارج مقر الحلف في بروكسل - بلجيكا 16 نوفمبر 2022 (رويترز)

من الحرب الباردة إلى حرب أوكرانيا... 75 عاماً على تأسيس «الناتو»

يحيي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد غدٍ (الخميس)، ذكرى مرور 75 عاماً على توقيع معاهدته التأسيسية في العاصمة الأميركية واشنطن.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بعرض عسكري ضخم... بوتين يحيي ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية

مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
TT

بعرض عسكري ضخم... بوتين يحيي ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية

مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)
مركبات عسكرية روسية تسير على طول الطريق قبل العرض العسكري في يوم النصر (رويترز)

تعتزم روسيا إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا تحت حكم أدولف هتلر في عام 1945 من خلال عرضها العسكري التقليدي، اليوم (الخميس)، وهو العرض الثالث من نوعه منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو بلده لأوكرانيا المجاورة في خطابه في الساحة الحمراء.

ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن المشاركين في العرض البالغ عددهم 9 آلاف فرد سيكون من بينهم جنود قاتلوا في أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة. كما تم الإعلان عن عرض جوي تم إلغاؤه في العامين الماضيين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وكما هي الحال في السنوات السابقة، لن يحضر رؤساء الدول ورؤساء الوزراء الغربيون العرض العسكري والعرض الضخم للأسلحة.

وقال الكرملين إن من المتوقع أن يجلس رؤساء الجمهوريات السوفياتية السابقة بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وكذلك كوبا ولاوس وغينيا بيساو في معرض الزوار بجوار بوتين.

وفي العديد من المناطق الروسية، تم إلغاء مسيرات النصر في الحرب العالمية الثانية لأسباب أمنية. ولن تكون هناك احتفالات كبيرة في منطقتي بريانسك وكورسك، على سبيل المثال، اللتين تقعان على الحدود مع أوكرانيا وتتعرضان لإطلاق نار بشكل متكرر.

كما تم إلغاء مسيرة «الفوج الخالد» التقليدية، التي يحمل فيها أشخاص صوراً كبيرة لقدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية في الشوارع بعد موكب النصر، في جميع أنحاء روسيا.


حريق بمصفاة نفط في كراسنودار الروسية إثر هجوم بمسيرات أوكرانية

جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
TT

حريق بمصفاة نفط في كراسنودار الروسية إثر هجوم بمسيرات أوكرانية

جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)
جنديان أوكرانييان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيرة في منطقة دونيتسك (ا.ف.ب)

قالت إدارة الأزمات في منطقة كراسنودار الروسية، صباح اليوم (الخميس)، إن هجوما بطائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة.

وأضافت الإدارة عبر تطبيق «تيليغرام »للرسائل، أنه تم تدمير نحو ست طائرات مسيرة، لكن الحطام سقط على المصفاة القريبة من قرية يوروفكا مما أدى إلى اشتعال النيران.

وقالت الإدارة الروسية إن «عدة صهاريج تضررت».


روسيا تستهدف منظومة الكهرباء في أوكرانيا


أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
TT

روسيا تستهدف منظومة الكهرباء في أوكرانيا


أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

بينما أكد سلاح الجو الأوكراني، أمس (الأربعاء)، أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، مستهدفة منشآت الكهرباء والطاقة، أعلن الجيش الروسي أنّه شنّ ضربات على منشآت ومواقع عسكرية؛ رداً على هجمات كييف على منشآتها للبنى التحتية.

وحذرت أوكرانيا، أمس، من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي، بعد هجوم روسي «ضخم» جديد على شبكتها الحرارية. وتشهد المنشآت الكهربائية الأوكرانية عمليات قصف بطائرات مسيّرة وصواريخ روسية منذ بداية العام، تتسبب في أضرار جسيمة وفي انقطاع التيار الكهربائي.

وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو على «تلغرام»: «العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور. هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا».

وذكر سلاح الجو الأوكراني عبر «تلغرام» أن «العدو استخدم 55 صاروخاً و21 مسيّرة هجومية»، مشيراً إلى أن منظوماته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخاً و20 مسيّرة.

في سياق متصل، قال وزير الداخلية البريطاني، جيمس كليفرلي، أمام البرلمان في لندن، أمس، إن بلاده بصدد طرد دبلوماسي روسي بارز، في إطار حملة تشنها على ما وصفه بأنه «جمع موسكو لمعلومات في بريطانيا». وتتضمن تحركات لندن طرد الملحق العسكري الروسي، الذي وصفه كليفرلي بأنه عميل استخباراتي غير معلن، إضافة إلى تجريد العديد من الممتلكات التي تملكها روسيا من الوضع الدبلوماسي.

في المقابل، رفضت موسكو هذه الاتهامات، مؤكدة أنها «سترد بالشكل المناسب» على لندن.


«صدمة» في ألمانيا بعد موجة اعتداءات ضد سياسيين


عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
TT

«صدمة» في ألمانيا بعد موجة اعتداءات ضد سياسيين


عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)
عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تسببت موجة العنف ضد مسؤولين في ألمانيا بصدمة في الأوساط السياسية، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى اليمين المتطرّف.

واعتقلت الشرطة أمس، رجلاً يبلغ 74 عاماً يُشتبه بضربه رئيسة سابقة لبلدية برلين على رأسها لدى زيارتها مكتبة. وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس، على منصة «إكس» أن الهجمات على السياسيين «بغيضة وجبانة»، مضيفاً أنه «لا مكان للعنف في النقاش الديمقراطي».

وعولجت فرنسيسكا غيفاي، التي تَشغل الآن منصب وزيرة الاقتصاد في ولاية برلين، وهي عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من إصابات طفيفة. وعبَّرت عن صدمتها من الهجوم، وقالت إن العملية استغرقت «ثواني معدودة»، لكن الصدمة التي تسببت فيها، والفوضى التي تبعتها سمحت بهرب المعتدي.

كذلك، تلقَّى عضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، العلاج في المستشفى بعد أن هاجمه أربعة أشخاص فيما كان يعلِّق ملصقات انتخابية في دريسدن، شرق البلاد، الأسبوع الماضي. كما تعرضت سياسية للتهديد والبصق. وأعلنت الشرطة القبض على رجل ألماني (34 عاماً) وامرأة (24 عاماً)، مشيرة إلى أنهما كانا ضمن مجموعة بدأت بأداء التحية النازية المحظورة عندما بدأت السياسية في تعليق الملصقات.


«أسترازينيكا» تسحب لقاحها لـ«أسباب تجارية»


«أسترازينيكا» قالت إن لقاحها ربما تسبَّب في «متلازمة نقص الصفيحات الدموية» (صورة أرشيفية)
«أسترازينيكا» قالت إن لقاحها ربما تسبَّب في «متلازمة نقص الصفيحات الدموية» (صورة أرشيفية)
TT

«أسترازينيكا» تسحب لقاحها لـ«أسباب تجارية»


«أسترازينيكا» قالت إن لقاحها ربما تسبَّب في «متلازمة نقص الصفيحات الدموية» (صورة أرشيفية)
«أسترازينيكا» قالت إن لقاحها ربما تسبَّب في «متلازمة نقص الصفيحات الدموية» (صورة أرشيفية)

أعلنت شركة «أسترازينيكا» البريطانية المصنّعة للأدوية، أمس (الأربعاء)، سحب لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19»، «فاكسيفريا»، الذي كان من أوائل اللقاحات التي تم إنتاجها خلال تفشي الوباء، لما قالت إنها «أسباب تجارية» وفائض في الجرعات المحدّثة.

جاء ذلك بعد أيام من تقارير تحدّثت عن إقرار شركة «أسترازينيكا»، في فبراير (شباط)، عن أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا «ربما تسبب في حدوث آثار جانبية نادرة لبعض الحاصلين عليه» جراء «متلازمة نقص الصفيحات الدموية». واندرج هذا الإقرار في إطار ردّ الشركة على اتهامات ودعاوى قضائية تطالبها بتعويضات جراء حدوث وفيات عدة إثر التحصين باللقاح في فترة الجائحة.

وتم ربط هذه المضاعفات المحتملة للقاح بما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة. ومع ذلك، نفت الشركة المصنعة للقاح أن يكون قرار سحب اللقاح مرتبطاً بالدعوى القضائية.

وعن سحب اللقاح، قال ناطق باسم «أسترازينيكا»: «نظراً إلى أنه تم تطوير العديد من لقاحات (كوفيد – 19) للمتحورات مذذاك، هناك فائض في اللقاحات المحدّثة المتاحة. أدى ذلك إلى تراجع في الطلب على (فاكسيفريا) الذي لم يعد يُصنّع وتوقفت إمداداته»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف: «سنعمل الآن مع المنظمين وشركائنا لتحديد مسار واضح إلى الأمام لإنهاء هذا الفصل، والمساهمة الكبيرة في (فترة انتشار) وباء كوفيد».


سالفيني رداً على اقتراح ماكرون إرسال قوات لأوكرانيا: يحتاج «لتلقي العلاج»

نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني (إ.ب.أ)
نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني (إ.ب.أ)
TT

سالفيني رداً على اقتراح ماكرون إرسال قوات لأوكرانيا: يحتاج «لتلقي العلاج»

نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني (إ.ب.أ)
نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني (إ.ب.أ)

اعتبر نائب رئيسة الحكومة الإيطالية، ماتيو سالفيني، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «خطير» وهو بحاجة «لتلقي العلاج» بعد أن أثار مجدداً إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا.

كان سالفيني زعيم حزب الرابطة (يمين متطرف) الذي يعارض عادة تصريحات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني المؤيدة لكييف، يرد أمام الصحافيين على التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو مونتي، بعد إعلانهما أنه قد يكون من «الضروري» في نهاية المطاف إرسال جنود إلى أوكرانيا.

وقال الحليف المقرب لمارين لوبن: «إنهما بحاجة إلى علاج». وأضاف: «أولئك الذين لديهم هذا الرأي ويقولونه كأنه أمر طبيعي، وهذا ينطبق على ماكرون وعلى مونتي، فهم خطيرون».

وأضاف: «إذا كانوا يريدون القتال بشدة، فليذهبوا إلى أوكرانيا غداً، فهم ينتظرونهم».

وفي مارس (آذار) اعتبر سالفيني أن ماكرون «يمثل خطراً على بلادنا وقارتنا».

من جهة أخرى، رحب بكلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تنصيبه، أمس، في الكرملين وقال: «أمس دعا بوتين بين أمور أخرى إلى الحوار، وآمل في أن يكون 2024 عام السلام، وليس عام الجنود الذين ذهبوا إلى أوكرانيا للموت».

وكان سالفيني نجا مطلع أبريل (نيسان) من مذكرة لحجب الثقة قدمتها المعارضة في البرلمان لأن حزب الرابطة لم يقطع العلاقات مع فلاديمير بوتين وحزبه روسيا الموحدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وباعتباره معجباً ببوتين منذ فترة طويلة، وقع اتفاقية لخمس سنوات مع روسيا الموحدة في 6 مارس 2017 تم تجديدها تلقائياً في 2022.

ورغم إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، أدلى أيضاً بتصريحات مثيرة للجدل حول إعادة انتخاب بوتين أو وفاة أليكسي نافالني في السجن، المعارض الرئيسي لبوتين، معتبراً أن على «الأطباء والقضاة» الروس إلقاء الضوء على ظروف وفاته.

وعندما طُلب منه الرد على تصريحات سالفيني، أعلن وزير الخارجية أنطونيو تاياني أن روما ليس لديها أي نية لإرسال جنود إلى أوكرانيا.

بالنسبة لعضو البرلمان الأوروبي ساندرو غوزي فإن «سالفيني قلق للغاية على مستقبله في الحكومة إلى حد اغتنام كل فرصة ليصبح الناطق باسم الكرملين».

وتتراجع شعبية حزب الرابطة، المتحالف على المستوى الأوروبي مع التجمع الوطني الفرنسي وحزب البديل من أجل ألمانيا، مع ما بين 8 و8.5 في المائة من نوايا التصويت في الانتخابات الأوروبية في يونيو (حزيران).


روسيا تستهدف كييف وتشن أكبر هجوم جوي على شبكة الطاقة الأوكرانية

رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
TT

روسيا تستهدف كييف وتشن أكبر هجوم جوي على شبكة الطاقة الأوكرانية

رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

استأنفت قوات موسكو هجماتها على شبكة إنتاج الكهرباء وتوزيعها في أوكرانيا، بعد توقف دام أسبوعين، حيث استهدفت منشآت في أنحاء البلاد من بينها العاصمة ولفيف في الغرب بالقرب من الحدود مع بولندا، فيما أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أنه سيطر على بلدتين إضافيتين في شرق وشمال شرقي أوكرانيا، بعدما استفادت قواته من نقص الذخائر والمجندين لدى القوات الأوكرانية لتحقيق تقدم ميداني.

صاروخ باليستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها «حررت» بلدتي نوفوكالينوفي في ضواحي منطقة دونيتسك في الشرق حيث تقدم جنودها في الأسابيع الماضية، وكيسليفكا في منطقة خاركيف (شمال شرقي). ولا يزال الجيش الأوكراني في موقف دفاعي منذ فشل هجومه المضاد الصيف الماضي. وتمسك روسيا بزمام المبادرة في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في التجنيد ويعاني جراء بطء تسلم المساعدات الغربية.

يذكر أن البرلمان الأوكراني أقر الأربعاء مشروع قانون يسمح لسجناء بالقتال في صفوف القوات المسلحة كما قال ثلاثة نواب. وقالت النائبة أولينا شولياك، رئيسة حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في منشور على «فيسبوك»: «لقد صوت البرلمان بنعم على التعبئة الطوعية للسجناء. ويفتح مشروع القانون إمكان انضمام فئات معينة من السجناء الذين أعربوا عن رغبتهم في الدفاع عن بلادهم، إلى قوات الدفاع». ولا يزال يتعين أن يوقع رئيس البرلمان الأوكراني ورئيس الجمهورية النص قبل أن يدخل حيز التنفيذ.

صورة وزعت أمس لموظف في الطاقة الحرارية يعاين مبنى استهدف بصاروخ روسي في مكان غير محدد داخل أوكرانيا (رويترز)

أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، في قصف ليلي استهدف منشآت طاقة. وأوضح عبر «تلغرام»: «استخدم العدو 76 وسيلة هجوم جوي، 55 صاروخاً و21 مسيّرة هجومية»، مشيراً إلى أن منظوماته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخاً و20 مسيّرة، كما نقلت وكالة «بلومبرغ»، الأربعاء، عن قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك، وقال على تطبيق «تلغرام»، إن روسيا استخدمت صواريخ كروز وأسلحة أخرى باليستية تشمل صاروخ كينجال الذي تفوق سرعته سرعة الصوت.

وفي منشور له على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات بأنها «ضخمة»، وأشار إلى أنها جاءت في الوقت الذي تحتفل فيه الدول بذكرى النصر على ألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية. وتم إطلاق الهجمات في اليوم التالي لتنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشغل فترة حكم جديدة.

وكتب وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو على تطبيق «تلغرام»: «هجوم آخر ضخم على قطاع الطاقة لدينا». وقال جالوشينكو إن الهجوم استهدف منشآت لتوليد ونقل الكهرباء في مناطق بولتافا وكيروفوهارد وزابوريجيا ولفيف وإيفانو - فرانكيفسك وفينيتسيا.

وذكرت وزارة الداخلية أن نحو 350 من رجال الإنقاذ يتسابقون على تقليل الأضرار التي لحقت بمنشآت طاقة متعددة و30 منزلاً ومركبات نقل عام وسيارات ومحطة إطفاء.

وقالت شركة أوكراينرجو المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية الأوكرانية، كما نقلت عنها «رويترز»، إنها اضطرت لقطع التيار الكهربائي في تسع مناطق عبر البلاد، مضيفة أنها قد تضطر إلى توسيع الإجراء على مستوى البلاد خلال ساعات الذروة. وحث مسؤولون الأوكرانيين على الحد من استخدام الكهرباء.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت مجمعاً عسكرياً صناعياً أوكرانياً ومنشآت للطاقة بطائرات مسيرة وصواريخ عالية الدقة فيما وصفته بالانتقام من ضربات كييف على منشآت الطاقة الروسية. وأضافت الوزارة: «نتيجة للضربة، انخفضت بشكل كبير قدرات أوكرانيا على إنتاج منتجات عسكرية، وكذلك نقل الأسلحة الغربية والمعدات العسكرية إلى خط التماس».

وكثفت أوكرانيا هجماتها بطائرات مسيرة على مصافي التكرير الروسية هذا العام رغم الاعتراضات الواضحة من الولايات المتحدة، في محاولة لإيجاد نقطة ضغط ضد الكرملين الذي تتقدم قواته ببطء في منطقة دونباس بشرق البلاد.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن الضربات الأوكرانية على المصافي الروسية ربما تكون عطلت أكثر من 15 في المائة من طاقة تكرير النفط الروسية. وبعد قصف نظام الطاقة في الشتاء الأول من الحرب، جددت روسيا هجومها الجوي على الشبكة في مارس (آذار) هذا العام، حيث كانت مخزونات صواريخ الدفاع الجوي الغربية المتطورة تنفد لدى أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال إن الحكومة شكلت فريق عمل للتحضير لموسم التدفئة القادم. وأضاف: «سنفعل كل شيء حتى تحصل جميع المنازل الأوكرانية في الخريف والشتاء المقبلين على الضوء والحرارة، وتتمكن الشركات من الوصول إلى الكهرباء».

ولم يذكر المسؤولون المنشآت التي قُصفت الأربعاء، في إطار سياسة السرية في زمن الحرب التي تقول كييف إنها ضرورية لمنع روسيا من استخدام المعلومات لمزيد من الضربات.

ونقلت إذاعة أوروبا الحرة «راديو ليبرتي» عن ماكسيم كوزيتسكي، حاكم لفيف، قوله إن روسيا هاجمت أيضاً منشأة لتخزين الغاز الطبيعي في منطقته بغرب البلاد. وكتب فيليب برونين حاكم منطقة بولتافا الواقعة في وسط أوكرانيا على «تلغرام» أن منشأة للكهرباء تعرضت للقصف بطائرة مسيرة، ما أدى إلى نشوب حريق.

وبشكل منفصل، قال حاكما منطقتي فينيتسا وزابوريجيا إن مرافق بنية تحتية مدنية حيوية تعرضت لأضرار. وقال مسؤولون في منطقة خيرسون، جنوب البلاد، إن البنية التحتية للسكك الحديدية تضررت في الهجوم.

وفي سياق متصل، قالت الخارجية الروسية، الأربعاء، إن القوات الفرنسية ستصبح أهدافاً للقوات الروسية إذا ظهرت في منطقة الصراع في أوكرانيا.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليقها على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا، أن هذه القوات ستصبح هدفاً للجيش الروسي إذا وجدوا في منطقة الصراع الأوكراني، بحسب ما ذكرته «وكالة سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقالت زاخاروفا: «لقد قررنا بالفعل منذ وقت طويل أنه إذا ظهر الفرنسيون في منطقة الصراع (الأوكراني)، فسيصبحون حتماً أهدافاً للقوات المسلحة الروسية. يبدو لي أن باريس لديها بالفعل دليل على ذلك».

جنود أوكرانيون خلال تشييع رفيق لهم سقط خلال القتال مع القوات الروسية في ساحة الاستقلال بكييف الاثنين (أ.ب)

قالت رئيسة وزراء ليتوانيا إنجريدا سيمونيته، الأربعاء، إن بلادها لا تزال منفتحة على إرسال قوات برية إلى أوكرانيا في إطار مهام تدريب الجنود الأوكرانيين.

وأكدت سيمونيته لصحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية، انفتاحها الذي كانت أعربت عنه سابقاً تجاه الخطة. وقالت إن بلادها، وهي عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، مستعدة لإرسال جنود لأوكرانيا في مهمة تدريبية، وأضافت أن هناك تصريحاً من برلمان البلاد لتنفيذ ذلك، ولكن كييف لم تطلب هذا بعد.

وأقرت سيمونيته بأن روسيا ستنظر إلى نشر قوات ليتوانية في أوكرانيا على أنه استفزاز، وقالت إنها لا تعتقد أن موسكو ستستخدم الأسلحة النووية بالفعل، رغم تدريبات على ذلك أعلنتها روسيا الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن رئيسة الوزراء قولها: «إذا فكرنا في الرد الروسي، لن نتمكن من إرسال أي شيء. نسمع كل أسبوعين أنه سوف يتم تدمير شخص ما بالأسلحة النووية». واتهمت سيمونيته روسيا بتكثيف هجماتها على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، وقالت إن هذا كان يهدف إلى إرهاق السكان وزيادة تحركات اللاجئين إلى خارج أوكرانيا.

من جانب آخر، أعلنت لندن أنها ستطرد الملحق الدفاعي الروسي في البلاد الذي وصفته لندن بأنه «ضابط استخبارات عسكري غير معلن». وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو سترد بالشكل المناسب على طرد الملحق العسكري الروسي لدى لندن.

وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي (إ.ب.أ)

وقال وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي، أمام البرلمان، إن المملكة المتحدة بصدد طرد دبلوماسي روسي بارز، في إطار حملة تشنها على ما وصفه بأنه جمع موسكو لاستخبارات في بريطانيا. وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، بأن هذه التحركات تضمنت ترحيل الملحق العسكري للبلاد، الذي قال كليفرلي عنه إنه عميل استخباراتي غير معلن، بالإضافة إلى تجريد العديد من الممتلكات التي تمتلكها روسيا من الوضع الدبلوماسي. وأوضح كليفرلي أن تلك الإجراءات تأتي رداً على حادث حريق يشتبه في أنه متعمد وقع في لندن واستهدف ممتلكات مرتبطة بأوكرانيا وأنشطة تجسس أخرى بالمملكة المتحدة وأوروبا.


أوكرانيا تستعدّ لانقطاع التيار الكهربائي جرّاء هجوم روسي «ضخم»

عامل يصلح خطاً كهربائياً في موقع مبنى خاص متضرر بعد هجوم صاروخي روسي خلال الليل على قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف بأوكرانيا 8 مايو 2024 (إ.ب.أ)
عامل يصلح خطاً كهربائياً في موقع مبنى خاص متضرر بعد هجوم صاروخي روسي خلال الليل على قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف بأوكرانيا 8 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تستعدّ لانقطاع التيار الكهربائي جرّاء هجوم روسي «ضخم»

عامل يصلح خطاً كهربائياً في موقع مبنى خاص متضرر بعد هجوم صاروخي روسي خلال الليل على قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف بأوكرانيا 8 مايو 2024 (إ.ب.أ)
عامل يصلح خطاً كهربائياً في موقع مبنى خاص متضرر بعد هجوم صاروخي روسي خلال الليل على قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف بأوكرانيا 8 مايو 2024 (إ.ب.أ)

حذّرت أوكرانيا، (الأربعاء)، من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي في نهاية اليوم، بعد هجوم روسي «ضخم» جديد على شبكتها للطاقة أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة نحو عشرة.

وبينما تشهد المنشآت الكهربائية الأوكرانية عمليات قصف بطائرات من دون طيار وصواريخ روسية منذ بداية العام، تسبّب ذلك في أضرار جسيمة وفي انقطاع التيار الكهربائي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو على «تلغرام»: «العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور. هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا!».

وأوضح أن الهجمات استهدفت منشآت لإنتاج ونقل الكهرباء في مناطق بولتافا (شرق) وكيروفوغراد (وسط) وزابوريجيا (جنوب) ولفيف وإيفانو - فرنكيفسك وفينيتسا (غرب).

كذلك، وجدت مدينة خيرسون في الجنوب نفسها «محرومة جزئياً من الكهرباء» بسبب «الضربات المعادية»، وفق حاكمها المحلي.

وفي وقت متأخر بعد الظهر، أشارت شركة الكهرباء الوطنية «أوكرينرغو» إلى أنها ستضطر إلى الحدّ من إمدادات الطاقة للصناعات والشركات بين الساعة 18:00 و23:00 بسبب الهجوم.

وقالت: «سيتم تطبيق القيود بالتساوي في جميع المناطق»، داعية المستخدمين إلى تقييد استهلاكهم للكهرباء بين التوقيتين المذكورين لتجنّب الانقطاعات الطارئة.

وقالت إنّ هذا هو الهجوم «الضخم» الخامس على شبكة الطاقة منذ 22 مارس (آذار).

وفي منتصف اليوم، قالت وزارة الطاقة إنّها أعادت التيار الكهربائي إلى أكثر من 50 ألف مستخدم حُرموا مؤقتاً من الكهرباء بسبب عمليات القصف.

من جانبه، أعلن الجيش الروسي أنّه شنّ ضربات على منشآت الطاقة الأوكرانية ومواقع عسكرية رداً على هجمات كييف على منشآتها للبنى التحتية.

«إرهاب»

يأتي ذلك فيما أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، في قصف ليلي استهدف منشآت طاقة.

وقال عبر «تلغرام»: «استخدم العدو 76 وسيلة هجوم جوي، و55 صاروخاً و21 مسيّرة هجومية»، مشيراً إلى أن منظومته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخاً و20 مسيّرة.

وتعرّضت ثلاث محطات للطاقة الحرارية «لأضرار جسيمة» خلال الليل؛ وفقاً لأكبر مشغل طاقة خاص في أوكرانيا (DTEK) الذي أشار إلى أن هذا الهجوم هو الخامس على منشآت الطاقة التابعة للشركة خلال شهر ونصف الشهر.

وأسفرت هذه الهجمات الليلية عن مقتل امرأة تبلغ 65 عاماً في قرية واقعة في منطقة خيرسون الجنوبية، وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، وفقاً لمكتب المدعي العام المحلّي.

وأصيب شخص في منطقة دنيبروبتروفسك (جنوب)، واثنان في بروفاري قرب كييف، واثنان آخران على الأقل في العاصمة، وطفل يبلغ ثماني سنوات في منطقة كيروفوغراد (وسط)، بحسب السلطات المحلية.

ولفتت إلى أن منشآتها تعرّضت للقصف حوالي 180 مرة منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، بما فيها خمس مرات في الأسابيع الستة الماضية.

بدوره، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ«الإرهاب الروسي».

وقال إنّه في يوم الأربعاء الثامن من مايو (أيار)، «يوم إحياء ذكرى النصر على النازية خلال الحرب العالمية الثانية، شنّ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين النازي هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا».

وقال في رسالة منفصلة لاحقاً إنّه تحدّث مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن بشأن سبل تعزيز نظام الطاقة والدفاعات الجوية في أوكرانيا.

في هذه الأثناء، شارك رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال في مجموعة عمل حكومية جديدة مسؤولة عن إعداد الشركات والأسر لاحتمال انقطاع الكهرباء والتدفئة خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين.

وقال على «تلغرام» إنّ أكثر من 800 منشأة تدفئة قد دُمّرت أو تضرّرت منذ الغزو الروسي، مشيراً إلى أنّ البلاد فقدت حوالي 8 غيغاواط من إنتاج الكهرباء.

وأوضح أنّ أوكرانيا ستحتاج إلى حوالي 931 مليون يورو لاستعادة قدراتها. وقد جمعت كييف حتى الآن 410 ملايين يورو من خلال «صندوق دعم الطاقة في أوكرانيا»، و190 مليون يورو من خلال برنامج دعم الوكالة الأميركية للتنمية (USAID).

الاستيلاء على قريتين

بحسب الإدارة العسكرية لمدينة كييف، أطلقت قاذفات استراتيجية روسية من طراز (Tu-95MS) صواريخ كروز على العاصمة التي وضعت في حالة تأهب لمدة ثلاث ساعات.

وأشارت في وقت لاحق إلى أن كل الصواريخ أسقطت. كذلك استهدفت البنى التحتية للسكك الحديدية في منطقة خيرسون.

وأوضح الحاكم أولكسندر بروكودين أن «السكك تضررت»، مضيفاً أن حركة المرور على أحد الخطوط كانت محدودة.

وصعّدت روسيا أخيراً هجماتها على السكك الحديدية الأوكرانية التي تعد ضرورية للتجارة والنقل والإمدادات العسكرية، إذ يمكّن استهدافها أن يساعد في وقف الإمدادات العسكرية، خصوصاً الآتية من الغرب.

على الجبهة، أعلنت موسكو سيطرتها على بلدة نوفوكالينوفي القريبة من أفدييفكا التي تمّ احتلالها في منتصف فبراير الماضي في منطقة دونيتسك (شرق).

كما أعلنت الأربعاء أنّها استولت على قرية كيسليفكا في منطقة خاركيف (شمال شرقي البلاد)، التي استعادتها كييف بالكامل تقريباً خلال هجوم مضاد في خريف عام 2022، غير أنّها لا تزال تُستهدف بقصف روسي.

وكان الجيش الروسي يتقدّم في الأسابيع الأخيرة في هذه المنطقة، محاولاً الاستفادة من نقص الجنود والأسلحة لدى القوات الأوكرانية.

إلى ذلك، أقرّ البرلمان الأوكراني الأربعاء مشروع قانون يسمح لسجناء بالقتال في صفوف القوات المسلّحة، وفقاً لثلاثة نواب.

وقالت النائبة أولينا شولياك، رئيسة حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في منشور على «فيسبوك»: «لقد صوت البرلمان بـ(نعم) على التعبئة الطوعية للسجناء. ويفتح مشروع القانون إمكانية انضمام فئات معينة من السجناء الذين أعربوا عن رغبتهم في الدفاع عن بلادهم، إلى قوات الدفاع». ولا يزال يتعيّن أن يوقع رئيس البرلمان الأوكراني وزيلينسكي على النص قبل أن يدخل حيّز التنفيذ.


اتفاق «مبدئي» بين دول الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لتسليح وإعمار أوكرانيا

جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق تحية البندقية خلال حفل أقيم في موقع معسكر ستالاغ 328 السابق في مدينة لفيف الأوكرانية في 8 مايو 2024 للاحتفال بمرور 79 عاماً على الانتصار على النازية (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق تحية البندقية خلال حفل أقيم في موقع معسكر ستالاغ 328 السابق في مدينة لفيف الأوكرانية في 8 مايو 2024 للاحتفال بمرور 79 عاماً على الانتصار على النازية (أ.ف.ب)
TT

اتفاق «مبدئي» بين دول الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لتسليح وإعمار أوكرانيا

جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق تحية البندقية خلال حفل أقيم في موقع معسكر ستالاغ 328 السابق في مدينة لفيف الأوكرانية في 8 مايو 2024 للاحتفال بمرور 79 عاماً على الانتصار على النازية (أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق تحية البندقية خلال حفل أقيم في موقع معسكر ستالاغ 328 السابق في مدينة لفيف الأوكرانية في 8 مايو 2024 للاحتفال بمرور 79 عاماً على الانتصار على النازية (أ.ف.ب)

توصلت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى اتفاق «مبدئي»، اليوم (الأربعاء)، على استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد لتسليح أوكرانيا، حسبما أعلنت الرئاسة البلجيكية للتكتل.

وقالت الرئاسة على منصة «إكس» بعد اجتماع لسفراء الدول الأعضاء: «سيتم استخدام هذه الأموال لدعم الدفاع العسكري وإعادة إعمار أوكرانيا».

وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالقرار على منصة «إكس»، معتبرة أنه «لا يمكن أن يكون هناك رمز أكثر قوة».

وكان الكرملين قد حذر الاتحاد الأوروبي من استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، مؤكداً أن «هذه القرارات (المتعلقة بالأصول)، ستكون لها عواقب وخيمة للغاية على من اتخذوها».


تركيا على وقع جدل حول «الانفراجة» أو «التطبيع» بين المعارضة والحكومة

إردوغان التقى أوزيل الخميس في أنقرة للمرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم المعارضة منذ 8 سنوات (الرئاسة التركية)
إردوغان التقى أوزيل الخميس في أنقرة للمرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم المعارضة منذ 8 سنوات (الرئاسة التركية)
TT

تركيا على وقع جدل حول «الانفراجة» أو «التطبيع» بين المعارضة والحكومة

إردوغان التقى أوزيل الخميس في أنقرة للمرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم المعارضة منذ 8 سنوات (الرئاسة التركية)
إردوغان التقى أوزيل الخميس في أنقرة للمرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم المعارضة منذ 8 سنوات (الرئاسة التركية)

بينما تسارعت المباحثات حول الدستور الجديد لتركيا عبر زيارات رئيس البرلمان نعمان كورتولموش للأحزاب السياسية لاستطلاع الآراء حول مشروعه الذي أعده حزبا «العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه حزب «الحركة القومية»، جاء أول رفض صريح لمناقشته من جانب حزب «الجيد» القومي المعارض.

وأعلن الرئيس الجديد للحزب، مساوات درويش أوغلو، في أول اجتماع لمجموعته البرلمانية، الأربعاء، أن حزبه لن يشارك في أي مناقشات بشأن الدستور الجديد، الذي عد أنه محاولة جديدة لإطالة وجود الرئيس رجب طيب إردوغان في السلطة.

إردوغان زار رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي شريكه في «تحالف الأمة» عشية لقائه أوزيل (الرئاسة التركية)

لا للدستور

مساوات أوغلو، الذي زاره رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الأسبوع الماضي في إطار جولته على الأحزاب السياسية، عد أن الحديث عن الدستور الجديد لـ«أمة لا تجد الخبز في ظل نظام غير عادل ويستخدم المواطن فيها بطاقة ائتمانية لتسديد ديون بطاقة أخرى من أجل الحصول على احتياجاته الأساسية هو إهدار للمال، ويعني فقط أنه إذا لم تجد الخبز، فكل الدستور».

وعقب لقائه مع كورتولموش، الأسبوع الماضي، قال مساوات أوغلو إن حزبه سيؤيد الدستور إذا كان يتضمن العودة إلى النظام البرلماني المعزز، وإلغاء النظام الرئاسي الذي تم إقراره عبر تعديل الدستور عام 2017.

وكرّر أمام نواب حزبه، الأربعاء، أن حزب «الجيد» لن يكون ضمن سيناريو تصبح فيه الأمة التركية رمزاً لأي ازدهار شخصي، وسوف يقاتل حتى النهاية ضد «دستور إردوغان» الجديد، بمفرده إذا لزم الأمر. وأضاف أننا «لا نرى ضرورة لمناقشة الدستور من الأساس، فالسيد إردوغان قال شيئاً واحداً فقط حتى الآن فيما يتعلق بمحتواه، وهو أنهم سيضعون (دستوراً يأخذ تنوع الأمة مرجعاً)، ولأن إردوغان، الذي اعتاد على اكتساب الشرعية من الأوضاع الفعلية التي يخلقها، يحاول إيجاد غطاء للسكان غير الشرعيين (في إشارة إلى اللاجئين في تركيا) الذين ملأ بهم البلاد، فنحن بوصفنا حزبا سياسيا يؤمن بالجمهورية التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك والدولة الوطنية، لا نرى ضرورة لمناقشة دستور يقوم على مفهوم غريب مثل (تنوع الأمة)».

الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل خلال لقائهما الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

تطبيع أم انفراجة؟

وبينما لم يعرف بعد عن مشروع الدستور الجديد سوى أنه «مدني ليبرالي ينهي دساتير الانقلابات» بحسب معدي مشروعه، يتصاعد الجدل حول مبادرة زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، للقاء قادة الأحزاب السياسية، التي بدأها بلقاء الرئيس رجب طيب إردوغان رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأسبوع الماضي، وتبعه بلقاء مع قادة حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» (المؤيد للأكراد)، ثم رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، شريك الحزب الحاكم في «تحالف الشعب»، الذي التقاه بالبرلمان الثلاثاء، في أول لقاء بين قادة الحزبين منذ 7 سنوات.

أتراك في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة إسطنبول التركية (رويترز)

لم يتحدث الرئيس إردوغان عما دار في لقائه مع أوزيل، بمقر حزب «العدالة والتنمية» في أنقرة الخميس الماضي، مكتفياً بالقول إنه يشكل «انفراجة سياسية» تحتاجها البلاد، وإنه سيرد الزيارة، التي كانت الأولى منذ 8 سنوات بين الحزبين، وسيزور أوزيل بمقر حزب «الشعب الجمهوري».

من جانبه، اختار أوزيل مصطلح «التطبيع» لوصف اللقاء مع إردوغان، الذي لم يكشف أيضاً عن فحواه، قائلا في رد على سؤال خلال وجوده بالبرلمان، الثلاثاء، عن «الانفراجة السياسية» وما تحمله، مكتفياً بالقول: «ليست انفراجة بل هي تطبيع».

حوار ضروري

أعضاء النقابات التركية في طريقهم إلى ميدان تقسيم (أ.ف.ب)

وأيد المحلل السياسي محمد أوغوتشو، عدم الكشف عن كل ما يدور في هذه الاجتماعات، قائلا إن هناك من ينتقد وهناك من يصفق، بعد لقاء أوزيل كل من إردوغان وبهشلي، ومن ينتقد يقول إن أوزيل، بذلك، أضفى «الشرعية» على موقف إردوغان القانوني الذي كان محل جدل بعد أن تجاوز الفترات الرئاسية المنصوص عليها بالدستور، ومد إليه حبل المساعدة بدلاً من الإطاحة به من خلال المطالبة بانتخابات مبكرة بعدما تكبد الرئيس وحزبه خسارة فادحة على يد أوزيل وحزبه في الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) الماضي.

وأضاف أوغوتشو أنه يرى أن «التطبيع» أو «الانفراجة» كلاهما مطلوب للبلاد التي تعاني مشاكل ملحة لا يمكنها الانتظار دون حل، لا سيما إذا لم يكن هناك تغيير سيحدث على مدى 4 سنوات ونصف السنة لن تشهد فيها البلاد انتخابات، ويجب أن تكون المعارضة قادرة على ترسيخ وجودها خارج البرلمان «غير الفعال»، وأخذ زمام المبادرة في إجراءات بناءة وكذلك انتقاد الحكومة بشدة، بينما تحاول في الوقت نفسه غرس الأمل في نفوس الناخبين من خلال إظهار مدى نجاحهم في الحكم المحلي عبر إدارتهم للبلديات التي فازوا بأغلبيتها.

ورأى أنه من ليس من الصواب عدّ أنه من العبث الجلوس والتفاوض مع إردوغان وبهشلي اللذين يملكان السلطة، في إطار استراتيجية واعية ومخططة بدم بارد، وتقديم تنازلات متبادلة إذا لزم الأمر، وبذل الجهود لتحقيق الحد الأقصى من الاتفاق، وقد لا يكون من الصواب أو الحكمة أيضاً مشاركة كل ما يقال أثناء هذه العملية بشفافية مع الجمهور، أو إبقاء كل شيء سراً، فيجب إبلاغ الجهات المختصة، وإبرام الاتفاقيات الاستراتيجية العامة اللازمة.

إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)

رحيل معارض آخر

في خضم هذه التطورات، أعلن رئيس حزب «السعادة» صاحب التوجه الإسلامي، تمل كارامولا أوغلو، استقالته من رئاسة الحزب بسبب مشاكل صحية. وقرر الحزب عقد مؤتمر عام استثنائي في 30 يونيو (حزيران) المقبل لاختيار من سيخلف كارامولا أوغلو (83 عاماً) في رئاسة الحزب الذي تأسس من رحم حزب «الفضيلة» الذي أسسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، عام 1998 بعد إغلاق حزب «الرفاه»، وأغلق أيضاً بقرار من المحكمة الدستورية عام 2001.

وبذلك يكون كارامولا أوغلو هو أحد الوجوه السياسية القديمة التي غادرت الساحة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في مايو (أيار) الماضي، ليلحق برئيس حزب «الشعب الجمهوري» السابق كمال كليتشدار أوغلو، الذي خسر سياق رئاسة الحزب أمام أوزغور أوزيل، ورئيسة حزب «الجيد» السابقة، ميرال أكشنار، التي تنحت عن رئاسة الحزب بعد الخسارة الضخمة التي مني بها في الانتخابات المحلية الأخيرة.