تقرير: كيف خرج الرئيس البيلاروسي الرابح الأكبر بعد إجهاض تمرد «فاغنر»؟

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يلقي كلمة اليوم من العاصمة البيلاروسية مينسك (أ.ب)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يلقي كلمة اليوم من العاصمة البيلاروسية مينسك (أ.ب)
TT

تقرير: كيف خرج الرئيس البيلاروسي الرابح الأكبر بعد إجهاض تمرد «فاغنر»؟

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يلقي كلمة اليوم من العاصمة البيلاروسية مينسك (أ.ب)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يلقي كلمة اليوم من العاصمة البيلاروسية مينسك (أ.ب)

نتج عن تمرد «فاغنر» المجهَض نهاية الأسبوع الماضي خاسرون كثر، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقائد التمرد يفغيني بريغوجين، إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ولكن باستثناء بارز هو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي خرج رابحاً بعد نجاح توسطه لإنهاء التمرد، وفق تقرير نشرته أمس (الاثنين) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

أشار التقرير إلى أن الرئيس بوتين خسر بموافقته على حل وسط مع رئيس «فاغنر» بريغوجين. وكذلك بريغوجين، الذي يشبه رحيله المعلن إلى بيلاروسيا إلى حد كبير المنفى، ناهيك بأن الجيش يمكن أن يعزز سيطرته على «فاغنر»، مما يلغي جهود التحرر التي قادت زعيم الميليشيا بريغوجين إلى التمرد. وخسر أيضاً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي لم يتألق جيشه بفاعليته ضد «فاغنر». جميعهم خاسرون، ربما باستثناء بارز هو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

فهل أنقذ لوكاشينكو بوتين من حرب أهلية وشيكة؟ يجب ألا نخطئ التقدير في هذا الشأن، يشير معهد دراسة الحرب (ISW) في نشرته الأخيرة، إلى أن الرئيس البيلاروسي أطاع نظيره الروسي (ووافق على التوسط بين بوتين وبريغوجين)، مثل تابع لحاكمه الأعلى. «لم يستطع بوتين قتل بريغوجين، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، ولم يتجاهل مغامرته، التي كانت خطيرة للغاية»، يحلل فراناك فياكوركا، المستشار المقرب من المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا، فبقي أمام بوتين الحل الوسط: مناشدة لوكاشينكو للقبض على بريغوجين من دون القضاء عليه».

حسب تاتيانا كاستويفا – جان، مديرة مركز روسيا في «المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)»: «لم يستطع بوتين أن يتنازل للتفاوض مباشرة مع بريغوجين بشأن التمرد، فكان بحاجة إلى وسيط، ولا يريد الاعتماد على أي شخص في روسيا». من هنا كان الرئيس البيلاروسي مجرد حمامة زاجلة مسؤولة عن نقل الرسائل بين بوتين وبريغوجين للسماح لـ«الأخ الأكبر» الروسي بحفظ ماء الوجه. لكن لوكاشينكو يسعى بالفعل للاستفادة من تدخله أمام الرأي العام وعلى الساحة الدولية. تشرح تاتيانا كاستويفا - جان: «يُظهر لشعبه أنه مفيد ومؤثر».

على الصعيد الدبلوماسي، أثبت الرئيس البيلاروسي أن وساطته يمكن أن تكون حاسمة عندما يكون بوتين في طريق مسدود. فهذا التأثير على بوتين يمكن أن يقلل من عزلة لوكاشينكو. فالغربيون، الذين هم على علاقة سيئة معه، قد يميلون إلى اللجوء إليه (للتوسط لدى بوتين) في كثير من الأحيان.


مقالات ذات صلة

بريطانيا تصدر عقوبات جديدة على صلة بـ«فاغنر» الروسية

أوروبا بريطانيا تفرض 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين لديهم صلات بمجموعة فاغنر (رويترز)

بريطانيا تصدر عقوبات جديدة على صلة بـ«فاغنر» الروسية

قالت الحكومة البريطانية، اليوم (الخميس)، إنها فرضت 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين على صلة بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

الجزائر تطالب بعقوبات ضد مالي بعد هجوم شنته فوق أراضيها

طالبت الجزائر بإنزال عقوبات دولية على الحكومة المالية، بعد الهجوم الذي شنّه الجيش المالي على مواقع للطوارق المعارضين في بلدة تقع على الحدود مع الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا عناصر من القوات التركية تتولى تدريب قوات ليبية (وزارة الدفاع التركية)

​تقارير أممية تكشف عن تورط تركيا في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا

كشفت تقارير للأمم المتحدة عن تورط شركة «سادات للاستشارات الدفاعية الدولية» التركية في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وتجنيد آلاف المرتزقة السوريين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

قتلى وجرحى في هجوم للجيش المالي على مواقع للطوارق قرب بلدة جزائرية

القصف يدلّ على تصاعد التوتر منذ أن قرّر الحاكم العسكري في باماكو إلغاء «اتفاق السلام»، مطالباً الجزائر بـ«التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لمالي».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
خاص معمّر القذافي (رويترز)

خاص «تركة القذافي»... ليبيا منقسمة وعملية سياسية ميتة

تغيَّرت ليبيا كثيراً منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011. فشل الليبيون في إقامة نظام جديد أفضل منه. ولكن من هم المتنافسون على تركة القذافي؟

كميل الطويل (لندن)

مدير المخابرات الروسية: نرغب في «سلام راسخ وطويل الأمد» في أوكرانيا

مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)
مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)
TT

مدير المخابرات الروسية: نرغب في «سلام راسخ وطويل الأمد» في أوكرانيا

مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)
مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)

قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، اليوم (الثلاثاء)، إن روسيا تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا؛ لأن موسكو بحاجة إلى «سلام راسخ وطويل الأمد» يعالج الأسباب الجذرية للأزمة.

وأضاف أن روسيا في موقع قوة في ميدان المعركة، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتابع قائلاً إن روسيا تعارض بشكل قاطع «تجميد الصراع»، مضيفاً أنها ترغب في سلام طويل الأمد، وأنها منفتحة على إجراء محادثات.

وميدانياً، أعلن الجيش الروسي، اليوم (الثلاثاء)، سيطرته على بلدة في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، في إطار مكاسب متزايدة تحقّقها موسكو في الأسابيع الأخيرة أمام صعوبات يواجهها الجيش الأوكراني، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت وزارة الدفاع الروسية: «بفضل تحركات حاسمة، حرّرت وحدات من التجمع العسكري (غرب) بلدة كوبانكي» الواقعة في منطقة احتلتها موسكو في بداية الحرب؛ لكن كييف استعادتها في خريف 2022.

ومن جانبه، أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم (الثلاثاء)، أن روسيا شنّت عدداً قياسياً من الهجمات، بوساطة مسيّرات خلال الليل؛ مما أدّى إلى تضرّر أبنية «ومنشآت حيوية». وأوضح سلاح الجو أنه «خلال الهجوم الليلي شنّ العدو عدداً من الهجمات بوساطة طائرات من دون طيار من طراز شاهد (إيرانية الصنع) ومسيّرات أخرى غير معروفة الطراز». وبلغ عدد المسيرات المستخدمة 188. وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 76 مسيرة روسية في 17 منطقة، في حين اختفت 95 مسيرة أخرى عن شاشات الرادار أو أُسقطت من قِبل أنظمة التشويش الإلكتروني الدفاعية. كذلك، أطلقت موسكو أربعة صواريخ باليستية من طراز «إسكندر-إم»، حسب «سلاح الجو».