هجمات متبادلة تستهدف موسكو وكييف بمسيرات وصواريخ فرط صوتية

زيلينسكي يقيل جميع المسؤولين عن التجنيد العسكري على خلفية مخاوف تتعلق بالفساد

الدخان يتصاعد من جراء اعتراض صاروخ روسي في سماء كييف (رويترز)
الدخان يتصاعد من جراء اعتراض صاروخ روسي في سماء كييف (رويترز)
TT

هجمات متبادلة تستهدف موسكو وكييف بمسيرات وصواريخ فرط صوتية

الدخان يتصاعد من جراء اعتراض صاروخ روسي في سماء كييف (رويترز)
الدخان يتصاعد من جراء اعتراض صاروخ روسي في سماء كييف (رويترز)

أعلنت كييف، الجمعة، أن قواتها الجوية أسقطت صاروخاً من بين 4 صواريخ فرط صوتية من طراز «كينجال-إكس-47» أطلقتها روسيا على مطار عسكري في منطقة إيفانو-فرانكيفسك في غرب أوكرانيا.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية لم تعترض منها سوى صاروخ واحد، في هجوم أفاد مسؤولون، في وقت سابق، بأنه أسفر عن مقتل طفل. وأوردت القوات الجوية على «تلغرام» أنه «تم تدمير صاروخ كينجال فوق منطقة كييف، وسقطت الصواريخ الأخرى قرب مطار (كولوميا)»، مضيفة: «أصيبت بنى تحتية مدنية، وسقط أحد الصواريخ على منطقة سكنية». وقال شهود في وسط المدينة إنهم سمعوا دوي انفجارين لكنهم لم يتمكنوا من تحديد مصدر الصوت.

اعتراض صاروخ روسي في سماء كييف (رويترز)

وقال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، إن حطام الصواريخ ألحق أضراراً بسقف منزل وسقط على مجموعة منازل ريفية في منطقة أوبولون شمال العاصمة. وقال ميخايلو شامانوف، المسؤول بالمدينة، عبر التلفزيون بعد وقت قصير من الهجوم: «يجب أن نشكر قوات الدفاع الجوي على إسقاط الصواريخ». وكتب كليتشكو على «تلغرام»: «هناك انفجارات في المدينة. ابقوا في الملاجئ».

كما وردت تقارير عن انفجارات في منطقة خملنيتسكي غرب أوكرانيا، حيث قال مسؤولون إنه تم تفعيل الدفاعات الجوية. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع أضرار أو إصابات في المنطقة.

وأصدرت السلطات إنذاراً من هجمات جوية على مستوى أوكرانيا قبل الهجوم، وقال مراقبون على مواقع التواصل الاجتماعي إن عدداً من الطائرات الحربية الروسية التي تحمل صواريخ بعيدة المدى أقلعت من قواعد جوية روسية.

وزوّد الغرب أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة للمساعدة في الدفاع عن نفسها في مواجهة الموجات المنتظمة من الضربات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة. وسمحت تلك الدفاعات الجوية لكييف بصد جانب كبير من الضربات الجوية الروسية في الشهور الماضية، لكن مناطق أخرى في أوكرانيا تتمتع بحماية أقل.

أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه دمر مسيّرة أوكرانية فوق ضواحي غرب موسكو في ظل تزايد الهجمات من هذا النوع على العاصمة الروسية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام»: «تم بعد الظهر إحباط محاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بواسطة مسيّرة جويّة على منشأة في موسكو»، وأضافت أنه تم «القضاء على المسيّرة بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت في منطقة حرجية غرب موسكو»، مؤكدة عدم وقوع إصابات أو أضرار.

وفي وقت سابق، أغلقت السلطات الروسية مطاري فنوكوفو وكالوجا على بعد نحو 150 كيلومتراً من جنوب غربي العاصمة بسبب الاشتباه في تحليق طائرة مسيرة. وأعيد فتح المطارين في وقت لاحق. وقالت الوزارة في بيان اقتبست منه «رويترز»: «تم إحباط محاولة من جانب النظام في كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرة مسيرة على منشأة في موسكو»، مضيفة أن الطائرة المسيرة تحطمت وسقطت في غابة غربي موسكو.

وتابعت: «لا يوجد ضحايا ولا أضرار». وأعلن مطار فنوكوفو، في وقت سابق، أنه اضطر إلى تعليق جميع الرحلات «لأسباب خارجة عن سيطرة المطار»، وأضاف أنه أعاد توجيه بعض الرحلات إلى مطارات أخرى في منطقة موسكو. ولم يقدم معلومات أخرى. وتم استئناف الرحلات في مطاري فنوكوفو وكالوجا في وقت لاحق. وزادت الضربات بطائرات مسيرة داخل العمق الروسي منذ تدمير طائرة مسيرة فوق الكرملين في أوائل مايو (أيار). وتم استهداف مناطق مدنية في العاصمة في وقت لاحق في مايو، كما استهدفت منطقة تجارية في موسكو مرتين خلال ثلاثة أيام في الشهر الجاري.

وقالت روسيا، الخميس، إنها أسقطت 13 طائرة مسيرة أوكرانية كانت تسعى إلى مهاجمة موسكو وأكبر مدينة في شبه جزيرة القرم. وهاجمت زوارق أوكرانية موجهة عن بعد في الأيام القليلة الماضية ناقلة وقود روسية وقاعدة بحرية في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. ولا تعلق أوكرانيا عادة على الهجمات على الأراضي الروسية، إلا أن مسؤوليها عبروا علناً عن رضاهم عن تلك الهجمات.

تصاعد النار والدخان بعد غارة روسية على مدينة كوبيانسك الأوكرانية (رويترز)

كما أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه «عزّز» من جديد مواقعه في غرب أوكرانيا، حيث دفع هجومه السلطات الخميس إلى إجلاء مدنيين من منطقة خاركيف ومحيطها. وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في تقريرها اليومي، إلى أنّ «الوحدات الهجومية التابعة للمجموعات القتالية (غرب) واصلت عملياتها الهجومية في اتجاه كوبيانسك على جبهة عريضة، وعزّزت الوضع التكتيكي». وعزّزت القوات الروسية مواقعها بالقرب من قريتي أولشانا وبيرتشوترافنيفي في منطقة خاركيف بشكل ملحوظ، بحسب المصدر نفسه. وأمرت عشرات البلدات في منطقة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا، الخميس، سكانها بإجلاء المنازل في مواجهة تقدّم القوات الروسية.

وطُرد الجيش الروسي من مدينة كوبيانسك ومحيطها بهجوم مضاد أوكراني خاطف في سبتمبر (أيلول) 2022، بعدما احتلها منذ بداية الاجتياح. ومنذ بضعة أسابيع عاودت القوات الروسية هجومها في هذه المنطقة، معلنة السيطرة على أراضٍ باستمرار.

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه ضرب «مرتزقة أجانب» في زابوريجيا غداة ضربة استهدفت فندقاً وأسفرت عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 14 آخرين في المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: «في زابوريجيا تم استهداف موقع مؤقت لنشر المرتزقة الأجانب».

وعلى جبهة الجنوبية الشرقية، ذكرت السلطات الأوكرانية، اليوم (الجمعة)، أن منطقتي «خيرسون» و«دونيتسك» تعرضتا لقصف روسي مكثف، الخميس، ما أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا. وفي الساعات الـ24 الماضية، قصف الروس منطقة «خيرسون» جنوب البلاد، 60 مرة، طبقاً لما ذكرته السلطات المحلية على تطبيق «تلغرام».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

من جانب آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الجمعة)، إقالة جميع رؤساء مراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا من مناصبهم على خلفية مخاوف تتعلق بالفساد. وقال زيلينسكي، عبر تطبيق «تلغرام»: «إثراء غير مشروع، قوننة أموال تمّ الحصول عليها بشكل غير قانوني، أرباح غير مشروعة، نقل غير قانوني للمجندين إلى الجانب الآخر من الحدود. حلُّنا: نحن نقيل جميع المفوّضين العسكريين».

وأضاف البيان: «هذا النظام يجب أن يديره أشخاص على دراية تامة بماهية الحرب ولماذا يعد التهكم والرشاوى خلال الحرب خيانة». وقال إن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني هو المسؤول عن تنفيذ هذا القرار.

وفي سياق متصل، أعيد حتى الآن 385 طفلاً أوكرانياً كان قد «تم ترحيلهم» إلى روسيا إلى عائلاتهم، وفقاً لتعداد أكدته، الجمعة، منظمة قرى الأطفال النمساوية المشاركة في عمليات الإعادة. وقالت المتحدثة باسم المنظمة آنا رادل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قرى الأطفال تدعم الآباء عبر توفير الموارد المالية أحياناً أو عبر مساعدتهم في التخطيط لمسارهم». وأوضحت المنظمة غير الحكومية، وهي واحدة من «ثلاث جهات فاعلة» تنشط في هذا المجال، أن «ما مجموعه 385 طفلاً تم ترحيلهم قد أعيدوا إلى أوكرانيا حتى الآن، بينهم 84 بمساعدة قرى الأطفال والمنظمات الشريكة لها».

وذكرت المنظمة، ومقرها في إنسبروك، في بيان الخميس: «غالباً ما يكون الأطفال هم من يطلبون بأنفسهم المساعدة عبر شبكات التواصل الاجتماعية على سبيل المثال، كما يزودنا سكان المناطق المحتلة أحياناً بمعلومات».

وتقوم المنظمة بتدريب الاختصاصيين الاجتماعيين وعلماء النفس ليتمكنوا من تقديم الدعم المناسب للقصر وعائلاتهم. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس (آذار) بتهمة ارتكاب جريمة حرب تتمثل في «الترحيل غير القانوني» للأطفال. ويشمل العدد ما لا يقلّ عن 19 ألف طفل أوكراني، بحسب كييف. مع وجود 2.5 مليون قاصر وأقاربهم مسجلين في 137 دولة وإقليماً عام 2022، تقدم قرى الأطفال «إس أو إس» نفسها على أنها «أكبر منظمة عالمية» من هذا النوع. وتم تعليق عضوية الفرع الروسي للمنظمة غير الحكومية بعدما كشفت الصحافة اتهامات لها برعاية أطفال أوكرانيين في ظروف غير شفافة.


مقالات ذات صلة

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

أوروبا سيدتان تقفان بجوار مبنى سكني تضرّر خلال غارة روسية على بلدة أوكرانية (رويترز)

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الثلاثاء، من أن أوكرانيا قد «تواجه أصعب شتاء» على الإطلاق منذ بدء الغزو الروسي الشامل لها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

ترمب تَوَاصَلَ «سراً» مع بوتين بعد مغادرة البيت الأبيض

ذكر الصحافي الأميركي بوب ودورد في كتابه الجديد، المقرَّر نشره الأسبوع المقبل، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تواصل سراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا مسيّرات روسية هاجمت أوديسا الأوكرانية (رويترز)

القوات الروسية تتقدم نحو توريتسك بعد أيام من سقوط فوليدار

قوات موسكو تتقدم نحو بلدة توريتسك المتنازع عليها منذ فترة طويلة، وذلك بعد أقل من أسبوع من سقوط بلدة فوليدار.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا وزيلينسكي يطالب بمزيد من الأسلحة قبيل اجتماع رامشتاين.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (برلين) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس في المؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمجلس الألماني للتنمية المستدامة (د.ب.أ)

حرب أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط أولوية اجتماع بين شولتس وبايدن وماكرون وستارمر

يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس، في برلين، الرئيسَين الأميركي والفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني؛ لبحث الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (برلين)

ألمانيا: توجيه الاتهامات لـ 4 مراهقين بالتحضير لعمليات إرهابية

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
TT

ألمانيا: توجيه الاتهامات لـ 4 مراهقين بالتحضير لعمليات إرهابية

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)
استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)

وسط تزايد مخاوف الخبراء الأمنيين من «متطرفي التيك توك» وهي ظاهرة تزايد تطرف من هم في سن المراهقة عبر الإنترنت، وجهت السلطات الألمانية اتهامات إلى 4 مراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 و16عاماً، تتعلق بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية. واعتقل المراهقون الأربعة وهم ألمان وأحدهم ألماني - مغربي، في أبريل (نيسان) الماضي، بعد ضبط محادثات لهم على تطبيق «تلغرام» ناقشوا فيها تنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف كنائس ومعابد يهودية ومحطات قطارات ومراكز شرطة في غرب ألمانيا.

استنفار للشرطة الألمانية بعد هجوم إرهابي (متداولة)

ووجه الادعاء العام في مدينة شتوتغارت حيث يحاكم واحد من المتهمين الأربعة اتهامات للمراهق المتحدر من مدينة أوستفيلدرن بالتحضير لهجوم إرهابي والمشاركة في «قتل وحرق متعمد يؤدي إلى قتل أشخاص إضافة إلى التحضير لجريمة عنيفة تهدد الدولة».

أما المراهقون الثلاثة الآخرون فهم يحاكمون بشكل منفصل وقد وجه إليهم المدعي العام في مدينة دوسلدورف اتهامات بالتخطيط لهجوم إرهابي. ومن بين الثلاثة فتاتان واحدة من دوسلدورف وهي ألمانية - مغربية والثانية من إيزرلون. وقبضت الشرطة على الخلية من المراهقين الأربعة بعد أن تنبهت إلى محادثة أجرتها الفتاة من إيزرلون عبر تطبيق «تلغرام» وكانت تسأل فيها المراهقة من دوسلدورف عن كيف يمكنها السفر إلى مناطق سيطرة «داعش» للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.

وأثناء تفحص عناصر من الشرطة لهاتفها، عثروا على محادثات أخرى تتعلق بالتحضير للهجمات مع مجموعة أخرى من المراهقين. وبعد تفتيش منازل المتهمين الأربعة، عثر المحققون على ساطور وخنجر في منزل الفتاة من دوسلدورف، ولكن قد يكون السلاحان لوالدها الذي كان أيضاً تحت مراقبة الشرطة ويخضع للتحقيق للاشتباه بجمعه تبرعات لصالح تنظيم «داعش».

استنفار للشرطة الألمانية تحسباً لهجوم إرهابي (غيتي)

وليست هذه الحالة الوحيدة لمراهقين يتهمون بالتحضير لعمليات إرهابية. فالأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة في دوسلدورف الأسبوع الماضي مراهقاً يبلغ من العمر 15 عاماً بعد الاشتباه بتطرفه وتصنيف الشرطة له على أنه يشكل تهديداً. وبحسب صحيفة «دير شبيغل» فإن المراهق كان على تواصل مع متطرفين في الخارج عبر أحد التطبيقات، وكان يتلقى تعليمات بتنفيذ عملية طعن بالسكاكين. وبحسب المجلة، فإن المراهق كان قد تبادل معلومات مع الذين كان يتحدث معهم حول أهداف ومواقع محتملة مثل مهرجانات وتجمعات لليهود.

ويبدو أن المراهق نشر فيديوهات على تطبيق «تيك توك» تظهر فيها أعلام «داعش». واعتقل المراهق بعد مخاوف بأنه قد يكون يعد لعملية إرهابية قريبة.

سيارة شرطة تقف أمام كنيس أولدنبورغ اليهودي في شمال ألمانيا (د.ب.أ)

وجاء هذا بعد اعتداء زولنغن في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث نفذ لاجئ سوري يبلغ من العمر 26 عاماً عملية طعن جماعية أدت إلى مقتل 3 وإصابة 8 بجروح خطيرة، في حفل غنائي في المدينة.

ودفع الاعتداء الذي شكل صدمة في ألمانيا وزارة الداخلية إلى اعتماد قوانين أكثر تشدداً لحمل السكاكين وأخرى تتعلق بتسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم وحتى ترحيل المجرمين إلى أفغانستان وفتح الباب أمام الترحيل إلى سوريا رغم أن الخارجية الألمانية تصنف الدولتين غير آمنتين للترحيل إليهما. وكان اللاجئ السوري الذي ارتكب جرائمه رفض طلب إقامته وصدر بحقه قرار ترحيل إلى بلغاريا، وهي الدولة الأوروبية الأولى التي دخلها ويتعين بحسب اتفاقية دبلن أن يبقى فيها.

وتتزايد المخاوف في ألمانيا منذ عام، بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول)، من تزايد التطرف والمخاوف من عمليات إرهابية تستهدف خاصة مرافق يهودية في ألمانيا. وأكثر ما يقلق الخبراء الأمنيين تزايد تطرف من هم في سنّ المراهقة في ظاهرة يعيدونها إلى تأثير تطبيق «تيك توك» الذي يحظى بشعبية واسعة لدى هذه الفئة. وبحسب الخبير في قضايا التطرف بيتر نويمان من جامعة «كينغز كولدج» في لندن، فإن من أصل 6٠ متطرفاً إسلامياً اعتقلوا في غرب أوروبا في الأشهر الـ١١ الماضية بسبب تحضيرات لاعتداءات إرهابية، أكثر من ثلثي هؤلاء من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13عاماً و19 عاماً، مضيفاً أن هناك إشارات واضحة بأن عملية تطرفهم حصلت على الإنترنت بشكل أساسي، وبأن تعريف هؤلاء بات «مجاهدي التيك توك».