تسليم «أسرى حرب» أوكرانيين إلى المجر بوساطة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

جنود أوكرانيون في مكان غير محدد في أوكرانيا في 8 يناير 2023 بعد الإفراج عنهم بصفقة تبادل أسرى مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون في مكان غير محدد في أوكرانيا في 8 يناير 2023 بعد الإفراج عنهم بصفقة تبادل أسرى مع روسيا (رويترز)
TT

تسليم «أسرى حرب» أوكرانيين إلى المجر بوساطة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

جنود أوكرانيون في مكان غير محدد في أوكرانيا في 8 يناير 2023 بعد الإفراج عنهم بصفقة تبادل أسرى مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون في مكان غير محدد في أوكرانيا في 8 يناير 2023 بعد الإفراج عنهم بصفقة تبادل أسرى مع روسيا (رويترز)

تسلّمت المجر «أسرى حرب أوكرانيين»، بحسب ما أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي أدّت دور وسيط في العملية، في حين أسفت كييف (الجمعة) لعدم إشراكها في المفاوضات.

ووفق وكالة «الصحافة الفرنسية»، أوضحت بطريركية موسكو في بيان أن نقل الأسرى جرى (الخميس) «بمباركة» البطريرك كيريل «في إطار تعاون بين الكنائس وبناء على طلب الجانب المجري»، مشيرةً إلى «الإنسانية المسيحية».

وأكدت بطريركية موسكو أنّ المجموعة من ترانسكارباثيا، وهي منطقة في غرب أوكرانيا تضم جالية كبيرة تنطق بالمجرية.

ونقل موقع «إيه تي في. إتش يو» عن نائب رئيس الوزراء المجري زولت سيمجين المسؤول عن الشؤون الدينية قوله: «إنها لفتة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تجاه المجر، هؤلاء الناس يدينون بحريتهم لها».

وامتنع عن تقديم تفاصيل «لحماية مصالح الأشخاص المعنيين».

ويحافظ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على اتصالات مع الكرملين، ونسج علاقات قوية مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وبفضل دعم أوربان تجنّب البطريرك كيريل العام الماضي عقوبات اقترح الاتحاد الأوروبي فرضها وعارضتها بودابست باسم «الحرية الدينية»، علماً أن البطريرك مؤيد بشدة للهجوم العسكري الذي يشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

وتوازياً، تربط الزعيم المجري أيضاً علاقات معقّدة بكييف التي يرفض مساعدتها عسكرياً.

والخلاف بين البلدين الجارين ليس جديداً؛ إذ تنتقد المجر منذ فترة طويلة سلسلة من القوانين تعتبر أنها تعزز استخدام اللغة الأوكرانية على حساب الأقلية المجرية في ترانسكارباثيا.

ورحّبت السلطات الأوكرانية «بالإفراج عن أسرى حرب»، معتبرة أن «الأمر جيد دائماً»، إلا أنها أعربت عن أسفها لتبلّغها عبر وسائل الإعلام بأن الأمر يتعلق بـ11 أوكرانياً من أصول مجرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو عبر «فيسبوك»، إن القائم بالأعمال في السفارة استقبل في مقر الوزارة لإجراء «محادثة جوهرية».

وطلبت كييف معلومات مفصّلة عن مواطنيها حتى تتمكن من تزويدهم بالمساعدة القنصلية و«شدّدت على ضرورة العمل بشكل تعاوني على مواضيع حساسة إلى هذا الحد».

وتحدّث موقع «إيه تي في. إتش يو» عن دور محتمل للبابا فرنسيس الذي دعا مراراً إلى إرساء السلام في أوكرانيا، مندّداً بشدّة بالحرب «العبثية والعنيفة».

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أعلن الحبر الأعظم في مقابلة نُشرت في مجلة «جيزويت» أنه أدى دور وسيط مع روسيا للإسراع بإطلاق نحو 300 أسير أوكراني.


مقالات ذات صلة

قوات موسكو تتقدّم في الشرق... وكييف تقصف مستودع ذخيرة

أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

قوات موسكو تتقدّم في الشرق... وكييف تقصف مستودع ذخيرة

تواصل موسكو تقدمها في دونيتسك الواقعة في شرق أوكرانيا، في حين قوات كييف تقصف مستودع ذخيرة روسياً.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا أفراد الخدمة الأوكرانية يستخدمون كشافات ضوئية أثناء بحثهم عن طائرات من دون طيار في السماء فوق وسط المدينة أثناء غارة روسية بطائرة من دون طيار (رويترز)

أوكرانيا «قلقة» بعد تقارير عن نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا

قالت وزارة الخارجية الأوكرانية اليوم (السبت) إنها تشعر بالقلق العميق بعد تقارير إعلامية عن احتمال نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجل يتجول في سوق محلية بعد قصف في دونيتسك (رويترز)

الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة في شرق أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت) سيطرته على بلدة في شرق أوكرانيا حيث يواصل تقدمه في مواجهته مع القوات الأوكرانية التي يفوقها عددا وتعاني من نقص في العتاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) play-circle 00:46

زيلينسكي بحث مع ميلوني خطة السلام وإعادة إعمار أوكرانيا

التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، اليوم (السبت)، في تشيرنوبيو بشمال إيطاليا، وفق ما ذكرت الحكومة الإيطالية.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا عناصر الأمن الأوكرانيون يبحثون عن طائرات مُسيّرة في سماء كييف (رويترز)

أوكرانيا تتصدى لهجوم روسي بعشرات المسيّرات

أعلن سلاح الجو الأوكراني اليوم (السبت) أن روسيا أطلقت 67 طائرة مسيّرة بعيدة المدى على أوكرانيا الليلة الماضية، وأنه تمكن من إسقاط 58 منها.

«الشرق الأوسط» (كييف)

باريس تشتبه بتخطيط إيران لاغتيال يهود في فرنسا وألمانيا

عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
TT

باريس تشتبه بتخطيط إيران لاغتيال يهود في فرنسا وألمانيا

عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)

وجّهت السلطات في باريس تهماً إلى زوجين في مطلع مايو (أيار) للاشتباه بمشاركتهما في مخطط أمرت به إيران لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، وفق ما علمت «وكالة الصحافة الفرنسية» من مصادر في الشرطة، ومطلعين على القضية.

واتُّهم عبد الكريم. س (34 عاماً) وزوجته صابرينا. ب (33 عاماً) في الرابع من مايو (أيار) بـ«تشكيل عصابة أشرار إرهابية إجرامية»، ووضعا رهن التوقيف الاحتياطي في باريس.

وتؤشر قضيتهما التي تعرف باسم «ماركو بولو»، وكشفها موقع «ميديا بارت» الفرنسي، الخميس، إلى عودة «إرهاب الدولة الإيراني» في أوروبا، وفقاً لمذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية في مطلع مايو، اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المديرية: «منذ عام 2015، عادت الأجهزة الإيرانية إلى ممارسة اغتيالات محددة»، موضحة أن «التهديد تفاقم (...) في سياق الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس)» التي دخلت شهرها الثاني عشر.

ورأت أن الهدف هو «ضرب أشخاص مدنيين مستهدفين» من أجل «زيادة شعور انعدام الأمن في صفوف معارضي» النظام الإيراني، وداخل «المجتمع اليهودي/الإسرائيلي».

وللقيام بذلك، تُتهم إيران بتجنيد أفراد عصابات في أوروبا، خصوصاً تجار مخدرات.

كان عبد الكريم. س. معروفاً لدى القضاء، إذ حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، لمشاركته في جريمة قتل في مارسيليا، وأُطلق سراحه في يوليو (تموز) 2023 تحت الرقابة القضائية.

ويُشتبه في أن هذا الفرنسي الجزائري هو «المشغل الرئيسي» في فرنسا لـ«خلية» ترعاها إيران، خططت لأعمال عنف في ألمانيا وفرنسا. ويرجح أن يكون التواصل بينه وبين «منسّق» الخلية قد تمّ عن طريق زميل سابق له في السجن.

وربما كان هذا «المنسق»، الذي تم تقديمه على أنه أحد كبار تجار المخدرات في منطقة ليون، موجوداً في إيران في مايو، وفق التقرير.

والأشخاص المستهدفون الذين جرى التعرّف إليهم في هذه المرحلة هم موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية يُقيم في باريس، و3 من زملائه السابقين في منطقة العاصمة، إضافة إلى 3 إسرائيليين-ألمان في ميونيخ وبرلين.

ويشتبه في أن عبد الكريم. س. قام برحلات إلى ألمانيا، رغم وضعه القانوني للقيام بعمليات استطلاع، ولا سيما في برلين بحضور زوجته. وينفي ذلك قائلاً: «إنه أراد التبضّع فقط».

كما يتهم المحققون هذه الخلية بإضرام 4 حرائق في شركات تقع في جنوب فرنسا، و«يملكها مواطنون إسرائيليون»، بين نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، وبداية يناير (كانون الثاني) 2024، وفق مصدر في الشرطة.

ووفقاً لهذا المصدر، نفى عبد الكريم. س. أثناء احتجازه لدى الشرطة إضرام النار، لكنه أوضح أنه أدى دور الوسيط بين المخطّط وأشخاص آخرين على تطبيق «تلغرام» في مشروع احتيال على شركة التأمين.