فرنسا تحتفي بتشارلز الثالث وكاميلا تعزيزاً للعلاقات الثنائية

ملك بريطانيا يخاطب «الشيوخ» الفرنسي الخميس

الرئيس إيمانويل ماكرون والملك تشارلز الثالث أمام قبر الجندي المجهول الأربعاء لوضع باقة من الزهور (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون والملك تشارلز الثالث أمام قبر الجندي المجهول الأربعاء لوضع باقة من الزهور (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تحتفي بتشارلز الثالث وكاميلا تعزيزاً للعلاقات الثنائية

الرئيس إيمانويل ماكرون والملك تشارلز الثالث أمام قبر الجندي المجهول الأربعاء لوضع باقة من الزهور (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون والملك تشارلز الثالث أمام قبر الجندي المجهول الأربعاء لوضع باقة من الزهور (أ.ف.ب)

نسيت فرنسا منذ زمن طويل أن الثورة الفرنسية التي انطلقت في عام 1789 جعلت رأسَي الملك لويس الخامس عشر والملكة أنطوانيت يتدحرجان على المقصلة التي نصبت فيما يسمى حالياً «ساحة الكونكورد»، حيث تنتصب في وسطها المسلة الفرعونية. كذلك نسي الفرنسيون أن الاحتفالات العديدة المرحبة بزيارة الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا ستنطلق من «ساحة ليتوال»، حيث يقع قوس النصر الذي طلب الإمبراطور نابليون الأول تشييده لتخليد انتصاراته الباهرة في الحروب التي خاضها نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، والتي كانت إنجلترا، خلالها، خصمه اللدود، ونجحت في النهاية في تأليب الإمبراطوريتين الروسية والنمساوية والمملكة البروسية - الألمانية، وأنزلت به هزيمة ماحقة في معركة واترلو «الواقعة حالياً في بلجيكا»، ونفته بعدها إلى جزيرة سانت هيلين، جنوب المحيط الأطلسي حيث مات في عام 1821.

هذا هو التاريخ الذي قلب كثير من صفحاته، ومنها «حرب المائة عام» التي تواجهت خلالها المملكتان الفرنسية والإنجليزية. بدأت في عام 1337 بسبب ادعاء ملك إنجلترا بأحقيته بتاج المملكة الفرنسية الذي اعتمره الملك فيليب السادس وانتهت في عام 1453 على طاولة المفاوضات وبتوقيع «معاهدة بيكينيي». ورغم أن باريس ولندن كانتا غالباً في العصور الخوالي في حالة حرب، فإنهما تقاربتا بعد الحروب النابليونية، لا بل إن الإمبراطور نابليون الثالث، ابن أخي نابليون الأول، لجأ إلى لندن بعد الهزيمة التي ألحقتها به قوات أوتو فون بيسمارك، المستشار الألماني في عام 1870، في معركة «سيدان» الشهيرة. ومنذ ذلك التاريخ، قلبت بريطانيا وفرنسا صفحة الخلافات وقاتلتا جنباً إلى جنب في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وفي الحرب الأخيرة، استقبلت لندن الجنرال شارل ديغول، زعيم «فرنسا الحرة» التي قاد منها المقاومة ضد المحتل الألماني.

وريث التاج البريطاني

اليوم، وريث التاج البريطاني الذي وصل بعد الظهر في زيارة دولة من ثلاثة أيام إلى باريس وبرفقته الملكة كاميلا، جاء ليبين قوة العلاقات التي تجمع باريس ولندن اللتين نجحتا في طي تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتغلب على خلافاتهما بشأن ملفين رئيسيين: حقوق الصيد في المياه البريطانية، والهجرات المنطلقة من الشواطئ الفرنسية باتجاه الشواطئ البريطانية عبر مضيق المانش.

الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لدى نزولهما من الطائرة الملكية في مطار أورلي الباريسي الأربعاء (رويترز)

وقال مصدر رئاسي إن الزيارة الملكية «تحل في سياق تعزيز العلاقات» بين باريس ولندن، بعد مرحلة صعبة رافقت «بريكست» زمن رؤساء الحكومات الثلاثة تيريزا ماي، وبوريس جونسون، وليز تراس، لتعود «طبيعية» مع رئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك. ويربط كثير من المحللين إفراط باريس بتكريم الثنائي الملكي وبين رغبتها في إعادة توطيد علاقاتها مع بريطانيا. في هذه المناسبة تمت تعبئة 8 آلاف شرطي ودركي الأربعاء، وسيتم نشر ما يصل إلى 12 ألف عنصر، الجمعة، حيث إن الزيارة تتزامن مع زيارة البابا فرنسيس إلى مرسيليا.

واستبق الرئيس ماكرون وصول الثنائي الملكي بنشر مقطع فيديو على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) و«إنستغرام» جاء فيه متوجهاً لضيفه: «جئت إلى فرنسا (سابقاً) بصفتك أميراً واليوم تعود إليها ملكاً. أهلاً بجلالتك». وتضمن شريط الفيديو مقاطع مصورة لزيارات الملك شارل الثالث إلى فرنسا خلال عهود متتالية.

وبعد استقبال رسمي للثنائي الملكي في مطار أورلي بحضور رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن، حصل الاحتفال الأهم تحت قوس النصر وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت مداخل الشوارع المؤدية إلى جادة الشانزليزيه وخصوصاً إلى ساحة «ليتوال»، وانتشرت قوات أمنية كثيفة في كامل أرجاء منطقة الاحتفال، وعمدت إلى تفتيش المارة. وعلى جانبي جادة الشانزليزيه، تجمهر الآلاف من الفرنسيين والسياح لمشاهدة الثنائي الملكي الذي وصل إلى قوس النصر بالسيارة الملكية التي تحمل الشعر الملكي وسط مواكبة من عشرات الدراجين. ومن بين الجمهور تتعدد الجنسيات واللغات والألوان، ثمة من لفّ نفسه بالعلم البريطاني. وقالت نانسي، وهي طالبة بريطانية تدرس اللغة الفرنسية في جامعة باريسية، إنها «تشعر بالفخر» لرؤية ملكها محاطاً بهذه الهالة من التكريم والتفخيم، وخصوصاً بالاحتفاء الشعبي.

الطائرات الاستعراضية الفرنسية والبريطانية تحلق في سماء باريس وفي الصورة سقف قوس النصر (أ.ف.ب)

وكان الرئيس ماكرون وعقيلته بريجيت بانتظار الملك تشارلز والملكة كاميلا من أجل تجديد وإحياء شعلة الجندي المجهول تحت قبة قوس النصر، ووضع باقتين من الورد وعزف النشيدين الوطنيين الفرنسي والبريطاني، تبعته تحية علمي الدولتين والوقوف دقيقةَ صمت إجلالاً للضحايا. ومباشرة بعد ذلك انطلقت في سماء باريس الطائرات الاستعراضية الفرنسية والبريطانية «ريد أروز». وحضر الاحتفال العشرات من كبار المسؤولين والمدعوين، وقام ماكرون وتشارلز الثالث بتحية وفدي البلدين الرسميين قبل امتطاء عربة مكشوفة لنزول جادة الشانزليزيه، وسط حضور شعبي واسع.

وكما في كل مناسبة، كان ظهور خيالة الحرس الجمهوري مثيراً للإعجاب والتصفيق. وقد رافق 136 خيالاً ماكرون وتشارلز، فيما ركبت السيدة الفرنسية الأولى والملكة كاميلا سيارة ثانية، واتجه الموكب نزولاً باتجاه القصر الرئاسي الواقع في شارع فوبورغ سان هونوريه القريب من ساحة الكونكورد، حيث عقد اجتماع مغلق بينهما.

قاعة المرايا

ما بين قصر الإليزيه ومقر إقامة السفير البريطاني في باريس مسافة رمية حجر، قطعها ماكرون وتشارلز معاً من أجل الاحتفال بزيارة ملك بريطانيا الرسمية والأولى التي يقوم بها إلى فرنسا منذ اعتلائه العرش في العاشر من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وقضى الاحتفال بزرع شجرة سنديان في حديقة المقر تخليداً لزيارة الدولة. بيد أن الأنظار اتجهت مساءً نحو قصر فرساي الشهير الواقع غرب باريس الذي اختاره ماكرون من أجل الوليمة الرسمية لتكريم تشارلز الثالث وكاميلا.

وأقيم «عشاء الدولة» في «قاعة المرايا» التي تعد أجمل ما يضمه قصر لويس الرابع عشر.

الرئيس ماكرون والملك تشارلز الثالث يستعرضان أفراد القوة الفرنسية التكريمية (رويترز)

وقالت المصادر الفرنسية إن اختيار فرساي يعد بمثابة «لفتة خاصة» باتجاه ملك بريطانيا، الذي يسعى للسير على خطى والدته الملكة إليزابيث الثانية التي كانت تحب فرنسا، وقد دُعيت مرتين إلى قصر فرساي في العامين 1957 و1972. وفي هذا السياق، تندرج زيارته، الخميس، لسوق الزهور القائم في قلب باريس، والذي سمي على اسم الملكة إليزابيث الثانية في عام 2014.

لم توفر السلطات الفرنسية جهداً إلا وبذلته من أجل إبراز غنى تراثها المعماري وتفوق مطبخها المشهور عالمياً. لذا، فقد تم «استدعاء» أربعة من أشهر «طباخي البلاد» لتحضير العشاء الملكي الذي دعي إليه ما يزيد على 150 شخصاً، بينهم شخصيات معروفة من على جانبي بحر المانش. ومن بين الضيوف المدعوين، الممثلون هيو غرانت وشارلوت غينسبورغ «والدتها المغنية البريطانية جين بيركين التي توفيت في شهر يوليو (تموز) الماضي».

بيد أن الملك تشارلز الثالث يريد لنفسه دوراً يتجاوز الدور البروتوكولي. ومن المعروف على المستوى الأوروبي اهتمامه بملف البيئة والعمران، وله مشاريع ومؤسسات فاعلة في هذه المجالات. واللافت أنه سيلقي خطاباً قبيل ظهر الخميس، في بادرة هي الأولى من نوعها، أمام مجلس الشيوخ الفرنسي مجتمعاً بهذه المناسبة. كما أن المصادر الرئاسية كشفت عن بعض الملفات التي يريد تناولها مع الرئيس، وأولها بطبيعة الحال الملف المناخي ونتائجه البيئية والصحية والاجتماعية والاقتصادية. من هنا، تبرز أهمية مشاركته، الخميس، مع الرئيس ماكرون في منتدى البيئة الذي يستضيفه «المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي».

ومن هنا أيضاً لفتة ماكرون تجاهه؛ لأنه سيقدم له كتاب «جذور السماء» للكاتب الفرنسي من أصول روسية رومان غاري الذي يدور حول حماية كوكب الأرض. كذلك سيهديه ميدالية تكريماً لجهوده ولنضاله حول هذا الموضوع.


مقالات ذات صلة

قد تتخذ إجراءً قانونياً... ضجة واسعة بعد الكشف عن «الفردين العنصريين» في العائلة المالكة البريطانية

يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل يقفان خلف الملك تشارلز وزوجته كاميلا (رويترز)

قد تتخذ إجراءً قانونياً... ضجة واسعة بعد الكشف عن «الفردين العنصريين» في العائلة المالكة البريطانية

تدرس العائلة المالكة البريطانية اتخاذ إجراء قانوني بعد أن بدأت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم في تسمية الشخصين اللذين يُطلق عليهما «العنصريان الملكيان».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز يصل للقاء طلاب جامعة هيريوت وات في دبي وسط قمة «كوب28» (رويترز)

قبل «كوب28»... الملك تشارلز يبدأ سلسلة من الاجتماعات في دبي

قال ملك بريطانيا تشارلز الثالث إنه «يتعافى» من «عيد ميلاد قديم إلى حد ما»، حيث بدأ سلسلة من الارتباطات خلال زيارة إلى دبي تستغرق يومين.

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت (أ.ف.ب)

تقرير: تايلور سويفت رفضت عرضاً للغناء في حفل تتويج الملك تشارلز

كشفت تقارير جديدة أن النجمة الأميركية تايلور سويفت رفضت عرضاً للأداء في حفل تتويج الملك البريطاني تشارلز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علاقة تاريخية تجمع الملك تشارلز بالموسيقى وتعود إلى أيام الدراسة (غيتي)

الملك تشارلز والموسيقى... «كي بوب» وأكثر

كان لافتاً تكريم الملك تشارلز فريق «بلاك بينك» الكوري الجنوبي منذ أيام. فهل هذا يعني أن الملك من هواة الـ«كي بوب» أم أنّ ذوقه الموسيقي مقتصر على الكلاسيكي؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الملك تشارلز وزوجته كاميلا أثناء مغادرتهما قصر باكنغهام في لندن (أ.ف.ب)

الملك تشارلز ينعت هاري بـ«الأحمق»

يزعم كتاب جديد أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث نعت ابنه هاري بغضب بـ«الأحمق»؛ وذلك بعد بث حلقات وثائقية على منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرئيس البرازيلي «لا يستبعد» اعتقال بوتين إذا حضر قمة مجموعة العشرين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

الرئيس البرازيلي «لا يستبعد» اعتقال بوتين إذا حضر قمة مجموعة العشرين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الاثنين، إنه لا يستطيع تقديم أي ضمانات شخصية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لن يتم اعتقاله إذا حضر قمة مجموعة العشرين المزمعة في ريو دي جانيرو العام المقبل.

وقال لولا خلال زيارة لبرلين إن إمكانية اعتقال بوتين في البرازيل بسبب مذكرة اعتقال صادرة من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ليست مجال اختصاصه.

وأوضح لولا على هامش مشاورات بين الحكومتين الألمانية والبرازيلية: «هل سيتم اعتقاله عندما يصل؟ ربما، ربما لا. القضاء هو الذي سيحدد ذلك».

ولم يغادر بوتين روسيا كثيراً منذ بدء الهجوم الشامل على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وقد تغيب عن قمة مجموعة «بريكس» التي عقدت مؤخراً في جنوب أفريقيا، وكذلك قمة مجموعة العشرين في الهند.


موسكو تعلن «خسائر فادحة» في صفوف القوات الأوكرانية... وتقر بمقتل أحد جنرالاتها

زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف يفحص مركبات «UAZ» للطرق الوعرة قبل إرسال قافلة مساعدات جمعها الحزب للجيش الروسي وسكان المناطق التي ضمتها روسيا في أوكرانيا قرب موسكو الاثنين (إ.ب.أ)
زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف يفحص مركبات «UAZ» للطرق الوعرة قبل إرسال قافلة مساعدات جمعها الحزب للجيش الروسي وسكان المناطق التي ضمتها روسيا في أوكرانيا قرب موسكو الاثنين (إ.ب.أ)
TT

موسكو تعلن «خسائر فادحة» في صفوف القوات الأوكرانية... وتقر بمقتل أحد جنرالاتها

زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف يفحص مركبات «UAZ» للطرق الوعرة قبل إرسال قافلة مساعدات جمعها الحزب للجيش الروسي وسكان المناطق التي ضمتها روسيا في أوكرانيا قرب موسكو الاثنين (إ.ب.أ)
زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف يفحص مركبات «UAZ» للطرق الوعرة قبل إرسال قافلة مساعدات جمعها الحزب للجيش الروسي وسكان المناطق التي ضمتها روسيا في أوكرانيا قرب موسكو الاثنين (إ.ب.أ)

تباينت المعطيات الروسية والأوكرانية الاثنين حول مسار المعارك على عدد من الجبهات. ففي حين تحدثت موسكو عن إيقاع ما وصف بأنه «خسائر فادحة في عديد القوات الأوكرانية المهاجمة خلال اليوم الأخير» أعلنت كييف أن قواتها نجحت في صد هجمات روسية على محاور القتال. في الأثناء، كشفت وسائل إعلام أوكرانية جانبا من تفاصيل المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف قبل أيام، وقالت إن الجانب الأوكراني طلب تزويده بإمدادات عسكرية ومالية ضخمة، فيما شدد الكرملين على أن تدفق المساعدات الغربية «لن يؤثر على مجرى القتال»، وتعهد مواصلة «تنفيذ كل أهداف العملية العسكرية الخاصة».

ونقلت وسائل إعلام حكومية روسية جانبا من التفاصيل التي كشفت عنها صحف أوكرانية حول مجريات زيارة أوستن. وأفادت صحيفة «أوكراينسكايا برافدا» بأن قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني قدم خلال المحادثات لائحة بطلبات أوكرانية ملحة، بينها ضرورة العمل على تزويد كييف بكميات هائلة من المعدات والقذائف، وهو أمر رأت فيه مصادر روسية إشارة إلى «مستوى النقص الكبير الذي تعاني منه أوكرانيا على صعيد المعدات العسكرية».

وقالت الصحيفة إن الطلب الأوكراني تركز على حاجة كييف للحصول على نحو 17 مليون قذيفة، فضلاً عن لائحة طويلة من المعدات القتالية التي تدخل في إطار «الحاجات المستقبلية لأوكرانيا لضمان مواجهة الخطر الروسي وإنهاء الاحتلال». كما تطرقت اللائحة إلى الحاجة لمساعدات مالية كبرى توظف لدعم العمليات العسكرية ومسائل إعادة الإعمار بعد الحرب، ووفقاً للصحيفة فإن رئيس الأركان أشار إلى الحاجة إلى نحو 350 - 400 مليار دولار من أجل «إنهاء احتلال أوكرانيا ومعالجة أثار العدوان». وزادت أن هذا العرض جاء في إطار مناقشة «الأفكار الأولية» المتعلقة بالتخطيط المستقبلي للمواجهة وما بعدها.

كما تطرقت وسائل إعلام روسية إلى جانب من المحادثات يتعلق بالسجالات الداخلية الأوكرانية، وقالت إن مصدرا أفاد بأن أن زالوجني اشتكى إلى أوستن بشأن تدخل مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قيادة القوات وإدارتها، لكن هذا الجانب لم يبرز في تغطيات وسائل الإعلام الأوكرانية. وقالت مصادر روسية إن طلب ملايين القذائف يعد «مبالغا فيه» إلى درجة كبيرة لأن حجم الإنتاج الغربي السنوي قد لا يغطي هذا المطلب.

خلافات أوروبية

على صعيد متصل، تواصل موسكو مراقبة السجالات الغربية وخصوصا في القارة الأوروبية حول جدوى استمرار تدفق المساعدات العسكرية والمالية إلى أوكرانيا. وعلق الكرملين، الاثنين، على تقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن وجود خلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الموازنة ما يضعف فرص أوكرانيا في الحصول على مبلغ موعود بقيمة 50 مليار يورو في إطار خطة مساعدة للسنوات الأربع المقبلة.

وقال الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف إنه «بات من الصعب على نحو متزايد أن تقوم الدول الأوروبية بحرق الأموال في البرميل الأوكراني الذي لا قاع له». وزاد أنه «ربما يجب أن نوجه سؤالا حول استمرار حرق الموارد من دون جدوى إلى الأوروبيين أنفسهم. ومن الواضح أنه أصبح من الصعب عليهم بشكل متزايد حرق الأموال في البرميل الأوكراني الذي لا نهاية له.أما بالنسبة إلينا، فإن العملية العسكرية الخاصة سوف تستمر، وقد تكيف اقتصادنا مع ظروف هذه العملية العسكرية بما يضمن تقديم كل ما يلزم لاستمرارها وتحقيق أهدافها».

وكانت «فاينانشيال تايمز» أشارت إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي «بعيدة كل البعد عن التوصل إلى اتفاق قبل قمة بروكسل بشأن تجديد الميزانية المشتركة للاتحاد، بما في ذلك البند المتعلق بتقديم 50 مليار يورو لأوكرانيا». وقال أحد المسؤولين الأوروبيين، إن التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية سيكون «صعبا للغاية». وتحتاج كييف إلى هذه الأموال للحفاظ على قدرتها على الدفع المالي حتى عام 2027.

جنود أوكرانيون من «اللواء الميكانيكي 43» يرتدون ملابس مموهة بالثلوج خلال تدريبات عسكرية في منطقة خاركيف (أ.ف.ب)

ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين إن قواتها كبدت الجانب الأوكراني خسائر بشرية فادحة خلال المواجهات في اليوم الأخير. وأكد ناطق عسكري أن كييف خسرت خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 800 قتيل، في أكبر حصيلة يومية. واللافت أن موسكو كانت أعلنت إيقاع خسائر مماثلة، خلال مواجهات اليوم السابق، وقالت إن حصيلة الخسائر الأحد قد بلغت 750 جندياً أوكرانياً. وركز التقرير العسكري الروسي اليومي حول مسار المعارك على نجاح القوات الروسية في صد هجمات على محاور كوبيانسك وكراسني ليمان ودونيتسك وزابوريجيا.

كما تطرق إلى مواجهات عنيفة وقعت على خطوط التماس في خيرسون، أسفرت تدمير معدات عسكرية غربية وإلحاق خسائر بشرية بالمهاجمين. وتحدث التقرير الروسي عن إسقاط 30 طائرة أوكرانية من دون طيار، واعتراض صاروخ من نظام «هيمارس» خلال يوم.

في السياق ذاته، أفادت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية الاثنين نقلا عن السلطات التي عينتها روسيا في مدينة لوغانسك الأوكرانية بأن القوات الأوكرانية شنت هجوماً الليلة الماضية باستخدام طائرات مقاتلة مسيرة على مستودع للنفط في المدينة التي تسيطر عليها موسكو. وأفادت الوكالة بأنه جرى إخماد النيران التي اندلعت عقب الهجوم ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا. كما أعلن حاكم منطقة فورونيغ الروسية الاثنين مقتل جنرال روسي خلال وجوده في أوكرانيا.

مقتل جنرال روسي

ولا تكشف السلطات الروسية عادة عن خسائرها في أوكرانيا، لكنها اعترفت في وقت سابق بوفاة عدد من كبار الضباط، وقال حاكم فورونيغ ألكسندر غوسيف على تطبيق «تلغرام»: «ألم شديد. توفي اللواء فلاديمير زافادسكي، نائب قائد الفيلق الرابع عشر بالأسطول الشمالي بالجيش أثناء أداء واجبه في منطقة عمليات خاصة»، مستخدما المصطلح الروسي للعملية في أوكرانيا. وأشاد غوسيف بزافادسكي ووصفه بأنه «ضابط شجاع وجنرال حقيقي ورجل جدير». ولم يحدد ظروف وفاته. وأفادت قنوات «تلغرام» الروسية نقلا عن مصادر في الجيش أن الجنرال قتل نهاية الشهر الماضي بانفجار لغم أرضي في منطقة بعيدة عن خط المواجهة، ما قد يشير إلى أن اللغم قد تكون زرعته القوات الروسية سابقا. ويأتي الإعلان بينما تواصل القوات الروسية محاولاتها منذ أسابيع للسيطرة على بلدة أفدييفكا في دونيتسك.

18 مسيّرة

في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها أسقطت صاروخا روسيا وتصدت لـ18 مسيّرة في هجوم روسي جديد ليلة الأحد - الاثنين. وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيانه الصباحي عن «إسقاط 18 مسيّرة هجومية وصاروخ من طراز Kh-59»، فيما أوضح الجيش أنه تم استهداف منطقتي خيرسون وميكولاييف في جنوب البلاد ومناطق إيفانوف - فرنكيفسك وخميلنيتسكي ولفيف في الغرب. وأشار الجيش الأوكراني إلى أن مسيرات ضربت منطقتي خيرسون وبيريسلاف (جنوب)، على ضفاف نهر دنيبرو، ما ألحق أضراراً بمركز ثقافي ومتجر.

وكان الجيش الروسي، استأنف هجماته القوية الشهر الماضي على مدن أوكرانيا في شرق البلاد إلى الهجوم في شرق أوكرانيا، بعد أن فشل الهجوم المضاد الواسع الذي شنه الأوكرانيون في الصيف في استعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس.


إعادة أطفال «عرائس داعش» من مخيمات الاحتجاز في سوريا

تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
TT

إعادة أطفال «عرائس داعش» من مخيمات الاحتجاز في سوريا

تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)

أفادت التقارير بأن عدداً من أطفال «عرائس داعش» البريطانيات قد تم نقلهم، في سرية، من مخيمات الاحتجاز في سوريا إلى المملكة المتحدة، وسيتم عرضهم للتبني.

ويُعتقد أن ما لا يقل عن 10 شبان قد أعيدوا من مخيمات الاحتجاز التي تؤوي عائلات أعضاء تنظيم «داعش» السورية إلى المملكة المتحدة بعد سقوط التنظيم، حسب تقرير لصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، الاثنين.

ومن بين هؤلاء، كما ورد، هناك شقيقان، كلاهما دون الثامنة، يتلقيان الرعاية حالياً في جنوب شرقي إنجلترا.

وكان الطفلان اللذان في انتظار التبني قد فقدا والدتهما البريطانية التي لقيت مصرعها خلال القتال الذي دار في الباغوز شرقي سوريا، في عام 2019.

نساء يسرن مع أطفالهن في زقاق رئيسي بـ«مخيم الهول» للنازحين الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا 14 يناير 2020 حيث يتم احتجاز عائلات المقاتلين الأجانب من تنظيم «داعش» (غيتي)

وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، الاثنين، أنه تم اعتقال والدهما، وهو ليس بريطاني الجنسية، وأودع في سجن مخصص للمقاتلين الأجانب بعد انهيار ما سُميت «دولة الخلافة».

وفي البداية، تم نقل الأطفال مع أقارب آخرين إلى «مخيم الهول» للمشتبه في كونهم ينتمون إلى «داعش» في شمال شرقي سوريا، غير أنه جرى نقلهم لاحقاً إلى دار للأيتام يديرها الأكراد.

ويعتقد الناشطون أن أجداد الشقيقين لوالدتهم الذين يعيشون في الخارج، سيكونون حريصين على الاعتناء بهم، ومع ذلك، فإنه من المفهوم أنه قد تم رفض عرضهم للعناية بالطفلين، من قبل السلطات المحلية في المملكة المتحدة، وذلك لأنه بموجب القوانين الحالية، يجب أن يتم إخبار أي أب أو أم بالتبني عن سنوات الطفل الأولى وكيف قضاها.

60 امرأة وطفلاً بريطانيين تقطعت بهم السبل

وحسب تقديرات منظمة «Save the Children and Reprieve» وهي مؤسسة خيرية معنية بحقوق الإنسان، هناك نحو 60 امرأة وطفلاً لأب أو أم بريطانيين تقطعت بهم السبل في مخيمات الاحتجاز التي يديرها الأكراد في سوريا.

وتقدر الجمعيات الخيرية أن ما لا يقل عن 38 طفلاً لهم صلات ببريطانيا لا يزالون في هذه المخيمات، كما يُعتقد أيضاً أن 21 امرأة من المملكة المتحدة تعيش حالياً هناك، بما في ذلك شميمة بيغوم التي تبلغ الآن 24 عاماً.

وفي فبراير (شباط) 2019، تم العثور على بيغوم، من منطقة بيثنال غرين الواقعة شرق لندن، حية، في «مخيم الهول» للاجئين في شمال سوريا، وفي اليوم التالي قام ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطاني آنذاك، بتجريدها من جنسيتها البريطانية.

وفي وقت سابق من هذا العام، قضت «لجنة الطعون الخاصة بالهجرة» بأن القرار كان قانونياً لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وقد وافقت دول غربية أخرى الآن على إعادة مواطنيها؛ حيث أفادت التقارير بأن فرنسا أعادت أكثر من 160 طفلاً وأكثر من 50 امرأة إلى أراضيها.

وفي حديثه لصحيفة «تلغراف»، قال ريتشارد باريت، المدير السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6)، إن رفض الحكومة البريطانية السماح للنساء والأطفال بالعودة إلى المملكة المتحدة قد يكون خطيراً على المدى الطويل.

وأضاف: «من الصعب القول بأن هؤلاء النساء والأطفال لا يشكلون تهديداً، سواء الآن أو في المستقبل؛ خصوصاً إذا كانوا لا يزالون يخضعون لإشراف ضعيف، ومعرضين لتأثير رفاقهم السابقين في (داعش) ولمزيد من الاستغلال، مما لو كانوا تحت أعين سلطاتنا الأمنية ذات الكفاءة العالية في المملكة المتحدة، وتحت رعاية مجتمعاتهم».


مبيعات الأسلحة عالمياً: ازداد الطلب لكن العائدات تراجعت

جندي أوكراني يطلق قذيفة من مدفع مضاد للدبابات خلال تدريبات (أرشيفية: أ.ب)
جندي أوكراني يطلق قذيفة من مدفع مضاد للدبابات خلال تدريبات (أرشيفية: أ.ب)
TT

مبيعات الأسلحة عالمياً: ازداد الطلب لكن العائدات تراجعت

جندي أوكراني يطلق قذيفة من مدفع مضاد للدبابات خلال تدريبات (أرشيفية: أ.ب)
جندي أوكراني يطلق قذيفة من مدفع مضاد للدبابات خلال تدريبات (أرشيفية: أ.ب)

انخفضت إيرادات موردي الأسلحة الرئيسيين في العالم عام 2022، بسبب مشاكل في الإنتاج منعت الشركات من تلبية الزيادة في الطلب التي تضخمت خصوصاً بسبب حرب أوكرانيا، حسبما قال باحثون من معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).

ووفقاً لتقرير جديد صادر عن المعهد، بلغت مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 597 مليار دولار (549 مليار يورو) عام 2022، بانخفاض 3.5 في المائة مقارنة بعام 2021.

توازياً، أدت التوترات الجيوسياسية، فضلاً عن الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى زيادة الطلب العالمي على الأسلحة والمعدات العسكرية. وفي هذا السياق فإن الانخفاض في الإيرادات كان «غير متوقع»، وفق الباحث في «سيبري» دييغو لوبيز دا سيلفا.

وقال لوبيز دا سيلفا: «ما يظهره في الواقع هذا الانخفاض هو أن هناك فجوة زمنية بين صدمة زيادة الطلب مثل (تلك الناجمة عن) الحرب في أوكرانيا وقدرة الشركات على زيادة إنتاجها لتلبية هذا الطلب».

جناح الصين في المعرض الجوي بدبي (أرشيفية: أ.ف.ب)

سلسلة التوريد

ووفقاً لمعهد الأبحاث، فإن هذا الوضع يرجع، في جزء كبير منه، إلى انخفاض إيرادات شركات تصنيع الأسلحة الكبرى في الولايات المتحدة، إذ واجهت «مشكلات في سلسلة التوريد ونقص العمالة» ناجمة عن جائحة «كوفيد».

وسجلت الولايات المتحدة وحدها انخفاضاً بنسبة 7.9 في المائة بمبيعات الأسلحة عام 2022، لكنها رغم ذلك تمثل 51 في المائة من عائدات الأسلحة العالمية خلال العام نفسه، مع وجود 42 شركة أميركية من بين لائحة أكبر 100 شركة في العالم.

وموردو الأسلحة الأميركيون معرضون خصوصاً لاضطرابات في سلاسل التوريد، لأن أنظمة الأسلحة التي ينتجونها غالباً ما تكون أكثر تعقيداً من أي مكان آخر.

وقال لوبيز دا سيلفا: «هذا يعني أن سلسلة التوريد أكثر تعقيداً، وتتضمن مزيداً من المراحل، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر».

وشهد مصنعو الأسلحة الروس أيضاً انخفاضاً كبيراً في إيراداتهم بنسبة 12 في المائة، لتصل إلى 20.8 مليار دولار، وفقاً للتقرير.

وأشار الباحث إلى أن هذا الانخفاض يرجع جزئياً إلى العقوبات المفروضة على روسيا، لكنه قد يكون أيضاً نتيجة تأخيرات في الدفع من جانب الدولة الروسية.

طائرات مسيّرة في معرض روسي بموسكو (أرشيفية: أ.ف.ب)

إضافة إلى ذلك، انخفضت شفافية مصنعي الأسلحة في روسيا، وأدرِجت شركتان روسيتان فقط في لائحة أفضل 100 شركة، وذلك «بسبب نقص في البيانات المتاحة»، حسب «سيبري».

وفي أجزاء أخرى من العالم، حيث المعدات العسكرية المنتجة أقل تعقيداً، تمكن المصنعون من تلبية الطلب، كما الحال في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي.

وكانت الزيادة الأقوى في الشرق الأوسط، حيث بلغت نسبة النمو 11 في المائة، لتصل إلى 17.9 مليار دولار.

ويُعدّ ذلك جيداً للشركات التركية خصوصاً. فعلى سبيل المثال، شهدت شركة «بايكار» التي تنتج طائرات بلا طيار تستخدم على نطاق واسع في أوكرانيا، قفزة في إيراداتها بنسبة 94 في المائة.

جندي ألماني يعرض نظاماً مضاداً للطائرات في بون (أرشيفية: أ.ف.ب)

إنفاق عسكري

وارتفع إجمالي حجم مبيعات موردي الأسلحة من آسيا وأوقيانوسيا بنسبة 3.1 في المائة، ليصل إلى 134 مليار دولار عام 2022.

وشهدت الصين، إحدى كبرى الدول المصدرة للأسلحة في العالم، زيادة في إجمالي إيرادات شركات الأسلحة الثماني المدرجة في التصنيف بنسبة 2.7 في المائة إلى 108 مليارات دولار.

ولا يرى لوبيز دا سيلفا أي علامات على تباطؤ الطلب مستقبلاً. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طلبيات الشراء ودفاتر الطلبات لدى الشركات «تزداد بشكل كبير».

إضافة إلى ذلك، تعهد عدد كبير من الدول الأوروبية زيادة الإنفاق العسكري في ضوء غزو روسيا لأوكرانيا، مع وجود بعض الأهداف التي تمتد حتى عام 2030.

وقال الباحث: «سيستمر هذا الطلب في السنوات المقبلة. لذا نتوقع أن يستمر الإنفاق العسكري في الزيادة، وبالتالي عائدات التسلح أيضاً».


تقرير: بريطانيا أعادت سراً أطفال مواطنات «داعشيات» من سوريا وعرضتهم للتبني

سيدة سبق أن انضمت لـ«داعش» تحمل طفلها في مخيم «الهول» (أرشيف - الشرق الأوسط)
سيدة سبق أن انضمت لـ«داعش» تحمل طفلها في مخيم «الهول» (أرشيف - الشرق الأوسط)
TT

تقرير: بريطانيا أعادت سراً أطفال مواطنات «داعشيات» من سوريا وعرضتهم للتبني

سيدة سبق أن انضمت لـ«داعش» تحمل طفلها في مخيم «الهول» (أرشيف - الشرق الأوسط)
سيدة سبق أن انضمت لـ«داعش» تحمل طفلها في مخيم «الهول» (أرشيف - الشرق الأوسط)

قال تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية إن المملكة المتحدة أعادت سراً أطفال نساء بريطانيات انضممن لتنظيم «داعش» من سوريا وعرضتهم للتبني.

ويعتقد أن ما لا يقل عن 10 أطفال قد أعيدوا إلى بريطانيا من معسكرات احتجاز تضم أقارب مقاتلي «داعش» في سوريا بعد سقوط التنظيم.

ومن بين هؤلاء، كما ورد، شقيقان، كلاهما دون الثامنة من العمر، وهما موجودان الآن في مركز رعاية جنوب شرقي إنجلترا.

وفقد الطفلان، اللذان ينتظران التبني، والدتهما البريطانية، بعد مقتلها خلال المعارك في الباغوز شرق سوريا عام 2019.

وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أن والدهما، وهو ليس بريطانياً، تم القبض عليه وسجنه بعد انهيار التنظيم.

وتم نقل الطفلين في البداية مع عدد من أقاربهم إلى معسكر الهول في شمال شرقي سوريا، قبل أن ينتقلا لاحقاً إلى دار للأيتام يديرها الأكراد ثم إلى بريطانيا.

وقال ناشطون أن أجداد الشقيقين، الذين يعيشون خارج المملكة المتحدة، عبروا عن رغبتهم في الاعتناء بهما، ومع ذلك، فقد تم رفض طلبهم من قبل السلطات المحلية المسؤولة عن الأطفال في المملكة المتحدة.

وبموجب المبادئ التوجيهية الحالية، يجب أن يتم إخبار الآباء الذين ينوون تبني الأطفال بتاريخهم وتاريخ عائلاتهم.

وتقدر المؤسسات الخيرية أن ما لا يقل عن 38 طفلاً من أبناء الأمهات البريطانيات ما زالوا في معسكرات الاعتقال التي يديرها الأكراد في سوريا.

ويُعتقد أيضاً أن هناك 21 امرأة من المملكة المتحدة تعيش حالياً في هذه المخيمات، بما في ذلك شميمة بيغوم، التي جرّدت من جنسيتها البريطانية في 2019، بعد أن توجهت عام 2015 إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، حين كانت في سن الخامسة عشرة.

وقد وافقت دول غربية أخرى على إعادة مواطنيها المرتبطين بـ«داعش» من سوريا، حيث أفادت التقارير بأن فرنسا أعادت أكثر من 160 طفلاً وأكثر من 50 امرأة.


سوناك يرى ضرورة خفض أعداد المهاجرين «بشكل كبير»

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
TT

سوناك يرى ضرورة خفض أعداد المهاجرين «بشكل كبير»

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)

قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الاثنين، إن سوناك يعتقد أن صافي أعداد المهاجرين إلى بريطانيا مرتفع جداً، ويجب خفضه «بشكل كبير»، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز». وأضاف المتحدث: «نعتقد أن الأعداد مرتفعة جداً، ويجب خفضها بشكل كبير وفي الأجل القصير».

وأظهرت بيانات الشهر الماضي أن صافي أعداد المهاجرين سنوياً إلى بريطانيا بلغ مستوى قياسياً عند 745 ألفاً العام الماضي، وظل عند مستويات مرتفعة منذ ذلك الحين، ما يضع ضغوطاً سياسية على سوناك للعمل على تقليص هذه الأعداد في الفترة التي تسبق الانتخابات المتوقعة العام المقبل.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، الأسبوع الماضي، إن هناك «كثيراً يجب القيام به» من أجل خفض صافي حجم الهجرة، بعد أن أدت الأرقام القياسية التي سُجِّلت، إلى قيام نواب البرلمان من حزب المحافظين بزيادة الضغط عليه لاتخاذ إجراءات لمواجهة ذلك. وأفادت وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية بأن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، وسويلا برافرمان التي أقيلت مؤخراً من منصب وزيرة الداخلية، وشخصيات أخرى من يمين الحزب، استغلوا الأرقام الواردة، وحثوا رئيس الوزراء على احترام تعهد البيان الصادر في عام 2019، بخفض الأعداد الإجمالية للمهاجرين. وتشير البيانات إلى أن مستويات الهجرة أعلى بـ3 مرات مما كانت عليه قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


روسيا تؤكد مقتل جنرال آخر في أوكرانيا

قائد فرقة دبابات كانتيميروفسكايا الروسية فلاديمير زافادسكي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الوحدة في نارو فومينسك بمنطقة موسكو، روسيا، 28 يونيو 2020... أعلنت السلطات الروسية اليوم مقتل زافادسكي في الحرب بأوكرانيا (رويترز)
قائد فرقة دبابات كانتيميروفسكايا الروسية فلاديمير زافادسكي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الوحدة في نارو فومينسك بمنطقة موسكو، روسيا، 28 يونيو 2020... أعلنت السلطات الروسية اليوم مقتل زافادسكي في الحرب بأوكرانيا (رويترز)
TT

روسيا تؤكد مقتل جنرال آخر في أوكرانيا

قائد فرقة دبابات كانتيميروفسكايا الروسية فلاديمير زافادسكي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الوحدة في نارو فومينسك بمنطقة موسكو، روسيا، 28 يونيو 2020... أعلنت السلطات الروسية اليوم مقتل زافادسكي في الحرب بأوكرانيا (رويترز)
قائد فرقة دبابات كانتيميروفسكايا الروسية فلاديمير زافادسكي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الوحدة في نارو فومينسك بمنطقة موسكو، روسيا، 28 يونيو 2020... أعلنت السلطات الروسية اليوم مقتل زافادسكي في الحرب بأوكرانيا (رويترز)

أكدت السلطات الروسية رسمياً مقتل جنرال آخر في أوكرانيا، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

قال ألكسندر جوسيف، حاكم منطقة فارونيش المتاخمة لأوكرانيا من ناحية الشرق، عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «قُتل نائب قائد الفيلق الـ 14 العسكري لأسطول بحر الشمال، الميجور جنرال فلاديمير زافادسكي، خلال العملية العسكرية الخاصة في المنطقة».

ووصف جوسيف مقتل زافادسكي عن عمر يناهز 45 عاماً «بالخسارة الفادحة».

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بمقتل زافادسكي، الأسبوع الماضي. ووفقاً لمصادر روسية، فإن ستة جنرالات لقوا حتفهم في القتال، بالإضافة إلى زافادسكي، في حين تقول أوكرانيا إن ما لا يقل عن 12 جنرالاً روسيّاً لقوا حتفهم.


القوات المسلحة البريطانية تواجه عجزاً ﺑ22 مليار دولار في تمويل المعدات

جنود من مشاة البحرية الملكية البريطانية يحملون علم بلادهم بعد المناورات العسكرية لقوات المشاة المشتركة التي تقودها المملكة المتحدة في بلدة عسكرية سوفياتية سابقة بالقرب من سكروندا (لاتفيا) في 2 يوليو 2019 (رويترز)
جنود من مشاة البحرية الملكية البريطانية يحملون علم بلادهم بعد المناورات العسكرية لقوات المشاة المشتركة التي تقودها المملكة المتحدة في بلدة عسكرية سوفياتية سابقة بالقرب من سكروندا (لاتفيا) في 2 يوليو 2019 (رويترز)
TT

القوات المسلحة البريطانية تواجه عجزاً ﺑ22 مليار دولار في تمويل المعدات

جنود من مشاة البحرية الملكية البريطانية يحملون علم بلادهم بعد المناورات العسكرية لقوات المشاة المشتركة التي تقودها المملكة المتحدة في بلدة عسكرية سوفياتية سابقة بالقرب من سكروندا (لاتفيا) في 2 يوليو 2019 (رويترز)
جنود من مشاة البحرية الملكية البريطانية يحملون علم بلادهم بعد المناورات العسكرية لقوات المشاة المشتركة التي تقودها المملكة المتحدة في بلدة عسكرية سوفياتية سابقة بالقرب من سكروندا (لاتفيا) في 2 يوليو 2019 (رويترز)

قالت هيئة مراقبة الإنفاق العام البريطانية، اليوم (الاثنين)، إن القوات المسلحة البريطانية تواجه عجزاً في تمويل المعدات يبلغ 17 مليار جنيه إسترليني (21.6 مليار دولار) على مدى العقد المقبل، وهو ما يثير قلق مسؤولي الدفاع في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقدّر مكتب التدقيق الوطني تكلفة ميزانية الأسلحة والمعدات الجديدة بمبلغ 305.5 مليار جنيه إسترليني للفترة من عام 2023 إلى عام 2033 بزيادة تقدر بنحو 16.9 مليار جنيه إسترليني عن الميزانية المحددة، وهو أكبر عجز منذ تقديم أول تقرير له في عام 2012.

وأفاد المكتب بأن ارتفاع التكاليف بشكل كبير في برامج الطاقة النووية والبحرية في ظل جهود بريطانيا في تطوير رادع نووي بديل، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم، أدى إلى زيادة الميزانية المستقبلية، ما ترتب على ذلك «تدهور ملحوظ» في الوضع المالي لوزارة الدفاع.

وأبرزت حرب روسيا مع أوكرانيا حاجة دول أوروبا إلى زيادة الإنفاق العسكري؛ إذ تعد بريطانيا حليفاً مهماً ومزوداً للمعدات العسكرية لكييف، كما أنها تستثمر في تحسين جاهزية وتأهب معداتها العسكرية وتوسيع منشآت الذخيرة.

وقال غرانت شابس وزير الدفاع البريطاني رداً على تقرير هيئة المراقبة إنه بينما تتوقع الحكومة ضغوطاً على الميزانية، فإن «الوزارة واثقة من قدرتها على التكيف في حدود الميزانية المخصصة للمعدات».

وأشار أيضاً إلى وجود سيناريوهات ستحقق وزارة الدفاع بموجبها فائضاً على مدى 10 سنوات.

وزادت الحكومة الإنفاق على المجال العسكري بمقدار إضافي يبلغ خمسة مليارات جنيه إسترليني في وقت سابق من هذا العام لترفعه إلى نحو 2.25 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام والعام المقبل بعد أن كانت نحو 2 بالمائة.

وقال شابس إن تقرير مكتب التدقيق الوطني لم يأخذ في الحسبان طموح الحكومة لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي حينما تسمح الظروف الاقتصادية.

وقال غاريث ديفيز رئيس مكتب التدقيق في بيان: «تقر وزارة الدفاع بأن تكاليف خطتها بشأن المعدات للفترة من 2023 إلى 2033 باهظة».

وأشار المكتب إلى أن القرارات المتعلقة بإلغاء أو تقليص المشاريع التي من المحتمل اعتبار أنها «باهظة التكاليف»، لا ينبغي تأجيلها لأن ذلك قد يؤدي إلى «ضعف القيمة مقابل المال».

وقال مكتب التدقيق الوطني إن عجز الميزانية قد يكون أعلى من المبلغ المُقدر؛ لأن خطة المعدات التي درسها لا تشمل تكاليف تطوير إمكانات جديدة أو تمديد عمر بعض المعدات كالمركبات القتالية مثل «واريور» و«تشالنجر 2».


منفّذ الهجوم بالسكين في باريس بايع تنظيم «داعش»

رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن (الثانية من اليسار) تترأس اجتماعاً بعد يوم من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في هجوم بسكين في باريس في 3 ديسمبر 2023... وفتح المدعون الفرنسيون تحقيقاً في «مؤامرة إرهابية» بعد أن قام رجل معروف لدى السلطات بأنه متطرف بطعن سائح حتى الموت وإصابة شخصين آخرين في وسط باريس في نهاية الأسبوع قبل إلقاء القبض عليه (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن (الثانية من اليسار) تترأس اجتماعاً بعد يوم من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في هجوم بسكين في باريس في 3 ديسمبر 2023... وفتح المدعون الفرنسيون تحقيقاً في «مؤامرة إرهابية» بعد أن قام رجل معروف لدى السلطات بأنه متطرف بطعن سائح حتى الموت وإصابة شخصين آخرين في وسط باريس في نهاية الأسبوع قبل إلقاء القبض عليه (أ.ف.ب)
TT

منفّذ الهجوم بالسكين في باريس بايع تنظيم «داعش»

رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن (الثانية من اليسار) تترأس اجتماعاً بعد يوم من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في هجوم بسكين في باريس في 3 ديسمبر 2023... وفتح المدعون الفرنسيون تحقيقاً في «مؤامرة إرهابية» بعد أن قام رجل معروف لدى السلطات بأنه متطرف بطعن سائح حتى الموت وإصابة شخصين آخرين في وسط باريس في نهاية الأسبوع قبل إلقاء القبض عليه (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن (الثانية من اليسار) تترأس اجتماعاً بعد يوم من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في هجوم بسكين في باريس في 3 ديسمبر 2023... وفتح المدعون الفرنسيون تحقيقاً في «مؤامرة إرهابية» بعد أن قام رجل معروف لدى السلطات بأنه متطرف بطعن سائح حتى الموت وإصابة شخصين آخرين في وسط باريس في نهاية الأسبوع قبل إلقاء القبض عليه (أ.ف.ب)

قال المدعي العام الفرنسي في قضايا مكافحة الإرهاب جان-فرنسوا ريكار (الأحد) إن منفذ الهجوم قرب برج إيفل (السبت) الذي قتل فيه سائحاً ألمانياً - فلبينياً طعناً، في حين أصيب شخصان آخران، بايع تنظيم «داعش» في شريط مصور قبل تنفيذ العملية.

الشرطة الفرنسية في موقع الحادث وسط العاصمة باريس (إ.ب.أ)

وأوضح ريكار خلال مؤتمر صحافي أن المنفذ أرمان رجابور مياندواب، وهو فرنسي من أصل إيراني يبلغ السادسة والعشرين، تكلم بالعربية في الشريط المصور وأعلن «دعمه للجهاديين الذين ينشطون في مناطق مختلفة».

وأوضح أن «الفيديو بُث خصوصاً على حسابه على منصة (إكس)» الذي فتحه في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) وتضمن «عدة منشورات حول (حماس) وغزة وفلسطين عموماً».

والمشتبه به معروف بتطرفه ومعاناته اضطرابات وسبق أن حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى «عصابة أشرار بغية التحضير لعمل إرهابي» في عام 2016 في حي لا ديفانس للأعمال في غرب باريس. وقد خرج من السجن في 2020 بعدما أمضى أربع سنوات وراء القضبان.

ضابط شرطة يقف حارساً في مكان حادث طعن في باريس (أ.ف.ب)

وقد ردد «الله أكبر» عند حصول الوقائع وقال إنه «يحمل حزاماً ناسفاً» بحسب المدعي العام الذي أشار إلى أن القتيل البالغ 23 عاماً «تلقى ضربتي مطرقة وأربع طعنات». ولا يزال المنفذ موقوفاً على ذمة التحقيق (الأحد).

وإلى جانب المنفذ، أوقف ثلاثة أشخاص آخرين احترازاً ينتمون إلى عائلته أو أوساطه على ما أوضح ريكار.

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في أكتوبر الماضي «بسبب انطوائه على نفسه».

وجرت الأحداث (السبت) قرابة الساعة 21:00 (22:00 ت.غ) في الموقع السياحي القريب من جسر بئر حكيم الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

في بادئ الأمر طعن المهاجم سائحاً يبلغ 23 عاماً يحمل الجنسيتين الألمانية والفلبينية، من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وهما فرنسي يبلغ 60 عاماً وبريطاني يبلغ 66 عاماً وأصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وقد سيطرت عليه القوى الأمنية بواسطة مسدس كهربائي بُعيد الهجوم وحُبس في مكاتب دائرة مكافحة الإرهاب في باريس. وفُتح تحقيق بتهمة «الاغتيال ومحاولة الاغتيال على علاقة بمخطط إرهابي» و«الانتماء إلى عصابة أشرار إرهابية لتنفيذ جرائم على أفراد».

اضطرابات نفسية

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في أكتوبر الماضي «بسبب انطوائه على نفسه»، مشيراً إلى أن المنفذ «ينتمي إلى عائلة ليس لها التزام ديني»، لكنه اعتنق الإسلام في سن الثامنة عشرة في 2015 وسلك «سريعاً جداً» طريق «الآيديولوجيا الجهادية».

وسيعكف المحققون الآن على درس المتابعة الطبية التي تلقاها المنفذ «غير المستقر بتاتاً والذي يسهل التأثير عليه».

وقال مصدر في الشرطة في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هل تمت مراقبته طبياً كما كان ينبغي؟ هذا سؤال يطرح نفسه».

وأوضح وزير الصحة أوريليان روسو (الأحد) أنه أُخضع «لمتابعة» نفسية من دون أن يدخل المستشفى.

وفي فرنسا نحو 5200 شخص معروفين بالتطرف، بينهم 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقاً لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 بالمائة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (أ.ف.ب)

وفي ختام اجتماع حكومي، طالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مساء الأحد بتمكين السلطات من «فرض علاج» على أي شخص يسلك طريق التطرف ويخضع لمتابعة بسبب اضطرابات نفسية لتجنب وقوع هجمات كهذه.

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن «صدمته» غداة الهجوم، كاتباً على منصة «إكس»: «أنا مصدوم جرّاء الهجوم الإرهابي في باريس الذي قُتل على أثره ألماني وأُصيب عدة أشخاص».

وأضاف: «أفكارنا مع الجرحى وعائلات الضحايا وأصدقائهم. يسلّط ذلك الضوء مجدداً على الأسباب التي يجب أن نحارب من أجلها الكراهية والإرهاب».

وندّدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بالواقعة التي وصفتها بأنها «جريمة شنيعة».

وأتى الهجوم بعد أقل من شهرين على هجوم وقع في أراس شمال فرنسا وأودى بحياة مُدرّس. ووُضعت فرنسا في حال تأهّب تحسباً لـ«هجوم وشيك»، وقررت الحكومة نشر 7 آلاف جندي في الداخل بعد هجوم أراس الذي وقع منتصف أكتوبر، وفي مواجهة خطر انعكاس الحرب بين إسرائيل و«حماس» توتراً على أراضيها.


أوكرانيا تشن هجوماً بطائرات مسيَّرة على مستودع للنفط في لوغانسك

جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة دونيتسك الأوكرانية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة دونيتسك الأوكرانية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تشن هجوماً بطائرات مسيَّرة على مستودع للنفط في لوغانسك

جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة دونيتسك الأوكرانية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة دونيتسك الأوكرانية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

ذكرت وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي)، اليوم (الاثنين)، نقلاً عن السلطات التي عينتها روسيا في مدينة لوغانسك الأوكرانية أن القوات الأوكرانية شنت هجوماً الليلة الماضية باستخدام طائرات مقاتلة مسيَّرة على مستودع للنفط في المدينة التي تسيطر عليها موسكو.

وأفادت الوكالة أنه جرى إخماد النيران التي اندلعت عقب الهجوم ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

قالت القوات الجوية الأوكرانية، في وقت سابق اليوم، إن روسيا هاجمت أوكرانيا خلال الليل باستخدام 23 طائرة مسيَّرة وصاروخ «كروز» واحد، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت الصاروخ و18 مسيَّرة قبل بلوغ أهدافها. وذكرت القوات الجوية عبر تطبيق «تلغرام» أنها نشرت أنظمة الدفاع المضاد للطائرات في تسع مناطق على الأقل بأوكرانيا. ولم تقدم القوات الجوية الأوكرانية تفاصيل بشأن مصير الطائرات المسيَّرة التي لم تُدمر أو عما إذا كان الهجوم تسبب في وقوع أي أضرار.