بريطانيا: تقدم «جيّد» للقوات الأوكرانية على بعض خطوط الجبهة

أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى «تقدم جيد» للقوات الأوكرانية التي تقاتل القوات الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا خلال الساعات الـ48 الماضية، في حين وصفت الأداء الروسي بـ«المتباين».

ولفتت الوزارة في آخر تحديث للوضع في أوكرانيا نشرته على «تويتر»، إلى أن القوات الأوكرانية أحرزت «على الأرجح» في بعض المناطق، «تقدماً جيداً، واخترقت الخط الأول للدفاعات الروسية».

ولكنها نبهت إلى أن الأداء الأوكراني كان «بطيئاً» في مناطق أخرى.

وعلى المقلب الآخر، وصفت وزارة الدفاع البريطانية الأداء الروسي بـ«المتباين»، مشيرة إلى أن بعض الوحدات «تقوم بعمليات دفاعية مناورة، في حين انسحبت وحدات أخرى في حالة فوضى، وسط تقارير متزايدة عن سقوط ضحايا أثناء عملية الانسحاب، بسبب الألغام الروسية».

وبيّنت أن سلاح الجو الروسي كان «نشطاً بشكل متزايد في جنوب أوكرانيا»، ولكن «من غير الواضح ما إذا كانت الضربات الجوية التكتيكية الروسية فعالة».

هجوم مضاد

وخلال يوم أمس (الجمعة)، واصل الجانبان شنَّ هجمات على محاور دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، وأعلنت موسكو أنَّها واجهت هجوماً جديداً بالمسيّرات استهدف مناطق داخل الحدود الروسية.

وقالت موسكو إن قواتها تمكنت من صد هجوم مضاد كبير تشنه أوكرانيا منذ يوم الأحد. والتزمت كييف الصمت واتهمت روسيا بنشر أكاذيب بشأنه.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن الهجوم الأوكراني المضاد جارٍ بالفعل. وتحدث الجيش الروسي عن اندلاع «معارك طاحنة» في جنوب أوكرانيا، لكن السلطات الأوكرانية قللت من أهمية هذه المعارك، ولا تزال تلتزم استراتيجية تقوم على الغموض.

من جهتها، أعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، أنَّ القتال ما زال يتركّز في شرق البلاد، وقالت إنَّ «العدو ينفذ عمليات دفاعية في قطاع زابوريجيا والقتال مستمر هناك». ويعتقد العديد من المراقبين أنَّ «الهجوم الأوكراني المضاد بدأ»، بينهم معهد دراسات الحرب الأميركي، الذي يقول إنّه لا يتوقّع «عملية كبيرة واحدة» ولكن عدداً من العمليات المنسّقة.

تركيا تؤكد استمرار مساهماتها لاستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

أكدت تركيا أنها ستواصل مساهماتها في جهود استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا... فيما أعلنت كييف رفضها اقتراح الرئيس رجب طيب إردوغان تشكيل لجنة تحقيق دولية في تدمير سد كاخوفكا ومحطة كاخوفسكايا الكهرومائية في منطقة خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا. وأكد مجلس الأمن القومي التركي مواصلة أنقرة مساهمتها في جهود استئناف مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

أعلنت كييف رفضها اقتراح الرئيس رجب طيب إردوغان تشكيل لجنة تحقيق دولية (أ.ب)

وقال المجلس، في بيان ليل الخميس - الجمعة عقب أول اجتماع له بتشكيله الجديد برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن الاجتماع ركز على تأثيرات الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، التي تزيد من المخاطر الأمنية بالمنطقة.

وأضاف البيان أن تركيا ستواصل المساهمة في جهود وقف الصراع الروسي الأوكراني وبدء محادثات السلام وضمان الأمن الغذائي العالمي عبر اتفاقية إسطنبول للمر الآمن للحبوب بالبحر الأسود الموقعة العام الماضي بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

في السياق نفسه، أعلنت أوكرانيا، الجمعة، رفضها اقتراح إردوغان تشكيل لجنة تحقيق دولية في حادث تدمير سد كاخوفكا ومحطة كاخوفسكايا الكهرومائية في خيرسون، الذي طرحه في اتصالين هاتفيين منفصلين، الأربعاء، مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشأن تدمير السد والمحطة الكهرومائية. وتحدث إردوغان عن إمكانية تشكيل لجنة دولية بمشاركة الطرفين المتحاربين والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك تركيا، على غرار مبادرة اتفاقية الحبوب.

وقال وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا، الجمعة، إن روسيا دمرت السد، وإنه لا يثق بتشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن الحادث تكون روسيا أحد أعضائه. وأضاف أن روسيا لم تقبل تشكيل لجنة تحقيق دولية عندما قتلت الأوكرانيين، وعندما احتلت محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات كوليبا، بمنشور عبر قناتها الرسمية على «تلغرام»، قائلة إن «وزير خارجية نظام كييف ديمترو كوليبا رفض اقتراح المنظمات الدولية إجراء تحقيق مستقل في تدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية... وفي الوقت نفسه تطاول على الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي اتصل بزيلينسكي يعرض عليه اقتراح إنشاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في تدمير المحطة.

زيلينسكي خلال زيارة لمنطقة السد في خيرسون (أ.ف.ب)

وأضافت أن «الشيء نفسه حدث بالفعل في نيويورك، حيث صرح الممثل الدائم لكييف لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، بأن مثل هذا التحقيق (مستحيل)... لست متفاجئة، فلا يزال نظام كييف لم يقدم حتى الآن قوائم أولئك الذين أعلن عن وفاتهم في مدينة بوتشا للأمم المتحدة، فأي نوع من التحقيق إذن بشأن حادث محطة كاخوفسكايا؟».

وتابعت: «أيضاً كيف لنا أن نضمن تحقيقاً مع الإرهابيين ورعاتهم؟ هل تذكرون كيف عارضت الولايات المتحدة وتابعوها قراراً روسياً في الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في تفجيرات خط غاز (السيل الشمالي) (نورد ستريم)؟».

وقالت زاخاروفا إن «التحقيق يقف في حلق زيلينسكي، وكما ذكر كيسليتسا، يحتاج النازيون الجدد في كييف إلى الذهاب إلى الجانب الآخر من نهر دنيبر من أجل التحقيق، ربما على ظهور دبابات (ليوبارد) و(أبرامز)، إلا أنني أطمئن دبلوماسيي كييف، أن التحقيق في الهجوم الإرهابي قد بدأ بالفعل من جانب لجنة التحقيق الروسية. وأولئك الذين أخطأوا في اختيار الضفة التي يقفون عليها، لن يمكنهم الوصول إلى الجانب الآخر».

بالتوازي، قال السفير الروسي لدى تركيا، ألكسي يرهوف، إن بلاده تواصل المشاورات مع الأمم المتحدة بشأن اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكن لا يوجد ما يدعو لتمديدها.

السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية تنتظر عمليات التفتيش في خليج البسفور (رويترز)

وجرى التوصل إلى الاتفاق بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو (تموز) الماضي للسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب من موانئها الجنوبية. وينتهي سريانه الشهر المقبل في حال رفضت روسيا تجديده.

ووافقت روسيا مرتين في 18 مارس (آذار) و18 مايو (أيار) على تمديد الاتفاقية الموقعة في إسطنبول في يوليو العام الماضي لمدة شهرين فقط بدلاً من 4 أشهر بسبب عدم تنفيذ الشق الخاص بالسماح بخروج الحبوب والأسمدة والمنتجات الزراعية من إنتاجها إلى الأسواق العالمية. واقترحت الأمم المتحدة، قبل أيام، أن تبدأ روسيا وأوكرانيا وتركيا التحضير لنقل الأمونيا الروسية عبر ميناء أوديسا في أوكرانيا في محاولة لإنقاذ اتفاقية الحبوب، وتوسيعها لتشمل مزيداً من الموانئ الأوكرانية وشحنات أخرى.

وقال الكرملين الخميس إن الانفجار الذي لحق بخط أنابيب رئيسي للأمونيا سيكون له تأثير «سلبي» على محادثات تجديد اتفاق السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: «هذا شيء آخر يعقد الموقف حقاً من منظور تمديد الاتفاق (...) لا يمكن أن يكون له سوى تأثير سلبي».

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية الخميس إن أوكرانيا قد تفقد ملايين عدة من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا (رويترز)

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية الخميس إن أوكرانيا قد تفقد ملايين عدة من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا. وقالت الوزارة في بيان: «دون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات. سنزرع الحبوب والبذور الزيتية باستخدام نموذج منخفض الغلة». وذكرت الوزارة أن تدمير السد هذا الأسبوع سيغرق عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا، ويمكن أن يحول ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى «صحارى». وأضافت أن الأرض التي غمرتها الفيضانات ستتطلب تقييماً زراعياً كاملاً لحالة التربة، وفي معظم الحالات سيلزم استخدام طرق خاصة لإصلاح التربة. وقالت إن الأراضي المتضررة كانت تنتج في الأساس الخضراوات والحبوب والبذور الزيتية والبطيخ.

بوتين: روسيا ستنشر أسلحة نووية تكتيكية بروسيا البيضاء في يوليو

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، اليوم (الجمعة)، في اجتماع في سوتشي، إن روسيا ستبدأ نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا بعد اكتمال جاهزية المرافق بين السابع والثامن من يوليو (تموز).

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، نقل بيان للكرملين عن بوتين القول: «كل شيء يمضي حسب الخطة، كل شيء مستقر».

واتفق الرئيسان في وقت سابق على الخطة الخاصة بنشر صواريخ نووية قصيرة المدى على أراضي بيلاروسيا الحليفة المقربة لموسكو وداعمتها في حرب أوكرانيا، على أن تظل الصواريخ تحت القيادة الروسية.