أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، خلال زيارة إلى بوخارست، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا ورومانيا توصّلا إلى اتفاق لتسهيل عبور البضائع بينهما، بعد التعقيدات التي نجمت عن انسحاب روسيا، في يوليو (تمّوز)، من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال شميغال، للصحافيين في بوخارست، إن «حكومتينا وقّعتا إعلاناً مشتركاً يعزّز تعاونهما من أجل ضمان نقل موثوق به للبضائع الأوكرانية».
وأضاف أن بلاده وجارتها الغربية العضو في «حلف شمال الأطلسي» تريدان «إعادة إرساء البنى التحتية للنقل، التي دمّرتها موسكو، في الأسابيع الأخيرة، على نهر الدانوب وفي البحر الأسود».
وأشار إلى أن الاتفاق يقضي أيضاً بفتح معابر حدودية جديدة، لتخفيف «حركة المرور البرّية والبحرية والنهرية وعبر السكك الحديدية»، والتي زادت باتجاه رومانيا منذ عودة الحصار الروسي.
وأوضح رئيس الوزراء الأوكراني أن الطرفين مستعدّان أيضاً «للبحث في إمكان إجراء عمليات مراقبة حدودية منسّقة»؛ لتوفير الوقت على القوافل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الروماني مارسيل سيولاكو: «نأمل أن يمر 60 في المائة من صادرات الحبوب الأوكرانية عبر رومانيا»، في الوقت الذي تواجه فيه الأخيرة صعوبة في التعامل مع التدفّق المفاجئ للحبوب الأوكرانية عبر أراضيها.
وأضاف: «لقد وضعنا نُصب عينينا هدفاً طموحاً يتمثل في مضاعفة العبور وزيادته إلى 4 ملايين طنّ شهرياً»، من دون تحديد موعد إتمام هذا الأمر.
ومنذ انسحبت روسيا من اتفاق الحبوب، أصبح ميناء كونستانتا الروماني شريان الحياة للمزارعين الأوكرانيين.
وكثّفت روسيا هجماتها على البنى التحتية الأوكرانية في نهر الدانوب والبحر الأسود، منذ انسحابها من الاتفاق الذي توسطت فيه «الأمم المتحدة» وتركيا، ودخل حيز التنفيذ في صيف 2022.
وانسحبت روسيا من اتفاق الحبوب، بعدما قالت إنه لم يحقّق هدفه المتمثل في إفادة السكان المحتاجين، وخصوصاً في دول أفريقيا التي تسعى موسكو إلى تعزيز العلاقات معها لتجنّب عزلتها على الساحة العالمية.
وأتاح الاتفاق تصدير الحبوب من موانئ تقع في جنوب أوكرانيا عبر ممرّ بحري آمن.
وساعد اتفاق الحبوب على خفض أسعار المواد الغذائية عالمياً، ووفّر لأوكرانيا مصدر دخل مهماً في خضمّ الحرب.
وتستخدم أوكرانيا حالياً نهر الدانوب لتصدير حبوبها، ويُنقل جزء كبير منها عبر النهر، ويصل، في النهاية، إلى البحر الأسود على الحدود الأوكرانية الرومانية.