رومانيا تنفي تصريحات أوكرانية بشأن سقوط مسيَّرات روسية على أراضيها

جانب من نهر الدانوب (أرشيفية-رويترز)
جانب من نهر الدانوب (أرشيفية-رويترز)
TT

رومانيا تنفي تصريحات أوكرانية بشأن سقوط مسيَّرات روسية على أراضيها

جانب من نهر الدانوب (أرشيفية-رويترز)
جانب من نهر الدانوب (أرشيفية-رويترز)

قالت وزارة الدفاع الرومانية في بيان، اليوم (الاثنين)، إن الهجوم الذي شنته روسيا ليل أمس على البنية التحتية لموانئ أوكرانية على نهر الدانوب لم يشكل تهديدات عسكرية مباشرة لأراضي رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويأتي النفي الروماني بعد تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، اليوم، الذي قال إن طائرات روسية من دون طيار سقطت وانفجرت على الأراضي الرومانية خلال هجوم أمس على نهر الدانوب. وحث نيكولينكو الشركاء الغربيين على تسريع إمدادات أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا.

وقال: «بحسب خدمة حرس الحدود الأوكرانية، الليلة الماضية، خلال هجوم روسي ضخم بالقرب من ميناء إسماعيل، سقطت صواريخ روسية وانفجرت على أراضي رومانيا». وأضاف: «هذا تأكيد آخر على أن الإرهاب الصاروخي الروسي يشكل تهديداً كبيراً ليس فقط لأمن أوكرانيا، ولكن أيضاً لأمن الدول المجاورة، بما في ذلك الدول الأعضاء في الناتو». ونشر نيكولينكو صورة تظهر ألسنة اللهب الناتجة عن انفجار على الضفة المقابلة لنهر الدانوب.

وقال مصدر في الصناعة الأوكرانية لوكالة «رويترز» إن طائرتين روسيتين من دون طيار سقطتا على الجانب الروماني من نهر الدانوب. وكان ميناءا ريني وإسماعيل على نهر الدانوب في أوكرانيا يمثلان نحو ربع صادرات الحبوب قبل انسحاب روسيا من اتفاق تدعمه الأمم المتحدة ويتيح ممراً آمناً لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وأصبحت موانئ الدانوب منذ ذلك الحين الطريق الرئيسي للخروج من أوكرانيا، حيث يتم إرسال الحبوب أيضاً على متن مراكب إلى ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود لشحنها بعد ذلك.

وقال مسؤولون أوكرانيون، في وقت سابق اليوم، إن روسيا شنت أثناء الليل هجوماً جوياً على أحد الموانئ الرئيسية لتصدير القمح، قبل ساعات من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان لإجراء محادثات.

واستهدفت الضربات الروسية منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا، خاصة محيط مدينة إسماعيل على نهر الدانوب، على ما أفاد الحاكم المحلي أوليغ كيبر، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية نجحت في إسقاط 17 مسيّرة.

وأعلن كيبر عبر «تلغرام»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «دفاعاتنا الجوية أسقطت 17 مسيرة، لكن للأسف وقعت كذلك ضربات»، مشيراً إلى «تضرر مستودعات ومباني إنتاج وآليات زراعية وتجهيزات شركات صناعية في عدة بلدات في محيط إسماعيل» جنوب غربي أوديسا قرب الحدود مع رومانيا.

وحثت القوات الجوية الأوكرانية سكان منطقة ميناء إسماعيل، أحد الميناءين الرئيسيين لتصدير الحبوب على نهر الدانوب في منطقة أوديسا، على الاحتماء بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين. وتحدثت بعض وسائل الإعلام الأوكرانية عن سماع دوي انفجارات في المنطقة. وفقاً لوكالة «رويترز».


مقالات ذات صلة

خبراء: تجربة كوريا الشمالية الباليستية تشير إلى احتمال القدرة على استهداف البر الأميركي

العالم جانب من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز «هواسونغ 18» في 18 ديسمبر 2023 (رويترز)

خبراء: تجربة كوريا الشمالية الباليستية تشير إلى احتمال القدرة على استهداف البر الأميركي

يدل إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، اليوم (الخميس)، على تقدم محتمل في قدرتها على إطلاق هجمات نووية يمكن أن تصل إلى البر الأميركي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا عمال البناء يحفرون مدرسة تحت الأرض في زابوريجيا بأوكرانيا في 30 أغسطس 2024 وهي واحدة من 12 مدرسة مخططاً لها في المدينة ومصممة لتكون مقاومة للإشعاع والقنابل (أ.ب)

أوكرانيا تبني مدارس تحت الأرض لحماية التلاميذ من القنابل والإشعاعات

مع استمرار القصف اليومي الروسي بالصواريخ والقنابل، تواصل زابوريجيا بأوكرانيا بناء شبكة مدارس تحت الأرض مصممة لتكون مقاومة للإشعاع والقنابل وتستوعب 12 ألف طالب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ من بين الشركات التي فرضت عليها وزارة الخزانة الأميركية عقوبات، 274 شركة متهمة بتزويد روسيا بتكنولوجيا متقدمة، فضلاً عن شركات الدفاع والتصنيع الروسية (رويترز)

واشنطن تفرض عقوبات على 398 شركة أجنبية بتهمة مساعدة المجهود الحربي الروسي

فرضت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، عقوبات على 398 شركة في روسيا والهند والصين وأكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى، بتهمة دعم المجهود الحربي الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سفينة شحن في البحر الأسود تنتظر المرور عبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا 31 أكتوبر 2022 (رويترز)

اتهامات روسية لبريطانيا بتزويد أوكرانيا بالأسلحة عبر ممر الحبوب

اتهمت روسيا بريطانيا، الأربعاء، باستخدام ممرّ الحبوب في البحر الأسود لتزويد أوكرانيا بالأسلحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ جمود روس في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

البنتاغون: انتشار «عدد صغير» من الجنود الكوريين الشماليين في منطقة كورسك الروسية

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن «عدداً صغيراً» من الجنود الكوريين الشماليين ينتشرون في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حقيبة مليئة بمتفجرات تُعرَف بـ«أم الشيطان» تطلق عملية بحث واسعة عن مشتبه به في برلين

جهاز مكافحة الإرهاب في برلين (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في برلين (أرشيفية - متداولة)
TT

حقيبة مليئة بمتفجرات تُعرَف بـ«أم الشيطان» تطلق عملية بحث واسعة عن مشتبه به في برلين

جهاز مكافحة الإرهاب في برلين (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في برلين (أرشيفية - متداولة)

تبحث الشرطة الألمانية منذ الأربعاء عن رجل ترك خلفه حقيبة مليئة بالمتفجرات في محطة قطارات نويكولن ببرلين، في عملية يبدو أنها جنَّبت العاصمة الألمانية عملية إرهابية.

وهرب الرجل تاركاً خلفه الحقيبة بعد أن اقترب منه عنصران من الشرطة داخل المحطة وطلبا تفتيش حقيبته. وهرب الرجل راكضاً على سكك القطارات من دون أن تتمكن الشرطة من اللحاق به.

ولم تحدد الشرطة الأسباب التي دعت العنصرين إلى الاشتباه به، لكن الحقيبة التي تركها خلفه كانت تحتوي على نصف كيلوغرام من المتفجرات شديدة الانفجار من نوع «بيروكسيد الاسيتون» تسميها السلطات الأمنية «أم الشيطان» واستخدمها إسلامويون متطرفون في عمليات إرهابية سابقة في أوروبا.

ويبدو أن المادة كانت معدّة للانفجار؛ إذ عثرت الشرطة داخل الحقيبة على مادة رمادية اللون وقنينة بلاستيك ملفوفة بأسلاك وكيس ورق يحوي أسلاكاً إضافية.

قوات خاصة من الشرطة الألمانية بولاية تورينجيا شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

وفور اكتشاف المادة، أخلت الشرطة المنطقة المحيطة واستدعت خبراء متفجرات وصلوا ونقلوا الحقيبة إلى حديقة قريبة، حيث حفروا حفرة عميقة وضعوا المتفجرات فيه وفجَّروها. وسُمع صوت الانفجار على بعد مئات الأمتار، وتسبب بإطلاق صفارات الإنذار في عدد من المحال المحيطة والسيارات.

وبحسب ما تناقلت صحف ألمانية، فإن مادة «بيروكسيد الأسيوتون» تستغرق ساعات لإعدادها، وهي شديدة الانفجار ويمكنها أن تنفجر فوراً عن طريق الاحتكاك أو القوة أو الحرارة أو بشرارة. وعُثر على هذه المادة نفسها في الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في بروكسل وباتاكلان في باريس وأيضاً مع المشتبه به الذي اعتُقل في فيينا مؤخراً وكان يعدّ لعملية إرهابية خلال حفل تايلور سويفت.

مشاهد إطفاء حريق في مدينة برلين (متداولة)

وحاولت الشرطة تعقب المشتبه به من خلال مراقبة كاميرات المراقبة داخل محطة القطارات نويكولن، وهي منطقة يعيش فيها عدد كبير من الجاليات العربية والمسلمة. لكن الشرطة لم تنجح في تحديد هوية المشتبه بعد.

واتهم رئيس مجلس إدارة اتحاد الشرطة راينر فاندت في تصريحات لصحيفة «بيلد»، الحكومة الألمانية بتقويض جهود الشرطة في البحث وتحديد المشتبه بهم. وقال إن «الشرطة بإمكانها أن تتعرف على الفور على هوية المشتبه بهم في عمليات إرهابية في محطات القطار من خلال استخدام تحليل الفيديو الآلي، لكن هم لا يسمح لهم بذلك؛ لأن الحكومة الألمانية ترفض تمرير القانون اللازم لذلك وتأمين الميزانية المناسبة». وأضاف أن حفظ المعلومات من كاميرات المراقبة، وهو غير مسموح به كذلك، يمكن التعرف على الأشخاص الذين يشكّلون تهديداً بشكل أسرع والقبض عليهم وتقليص الخطر الإرهابي، لكن أياً من ذلك غير ممكن «بسبب غياب القوانين اللازمة لمحاربة الإرهاب».

أشخاص يسيرون أمام محطة برلين المركزية للقطارات (د.ب.أ)

وعثرت الشرطة كذلك على هوية رجل بولندي بالقرب من الحقيبة، يعتقد أن المشتبه به كان يحملها، لكن الهوية مُبلَّغ عنها بأنها ضائعة منذ عام 2022. ومع ذلك، تبحث الشرطة الآن عن الرجل صاحب الهوية كذلك ضمن تحقيقاتها.

وقبل أسبوعين، قدمت الحكومة إجراءات أمنية جديدة لمكافحة العمليات الإرهابية بعد عملية زولنغن التي وقعت في أغسطس (آب) الماضي، وهي عملية إرهابية نفذها لاجئ سوري طعن خلالها رواد حفل موسيقي وقتل 3 أشخاص وأصاب 8 آخرين بجروح خطيرة.

وتضمنت الخطط الجديدة تشديد قوانين حمل السكاكين وتخفيض أو وقف المعونات المالية عن طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم والصادرة بحقهم قرارات ترحيل، كما كان الحال مع السوري منفذ عملية زولنغن.

لكن حزب المعارضة الرئيسي، المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، انتقد الحزمة بشدة ووصفها بأنها فارغة، مطالباً بسلطات إضافية للشرطة من بينها استخدام آلية التعرف الإلكتروني لتحديد هوية الأشخاص. ويرفض حزب الخضر المنتمي إلى الحكومة إدخال هذا التعديل ويقول إنه يٌعدّ خرقاً للحقوق الأساسية. ويتخوف حزب الخضر من أن تؤدي عمليات التعرف الآلي إلى تحديد هويات خاطئة ويعرقل لهذا السبب طرح القانون الذي تطالب به الشرطة لتسهيل عملها. ويمكن للشرطة استخدام آلية التعرف تلك، لكن بعد التقدم للحصول على إذن بذلك في كل حالة وحدها، وهي عملية بيروقراطية تستغرق وقتاً. وقد نجحت الشرطة في مارس (آذار) الماضي بالعثور والقبض على دانييل كلاته، وهي إرهابية من الجيش الأحمر «ومطلوبة منذ 30 عاماً، باستخدام هذه الآلية».