موسكو تطلق أوسع تدريبات بحرية في أقصى الشرق الروسي

هجمات واسعة متبادلة بالمسيرات وأوكرانيا تعلن إحراز تقدم باتجاه باخموت

إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)
إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)
TT

موسكو تطلق أوسع تدريبات بحرية في أقصى الشرق الروسي

إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)
إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)

بالتزامن مع تبادل هجمات واسعة النطاق بين القوات الروسية والأوكرانية، استخدم خلالها الطرفان المسيّرات وأنظمة صاروخية من طرازات عدة، أطلقت موسكو الاثنين أوسع عرض لعضلاتها العسكرية البحرية في منطقة الشمال الشرقي بمشاركة آلاف العسكريين وعشرات القطع التابعة لأسطول المحيط الهادي.

وتجنبت وزارة الدفاع الروسية توضيح ما إذا كانت التدريبات التي وصفت بأنها الأوسع في المنطقة منذ سنوات، تشكل جزءاً من عملية تدريبية مخططة سابقة، أم أنها مناورات مفاجئة لفحص جاهزية القوات البحرية في المنطقة، على غرار سلسلة تدريبات أجرتها روسيا أخيراً، في مناطق عدة.

إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)

ونشرت الوزارة مقاطع فيديو، وصوراً تظهر انطلاق «التدريبات التكتيكية» وفق وصفها، وقالت في بيان إن أسطول المحيط الهادي بدأ «مناورات واسعة بمشاركة 50 غواصة وسفينة، تدربت فيها الطواقم المشاركة على حماية الطريق البحرية الشمالية عبر بحر بيرينغ بين كتلتي أوراسيا والأميركيتين». وكان اللافت أنه «تم خلال المناورات إطلاق صواريخ مجنحة من أنواع (فولكان) و(غرانيت) و(أونيكس) على أهداف تحاكي مجموعة من سفن العدو المفترض في بحر بيرينغ».

ووفقا للمعطيات المنشورة، يشارك نحو 10 آلاف عسكري روسي في التدريبات التي حملت تسمية «فينال 2023» وهو أضخم عدد يشارك في مناورات مماثلة خلال السنوات الأخيرة. ووفقاً للمعطيات، تعمل القوات الجوية الروسية خلال المناورات ليس فقط على مواجهة هجوم من عدو افتراضي، إذ تخوض تدريبات أيضاً لمواجهة الظروف الطبيعية المتقلبة، ومعرفة مدى تأثيراتها على حركة السفن واستعدادها القتالي.

إطلاق صاروخ خلال المناورات البحرية الروسية الاثنين (رويترز)

الوضع الميداني

على صعيد آخر، أُعلن في موسكو، صباح الاثنين، أن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف زار خطوط التماس بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين، في زيارة نادرة للسياسي المتشدد الذي دعا أكثر من مرة إلى حسم سريع للمعارك باستخدام أسلحة غير تقليدية. ووفقاً للبيان، فقد تجول مدفيديف في ميدان تدريب الجنود المتعاقدين في دونيتسك على خط متقدم في الجبهة.

ميدانياً، أعلنت موسكو أنها واجهت هجوماً ضخماً بالمسيّرات استهدف منطقة القرم ومحيط العاصمة الروسية، وقالت وزارة الدفاع إنها «أحبطت هجوماً استخدمت فيه القوات الأوكرانية عشرات المسيرات». وأسقطت الدفاعات الروسية خلال اليوم الماضي وفقاً لمعطيات الوزارة 27 طائرة مسيرة أوكرانية. وأفاد البيان بأن الهجوم وقع فجر (الاثنين)، مؤكداً أن الدفاعات الروسية أسقطت عدة طائرات مسيّرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها وفي أجواء منطقة موسكو، وأيضاً فوق بيلغورود وفورونيغ القريبتين من الحدود مع أوكرانيا.

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف يقلد جندياً ميدالية على خطوط في 15 سبتمبر الحالي (أ.ب)

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه تم «توجيه ضربة صاروخية مكثفة ليلة الاثنين استهدفت مستودعات لصواريخ (ستورم شادو) البريطانية ومخازن ذخيرة تحتوي على اليورانيوم المنضب في أوكرانيا». وحول الوضع على خطوط التماس، قالت الوزارة في إيجازها، الاثنين، إن القوات الروسية صدت خلال الـ24 ساعة الماضية هجومين شنتهما قوات كييف على محور كراسني ليمان في دونيتسك، وتمكنت من القضاء على حوالي 50 جندياً أوكرانياً.

في المقابل، أفادت صحيفة «زركالو نيديلي» الأوكرانية بأن عدداً من الانفجارات هزّت مدينة إسماعيل التابعة لمقاطعة أوديسا، وتعرض ميناء أوديسا بعد مرور وقت قصير لهجمات مماثلة استخدمت خلالها أنظمة صاروخية وطائرات مسيرة.

دبابة روسية مدمرة على خطوط القتال (أ.ب)

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الاثنين إن دفاعاتها أسقطت 18 طائرة مسيرة و17 صاروخ كروز في هجوم شنته روسيا على أراضيها. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، في منشور على تطبيق «تلغرام» أن روسيا أطلقت 24 طائرة مسيرة على منطقتي أوديسا وميكولايف بجنوب أوكرانيا خلال الليل. وأضافت أنه تم تدمير جميع الصواريخ السبعة عشر فوق مناطق دنيبروبتروفسك وبولتافا وخميلنيتسكي.

وأكدت أوكرانيا لاحقا أنها استعادت من القوات الروسية خلال الأسبوع الماضي سبعة كيلومترات مربّعة من الأراضي في جنوب وشرق البلاد بعد تحرير قريتين بالقرب من مدينة باخموت المدمرة في الشرق، في إطار الهجوم المضاد الذي تشنّه منذ أشهر. وكثفت القوات الأوكرانية التي باشرت في مطلع يونيو (حزيران) هجوماً مضاداً لا يخلو من صعوبات على الخطوط الروسية المحصنة، عملياتها على مدى الأسبوعين الماضيين، واستعادت قرية روبوتيني في الجنوب، ثم قرية أندرييفكا في الشرق. ويوم الأحد، استعادت قرية كليتشتشيفكا المجاورة بعد أشهر من القتال. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار قولها لوسائل الإعلام: «تمّ تحرير كيلومترَين مربّعين في قطاع باخموت» خلال الأسبوع الماضي و«5.2 كيلومتر مربع من الأراضي» في الجنوب، حيث تتمحور العمليات حول استعادة قرية فربوفيه. وعقّب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة «إكس» بقوله: «محاربونا، أبطالنا على الخطوط الأمامية. أنا فخور بكل واحد منهم. وأنا ممتن لكل لواء على ما يبديه من بأس!».

جندي أوكراني يرمي قنينة ماء باتجاه رفيق له مصاب داخل خندق

إلى ذلك، قررت الحكومة الأوكرانية يوم الاثنين إقالة ستة نواب لوزير الدفاع بعد تعيين وزير جديد هذا الشهر. ولم تذكر الحكومة سبب الإقالة. ومن بين من أقالتهم الحكومة هانا ماليار التي كانت تقدم إفادات متكررة بشأن أحداث المواجهات في الحرب مع روسيا. وكانت أوكرانيا قد عينت رستم عمروف وزيراً جديداً للدفاع قبل أقل من أسبوعين ليحل محل أوليكسي رزنيكوف. وتلاحق الوزارة اتهامات بالفساد وردت في وسائل الإعلام، بينما كان رزنيكوف في منصبه على الرغم من عدم توجيه اتهامات له شخصيا بالفساد.

محكمة لاهاي

طالبت روسيا محكمة العدل الدولية في لاهاي، الاثنين، بإسقاط ما قالت إنها قضية «معيبة بشكل ميؤوس منه» تتحدى حجة موسكو بأن غزوها لأوكرانيا حدث لمنع إبادة جماعية. ويتواجه البلدان بعد شكوى رفعتها أوكرانيا تتهم فيها روسيا بالاستناد إلى ادّعاءات كاذبة بوقوع إبادة جماعية في الشرق الأوكراني، لتبرير غزو أراضيها في 2022. وقال وكيل روسيا لدى المحكمة، جينادي كوزمين، في بداية الجلسة، الاثنين، إن «أوكرانيا تصر على عدم حدوث إبادة جماعية». وتابع كوزمين، وهو أول دبلوماسي روسي يخاطب المحكمة في هذه القضية: «هذا وحده ينبغي أن يكون كافياً لرفض القضية. لأنه بحسب اختصاص المحكمة، إذا لم تكن هناك إبادة جماعية فلا يمكن أن يكون هناك انتهاك لاتفاقية منع الإبادة الجماعية». وخلص كوزمين إلى أن «الموقف القانوني لأوكرانيا معيب بشكل ميؤوس منه ويتعارض مع اختصاصات هذه المحكمة»، ودعا القضاة إلى رفض القضية.

وتتجاهل روسيا حتى الآن أوامر محكمة العدل الدولية بوقف عملياتها العسكرية، وليس لدى المحكمة أي وسيلة لفرض تنفيذ قراراتها، لكن خبراء يقولون إنه قد تكون لذلك آثار على دفع تعويضات بعد الحرب. وهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها ممثل روسي المحكمة في هذه القضية. وكانت روسيا قد رفضت في بادئ الأمر حضور جلسات المحكمة للنظر في القضية، مشيرة إلى أنها لم تُمنح الوقت الكافي لإعداد مرافعاتها.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا قلقة من وقف المساعدات الأميركية

أوروبا جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)

أوكرانيا قلقة من وقف المساعدات الأميركية

أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة؛ بسبب القلق الذي أصابها في أعقاب حذف بنود دعم كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف - واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

الرئيس الأوكراني: لا شيء سيضعف عزمنا على قتال روسيا

قال الرئيس الأوكراني إنه لا يوجد شيء من شأنه أن يضعف معركة بلاده ضد روسيا، وذلك غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون تمويل أغفل المساعدة لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل قمرة قيادة طائرة إف 16 في الدنمارك (أرشيفية)

بايدن يؤكد أن واشنطن لن تتخلى عن أوكرانيا

أعلنت أوكرانيا أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة في أعقاب توصل الكونغرس إلى اتفاق تمويل للحكومة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يستقبل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يتعهد بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى كييف (الأحد) إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدات العسكرية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف (أ.ب)

ميدفيديف: قوات التدريب البريطانية في أوكرانيا قد تكون أهدافاً مشروعة

قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف اليوم الأحد، إن الجنود البريطانيين الذين يقومون بتدريب القوات الأوكرانية سيكونون أهدافاً مشروعة للقوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أول بعثة أممية إلى كاراباخ منذ عقود لتقييم الاحتياجات الإنسانية

قافلة طويلة من السيارات التي تُقلّ فارّين من كاراباخ تنتظر عبور الحدود إلى أرمينيا في 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
قافلة طويلة من السيارات التي تُقلّ فارّين من كاراباخ تنتظر عبور الحدود إلى أرمينيا في 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

أول بعثة أممية إلى كاراباخ منذ عقود لتقييم الاحتياجات الإنسانية

قافلة طويلة من السيارات التي تُقلّ فارّين من كاراباخ تنتظر عبور الحدود إلى أرمينيا في 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
قافلة طويلة من السيارات التي تُقلّ فارّين من كاراباخ تنتظر عبور الحدود إلى أرمينيا في 28 سبتمبر (أ.ف.ب)

وصلت بعثة تابعة للأمم المتحدة، أمس (الأحد)، إلى كاراباخ، لتكون الأولى منذ 3 عقود، وفق ما أعلنت باكو، بعدما غادر جميع السكان الأرمن تقريباً منذ أن استعادت أذربيجان السيطرة على الإقليم الانفصالي. وأفاد ناطق باسم الرئاسة الأذربيجانية بأن «بعثة أممية وصلت إلى كاراباخ صباح الأحد»، لتقييم الاحتياجات الإنسانية خاصة.

وجاء هذا التطور بعدما وافق الانفصاليون الأرمن الذين سيطروا على كاراباخ لمدة 3 عقود، على تسليم أسلحتهم وحل حكومتهم، الأسبوع الماضي، إثر هجوم خاطف شنته قوات باكو.

وبدد اتفاق السلطات الانفصالية في كاراباخ حلم الأرمن منذ قرون بإعادة توحيد ما يعدونه أراضي أسلافهم المقسمة بين قوى إقليمية منذ العصور الوسطى. وفي المجموع، أُفيد عن مقتل نحو 600 شخص في أعقاب الهجوم العسكري. وأدَّت المعارك إلى مقتل نحو 200 جندي من كل جانب. وبات إقليم كاراباخ على وشك أن يُفرغ من سكانه البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة، مما أثار أزمة لاجئين.

وأعلنت رئاسة أذربيجان أن فريقاً تابعاً لسلطات الهجرة الأذربيجانية بدأ العمل في خانكندي (ستيباناكرت بالأرمنية)، كبرى مدن كاراباخ، لتسجيل مَن بقي مِن السكان الأرمن من أجل ضمان «إعادة دمجهم بشكل مستدام... في المجتمع الأذربيجاني».

وأمس، دعت السفيرة الأرمينية لدى فرنسا، هاسميك تولماجيان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تأمين «ظروف لائقة» لعودة اللاجئين الأرمن إلى كاراباخ. وطالبت أيضاً بفرض عقوبات في وقت «يُظهِر تاريخ الإنسانية أن الإفلات من العقاب يسهّل تكرار الجريمة».


أوكرانيا قلقة من وقف المساعدات الأميركية

جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)
جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)
TT

أوكرانيا قلقة من وقف المساعدات الأميركية

جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)
جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة؛ بسبب القلق الذي أصابها في أعقاب حذف بنود دعم كييف من الاتفاق الذي توصّل إليه الكونغرس بشأن تمويل الحكومة الأميركية تفادياً لإغلاق المؤسسات الفيدرالية في الولايات المتحدة.

وتبنى مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان، مساء السبت، إجراء طارئاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفيدرالية الأميركية مؤقتاً لمدة 45 يوماً، مع تأجيل النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، التي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية. وأتى تجميد المساعدات لأوكرانيا في الإنفاق الأميركي بضغط من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو، أمس، إن «الحكومة الأوكرانية تعمل الآن بفاعلية مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل القرار الجديد، بشأن الميزانية الأميركية الذي سيتم صوغه خلال الأيام الـ45 المقبلة، موارد جديدة لدعم أوكرانيا». وأشار إلى أن «الوضع بشأن الميزانية المؤقتة للولايات المتحدة لن يوقف تدفق المساعدات التي سبق الإعلان عنها».

من جانبه، رحّب بايدن باتفاق تجنب الإغلاق الحكومي الأميركي، لكنه دعا الكونغرس إلى الموافقة سريعاً على استئناف المساعدات لأوكرانيا بعد استثنائها من الاتفاق. وقال بايدن في بيان: «أتوقع تماماً أن يحافظ رئيس مجلس النواب (كيفن مكارثي) على التزامه تجاه شعب أوكرانيا، ويضمن تمرير الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة».

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا، مع دعم عسكري تجاوزت قيمته 40 مليار دولار. إلا أن دعم أوكرانيا بات موضع انقسام سياسي داخلي في الولايات المتحدة بين إدارة بايدن الديمقراطية والحزب الجمهوري، لا سيما مع تحضر البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.


لندن تخصص 4 مليارات جنيه لغواصاتها الهجومية الجديدة «أوكوس»

وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال كشفه النقاب عن الغواصات الجديدة (أ.ف.ب)
وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال كشفه النقاب عن الغواصات الجديدة (أ.ف.ب)
TT

لندن تخصص 4 مليارات جنيه لغواصاتها الهجومية الجديدة «أوكوس»

وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال كشفه النقاب عن الغواصات الجديدة (أ.ف.ب)
وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال كشفه النقاب عن الغواصات الجديدة (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة البريطانية، أمس الأحد، أنها أبرمت عقودا بقيمة 4 مليارات جنيه استرليني (4,6 مليار يورو) مع عدد من المجموعات، بينها "بي إيه إي سيستمز"، لتمويل مرحلة جديدة من مشروع الغواصة الهجومية من الجيل الجديد "إس إس إن - أوكوس".

وتشكل هذه العقود التي تشمل أيضا المجموعتين البريطانيتين "رولز رويس" و"بابكوك"، جزءا من تحالف "أوكوس" العسكري المبرم بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة لمواجهة الطموحات الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وخلال كشفه النقاب عن هذه الخطوة الجديدة في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر، قال وزير الدفاع غرانت شابس إن "هذه الغواصات ستعزز البحرية الملكية بهدف الحفاظ على تفوقنا الاستراتيجي تحت البحار".

كان الزعماء الأميركي والبريطاني والأسترالي كشفوا في آذار (مارس) الماضي إطلاق هذا البرنامج المشترك للغواصات العاملة بالطاقة النووية (لكن من دون أسلحة نووية على متنها). وأشاد رئيس الوزراء البريطاني وقتذاك بـ"اتفاقية الدفاع المتعددة الأطراف الأكثر أهمية منذ أجيال".

في بيان منفصل، قالت مجموعة "بي إيه إي سيستمز" إن "إس إس إن - أوكوس" المستقبلية "ستكون أكبر وأقوى وأكثر الغواصات تقدما" المقدمة إلى البحرية الملكية، وتهدف إلى "استبدال (نموذج) أستوت". وأشارت مجموعة الدفاع البريطانية إلى أن هذا الاستثمار الحكومي سيشمل "توظيف أكثر من خمسة آلاف شخص" في موقعها في بارو-إن-فورنيس بشمال إنكلترا.

ومن المقرر تسليم النماذج الأولى من هذه الغواصة في نهاية ثلاثينات القرن الحالي. والغواصات العاملة بالطاقة النووية يصعب اكتشافها ويمكنها عبور مسافات كبيرة لفترات طويلة من الزمن، وهي قادرة على حمل صواريخ كروز متطورة.


الرئيس الأوكراني: لا شيء سيضعف عزمنا على قتال روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الأوكراني: لا شيء سيضعف عزمنا على قتال روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب يوم الأحد، إنه لا يوجد شيء من شأنه أن يضعف معركة بلاده ضد روسيا، وذلك غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون تمويل مؤقت أغفل المساعدة لأوكرانيا.

ولم يتناول زيلينسكي، في خطاب مسجل بمناسبة عطلة يوم المدافعين، التصويت في الكونغرس مباشرة، لكنه أكد مجدداً تصميمه على القتال حتى النصر.

وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن «يوقف» استقرار أوكرانيا وقدرتها على التحمل وقوتها وشجاعتها. وأضاف أن أوكرانيا لن تتوقف عن المقاومة والقتال إلا في يوم النصر. وتابع، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز»: «ومع اقترابنا منه كل يوم، نقول: سنقاتل مهما كلف الأمر».

وقال وزير الدفاع رستم عمروف، بشكل منفصل، إنه تلقى تطمينات بشأن المزيد من المساعدات العسكرية خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن.

وكتب، في منشور على موقع «إكس» («تويتر» سابقاً)، مستخدماً الأعلام بدلاً من أسماء البلدان، «أكد لي الوزير أوستن أن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيستمر» وأن «المحاربين الأوكرانيين سيستمرون في الحصول على دعم قوي في ساحة المعركة».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن كييف تعمل مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل قرار الميزانية الجديد أموالاً لكييف، وأن يظل الدعم الأميركي قائماً.

من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأحد، إن الجمهوريين تعهدوا بتقديم المساعدة لأوكرانيا من خلال تصويت منفصل، وإن الدعم الأميركي لا يمكن أن ينقطع «تحت أي ظرف من الظروف».

وسعى المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليج نيكولينكو أيضا إلى طمأنة الأوكرانيين بشأن الدعم الأميركي المستقبلي في تعليقات على فيسبوك، مشددا على أن الأموال التي حصلت على موافقة مسبقة لن تتأثر.


أوكرانيا تخشى تعطل المساعدات الأميركية بعد اتفاق الكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
TT

أوكرانيا تخشى تعطل المساعدات الأميركية بعد اتفاق الكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا يوم الأحد أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة بسبب القلق الذي أصابها في أعقاب حذف بنود دعم كييف من الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس بشأن تمويل الحكومة الأميركية تفادياً لإغلاق المؤسسات الفيدرالية في الولايات المتحدة.

وتبنى مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان مساء السبت إجراء طارئاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفيدرالية الأميركية مؤقتاً لمدة 45 يوماً، مع تأجيل النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، والتي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية. وأتى تجميد المساعدات لأوكرانيا في الإنفاق الأميركي بضغط من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو يوم الأحد إن «الحكومة الأوكرانية تعمل الآن بفاعلية مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل القرار الجديد بشأن الميزانية الأميركية الذي سيتم صوغه خلال الأيام الـ45 المقبلة، موارد جديدة لدعم أوكرانيا». وأشار إلى أن «الوضع بشأن الميزانية المؤقتة للولايات المتحدة لن يوقف تدفق المساعدات التي سبق الإعلان عنها».

زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي قال هو الآخر: «الكونغرس تحت سيطرة الجمهوريين لن يقدم شيكاً على بياض لأوكرانيا» (أ.ف.ب)

من جانبه، رحّب بايدن باتفاق تجنب الإغلاق الحكومي الأميركي، لكنه دعا الكونغرس إلى الموافقة سريعاً على مساعدات لأوكرانيا بعد استثنائها من الاتفاق. وقال بايدن في بيان: «أتوقع تماماً أن يحافظ رئيس مجلس النواب (كيفن مكارثي) على التزامه تجاه شعب أوكرانيا، ويضمن تمرير الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة».

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا مع دعم عسكري تجاوزت قيمته 40 مليار دولار. إلا أن دعم أوكرانيا بات موضع انقسام سياسي داخلي في الولايات المتحدة بين إدارة بايدن الديمقراطية والحزب الجمهوري، لا سيما مع تحضر البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.

وتعوّل كييف بشكل أساسي على المساعدات الغربية لمواجهة الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022. واستضافت أوكرانيا قبل أيام منتدى سعت من خلاله لجذب صانعي الأسلحة الغربية لإقامة مصانع إنتاج على أراضيها، في ظل مخاوف من تراجع الدعم الغربي مع إطالة أمد الحرب ضد روسيا.

جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)

إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى كييف، يوم الأحد، إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدات العسكرية، ووعد بدعم مستمر من الاتحاد الأوروبي لها. وقال في بيان نُشر على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات وتحتاج إليها بشكل أسرع». وأضاف أنه بحث تقديم «مساعدة عسكرية مستمرة من الاتحاد الأوروبي» خلال أول اجتماع له مع وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف. وأردف بوريل قائلاً: «نعد التزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا». وقالت وكالة الدفاع الأوروبية، رداً على أسئلة لـ«رويترز»، إن سبع دول من الاتحاد الأوروبي تقدمت بطلبات لشراء ذخيرة بموجب خطة لإيصال قذائف مدفعية تحتاجها أوكرانيا بشدة وتجديد المخزونات الغربية المستنفدة.

من جهة أخرى، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، مجدداً إلى ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وخلال فعالية انتخابية لـ«حزب الخضر» في ولاية بافاريا، قالت الرئيسة السابقة للحزب يوم الأحد إن من واجب ألمانيا هو «أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عندما تنتهي هذه الحرب المخيفة في نهاية المطاف». وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن توسيع نطاق الاتحاد الأوروبي مسألة في يد ألمانيا. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا كانت قدمت طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الثامن والعشرين من فبراير 2022 أي بعد أربعة أيام من بدء الغزو الروسي لأراضيها. وكانت أوكرانيا حصلت على صفة مرشح للانضمام للتكتل في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) من العام الماضي.


هجوم إلكتروني يعطل موقع العائلة الملكية البريطانية

الملك تشارلز وزوجته كاميلا (يمين) وشقيقته الأميرة آن خلال فعالية في أسكوتلندا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الملك تشارلز وزوجته كاميلا (يمين) وشقيقته الأميرة آن خلال فعالية في أسكوتلندا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

هجوم إلكتروني يعطل موقع العائلة الملكية البريطانية

الملك تشارلز وزوجته كاميلا (يمين) وشقيقته الأميرة آن خلال فعالية في أسكوتلندا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الملك تشارلز وزوجته كاميلا (يمين) وشقيقته الأميرة آن خلال فعالية في أسكوتلندا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

تعطل الموقع الإلكتروني للعائلة الملكية البريطانية مؤقتاً بسبب هجوم إلكتروني، اليوم الأحد، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر في قصر باكنغهام.

وشهد الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة في بريطانيا هجوماً من نوع حجب الخدمة؛ حيث تنهال طلبات من عدد كبير من أجهزة الكومبيوتر على موقع إلكتروني في محاولة لإرباكه.

وقالت المصادر إن الهجوم الذي وقع في الصباح تم صده بنجاح من قبل خبراء تكنولوجيا المعلومات، وبحلول وقت مبكر من بعد الظهر كان موقع «رويال. يو كي» متاحاً مرة أخرى.

شهد الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة في بريطانيا هجوماً من نوع حجب الخدمة

وذكرت مصادر لصحيفة «تلغراف» أن الموقع ظل معطلاً لنحو ساعة ونصف ساعة، قبل أن يعود للعمل مرة أخرى.

ولم تحدث أي عملية اختراق للموقع أو الوصول لمحتواه في أي وقت، وفقاً للمصادر. ولم يتضح في البداية من يقف وراء الهجوم الإلكتروني.

وذكر موقع «سكاي نيوز» أن مجموعة من المخترقين الروس تطلق على نفسها اسم «كيلنت» تبنت الهجوم عبر قناتها على تطبيق «تلغرام» لكن لم يتم التأكد من صحة هذا الادعاء.


الاتحاد الأوروبي يتعهد بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يستقبل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يستقبل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يتعهد بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يستقبل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يستقبل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى كييف (الأحد) إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدات العسكرية، ووعد بدعم مستمر من الاتحاد الأوروبي لها.

ووفق «رويترز»، قال بوريل في بيان نُشر على منصة «إكس»، (تويتر سابقاً): «أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الإمكانات، وتحتاج إليها بشكل أسرع».

وأضاف أنه بحث تقديم مساعدة عسكرية مستمرة من الاتحاد الأوروبي خلال أول اجتماع له مع وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.

وأردف بوريل قائلاً: «نعد التزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا».

ومن جانبها، قالت وكالة الدفاع الأوروبية هذا الأسبوع، رداً على أسئلة لـ«رويترز»، إن 7 دول من الاتحاد الأوروبي تقدمت بطلبات لشراء ذخيرة بموجب خطة لإيصال قذائف مدفعية تحتاج إليها أوكرانيا بشدة وتجديد المخزونات الغربية المستنفدة.


نحو مليون شخص يشاركون في أكبر تظاهرة معارضة للحكومة البولندية

TT

نحو مليون شخص يشاركون في أكبر تظاهرة معارضة للحكومة البولندية

شارك نحو مليون شخص في التظاهرة التي دعت إليها المعارضة البولندية (رويترز)
شارك نحو مليون شخص في التظاهرة التي دعت إليها المعارضة البولندية (رويترز)

شارك نحو مليون شخص في تظاهرة دعت إليها المعارضة البولندية (الأحد) وسط العاصمة وارسو، ضد الحكومة الشعبوية القومية قبل 15 يوماً من الانتخابات التشريعية، وفق ما أكدت بلدية العاصمة.

وقالت مونيكا بوث المتحدثة باسم بلدية المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذه قطعاً أكبر تظاهرة في تاريخ وارسو».

من جانبهم، أكد منظمو التظاهرة في وقت سابق أن مئات آلاف البولنديين شاركوا فيها.

وفي مستهل المسيرة، قال رئيس الوزراء السابق والرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد توسك الذي أصبح زعيم كتلة «المنصة المدنية الوسطية»: «عندما أرى مئات الآلاف من الوجوه المبتسمة أشعر بأن لحظة حاسمة في تاريخ وطننا مقبلة».

وهدفت التظاهرة إلى حشد الناس من أنحاء البلاد التي يحكمها القوميون منذ 8 سنوات.

وانطلقت «مسيرة المليون قلب»، كما سماها توسك، في العاشرة صباحاً بتوقيت غرينيتش، وضاقت الشوارع الرئيسية في وسط العاصمة بحشود مكتظة.

وأكد توسك أنها تمثّل «أحد أكبر الأحداث» في تاريخ بولندا الحديث، وستكون إحدى «أكبر التظاهرات في أوروبا في السنوات الأخيرة».

وكان رئيس الوزراء السابق قد صرّح الخميس خلال اجتماع عام في إلبلنغ (شمال) متحدثاً عن حزب «القانون والعدالة الحاكم»: «لن يخيفونا، ولن يجبرونا على الصمت، من الضروري أن ترى بولندا بأكملها أنه لم يعد أحد يخشاهم».

وينظّم الحزب الحاكم (الأحد) تجمعاً حاشداً في مدينة كاتوفيتشي الجنوبية.

وفي وارسو، أعرب المتظاهرون عن رفضهم مواقف السلطات ملوحين بالأعلام البولندية والأوروبية وواضعين على ملابسهم صورة قلب صغير أبيض وأحمر وهو رمز تحالف الوسط.

دونالد توسك رئيس الوزراء البولندي السابق (أ.ف.ب)

وأكد المتظاهر كازيميرز فيغزال أنه جاء إلى العاصمة من جنوب غربي بولندا في رحلة استغرقت 7 ساعات.

وقال الرجل البالغ 65 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد سئمنا ما نشهده اليوم، لقد جرى تقليص حريتنا، نريد الديمقراطية لأبنائنا وأحفادنا».

ومن المقرر أن يلقي زعماء المعارضة خطابات في نهاية المسيرة.

وكان الرئيس الأسبق والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1983، ليخ فاوينسا، قد أعلن مشاركته.

«لم يُحسم أي شيء»

رغم صراعاته الكثيرة مع الاتحاد الأوروبي واتهامه بتقويض دولة القانون، يحتفظ حزب «القانون والعدالة» بزعامة ياروسلاف كاتشينسكي بتقدّم مريح في استطلاعات الرأي، مع نحو 35 بالمائة من نيات التصويت، وفق معهد «إبريس».

ويأتي حزب «المنصة المدنية» ثانياً، بدعم من 27 بالمائة من الناخبين، وفق المعهد.

لكن دونالد توسك يؤكد أن استطلاعات رأي أجراها حزبه تظهر أن تقدّم حزب «القانون والعدالة» تقلص مؤخراً إلى نقطتين مئويتين فقط.

وقال في إلبلنغ: «لم يُحسم أي شيء بعد»، متعهداً بمحاسبة السلطات الحالية إثر الانتخابات.

وأضاف متحدثاً عن مسؤولي الحزب الحاكم: «سيدخل الكثير منهم السجن بتهم السرقة وانتهاك القانون والدستور».

جاء المتظاهر بارتلومي بييلا من كاتوفيتشي، حيث من المقرر تنظيم مسيرة لحزب «القانون والعدالة»، إلى العاصمة للمشاركة في مسيرة المعارضة والاحتجاج على ما يحدث في بولندا.

وقال الشاب البالغ 29 عاماً إنه يحتج على انتهاك الحقوق المدنية الأساسية وحرية المرأة في اختيار أسلوب حياتها، وتحريض البولنديين بعضهم ضد بعض... آملاً أن تحشد المسيرة الناس للتغيير.


ميدفيديف: قوات التدريب البريطانية في أوكرانيا قد تكون أهدافاً مشروعة

الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف (أ.ب)
الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف (أ.ب)
TT

ميدفيديف: قوات التدريب البريطانية في أوكرانيا قد تكون أهدافاً مشروعة

الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف (أ.ب)
الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف (أ.ب)

قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف اليوم (الأحد)، إن الجنود البريطانيين الذين يقومون بتدريب القوات الأوكرانية سيكونون أهدافاً مشروعة للقوات الروسية، وكذلك المصانع الألمانية التي تنتج صواريخ «توروس» إذا قدمت إمدادات لكييف، وفقاً لما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الذي صار من الشخصيات السياسية الروسية المعادية للغرب على نحو مزداد، إن مثل هذه الخطوات من قِبل الغرب تعجل باندلاع حرب عالمية ثالثة.

وفي منشور على «تلغرام»، وجه ميدفيديف غضبه أولاً إلى وزير الدفاع البريطاني المُعين حديثاً جرانت شابس، الذي قال في مقابلة صحافية، إن لندن تريد نشر مدربين عسكريين في أوكرانيا، بالإضافة إلى تدريب قوات أوكرانية في بريطانيا أو دول غربية أخرى في الوقت الحالي.

وكتب ميدفيديف على «تلغرام»: «(هذا) سيحول مدربيهم إلى هدف مشروع لقواتنا المسلحة... مع العلم تماماً أنه سيتم القضاء عليهم بلا رحمة... ليس كمرتزقة، بل على وجه التحديد كمتخصصين بريطانيين في حلف شمال الأطلسي».

ثم حول ميدفيديف سهامه إلى ألمانيا، منتقداً بشدة من يطالبون برلين بتزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز «توروس» القادرة على ضرب الأراضي الروسية وعرقلة وصول إمدادات موسكو إلى قواتها.

وقال ميدفيديف: «يقولون إن هذا يتوافق مع القانون الدولي. حسناً، في هذه الحالة، ستكون أيضاً الضربات على المصانع الألمانية التي تنتج هذه الصواريخ متوافقة تماماً مع القانون الدولي».

وأضاف: «هؤلاء الحمقى يدفعوننا بقوة نحو حرب عالمية ثالثة».


13 قتيلاً على الأقل إثر حريق في ملهى ليلي جنوب شرقي إسبانيا

ملهى تياتر الليلي أحد الملاهي الثلاثة التي اندلع بها الحريق في مرسية الإسبانية (خدمات الطوارئ الإسبانية)
ملهى تياتر الليلي أحد الملاهي الثلاثة التي اندلع بها الحريق في مرسية الإسبانية (خدمات الطوارئ الإسبانية)
TT

13 قتيلاً على الأقل إثر حريق في ملهى ليلي جنوب شرقي إسبانيا

ملهى تياتر الليلي أحد الملاهي الثلاثة التي اندلع بها الحريق في مرسية الإسبانية (خدمات الطوارئ الإسبانية)
ملهى تياتر الليلي أحد الملاهي الثلاثة التي اندلع بها الحريق في مرسية الإسبانية (خدمات الطوارئ الإسبانية)

لقي 13 شخصاً على الأقل حتفهم في حريق اندلع بملاهٍ ليلية، صباح الأحد، في مدينة مرسية بجنوب شرقي إسبانيا، وفق ما أعلنت أجهزة الطوارئ، محذرة من أن الحصيلة سترتفع على الأرجح، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت أجهزة الطوارئ في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه سُجِّل 7 قتلى، وفق آخر حصيلة، مشيرة إلى أن عناصر الإنقاذ تمكنوا من دخول المبنى، بعدما أُبْلِغوا عند الساعة السادسة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينتش) باندلاع الحريق في الملهى.

وقال أحد الناجين: «5 من أفراد العائلة وصديقان في عداد المفقودين». وقال دييغو سيرال، أحد أفراد الشرطة الوطنية الإسبانية، للصحافيين، إنه عُثر على قتلى في ملهى لافوندا الليلي، أحد الملاهي الليلية الثلاثة المتجاورة، الذي وقع عليه الضرر الأكبر جراء الحريق لا سيما سطحه الذي انهار.

رجال الإطفاء يخرجون نقالة مغطاة من أحد الملاهي التي اندلع بها حريق في مرسية الإسبانية (إ.ب.أ)

وأضاف أن الانهيار جعل من الصعب تحديد أماكن الضحايا، وتحديد مكان اندلاع الحريق بالضبط. وتابع أن التعرف على الجثث سيستغرق بعض الوقت. وذكرت خدمات الطوارئ أن عدد القتلى، الذي استمر في الارتفاع على مدى اليوم، وصل إلى 13 شخصاً. ويجري التحقيق في سبب اندلاع الحريق.

وأضافت أجهزة الطوارئ أن 4 أشخاص آخرين على الأقل أصيبوا في الحريق، مشيرة إلى أن الحريق لم يخمد إلا بعد نحو 3 ساعات.

وقال عمدة المدينة خوسيه باليستا إن الكثير من الأشخاص ربما لا يزالون في عداد المفقودين، وقد يرتفع عدد القتلى المؤكدين. وأضاف العمدة أن سبب الحريق لم يُعرف بعد.

وأضاف بايستا، رئيس بلدية مرسية، للصحافيين في وقت سابق، إن السلطات عثرت على 7 جثث في المنطقة نفسها بالطابق الأول حيث اندلع الحريق.

قوات الإطفاء في موقع الحريق (وسائل إعلام إسبانية)

وقالت ماريا دولوريس ألبيان، المتحدثة باسم ملهى تياتر الليلي، للصحافيين، إن الحريق اندلع أولاً في ملهى لافوندا الليلي المجاور قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى الملهيين الليليين المجاورين. وأعلن بايستا الحداد لمدة 3 أيام على أرواح القتلى. ونُكست الأعلام خارج مبنى بلدية مرسية.

وأظهر مقطع مصور نُشر على حساب إدارة الطوارئ في مرسية، على منصة «إكس»، فرق الإطفاء وهي تحاول السيطرة على ألسنة اللهب داخل الملهى الليلي، كما أظهر المقطع السطح وقد دمرت النيران جزءاً منه. وقال بايستا، لقناة «24 ساعة» الإخبارية بالتلفزيون الإسباني: «نحن مكلومون»، وأضاف أن فرق الإنقاذ تواصل البحث عن أشخاص في عداد المفقودين، مشيراً إلى أن الحريق اندلع في نحو الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، وسُيْطِر عليه.