كوسوفو تطلب إعادة رجال شرطة أوقفتهم صربيا

شرطيان من كوسوفو يحرسان جسراً يفصل بين الجنوب الصربي والشمال الألباني في ميتروفيتشا (أ.ب)
شرطيان من كوسوفو يحرسان جسراً يفصل بين الجنوب الصربي والشمال الألباني في ميتروفيتشا (أ.ب)
TT

كوسوفو تطلب إعادة رجال شرطة أوقفتهم صربيا

شرطيان من كوسوفو يحرسان جسراً يفصل بين الجنوب الصربي والشمال الألباني في ميتروفيتشا (أ.ب)
شرطيان من كوسوفو يحرسان جسراً يفصل بين الجنوب الصربي والشمال الألباني في ميتروفيتشا (أ.ب)

طالبت سلطات كوسوفو الخميس بإعادة ثلاثة رجال شرطة أوقفتهم صربيا قبل يوم، ودعت المجتمع الدولي إلى المساعدة على إطلاق سراحهم.

هذا الحادث هو الأحدث في العلاقات المتوترة بين الطرفين بعد أسابيع من التصعيد في شمال كوسوفو، حيث أصيب 30 عنصراً من قوة حلف شمال الأطلسي في نهاية مايو (أيار) خلال اشتباكات مع متظاهرين صرب.

لم تعترف صربيا، بدعم من حلفائها الروس والصينيين، بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق عام 2008 بعد عقد من الحرب الدامية بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان.

وأعلنت بلغراد، مساء الأربعاء، توقيف ثلاثة شرطيين من كوسوفو يشتبه في تجاوزهم الحدود، في حين اتهمت بريشتينا بلغراد بخطفهم.

وقال رئيس الوزراء ألبين كورتي للصحافيين: «نطالب (المسؤولين) الدوليين بالضغط على بلغراد، وندعو لإطلاق سراح رجال الشرطة».

وأضاف: «صربيا لا تفاجئنا... ما يفاجئنا هو صمت وتساهل المجتمع الدولي».

في أول رد فعل على الواقعة، أصدرت بريشتينا قراراً يحظر بمفعول فوري دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية إلى أراضي كوسوفو.

واتهم كورتي بلغراد بخطف رجال الشرطة الثلاثة، مرجحاً أنه «عمل انتقامي» بعد اعتقال زعيم مفترض لمجموعة صربية الثلاثاء.

من جانبه، اتهم الرئيس الصربي الكسندر فوتشيش كورتي بأنه «يرغب في إثارة الحرب».

هدّد الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، السلطات في كوسوفو بـ«عواقب سياسية» في حال لم تتخذ قرارات لتهدئة التوتر مع المجموعة الصربية في الشمال.

وقال متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو ألبين كورتي اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد. وفي حال لم يحصل ذلك ستكون هناك عواقب سياسية مع تعليق الزيارات والعلاقات الرفيعة المستوى، واتخاذ إجراءات مؤقتة يمكن العودة عنها».

تصاعد التوتر بين بلغراد وبريشتينا منذ تنصيب رؤساء بلديات ألبان في مايو في أربع مدن في شمال كوسوفو تقطنها غالبية صربية.

وكان أعضاء مجلس المدينة هؤلاء قد انتخبوا في أبريل (نيسان) خلال الانتخابات البلدية التي قاطعها صرب كوسوفو.

منذ حرب كوسوفو وإعلان الاستقلال، تمر العلاقات بين بلغراد وبريشتينا بأزمات متتالية.

يعيش حوالي 120 ألف صربي في شمال كوسوفو، الذي يبلغ إجمالي عدد سكانه 1.8 مليون نسمة، غالبيتهم العظمى من ألبان كوسوفو.

لا تزال الأقلية الصربية موالية إلى حد كبير لبلغراد وترفض الاعتراف بسيادة بريشتينا، ويقول بعض المراقبين إن صربيا تستغل صرب كوسوفو لإثارة التوتر.



أوكرانيا تحضّ محكمة دولية على إصدار أمر لروسيا بتفكيك جسر في القرم

جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)
جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)
TT

أوكرانيا تحضّ محكمة دولية على إصدار أمر لروسيا بتفكيك جسر في القرم

جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)
جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)

حضّت أوكرانيا الخميس أقدم محكمة تحكيم في العالم على إصدار أمر لروسيا بتفكيك الجسر الذي بنته لربط القرم بالبر الرئيسي الروسي.

ويتواجه البلدان أمام محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي التي تأسست عام 1989. وعلى مدى أسبوعين، سعى محامو البلدين للمطالبة بحق كل طرف في الوصول إلى المياه المحيطة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وقالت مديرة القانون الدولي لدى وزارة الخارجية الأوكرانية أوكسانا زولوتاريوفا إنه «على المحكمة إصدار أمر لروسيا بتفكيك وإزالة ما يطلق عليه جسر كيرتش».

وأضافت أن «تفكيك الجسر هو الطريقة الوحيدة لتتمكن مراكب جميع البلدان التي استخدمت مضيق (كيرتش) في الماضي، وتلك التي يتوقع أن تستخدم المضيق مستقبلاً، من المرور مجدداً».

ويستند جزء من قضية أوكرانيا إلى أن روسيا بنت الجسر على ارتفاع منخفض إلى حد يمنع السفن الدولية من المرور في المضيق الاستراتيجي، وهو ما يعرقل التجارة.

وقالت زولوتاريوفا: «روسيا هي التي بنت هذا الجسر ويتعيّن عليها الآن إزالته للسماح بالمرور عبر مضيق كيرتش بما يتوافق مع القانون الدولي».

وشنّت كييف العديد من الهجمات ومحاولات الهجوم على جسر كيرتش منذ أطلقت موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتعود القضية المرفوعة أمام محكمة التحكيم الدائمة إلى سبتمبر (أيلول) 2016 عندما رفعت كييف الدعوى أمام المحكمة لـ«إثبات حقوقها على اعتبارها الدولة الساحلية».

وتعمل المحكمة على حل النزاعات بين البلدان والجهات الخاصة بشأن العقود والاتفاقيات الخاصة ومختلف المعاهدات، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وفي مرافعات روسيا لدى بدء الجلسات في 23 سبتمبر، اعتبر ممثل روسيا غينادي كوزمين أن قضية كييف «لا أساس لها».

وقال إنه بعد ضم القرم، باتت البحار المتنازع عليها مياهاً داخلية، وبالتالي خارج نطاق قوانين الملاحة الدولية.

وأشار إلى أن روسيا بنت جسر كيرتش للتخفيف مما وصفه بـ«حصار» أوكرانيا للقرم، ونفى أنه يعرقل الملاحة.

وشدد على أن «جميع المزاعم الأوكرانية لا أساس لها وخارج نطاق اختصاصكم القضائي، وينبغي رفضها كاملة».

وستقدّم روسيا مرافعتها الختامية السبت، علماً أن صدور قرار المحكمة يستغرق عادة شهوراً، إن لم يكن سنوات.