«اليونيسف»: البحر المتوسط مقبرة للأطفال

عدد المهاجرين القتلى والمفقودين زاد 3 مرات هذا الصيف

مركب يحمل مهاجرين من مصر والبنغال وسوريا وإثيوبيا والسودان انطلق من تونس ووصل إلى ميناء لامبيدوسا الإيطالي في 19 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
مركب يحمل مهاجرين من مصر والبنغال وسوريا وإثيوبيا والسودان انطلق من تونس ووصل إلى ميناء لامبيدوسا الإيطالي في 19 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
TT

«اليونيسف»: البحر المتوسط مقبرة للأطفال

مركب يحمل مهاجرين من مصر والبنغال وسوريا وإثيوبيا والسودان انطلق من تونس ووصل إلى ميناء لامبيدوسا الإيطالي في 19 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
مركب يحمل مهاجرين من مصر والبنغال وسوريا وإثيوبيا والسودان انطلق من تونس ووصل إلى ميناء لامبيدوسا الإيطالي في 19 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة، أنّ «البحر المتوسط بات مقبرة للأطفال»، كاشفة أن عدد المهاجرين الذين قضوا أو فقدوا خلال عبورهم هذا البحر في صيف 2023 ازداد 3 مرات مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، في خضم مفاوضات أوروبية بشأن قضية الهجرة. وسُجّل غرق «ما لا يقل عن 990 شخصاً بينهم أطفال» في المنطقة الوسطى من البحر المتوسط بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) 2023 «أي أكثر بـ3 مرات»، مما كان عليه العدد في الفترة نفسها من 2022 عندما «قضى ما لا يقل عن 334 شخصاً».

ومنذ يناير (كانون الثاني) 2023، توفي ما لا يقل عن 289 طفلاً خلال عمليات عبور البحر، وفق ما أفاد منسق «اليونيسف» في إيطاليا، نيكولو ديل أرسيبريتي خلال مؤتمر صحافي في روما الجمعة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «اليونيسف» أن 11600 «قاصر غير مصحوبين» حاولوا التوجه إلى إيطاليا بين يناير (كانون الثاني) ومنتصف سبتمبر (أيلول) 2023 في مراكب صغيرة، أي بزيادة بنسبة 60 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حين بلغ عددهم 7200.

زورق للبحرية الإيطالية يرافق مركباً صغيراً يحمل مهاجرين إلى ميناء لامبيدوسا في 19 سبتمبر الحالي (إ. ب.أ)

وقالت المنسقة لدى «اليونيسف» رجينيا دي دومينيسيس: «إن البحر المتوسط بات مقبرة للأطفال. الحصيلة المأساوية للأطفال الذين يموتون خلال سعيهم للحصول على الأمن والملجأ في أوروبا، أتت نتيجة الخيارات السياسية ونظام هجرة فاشل». وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن مكرس للأزمة في المتوسط أن أكثر من 2500 مهاجر قضوا أو فقدوا بين الأول من يناير و24 سبتمبر 2023 بزيادة نسبتها 50 في المائة على سنة.

تحديد العمر وأعادت صور الوافدين إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة، في منتصف سبتمبر التركيز على قضية التعاون الأوروبي في إدارة تدفقات الهجرة. وأثار وصول 8500 شخص إلى الجزيرة خلال 3 أيام، أي أكثر من عدد سكانها، أزمة محلية في لامبيدوسا وعاصفة سياسية في إيطاليا التي كثفت منذ ذلك الحين إجراءات الطوارئ والمراقبة. ووافقت الحكومة الإيطالية، برئاسة جورجيا ميلوني، مساء الأربعاء على مشروع مرسوم يجيز وضع القاصرين غير المرافقين الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً لمدة أقصاها 90 يوماً في أماكن مخصصة في مراكز استقبال للبالغين، وإخضاعهم لفحوص طبية لتحديد أعمارهم. وما زال يتعين موافقة البرلمان على هذا المشروع، حيث تتمتع حكومة جورجيا ميلوني المحافظة بالأغلبية المطلقة. ويسمح النص بإجراء قياسات وفحوص طبية ومنها الشعاعية لتحديد أعمارهم. وحذرت ميلوني على صفحتها على «فيسبوك» قائلةً: «مع هذه القواعد الجديدة لن يكون من الممكن بعد اليوم الكذب بشأن العمر الحقيقي». واعتبر المتحدث باسم «اليونيسف» في إيطاليا، أندريا ياكوميني، أنه قرار «مقلق»، مضيفاً: «لا يمكننا وضعهم مع البالغين».

القادة الأوروبيون المشاركون في قمة مالطا التي بحثت موضوع الهجرة الجمعة (أ.ب)

حرب وعنف وفقر على الساحة الأوروبية، أعاد الوضع في البحر الأبيض المتوسط إطلاق المناقشات في بروكسل حول ميثاق الهجرة الذي يشكل موضوع خلاف منذ قدّمته المفوضية الأوروبية في عام 2020. وينص مشروع الإصلاح الأوروبي خصوصاً على تعزيز الحدود الخارجية وعلى آلية تضامن بين الدول السبع والعشرين في مجال التكفّل بملفّات طالبي اللجوء. واجتمع زعماء الدول المتوسطية التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، في مالطا للاتفاق بشأن هذه القضية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يؤكد أنه يعمل من أجل وحدة الصف الأوروبية ورئيسة الوزراء الإيطالية، محادثات طويلة الثلاثاء في روما وبات لديهما «رؤية مشتركة لإدارة مسألة الهجرة». ويوم الأحد، أشاد ماكرون بموقف ميلوني «التي تتحمل مسؤولياتها» بمنأى عن التوترات الفرنسية - الإيطالية الماضية بشأن هذه المسألة المتفجرة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني في مالطا الجمعة (أ.ف.ب)

ورأت رجينيا دي دومينيسيس أنّ «اعتماد استجابة على مستوى أوروبا لدعم الأطفال والأسر»، أمر «ضروري جداً لمنع معاناة المزيد من الأطفال». وأكدت «اليونيسف» أنّ «الحرب والصراعات والعنف والفقر» عوامل تدفع الأطفال «إلى الفرار من أوطانهم وحدهم». ولفتت إلى أن مَن بلغوا الشواطئ الأوروبية تعرّضوا لمخاطر الغرق في البحر، و«الاستغلال والانتهاكات في كل مرحلة»، ليجري «احتجازهم» لدى وصولهم أولاً في مراكز، قبل نقلهم إلى مباني إيواء «مغلقة عادة». وأحصت المنظمة وجود 21 ألفاً و700 طفل غير مصحوبين بذويهم في هذه المراكز في إيطاليا، مقارنة مع 17700 طفل العام الماضي.


مقالات ذات صلة

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أنها «تشعر بالقلق» إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي صورة تظهر لحظة قصف إسرائيلي لمبنى في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت... 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة تدعو «الأطراف» إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان

دعا مسؤول في الأمم المتحدة، الاثنين، الأطراف المعنية إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مجموعة السبع: الآن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار في لبنان

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع (د.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع (د.ب.أ)
TT

مجموعة السبع: الآن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار في لبنان

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع (د.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع (د.ب.أ)

أعرب وزراء خارجية مجموعة السبع الثلاثاء عن دعمهم «لوقف فوري لإطلاق النار» في لبنان، معتبرين أن «الوقت حان للتوصل إلى حل دبلوماسي».

وقالوا في بيان ختامي صدر بعد اجتماعهم قرب روما: «ندعم المفاوضات الجارية من أجل وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و(حزب الله)».

وأضافوا: «حان الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي، ونرحب بالجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الاتجاه».

«فرصة»

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم (الثلاثاء)، إن «فرصة» تتاح أمام احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وإنه يأمل أن تغتنم الأطراف المعنية هذه الفرصة.
وكان بارو يتحدث في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل مستعدة فيما يبدو للموافقة على خطة اقترحتها الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار مع جماعة «حزب الله» اللبنانية اليوم الثلاثاء.

اتفاق وشيك

وأعلن وزراء خارجية مجموعة السبع موقفهم بينما يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بعد ظهر الثلاثاء لبحث وقف إطلاق النار في لبنان حيث تخوض إسرائيل حربا مع «حزب الله».

وتحدثت الولايات المتحدة عن اتفاق وشيك، لكنها دعت إلى الحذر.

وفي وقت تتكثف الجهود الدبلوماسية، كثفت إسرائيل قصفها على الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفتها مجددا الثلاثاء بعد إصدار تعليمات إخلاء.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية على لبنان الاثنين أوقعت 31 قتيلا.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء من أن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف «بحزم».

وقال كاتس لمبعوثة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت في تل أبيب الثلاثاء: «إذا لم تتصرفوا، فسنفعل ذلك بحزم شديد»، بحسب بيان صادر عن مكتبه.