رغم المعارضة التركية... شولتس «مُصر» على انضمام السويد السريع إلى «الناتو»

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
TT

رغم المعارضة التركية... شولتس «مُصر» على انضمام السويد السريع إلى «الناتو»

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، إصراره على انضمام السويد السريع إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل المعارضة التركية المستمرة لذلك.

وقال شولتس، اليوم (الخميس) في بيان حكومي بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) إنه بالنظر إلى قمة «حلف الأطلسي» المنتظرة يومي 11 و12 يوليو (تموز) المقبل في ليتوانيا، فإنه على قناعة تامة بأنه «يجب أن تجلس السويد أيضاً، بوصفها حليفاً جديداً، بجانب فنلندا على طاولة القمة».

وناشد المستشارُ الألماني الرئيسَ التركي رجب طيب إردوغان، تمهيد الطريق لذلك الآن، وفقاً لما تقرر بشكل مشترك خلال قمة الحلف بمدريد في العام الماضي.

يذكر أن السويد تقدمت بطلب مع فنلندا في مايو (أيار) من العام الماضي للانضمام إلى «حلف الأطلسي» في ظل الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ورفضت تركيا ذلك منذ أشهر، وبررت موقفها بعدم بذل السويد جهداً كافياً ضد «المنظمات الإرهابية». وفي المقابل؛ قُبل طلب فنلندا وأصبحت عضواً بالحلف منذ بداية أبريل (نيسان) الماضي.

يذكر أن انضمام عضو جديد إلى «حلف الأطلسي» يستلزم موافقة أعضاء الحلف جميعاً على ذلك.

وصرح شولتس اليوم بأنه يتوقع من قمة «الناتو» المنتظرة في الشهر المقبل إصدار إشارة قوية للتكاتف عبر «الأطلسي»، وإلى العزيمة على الدفاع عن الأمن المشترك، وقال: «وعدُنا بالمساندة المتبادلة داخل حلف (الناتو) يسري من دون شروط أو تحفظات».

إلى ذلك، تعهد شولتس بضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، لكنه بدد آمال كييف في أن تنضم سريعاً إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال: «علينا أن نلقي نظرة حكيمة على الوضع الحالي»، مضيفاً أن الحكومة في كييف نفسها اعترفت بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على الانضمام إلى الحلف ما دامت الحرب مستمرة. وأضاف: «لذلك، أقترح أن نركز على الأولوية القصوى (في قمة حلف الأطلسي) في فيلنيوس (في منتصف يوليو)، وهي تعزيز القوة القتالية لأوكرانيا».

وأوضح أن برلين وشركاءها في «مجموعة السبع»، والاتحاد الأوروبي يعملون على توفير ضمانات أمنية طويلة الأمد لكييف.

وأشار إلى أن «هدفنا هو... دعم عسكري مستدام لأوكرانيا، بما في ذلك أسلحة غربية حديثة، وتعزيز المرونة الاقتصادية لأوكرانيا بينما تدافع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي».

وتبحث دول حلف شمال الأطلسي ما ستقدمه إلى كييف عندما يجتمع زعماء الدول الأعضاء في فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو.

وفي حين تدعو كييف وأقرب حلفائها في أوروبا الشرقية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتقريب أوكرانيا من العضوية، تشعر حكومات غربية مثل الولايات المتحدة وألمانيا بالقلق من أي خطوة يحتمل أن تقرب الحلف من الدخول في حرب مع روسيا.


مقالات ذات صلة

السويد تعلن استعدادها لقيادة قوة تابعة لحلف الأطلسي في فنلندا

أوروبا جنود سويديون يشاركون في تدريبات «الناتو» بالنرويج (إ.ب.أ)

السويد تعلن استعدادها لقيادة قوة تابعة لحلف الأطلسي في فنلندا

أعلنت السويد وفنلندا، الاثنين، أن ستوكهولم مستعدة لقيادة قوات برية تابعة لحلف شمال الأطلسي في فنلندا المجاورة، التي تتشارك حدوداً مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو روب باور مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

رئيس اللجنة العسكرية لـ«الناتو»: لأوكرانيا الحق في ضرب عمق روسيا

قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو أمس (السبت) إن أوكرانيا لديها الحق القانوني والعسكري القوي في ضرب عمق روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا زيلينسكي يتوسط أوميروف وأوستن (أ.ف.ب)

البنتاغون لا يرى حلاً سحرياً ولا طريقاً واحداً يُحدد نهاية الصراع الصاروخي

أوستن: لا يوجد طريق واحد يُحدد نهاية الصراع، بل مزيج من الأشياء المختلفة، ويجب أن تكون الأهداف والغايات واضحة.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)

ستولتنبرغ: كان بوسع الناتو القيام بالمزيد لمنع حرب أوكرانيا

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه كان بوسع الحلف أن يفعل المزيد لتسليح أوكرانيا في محاولة لمنع الغزو الروسي عام 2022.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الكرملين - د.ب.أ)

البيت الأبيض يندد بتصريحات «بالغة الخطورة» لبوتين بشأن «حرب مع الناتو»

ندّد البيت الأبيض بتصريحات «بالغة الخطورة» أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اعتبر أن حلف «ناتو» سيكون منخرطاً في حرب مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس بيلاروسيا يعفو عن 37 سجيناً أُدينوا بـ«التطرف»

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو (أرشيفية - أ.ب)
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو (أرشيفية - أ.ب)
TT

رئيس بيلاروسيا يعفو عن 37 سجيناً أُدينوا بـ«التطرف»

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو (أرشيفية - أ.ب)
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو (أرشيفية - أ.ب)

أصدر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، الاثنين، عفواً عن 37 شخصاً سجنوا بتهمة «التطرف»، حسبما أعلنت الرئاسة، وهو مصطلح يستخدم عادة لوصف المعارضين.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أفادت الرئاسة في بيان بأن من بين السجناء المُعفى عنهم ست نساء وأشخاصاً يعانون مشاكل صحية، من دون الكشف عن هوياتهم. وخلال الشهرين الماضيين أصدرت السلطات في البلاد الحليفة لروسيا، حيث يُقمع أي انتقاد للسلطة، إعفاءات عن أشخاص محتجزين بسبب انتقداهم السلطات.

وأصدر لوكاشنكو في مطلع سبتمبر (أيلول) عفواً عن 30 سجيناً سياسياً، وكان أصدر عفواً عن 30 آخرين في منتصف أغسطس (آب). وفي كل مرة تؤكد الرئاسة البيلاروسية أن هؤلاء المعتقلين تابوا وطلبوا العفو.

وأفادت منظمة «فياسنا» غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان، بأنه جرى إطلاق سراح 20 سجيناً سياسياً في يوليو (تموز) في بيلاروسيا بعدما أمضوا مدة عقوبتهم كما أُفرج عن 18 آخرين بعدما «أُعفي عنهم أو كانوا جزءاً من صفقة تبادل».

ووفق أرقام منظمة «فياسنا»، ما زال هناك نحو 1300 شخص مسجون في بيلاروسيا بسبب معارضتهم نظام ألكسندر لوكاشنكو في الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعدّ أقل من 10 ملايين نسمة.

وقمع لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً والمتحالف مع موسكو، احتجاجات مؤيدة للديمقراطية مرات عدة.

وتخضع بيلاروسيا لعقوبات غربية بسبب ممارسة السلطات قمعاً سياسياً داخلياً ودعمها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأعلن لوكاشنكو في فبراير (شباط) الماضي نيته الترشح لولاية أخرى العام المقبل.

بعدما اعتبرت المعارضة أن نتائج الانتخابات التي أعادت لوكاشنكو إلى السلطة في أغسطس 2020 مزورة، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص خلال أسابيع مطالبين برحيله في أكبر حركة احتجاجية منذ استقلال بيلاروسيا عام 1991.

وفي وقت لاحق اعتُقل آلاف الأشخاص، وتعرض آخرون للتعذيب، وصدرت أحكام مشددة بحق ناشطين وصحافيين.

وفرّ مئات آلاف المواطنين من القمع في بيلاروسيا، خصوصاً إلى بولندا المجاورة.

وتكرر زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا الإعراب عن قلقها من الحالة الصحية لبعض السجناء السياسيين الذين يواجهون ظروف اعتقال قاسية ويُعزل بعضهم عن العالم.

وهذا هو حال ماريا كوليسنيكوفا، إحدى قادة الاحتجاجات الحاشدة ضد إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشنكو في عام 2020، والتي فقدت وفقاً لمقربين منها الكثير من الوزن في السجن وحُرمت من أي اتصال مع العالم الخارجي منذ أكثر من عام ونصف العام.