محكمة تعطي الضوء الأخضر لتوسيع نطاق رسوم مرتبطة بالتلوث في لندن

لافتة لمراقبة «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» في لندن (إ.ب.أ)
لافتة لمراقبة «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» في لندن (إ.ب.أ)
TT

محكمة تعطي الضوء الأخضر لتوسيع نطاق رسوم مرتبطة بالتلوث في لندن

لافتة لمراقبة «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» في لندن (إ.ب.أ)
لافتة لمراقبة «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» في لندن (إ.ب.أ)

وافقت محكمة عليا في لندن اليوم (الجمعة) على إمكان أن تدخل حيّز التطبيق، الشهر المقبل، خطط خلافية وضعها رئيس بلدية المدينة لتوسيع برنامج يفرض رسوماً يومية على مزيد من المركبات المسببة للتلوّث لدى قيادتها.

ورفضت المحكمة طعناً تقدّمت به خمسة مجالس بلدية يقودها محافظون في لندن ومحيطها جاء فيه أن رئيس البلدية العمالي صادق خان تصرف بشكل غير قانوني عبر توسيعه برنامج «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» (ULEZ) الذي يحمل أبعاداً سياسية.

تتطلب الخطة، التي طُرحت أول مرة عام 2019 وغير المرتبطة برسم الاختناقات في العاصمة البريطانية المفروض منذ عقدين، من معظم المركبات الملوثة، دفع رسم بقيمة 12.50 جنيه إسترليني (16 دولاراً) في الأيام التي تتم فيها قيادتها داخل لندن.

وقوبل توسيعها لتشمل لندن الكبرى بأكملها اعتباراً من 29 أغسطس (آب)، بانتقادات حادة من الكثير من الأشخاص المقيمين داخل أو في محيط المناطق التي شُملت مؤخراً، إذ سيتعيّن عليهم دفع غرامات تصل إلى 160 جنيهاً إسترلينياً عن كل يوم لا يدفعون فيه الرسوم.

تجمّع بعض معارضي خطة توسيع برنامج «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» (ULEZ) خارج مقر المحكمة (إ.ب.أ)

ويرى كثيرون أنها السبب وراء هزيمة حزب العمال المعارض في الانتخابات التكميلية الأسبوع الماضي في دائرة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأثارت النتيجة المفاجئة المخاوف من إمكان أن يتراجع المحافظون والعمال على حد سواء عن التزاماتهم للحد من تغير المناخ والتي قد تكون مكلفة للناخبين، في ظل أسوأ أزمة تكاليف معيشة تشهدها المملكة المتحدة منذ جيل.

ويصر خان (52 عاماً) على أن توسيع منطقة ULEZ يمكن أن يساعد على تحسين «التلوث الجوي السام» في لندن الذي يتسبب في آلاف الوفيات سنوياً والأمراض التي تغيِّر حياة كثيرين.

وطعنت المجالس الخمسة المحافظة في شرعية الخطط على ثلاثة أسس بما فيها أن خان فشل في اتِّباع الخطوات البيروقراطية الصحيحة وتوفير معلومات واضحة بما يكفي خلال المشاورات المرتبطة بتوسيعها.

لكن القاضي جوناثان سويفت الذي اطّلع على الأدلة بعد جلسات استمرت يومين في المحكمة العليا في وقت سابق هذا الشهر رفض الحجج. وكتب في ختام حكمه، الواقع في 18 صفحة والذي فصّل فيه القرار، أن «طعن المجالس فشل بناء على ثلاثة أسس ورُفض».

لافتة لمراقبة «منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية» في لندن (أ.ف.ب)

وأضاف: «أشعر بالرضا لأن قرار رئيس البلدية توسيع المنطقة منخفضة التلوث ULEZ عبر تعديل برنامج الرسوم على الطرقات الحالي، بدلاً من وضع خطة جديدة بالكامل... هو أمر ضمن صلاحياته».

بدوره، وصف خان، الذي واجه ضغوطاً من داخل حزبه لوقف الخطة، الحكم القضائي بأنه «قرار تاريخي»، متعهداً بالمضي قدماً في الخطة اعتباراً من 29 أغسطس.

وقال في بيان: «كان قرار توسيع ULEZ صعباً للغاية وليس أمراً يمكنني الاستخفاف به، وأواصل القيام بكل شيء ممكن للتعامل مع أي مخاوف يمكن أن تكون لدى أهالي لندن». وتجمّع بعض معارضي الخطة خارج مقر المحكمة احتجاجاً عليها.​


مقالات ذات صلة

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يوميات الشرق فريق «كولدبلاي» البريطاني في جولته الموسيقية الأخيرة (إنستغرام)

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يصدر غداً الألبوم العاشر في مسيرة «كولدبلاي»، الفريق الموسيقي الأكثر جماهيريةً حول العالم. أما ما يميّز الألبوم فإنه مصنوع من نفايات جمعت من أنهار جنوب أميركا.

كريستين حبيب (بيروت)
الاقتصاد الفرقة التفتيشية التابعة للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي (الشرق الأوسط)

السعودية تعالج أكثر من 1.3 ألف مشكلة بيئية في 90 يوماً

تمكن مفتشو الرقابة في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي من معالجة نحو 1363 بلاغاً بيئياً خلال الربع الثالث.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد المملكة ترسّخ مبدأ مكافحة التصحر ومقاومة الجفاف (واس)

وكيل «البيئة»: السعودية تقود جهوداً عالمية لمكافحة التصحر في مؤتمر «كوب 16»

لمناسبة انعقاد مؤتمر «كوب 16» لمكافحة التصحر في السعودية، كان لـ«الشرق الأوسط» لقاءٌ مع الدكتور أسامة بن إبراهيم فقيها، وكيل وزارة البيئة ومستشار رئاسة «كوب 16»

هلا صغبيني (الرياض)
يوميات الشرق الحلول دائماً موجودة (أ.ب)

سفينة تاريخية تتحوَّل أكبر حاجز اصطناعي للشعاب المرجانية

تُعدّ «إس إس» أكبر سفينة ركاب بُنيت على الإطلاق داخل الولايات المتحدة، بجانب امتلاكها الرقم القياسي لأسرع عبور عبر المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى عام 1952.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
TT

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

في ظل المخاطر التي تطوِّق بلاده من كل الجوانب، أقر وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش بسعي بلاده لتعزيز تعاونها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتفعيل تدابير أمنها الداخلي، بما في ذلك مبادرات الأمن السيبراني وتحديث قطاع الدفاع، مشدداً على ضرورة إيقاف إراقة الدماء التي تُسكب في غزة فوراً.

وقال الوزير في حديث مع «الشرق الأوسط» إن بلاده تأمل الوصول لعضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030؛ «لذا يمكننا أن نقول إن أهدافنا متوافقة لنفس المدى الزمني، مع برامج ومشاريع التعاون مع «رؤية 2030» السعودية.

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش (الشرق الأوسط)

ويرى الوزير أن الحرب الروسية ـ الأوكرانية تعيد تشكيل التحالفات العالمية، مبيناً أن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقدة، كما أقر بأن المخاطر المشتركة مع أوروبا، تتمثل في القضايا الأمنية، واضطرابات سلسلة التوريد والتجارة، والانقسامات السياسية، والتضخم، في وقت تعتمد فيه بلاده بشكل كبير على الطاقة الروسية، خصوصاً الغاز الطبيعي.

وحول سرّ تمسُّك بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي، قال كوناكوفيتش: «إن الاستقرار والسلام هما المفتاح في طريقنا نحو العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وهذا هو المكان الذي تركز عليه سياستنا الخارجية، حيث يرتبط تراثنا الغربي والأوروبي بفرص وإمكانات الشراكة مع الشرق»، مشدداً على أن الأولوية للوحدة القائمة، على التنمية الاقتصادية، وتعزيز بيئة أعمال أفضل.

وعن تجاوز بلاده محنة تفويج اللاجئين إلى أوروبا عبر بلاده، قال كوناكوفيتش: «نسعى للتوافق مع أنظمة الاتحاد الأوروبي، وندرك أن قضية الهجرة حساسة للغاية من الناحية السياسية في السياق العالمي؛ لذلك نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ التدابير التي تحافظ على كرامة وحقوق الإنسان لأولئك الأكثر ضعفاً».

العلاقات مع السعودية

على صعيد العلاقات السعودية ـ البوسنية، قال كوناكوفيتش: «ممتنون إلى الأبد للدعم السعودي لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، لإعادة البناء بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات، فضلاً عن دعم الرياض الأخير للقرار المتعلق بالإبادة الجماعية في عام 1995 في سربرنيتسا، حيث تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال».

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش لدى لقائهما بالرياض في شهر أغسطس 2024 (الشرق الأوسط)

وأضاف: «أعتقد اعتقاداً راسخاً أن هناك مجالاً كبيراً لمواصلة تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. وسنظل ممتنين إلى الأبد للدعم والمساعدة اللذين قدمتهما السعودية لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، ما ساعدنا على إعادة بناء البلاد بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات».

ويرى الوزير أن دعم السعودية الأخير لـ«القرار المتعلق بالإبادة الجماعية في سربرنيتسا، وتحديد يوم عالمي للتأمل وإحياء الذكرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً أمر نعتز به ونقدره»، بوصفه احتراماً واجباً لضحايا الإبادة الجماعية في عام 1995 الذين تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال.

ووفق كوناكوفيتش، فإن الاستثمارات السعودية بلغت في بلاده 200 مليون يورو بحلول نهاية عام 2023، حيث تشمل أهم الاستثمارات، أول بنك إسلامي في جنوب شرقي أوروبا، وهو بنك البوسنة الدولي (BBI)، مع كون «مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» المساهم الأكبر.

وتشمل الاستثمارات السعودية الأخرى عدداً من المشاريع التي طورتها مجموعة «الشدي»، معظمها في مجال العقارات والضيافة، بينما نفذت شركة جنوب أوروبا للاستثمار استثمارات في كثير من المشاريع العقارية والسياحية، بالإضافة إلى مجموعة «ملاك»، حيث يوجد أكثر من 500 شركة في البلاد مسجَّلة برأس مال سعودي.

ونوه بأن لدى الصندوق السعودي للتنمية كثيراً من المشاريع الجارية في البلاد، بالإضافة إلى الطلبات الجديدة التي ستجري الموافقة عليها قريباً من قبل حكومتنا، مثل مؤسسات البحث والتعليم في سراييفو وبانيالوكا، ومشاريع البنية التحتية والرعاية الصحية في أجزاء مختلفة من البلاد، التي تتجاوز قيمتها 115 مليون يورو، «وتمت مناقشة هذه الشراكة مع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، سلطان المرشد، ونتوقع أن تنمو أكثر في المستقبل القريب».