تفجير السد يهدد بإغراق «الهجوم الأوكراني المضاد»

موسكو تعلن تفجير خط إمدادات الأمونيا قرب خاركيف

المياه تغمر مناطق واسعة في خيرسون أمس جراء تفجير سد كاخوفكا (أ.ب)
المياه تغمر مناطق واسعة في خيرسون أمس جراء تفجير سد كاخوفكا (أ.ب)
TT

تفجير السد يهدد بإغراق «الهجوم الأوكراني المضاد»

المياه تغمر مناطق واسعة في خيرسون أمس جراء تفجير سد كاخوفكا (أ.ب)
المياه تغمر مناطق واسعة في خيرسون أمس جراء تفجير سد كاخوفكا (أ.ب)

تواصلت الجهود الروسية والأوكرانية لمواجهة التداعيات الكارثية لانهيار سد كاخوفكا في خيرسون وسط توقعات بأن انهياره سيغرق «الهجوم الأوكراني المضاد» الذي تم التحضير له لأشهر طويلة.

وفي ظل استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن الحادث والانشغال بإحصاء خسائر أسوأ «كارثة بيئية» منذ حادثة انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي في العهد السوفياتي، جاء الإعلان الروسي عن تدمير القوات الأوكرانية خطاً رئيسياً لإمدادات الأمونيا ليعزز المخاوف من انتقال المعارك بين الطرفين الروسي والأوكراني لاستهداف منشآت استراتيجية شديدة الأهمية والخطورة بالنسبة إلى البلدين. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «مخرّبين أوكرانيين فجروا الاثنين خط أنابيب توجلياتي - أوديسا للأمونيا في منطقة خاركيف». وأشارت وزارة الدفاع إلى «سقوط ضحايا بين المدنيين وتم تزويدهم بالمساعدة الطبية. في حين لم يصب أي من العسكريين الروس».

وكان خط الأنابيب الذي أقيم في أواخر سبعينات القرن الماضي، يضخ حوالي 2.5 مليون طن من المواد الخام سنوياً. لكن تم إيقاف الإمدادات عبره منذ اندلاع الأعمال القتالية في أوكرانيا، ويعد مطلب إعادة فتح خط أنابيب الأمونيا أحد شروط روسيا كجزء من تنفيذ صفقة الحبوب.

في غضون ذلك، قال فلاديمير سالدو المسؤول الموالي لموسكو في منطقة خيرسون إن روسيا «حظيت بميزة عسكرية بعد تدمير سد كاخوفكا، (...) فمن وجهة نظر عسكرية، أصبح وضع العمل التكتيكي لصالح القوات المسلحة للاتحاد الروسي». وأضاف أنه بسبب الفيضانات المدمرة، التي نجمت عن تفجير السد، لن تتمكن أوكرانيا من شن الهجوم المضاد. وتابع قائلاً: «لا يمكنهم القيام بأي شيء، بالنسبة إلى قواتنا، على الجانب الآخر، انفتحت نافذة... سوف نرى مَن سوف يحاول العبور وكيف؟» في إشارة إلى نهر دنيبرو، الذي ارتفع منسوبه عن حجمه الحقيقي.

في الأثناء، حذر مسؤولون من تداعيات محتملة على عمل محطة زابوريجيا النووية، خصوصاً أن انخفاض منسوب خزان مياه كاخوفكا يهدد بظهور مجرى جديد لنهر دنيبرو، سيكون بعيداً عن المحطة التي تعتمد على النهر في تبريد المفاعلات النووية.

 

 


مقالات ذات صلة

كازاخستان تؤكد أنها لا تساعد روسيا للتحايل على العقوبات

آسيا المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) يتحدث مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف بعد مؤتمرهما الصحافي في برلين، ألمانيا، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

كازاخستان تؤكد أنها لا تساعد روسيا للتحايل على العقوبات

أعلن رئيس أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى الخميس في برلين أن بلاده (كازاخستان) تحترم نظام العقوبات الغربية المفروضة على موسكو رداً على غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا لقاء بين زيلينسكي وستولتنبرغ في كييف الخميس (أ.ب)

أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، ثلاث زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين بارزين فيما عدته حكومة فولوديمير زيلينسكي تأكيداً للالتزام الغربي بأمنها.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)

المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بالجهود التي تبذلها كازاخستان، من أجل منع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا المجاورة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)

حرب أوكرانيا تلتهم ثلث موازنة روسيا العام المقبل

نصّ مشروع الموازنة في روسيا على زيادة الإنفاق على الدفاع في عام 2024 بنسبة 70 % تقريباً.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الألماني يستقبل نظيره الإسرائيلي في برلين الخميس (أ.ف.ب)

ألمانيا تعقد صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية

وقّعت ألمانيا على صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية، وسط انتقادات فرنسية، ومن خبراء أسلحة حول جدوى المنظومة.

راغدة بهنام (برلين)

3 قتلى بإطلاق نار مزدوج في مدينة روتردام الهولندية

الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
TT

3 قتلى بإطلاق نار مزدوج في مدينة روتردام الهولندية

الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)

قُتل ثلاثة أشخاص بعد أن فتح مسلح يرتدي ملابس قتالية وسترة واقية من الرصاص النار في منزل ومستشفى في مدينة روتردام الهولندية الخميس.

وقالت الشرطة الهولندية إن دافع الهجوم لا يزال مجهولا. وألقي القبض على مطلق النار البالغ 32 عاما والذي أضرم النار أيضا في المنزل والمستشفى، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وصرح قائد الشرطة فريد فيستربيكي أن الرجل اقتحم منزلا في المدينة الساحلية أولا وفتح النار ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ 39 عاما وإصابة ابنتها البالغة 14 عاما بجروح خطرة أدت إلى وفاتها في وقت لاحق.

ثم انتقل إلى أحد الفصول الدراسية في مستشفى جامعة «إيراسموس إم سي» وأطلق النار على مدرّس يبلغ 46 عاما، قبل أن يشعل حريقا آخر في المنشأة، مما أثار الذعر.

أشخاص في محيط المركز الطبي حيث حصل إطلاق النار في روتردام (رويترز)

واقتحمت وحدة خاصة من الشرطة المستشفى، فيما هرع إلى خارج المبنى مسعفون مذعورون يرتدون سترات بيضاء وهم يدفعون مرضى على كراس متحركة ونقالات.

وتم توقيف مطلق النار بعد ذلك، وقال المدعي العام هوغو هيلينار للصحافيين إن المشتبه به كان يتعاون مع الشرطة بعد توقيفه.

وأضاف هيلينار «لا نستطيع أن نقول أي شيء عن دوافع هذا العمل المروّع في هذا الوقت. التحقيق لا يزال جاريا».

وأفادت السلطات بأنها تعتقد أن المشتبه به كان يحمل سلاحا ناريا واحدا فقط وليس هناك ما يشير إلى أن له شركاء.

وأوضحت الشرطة أن المشتبه به، وهو طالب في المنشأة، كان معروفا لدى السلطات بسبب إدانته بإساءة معاملة الحيوانات.

ويجري التحقيق لمعرفة ما إذا كان طالبا لدى المدرّس الذي أرداه بالرصاص. وتعتقد السلطات أن المرأة وابنتها كانتا جارتين مقربتين للمشتبه به، ما دفع ويستربيكي إلى التحدث عن «هجومين محددي الأهداف».

وكانت الشرطة قد وصفت المشتبه به في وقت سابق بأنه يرتدي ملابس قتالية، طويل القامة وشعره أسود ويحمل حقيبة ظهر.

من جهته، قال رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب «أنا غاضب وحزين». وأضاف في تصريح للصحافيين «صدمنا هذا الحادث المروع... المشاعر في المدينة متأججة».

وقال طالب طبّ في تصريح لقناة «آر تي إل نيوز»: «في البداية وقع إطلاق نار في الطابق الرابع. أطلقت أربعة أو خمسة عيارات. ثم ألقيت زجاجة حارقة على المركز التعليمي».

وقال رئيس الوزراء مارك روته في بيان على موقع «إكس»: «قلبي مع ضحايا العنف وأحبائهم وكل من شعروا بالخوف الشديد».

وأعرب الملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما عن تضامنهما مع أقرباء الضحايا.

وكثيرا ما تشهد روتردام عمليات إطلاق نار تعزى عادة إلى تصفية حسابات بين عصابات مخدرات متنافسة.


أكثر من 70 ألفاً يفرون من كاراباخ إلى أرمينيا

أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

أكثر من 70 ألفاً يفرون من كاراباخ إلى أرمينيا

أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)

قالت أرمينيا إن أكثر من 70 ألف شخص توافدوا مع أغراضهم وسياراتهم من منطقة ناغورنو كاراباخ التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفاً تقريباً، باتجاه أرمينيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت جمهورية ناغورنو كاراباخ، المعلنة من جانب واحد، الخميس، أنها «ستزول من الوجود» في نهاية العام، بعدما منيت بهزيمة عسكرية من أذربيجان، دفعت أكثر من نصف سكانها إلى الفرار، منهية بذلك حلم الاستقلال.

وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم، سامفيل شهرمانيان، مرسوماً يأمر بحل جميع مؤسسات الدولة بحلول نهاية العام، قائلاً إن ناغورنو كاراباخ «ستزول من الوجود» اعتباراً من الأوّل من يناير (كانون الثاني) 2024.

أرمن من ناغورنو كاراباخ يجلسون بعد وصولهم إلى غوريس في منطقة سيونيك، أرمينيا، الخميس، 28 سبتمبر 2023 (أ.ب)

ويبدو أن الستار أُسدل بذلك على واحد من أكثر «النزاعات المجمّدة» طولاً في العالم، الذي بدت تسويته مستعصية، حيث فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة، على غرار المسؤولين الأوروبيين، في حلّه في جولات متواصلة من المحادثات.

غير أن الإعلان فاقم الغضب في يريفان.

واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس، أذربيجان بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في ناغورنو كاراباخ، مؤكداً أنه لن يبقى أي أرميني في الإقليم «في الأيام المقبلة».

وانتهى الهجوم الأذربيجاني الخاطف بهدنة في 20 سبتمبر (أيلول)، تعهّد فيها الانفصاليون الأرمن تسليم أسلحتهم والدخول في محادثات بهدف «إعادة دمج» ناغورنو كاراباخ.

سكان يجلسون داخل حافلة في وسط ستيباناكيرت التي يسكنها الأرمن قبل مغادرة ناغورنو كاراباخ، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)

وأُجريت جولتان من المحادثات، فيما عملت القوات الأذربيجانية بشكل منهجي مع قوات حفظ السلام الروسية على جمع أسلحة الانفصاليين، ودخول بلدات ظلّت خارجة عن سيطرة باكو منذ القتال الأول بين الطرفين في المنطقة في التسعينات.

وبدأت القوات الأذربيجانية تقترب من أطراف ستيباناكيرت، التي كان يعتبرها الانفصاليون الأرمن «عاصمة» منطقة ناغورنو كاراباخ.

وجاء في المرسوم، الذي أصدره شهرمانيان من ستيباناكيرت، أن على السكان أن «يتعرفوا على شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها أذربيجان، واتّخاذ «قرار فردي ومستقل» بشأن إن كانوا سيبقون.

وأعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الخميس، أنه «أخذ علماً» بحلّ السلطات الانفصالية نفسها في ناغورنو كاراباخ.

الشرطة الأرمينية تنظم مرور الفارين من منطقة ناغورنو كاراباخ بعد عبورهم الحدود الأذربيجانية الأرمينية، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

تطهير عرقي

الأحد، أعادت أذربيجان فتح الطريق الوحيدة الرابطة بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد 4 أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمينية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.

مذاك، توافد أكثر من 70 ألف شخص مع أغراضهم وسياراتهم من المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفا تقريباً باتجاه أرمينيا، وفق يريفان.

الخميس، قال باشينيان لأعضاء حكومته: «يظهر تحليلنا أنه لن يبقى هناك أرمن في ناغورنو كاراباخ في الأيام المقبلة. يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».

غير أن وزارة الخارجية الأذربيجانية قالت، الخميس، إن باشينيان «يدرك تماماً أن السكان الأرمن يتركون ناغورنو كاراباخ بمحض إرادتهم».

وتابعت: «على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم، وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان المتعدد الإثنيات».

وأشار الكرملين، الخميس، إلى أنه «لا يرى سبباً» يدعو الأرمن للفرار من المنطقة.

يتجمع أشخاص من القومية الأرمينية في وسط ستيباناكيرت، ناغورنو كاراباخ، على أمل المغادرة إلى أرمينيا، يوم الاثنين، 25 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية، الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991.

وشهدت المنطقة حربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين؛ أذربيجان وأرمينيا، الأولى من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل)، والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

وكانت أذربيجان قد وافقت على السماح للانفصاليين الذي يلقون أسلحتهم بالمغادرة إلى أرمينيا بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار تم التوصل إليها الأربعاء الماضي.

غير أن مصدراً حكومياً أذربيجانياً قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن حرس الحدود يبحثون أيضاً عن أشخاص متهمين بارتكاب «جرائم حرب» يتعين أن يمثلوا أمام المحاكمة.

أرمن فارون من ناغورنو كاراباخ يستريحون على جانب الطريق بعد عبور الحدود مع أذربيجان، بالقرب من قرية كورنيدزور، أرمينيا، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

وأمرت محكمة أذربيجانية، الخميس، بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي، عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.

وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن 14 عاماً بحق الملياردير فاردانيان، الذي ترأس حكومة ناغورنو كاراباخ من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 حتى فبراير (شباط) 2023.

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، إلى احترام حقوق فاردانيان، بعدما وضعته أذربيجان في الحبس الاحتياطي.

واتهم رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الخميس، حرس الحدود الأذربيجانيين بـ«تنفيذ اعتقالات غير قانونية» بحق أرمن يحاولون الفرار من ناغورنو كاراباخ.

يحاول سكان أرمن من مدينة ستيباناكيرت المغادرة في سياراتهم، نحو أرمينيا، 24 سبتمبر 2023 (رويترز)

بوادر أزمة مع موسكو

انتقد رئيس الوزراء الأرميني روسيا، ما قد يؤدي إلى أزمة بين يريفان وحليفتها التقليدية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واتهم باشينيان موسكو بالفشل في وقف هجوم باكو، ووصف التحالفات الأمنية الحالية لبلده بأنها «غير فعالة». كما حثّ البرلمان على المصادقة على عضوية أرمينيا في المحكمة الجنائية الدولية، في جلسة من المقرر أن تبدأ الأربعاء.

كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية عمليات ترحيل قسرية لأطفال في أوكرانيا.

وقال الكرملين إنه سيتعامل مع عضوية أرمينيا في المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها عملاً «عدائياً للغاية».

لكن يريفان حصلت على التزام سياسي مهم بالدعم من رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس آيد) سامانثا باور التي تزور أرمينيا.

وقالت باور، في بيان أعلنت فيه نشر فريق أميركي للاستجابة للكوارث في المنطقة، إن «العملية العسكرية غير المقبولة التي جرت الأسبوع الماضي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً».


كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا
TT

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

طالبت كوسوفو، الخميس، بفرض عقوبات دولية على صربيا، مؤكدة أن بلغراد كانت وراء المجموعة المسلحة التي يشتبه في أنها قتلت شرطياً كوسوفياً، الأحد.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي أمام البرلمان: «يجب معاقبة صربيا على ذلك».

وأضاف أنه في حال لم تفرض عقوبات عليها «ستعيد الكرة»؛ لأن «الترسانة العسكرية للمحترفين الصرب الذين هاجموا في بانيسكا كانت مؤلفة من أسلحة أتت من صربيا»، في إشارة إلى الترسانة الكبيرة التي تقول سلطات كوسوفو إنها ضبطتها في هذه البلدة الواقعة في شمال كوسوفو، خلال عملية ضد هذه المجموعة بعد قتل شرطي من ألبان كوسوفو في كمين.

وجاء في قائمة نشرها كورتي أن الترسانة كانت تضم آلية مصفحة وقنابل يدوية وبنادق كلاشينكوف وقاذفات صاروخية، بقيمة ملايين عدة من اليوروهات.

وتنفي بلغراد منذ البداية اتهامات بريشتينا.

وقُتل الشرطي، الأحد، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع صربيا خلال دورية. وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار استمر لساعات بين شرطة كوسوفو والمجموعة المسلحة المدججة بالسلاح، والمؤلفة من عشرات الرجال الذين تحصنوا في دير.

وقتل ثلاثة منهم وأوقف ثلاثة آخرون، فيما مصير البقية لا يزال مجهولاً. وتؤكد كوسوفو أن كثراً منهم موجودون في صربيا، ويعالجون في أحد مستشفيات جنوب البلاد.

وأججت أعمال العنف هذه التوترات بين كوسوفو وصربيا التي لم تعترف يوماً باستقلال هذا الإقليم الصربي السابق في عام 2008.

واعتبرت بلغراد الرجال الثلاثة الذين قتلوا، «شهداء»، وأعلنت يوم حداد وطني. ومساء الأربعاء، تجمع مئات الأشخاص في كاتدرائية القديسة سافا في بلغراد؛ لإحياء ذكراهم.

ونشر لاعب كرة المضرب الصربي المصنف أول عالمياً نوفاك ديوكوفيتش عبر «إنستغرام» صورة لهذا التجمع الذي رفعت خلاله صور الرجال الثلاثة.

وندت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خصوصاً، بأعمال العنف هذه، مع دعوتهما صربيا وكوسوفو إلى اتخاذ «تدابير عاجلة»؛ لخفض مستوى العنف ومنسوب التوتر.


النيابة السويدية تطلب السجن لرجل أعمال بتهمة التجسس لصالح روسيا

علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
TT

النيابة السويدية تطلب السجن لرجل أعمال بتهمة التجسس لصالح روسيا

علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)

طلب المدعي العام السويدي اليوم الخميس عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات بحق رجل أعمال روسي سويدي يشتبه في تزويده روسيا بتقنيات غربية بشكل غير قانوني.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يتهم سيرغي سكفورتسوف الذي استقر في السويد مع زوجته في التسعينات، باستخدام شركات استيراد وتصدير المكونات الإلكترونية التي كان يديرها في أنشطته التجسسية.

جرت محاكمته بتهمة «أنشطة استخباراتية غير قانونية» تلحق الضرر بالسويد والولايات المتحدة، خلف أبواب مغلقة منذ أن بدأت أمام محكمة أستوكهولم في الرابع من سبتمبر (أيلول).

وقال المدعي العام هنريك أولين خلال مرافعاته الختامية إن سكفورتسوف عميل مكلف بإمداد المجمع العسكري الروسي وأجهزته الاستخبارية بالمعلومات، وأضاف أن سكفورتسوف وشركتيه جزء من هذا النظام.

ومن جانبه، أكد المتهم الذي كان يرتدي بدلة داكنة براءته وأنه رجل أعمال سعى للحصول على تراخيص لتصدير معداته.

ووفقا للمدعي العام، كان الهدف من هذه التراخيص «إضفاء طابع شرعي» على نشاطاته لكنه استخدم أسماء مزيفة لشركاء تجاريين، ولم يقدم معلومات عن المواد المصدرة وقدم معلومات كاذبة عن المستخدمين النهائيين.

ولذلك طلب الحكم عليه بالسجن بين «أربع سنوات ونصف إلى خمس سنوات».

لائحة الاتهام

عثر المحققون السويديون على بريد إلكتروني من وزارة الدفاع الروسية أرسل إلى سكفورتسوف كما عثروا على أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة و (يو إس بي) لتخزين البيانات وهواتف محمولة في منزله، ضمن 81 قطعة من الأدلة التي تم الكشف عنها في لائحة الاتهام.

وطلبت أولريكا بورغ محامية سكفورتسوف إطلاق سراح موكلها، باعتبار أن التحقيق لم يثبت أن السويدي الروسي ينتمي إلى النظام الروسي.

وأضافت «لقد أكد أنه رجل أعمال وله اتصالات عديدة في مجالات مختلفة من الخضراوات إلى وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس».

وأضافت المحامية «اختار الادعاء أشخاصا يزعم أنهم أعضاء في الاستخبارات الروسية أو مرتبطون بها وذلك ببساطة لأنهم يعيشون في الشارع نفسه».

ويتوقع أن يصدر الحكم في هذه القضية في 26 أكتوبر (تشرين الأول).


أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
TT

أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، ثلاث زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين بارزين استغلّتها في المطالبة بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء.

واستقبل الرئيس الأوكراني في كييف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، في زيارة تزامنت مع وصول وزير الدفاع البريطاني ووزير الجيوش الفرنسي إلى العاصمة الأوكرانية. فيما تستعد كييف، الجمعة، لاستضافة منتدى دولي مكرّس لصناعات الدفاع.

وزير الجيوش الفرنسي يزور «حائط الذكرى» لتكريم القتلى في صفوف الجيش الأوكراني الخميس (إ.ب.أ)

وكرّس زيلينسكي وستولتنبرغ جزءاً من المباحثات لملف انضمام كييف إلى الناتو، الذي عدهّ الرئيس الأوكراني أنه «مسألة وقت فقط». من جهته، رأى ستولتنبرغ أن كييف «أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى»، متحفّظاً عن تحديد أي جدول زمني في ظلّ تباين مواقف الدول الأعضاء في «الناتو».

ولطالما حذّرت روسيا من أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يشكل «خطا أحمر». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برر «عمليته العسكرية» في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 بعزم «الناتو» على استخدام أوكرانيا نقطة انطلاق لمحاصرة روسيا.

أطماع «إمبريالية»

وندّد ستولتنبرغ بـ«الهذيان الإمبريالي» لموسكو، ويرى أن «الأوكرانيين يقاتلون من أجل عائلاتهم (...) وحريتهم». كما أشاد بالتقدم الذي أحرزه الهجوم الأوكراني في الفترة الأخيرة، مع أنه يبقى محدوداً في جنوب البلاد وشرقها. وقال ستولتنبرغ مخاطبا زيلينسكي: «اليوم قواتكم تتقدم. وتشارك في معارك شرسة، إلا أنها تتقدم تدريجياً». وأشار إلى أن تحالفاً يضم حوالي خمسين دولة وعد منذ بداية النزاع بمساعدة عسكرية لكييف بقيمة مائة مليار يورو تقريبا، نصفها من الولايات المتحدة.

لقاء بين زيلينسكي وستولتنبرغ في كييف الخميس (أ.ب)

من جانبه، شدّد زيلينسكي الذي يواجه في بعض العواصم تراجعاً في العزم على دعم أوكرانيا، الخميس، على أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الدعم ولا سيما الحصول على دفاعات جوية. وتوقع زيلينسكي أن تهاجم موسكو منشآت الطاقة خلال الشتاء لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد، على غرار ما فعلت العام الماضي. وأكد الرئيس الأوكراني أنه قد «وافق الأمين العام (للناتو) على بذل جهود لمساعدتنا (...) في سبيل حشد صفوف أعضاء الحلف».

المساعدات العسكرية

خلال الأسابيع القليلة الماضية، كثّف زيلينسكي الذي عاد قبل أيام من جولة خارجية شملت الولايات المتحدة وكندا، مباحثاته مع حلفائه الغربيين، مجدداً مطالب بلاده على صعيد المساعدة العسكرية. وباشرت أوكرانيا، في يونيو (حزيران)، هجوماً مضاداً تواجه فيه صعوبات في محاولة لاستعادة الأراضي التي احتلها الجيش الروسي، لكنّها تؤكد أنها بحاجة إلى دعم إضافي لصد روسيا.

الوفد البريطاني برئاسة وزير الدفاع الجديد خلال محادثات مع مسؤولين أوكرانيين بكييف الخميس (رويترز)

وفي هذا الصدد، زار وزير الجيوش الفرنسية سيبستيان لوكورنو كييف، الخميس، برفقة صناعيين في مجال الدفاع للبحث في تطور المساعدة الفرنسية لأوكرانيا، وفي التعاون الصناعي في إطار النزاع الذي يبدو أنه سيطول. فيما استقبل وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف نظيره البريطاني غرانت شابس، وشكر له «دعمه الثابت»، مضيفاً أنه «يركز على (مسألة) الدفاعات الجوية والمدفعية والأنظمة المضادة للمسيّرات». وقال أوميروف إن بلاده مستعدة لحلول الشتاء، مشددا «نحن أقوى معا».


المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بالجهود التي تبذلها كازاخستان، من أجل منع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا المجاورة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

وفي أعقاب لقاء مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، قال شولتس في برلين، اليوم الخميس، إنه أمر «جيد ومفيد» أن تتخذ الحكومة الكازاخستانية إجراءات مضادة، وأردف: «هذا مهم بالنظر إلى القرار الذي اتخذناه».

كانت بعض الصادرات إلى روسيا من دول في منطقة آسيا الوسطى مثل كازاخستان، ارتفعت على نحو ملحوظ بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما عزز الاشتباه في محاولة شركات من دول غربية الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو عبر هذه الدول.

تجدر الإشارة إلى أن كازاخستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، لها حدود مع روسيا تمتد لمسافة 7000 كيلومتر، وهي أطول حدود برية في العالم.

من جانبه، أكد توكاييف أن بلاده تدعم نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، وقال: «لا ينبغي للجانب الألماني أن يتخوف من إمكانية أن يتم القيام بشيء من جانبنا للتحايل على العقوبات»، وذلك حسب الترجمة الرسمية لتصريحات توكاييف.

وتأتي المحادثات بين توكاييف وشولتس قبيل لقاء يعتزم المستشار الألماني عقده، الجمعة، مع رؤساء كل الدول الخمس في منطقة آسيا الوسطى، وهي جمهوريات سوفياتية سابقة (كازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان وتركمانستان وأوزبكستان).

وتسعى ألمانيا إلى توسيع نطاق اتصالاتها مع هذه الدول الخمس التي تخضع لنفوذ قوي من جانب روسيا حتى الآن.

وتقدم هذه المنطقة مواد خام مهمة لألمانيا.

وتتعرض بعض هذه الدول لانتقادات دولية بسبب انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال تعدّ جمهورية تركمانستان الغنية بالغاز دولة ديكتاتورية معزولة، على غرار كوريا الشمالية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها شولتس رؤساء الدول الخمس معاً بهذه الصيغة، ومن المقرر بعد هذا الاجتماع حضور مأدبة عشاء مشتركة يليها عقد لقاءات ثنائية ستتناول تعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي.


بيلاروسيا تتهم بولندا بانتهاك مجالها الجوي مرتين

منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

بيلاروسيا تتهم بولندا بانتهاك مجالها الجوي مرتين

منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

اتهمت بيلاروسيا، حليفة موسكو، اليوم الخميس، مروحية بولندية بانتهاك مجالها الجوي مرتين، في حادث جديد بين البلدين المجاورين على وقع توتر شديد.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية عبر «تلغرام» إنه قرابة الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش عبرت الطائرة حدود بيلاروسيا بعمق كيلومتر ونصف. وفي الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش انتهكت المروحية مجددا حدود الدولة بعدما توغلت نحو 300 متر.

وأضافت الوزارة أنها «تعد مذكرة في هذا الصدد» بالتعاون مع وزارة الخارجية في بيلاروسيا.

ووقع حادث مماثل عند الحدود البيلاروسية في الأول من سبتمبر (أيلول) حين نفذت مروحية عسكرية بولندية من طراز «إم إي-24» توغلاً قصيراً، بحسب مينسك.

وتصاعد التوتر بين بيلاروسيا المتحالفة مع موسكو وبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 والأزمة مع الغرب.

وتتبادل سلطات البلدين بانتظام الاتهامات باستفزازات عسكرية.

وبولندا قلقة خصوصاً من وجود مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية في بيلاروسيا، وتتهم مينسك بمساعدة مهاجرين في عبور الحدود في شكل غير قانوني بهدف زعزعة استقرار الدول الأوروبية المجاورة.

من جهتها، تتهم مينسك هذه الدول بالتعامل بوحشية مع من يحاولون اجتياز الحدود.


كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
TT

كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)

أعلن قائد شرطة الحدود زوران نيسينو الخميس أن كرواتيا سجلت زيادة بنسبة 140 في المائة بالهجرة غير الشرعية مقارنة بالعام الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نيسينو إن أكثر من 54500 شخص عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني، مضيفاً «لقد تقدموا جميعا بطلب لجوء مما يثبت أن المهربين والمهاجرين على دراية بالنظام الأوروبي ويعرفون أنهم قادرون على التنقل بحرية».

حقائق

أكثر من 54 ألف شخص

عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني

وانضمت كرواتيا التي تعد 3.8 مليون نسمة إلى فضاء شنغن في عام 2023؛ حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر داخله بحرية من دون ضوابط حدودية داخلية.

وكانت البلاد أحد الممرات على طريق البلقان الذي سلكه آلاف الرجال والنساء والأطفال الفارين من الحروب بين عامي 2015 و2016.

وبعد عشر سنوات لا تزال أعداد أقل من المهاجرين تسلكه وتصل إلى كرواتيا من البوسنة أو صربيا.

وفي سلوفينيا على الجانب الآخر من الحدود، تضاعف عدد المهاجرين ثلاث مرات في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وأشار وزير الداخلية السلوفيني بوستيان بوكلوكار إلى أنه من غير الوارد حاليا إعادة فرض رقابة على الحدود، لكن عدد الدوريات ازداد «في الأماكن الأكثر أهمية».

الطرد غير القانوني

وحذرت عدة جمعيات من عمليات الطرد غير القانوني للمهاجرين في كرواتيا - بمن فيهم الأطفال - ومن عدم توافر أماكن لاستقبال طالبي اللجوء.

وتم توثيق أكثر من 1700 حالة طرد غير قانوني هذا العام، ويقول أكثر من نصف المهاجرين الذين شملهم استطلاع إنهم تعرضوا «للعنف الجسدي أو الإهانة أو السرقة» وفقا لمركز دراسات السلام، وهي منظمة محلية.

وتتهم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام كرواتيا بانتظام بإبعاد المهاجرين بعنف عند الحدود.

ولطالما نفت زغرب ذلك، رغم تأكيد شرطيين ابتداء من عام 2021، هذه الاتهامات في الصحافة.


حرب أوكرانيا تلتهم ثلث موازنة روسيا العام المقبل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)
TT

حرب أوكرانيا تلتهم ثلث موازنة روسيا العام المقبل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)

لم تعد عبارة «اقتصاد الحرب»، التي تكررت كثيراً في روسيا خلال العامين الأخيرين، مجرّد عنوان يقتصر على توجيه القدرات المالية والصناعية لمواجهة تداعيات الحصار الغربي وإيجاد بدائل عن المنتجات التي فقدت من أسواق روسيا. إذ اتضح مع الموازنة الروسية للعام المقبل أن حرب أوكرانيا باتت تلتهم جزءاً وازناً من موارد البلاد.

وجاء نشر وزارة المال الروسية، الخميس، وثيقة مشروع موازنة العام المقبل، ليظهر تبدّلاً ملموساً في أولويات البلاد على المستوى الاقتصادي. ونصّ المشروع الذي نشرته المنصة الإلكترونية للوزارة على زيادة الإنفاق على الدفاع في البلاد في عام 2024 بنسبة 70 في المائة تقريباً، مقارنة بالعام الحالي. وبذلك تتصدر مدفوعات الموازنة العسكرية، للمرة الأولى في تاريخ روسيا الحديث، قطاعات الإنفاق الحكومي، متفوقة على بند «السياسة الاجتماعية» بأكثر من 3 تريليونات روبل.

ثلث الموازنة لجبهات القتال

نصّت الخطة المالية التي نشرتها الوزارة، وحملت عنوان «التوجهات الرئيسية لسياسة الميزانية والضرائب والتعريفة الجمركية لعام 2024 ولفترة التخطيط لعامي 2025 و2026»، على زيادة النفقات في إطار بند «الدفاع الوطني» للعام المقبل بنسبة 68 في المائة، ليصل إلى 10.77 تريليون روبل، ما يمثل 29.6 في المائة من إجمالي مدفوعات الموازنة الروسية.

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين يلتقي في موسكو بجنود شاركوا في العملية العسكرية بأوكرانيا، الخميس (أ.ب)

وللمقارنة، فقد بلغ حجم الموازنة العسكرية في العام الحالي 6.4 تريليون روبل، بينما كان حجمها في عام 2021، أي مباشرة قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، نحو 3.57 تريليون روبل، ما يعني أن الموازنة الجديدة، التي ستصل إلى 10.77 تريليون روبل، تعكس ارتفاع الإنفاق العسكري 3 أضعاف خلال العامين الأخيرين.

انتصار روسيا «أولوية مطلقة»

وتتوقع وزارة المال، ضمن الخطة المعدة للسنوات الثلاث المقبلة، أنه بعد عام 2024، يمكن تخفيض الإنفاق الدفاعي تدريجياً. ومن المقرر تخصيص 8.5 تريليون دولار لعام 2025، و7.4 تريليون دولار لعام 2026. لكن هذه الأرقام تبقى الأعلى في تاريخ الإنفاق العسكري الحديث.

جنود يشاركون في تكريم قتلى في صفوف الجيش الروسي، في لينينغراد، الجمعة الماضي (رويترز)

وبرّر الكرملين هذا التوجه بمتطلبات المرحلة الحالية. وقال الناطق الرئاسي، ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال حول الزيادة، إن «روسيا تواصل عمليتها العسكرية وتعيش في حالة حرب هجينة»، ورأى أنه «من الواضح أن مثل هذه الزيادة ضرورية للغاية، لأننا نعيش في حالة حرب هجينة، ونحن نواصل العملية العسكرية الخاصة. أعني أننا نعيش في حالة حرب هجينة تُشن ضدنا (...) هذا يتطلب تكاليف باهظة».

بدوره، قال وزير المال، أنطون سيلوانوف، إن «الأولوية الرئيسية للموازنة الروسية تذهب إلى الجبهة». وأوضح أن هيكل الميزانية يظهر أن التركيز الرئيسي ينصب على ضمان انتصار روسيا، حيث تذهب الأموال إلى الجيش وقدرات الدفاع والقوات المسلحة. وزاد أن «هذا يشكل ضغطاً كبيراً على الموازنة، لكنه أولويتنا المطلقة»، مشدداً على أن لدى روسيا «كل ما يلزم لضمان النصر».

تخفيض الموازنات الاجتماعية

ووصف سيلوانوف موازنة العام المقبل بأنها «طبيعية وصحية» لعام 2024، ومن دون أن يتطرق إلى خفض النفقات بشكل ملموس في عدد من القطاعات، في مقابل زيادتها للقطاع العسكري. واكتفى الوزير بالإشارة إلى «النفقات التي يمكن إعادة توجيهها إلى مهام جديدة حسب الأولويات». كما أكد أن «الموازنة ستكون كافية لتغطية النفقات المقررة كافة».

وكانت وزارة المال قد اقترحت في وقت سابق خفض نفقات الموازنة على حساب البنود غير المحمية، وقد أيدت الحكومة هذه المبادرة.

ومن المقرر أن تنخفض حصة الإنفاق في مجال «السياسة الاجتماعية» في الهيكل العام لنفقات الموازنة في عام 2024 إلى الحد الأدنى منذ عام 2011. وسوف يتم تخصيص 7.71 تريليون روبل، أو 21.1 في المائة من إجمالي النفقات، للمجال الاجتماعي. وعادةً ما يؤدي هذا الاتجاه إلى توزيع إنفاق الميزانية.

ومع الإنفاق العسكري المباشر، سوف تزداد النفقات على الأمن القومي وإنفاذ القانون في العام المقبل، وإن لم يكن بشكل كبير، أي بنسبة 5 في المائة، لتصل إلى 3.38 تريليون روبل. وهذا يزيد بأكثر من تريليون روبل عما كان عليه في عام 2021. كما ستزداد النفقات على الإسكان والخدمات المجتمعية وحماية البيئة والتعليم والثقافة والسينما والرعاية الصحية وخدمة الدين الوطني. في حين سيتم تخفيض النفقات على مشروعات التنمية الوطنية والاقتصاد الوطني (بنسبة 5.7 في المائة)، وهذا ينسحب أيضاً على الإنفاق في مجالات التربية البدنية والرياضة والإعلام والتحويلات العامة بين الميزانيات.

ميشوستين يلقي كلمة في مؤتمر موسكو المالي، الخميس (رويترز)

وعموماً، ينتظر أن تكون النفقات الدفاعية أعلى بمعدل 3 أضعاف عن نفقات التعليم أو حماية البيئة والرعاية الصحية مجتمعة في عام 2024، وهو أمر بررته وزارة المال بتأكيد أن «تركيز السياسة الاقتصادية يتحول من أجندة مكافحة الأزمة إلى تعزيز أهداف التنمية الوطنية». وأضافت، في الوثيقة المنشورة، أن ذلك يشمل «تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد»، و«دمج» المناطق الأوكرانية الأربع، التي أعلنت موسكو ضمّها العام الماضي؛ لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا.

وكانت الحكومة الروسية أعلنت في وقت سابق أن موازنتها للأعوام الثلاثة المقبلة سوف تواجه عجزاً قدره 1.6 تريليون روبل، ووفقاً للمعطيات سيكون حجم الإيرادات 35 تريليون روبل، والنفقات 36.6 تريليون روبل. وارتفعت الإيرادات والمصروفات، مقارنة بالخطة المدرجة في الموازنة الحالية. وقال رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، إن مجلس الوزراء حاول تقليل العجز قدر الإمكان.

ويأتي رفع نفقات الدفاع، فيما حذّر البنك المركزي من أن النمو الاقتصادي يرتقب أن يتباطأ في النصف الثاني من 2023، مع ارتفاع معدل التضخم عن هدف البنك، البالغ 4 في المائة.

لا استخدام للنووي

على صعيد آخر، قلّل دبلوماسي روسي من مخاطر اندلاع مواجهة نووية، ودعا الغرب إلى «الكفّ عن التلاعب بهذه المسألة».

وقال رئيس الوفد الروسي في المفاوضات في فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، قسطنطين غافريلوف، إن موسكو «تدعو إلى وقف التكهنات حول الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية».

المدير العام لمؤسسة «روساتوم» الروسية، أليكسي ليخاشيف، يشارك في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

وجاء تعليقه رداً على المناقشات المتعلقة بالاستخدام المحتمل للأسلحة النووية في العالم، على خلفية الأزمة الأوكرانية. وبحسب الدبلوماسي، فإن «روسيا الاتحادية لم تهدد العالم أبداً بالأسلحة النووية»، لافتاً إلى أن العقيدة النووية الروسية تحدد المبادئ الرئيسية حول متى وأين يمكن استخدام الأسلحة النووية. وشدد غافريلوف على أن «الجانب الروسي يتبع هذا المبدأ بصرامة».

وفي انتقاد لتحذيرات غربية من سعي موسكو إلى استخدام أسلحة نووية، قال إنه «ليست هناك حاجة لأي تكهنات حول هذا الموضوع. هذه ألعاب خطيرة للغاية. لدينا الإمكانات لحل المهام الموكلة إلينا بالوسائل المتاحة لدينا (...) صناعاتنا الدفاعية تتوسع».

وفيما يتعلق بإرسال بريطانيا ذخائر اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، قال غافريلوف إن «هذا أمر يدعو للقلق، لأن هذه الأسلحة تلوث التربة المحلية وتجعل مناطق واسعة غير صالحة للاستخدام»، لكنه أشار إلى أن «هذه القضية تتعلق بالتلوث فقط».


ألمانيا تعقد صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية

وزيرا الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والإسرائيلي يواف غالانت يتصافحان في برلين قبيل التوقيع على صفقة السلاح الخميس (رويترز)
وزيرا الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والإسرائيلي يواف غالانت يتصافحان في برلين قبيل التوقيع على صفقة السلاح الخميس (رويترز)
TT

ألمانيا تعقد صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية

وزيرا الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والإسرائيلي يواف غالانت يتصافحان في برلين قبيل التوقيع على صفقة السلاح الخميس (رويترز)
وزيرا الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والإسرائيلي يواف غالانت يتصافحان في برلين قبيل التوقيع على صفقة السلاح الخميس (رويترز)

وقّعت ألمانيا على اتفاقية وُصفت بـ«التاريخية» لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية من إسرائيل، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، خصوصاً من فرنسا، لمساعي برلين للاستحواذ على المنظومة الدفاعية الأكثر تطوراً. ووقّع وزيرا الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، والإسرائيلي يواف غالانت في برلين على العقد الدفاعي الأكبر في تاريخ إسرائيل، بتكلفة قاربت الـ4 مليارات يورو. وستدفع الحكومة الألمانية تكلفة الدرع من الصندوق الخاص الذي أنشأته لتحديث الجيش الألماني وعتاده منذ الحرب في أوكرانيا، وقيمته 100 مليار يورو.

وفي إشارة إلى الأهمية السياسية للعقد المُوقّع بالنسبة للطرفين، وصف غالانت الاتفاق بأنه «حدث مؤثر لكل يهودي»، في إشارة إلى المحرقة التي ارتكبتها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق على الاتفاق، الشهر الماضي، بعد موافقة حكومته على بيع نظام الدرع الصاروخية لألمانيا، بالإشارة كذلك للأهمية التاريخية. وقال آنذاك: «قبل 75 عاماً، سُحق اليهود حتى الرماد من قبل ألمانيا النازية. وبعد 75 عاماً، فإن الدولة اليهودية تعطي ألمانيا، ألمانيا مختلفة، الأدوات للدفاع عن نفسها... هي نقطة محورية تاريخية».

رد على روسيا

أما وزير الدفاع الألماني، فقال إن المنظومة التي يأمل أن تدخل في الخدمة في غضون عامين، «ستمكّن أجهزة الدفاع الجوي الألماني من أن تكون جاهزة للمستقبل». وأضاف: «الهجمات الروسية اليومية على أوكرانيا تؤكد مدى أهمية أنظمة الدفاع الجوي».

صورة أرشيفية لإطلاق منظومة «سهم 3» الإسرائيلية في مكان غير معلن بولاية ألاسكا الأميركية (وزارة الدفاع الإسرائيلية - أ.ف.ب)

وكانت إسرائيل قد حصلت على موافقة من الولايات المتحدة لبيع نظام «سهم 3» إلى ألمانيا، الذي تطوره وتنتجه شركة صناعات الطيران الإسرائيلي «آي إي آي» بالاشتراك مع شركة «بوينغ» الأميركية. ويمكن للدرع أن تعترض صواريخ باليستية على علو يزيد على 100 كلم خارج الغلاف الجوي للأرض.

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تسارع وزارة الدفاع الألمانية لإعادة تأهيل الجيش الألماني ومعداته القديمة، مستفيدةً من صندوق خاص أعلن عنه المستشار أولاف شولتس بعيد بدء العملية العسكرية الروسية. ويأتي شراء هذه المنظومة ضمن خطة بناء جيش ألماني قوي قادر على الدفاع عن ألمانيا وحدود الناتو. ولكن رغم ذلك، فإن خبراء عسكريين شككوا بمدى جدوى درع «سهم 3» في تحقيق أهداف الحكومة الألمانية، وقالوا إنها لن تتمكن من التصدي لمعظم الصواريخ الروسية.

تشكيك في جدوى المنظومة

ونقل موقع صحيفة «دي فيلت» المحافظة، عن فرنك زاور، الخبير العسكري في جامعة الجيش الألماني في ميونيخ، قوله إن «نظام (سهم 3) يسد فجوة في القدرات التي ليس لها تهديد مناسب في أوروبا». ووصف زاور نظام «سهم 3» بأنه نظام مثير للإعجاب من الناحية الفنية، لكنه يعمل بإطلاق صواريخ متوسطة المدى خارج غلاف الأرض، وهذا يجعله غير ملائم للدفاع ضد الأهداف الكلاسيكية التي تشكّلها أنظمة «صواريخ كروز» أو الأسلحة الجديدة التي تفوق سرعتها الصوت مثل «كينشال» الروسية؛ لأن هذه الصواريخ كلها تبقى داخل الغلاف الجوي.

جنود من حرس الشرف الألماني خلال استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي في برلين الخميس (إ.ب.أ)

وبحسب الخبراء، فإن منظومة الدرع الإسرائيلية تم تطويرها لكي تتمكن من مواجهة صواريخ إيران مثل «شهاب 3» التي يصل مداها إلى 2500 كلم، ويمكن لنظام «سهم 3» أن يعترضها في الجو خارج الغلاف الأرضي ويفجرها.

ونقل موقع الصحيفة كذلك عن فرنك كون، خبير عسكري آخر في «معهد فرنكفورت لابنيز للسلام وأبحاث النزاعات»، قوله إنه «من الناحية الاستراتيجية، فإن هذا العقد لا جدوى كبيرة منه». ورأى كون أنه «من الأجدى بكثير استثمار مبلغ الـ4 مليارات يورو في أنظمة الدفاع الجوي لشراء أنظمة دفاعية يمكنها التصدي لصواريخ (كينشال) الروسية، مثل نظام (آيريس - تي)، الذي لا يمتلك الجيش الألماني ما يكفي منه، أو تحديث نظام (باتريوت) الموجود». ورأى كون أن الصفقة «منطقية فقط من وجهة النظر السياسية»، في إشارة إلى طبيعة العلاقة الألمانية - الإسرائيلية.

وعدّت الصحيفة كذلك أن استخدام نظام «سهم 3» ضمن قوات الناتو لحماية أوروبا لا جدوى كبيرة منه. وأشارت إلى وجود أنظمة دفاعية أميركية في رومانيا هي «آيجيس آشور» تقوم بالمهمة نفسها.

وإلى جانب هذه الانتقادات، تعارض فرنسا كذلك شراء ألمانيا المنظومة الإسرائيلية التي ستشتريها برلين تحت مظلة «مبادرة الدرع الصاروخية الأوروبية المشتركة» التي تشاركها فيها 19 دولة أوروبية، ورفضت باريس المشاركة فيها. وترى فرنسا أنه من الضروري الاستثمار بشراء أنظمة دفاعية أوروبية مثل «مامبا»، التي طورتها مع إيطاليا.

خلافات فرنسية - ألمانية

والأسبوع الماضي، عادت هذه الخلافات لتظهر إلى العلن في مقابلة مشتركة أجرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية مع بيستوريوس، ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو. وناقض الوزيران بعضهما بعضاً ليعكس كل منهما رؤية متناقضة لبناء دفاعات أوروبا.

وزير الدفاع الألماني مع وزير الجيوش الفرنسي في قاعدة إيفرو الجوية الفرنسية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

وقال لوكورنو إن «الجميع متفق على أن أنظمة صواريخ (باتريوت) الأميركية لن تقوي وحدتنا»، في كلام شبيه بما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو (حزيران) الماضي. ورد بيستوريوس بالقول إن «السرعة هي الأساس»، وإن الصناعة الأوروبية لن تتمكّن «من تلبية كل الحاجات بالسرعة المطلوبة». وشدد على أن ألمانيا «مستعدة للاستحواذ على أنظمة غير أوروبية حتى يتم تطوير أنظمتنا الأوروبية»، وأضاف أن «الصناعة الدفاعية الأوروبية، من بينها الفرنسية، هي شريك مهم بطبيعة الحال، ولكن لا يمكنهم تأمين كل ما نحتاج إليه».

وستجتمع الحكومتان الفرنسية والألمانية في مدينة هامبورغ الألمانية في 8 و9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ضمن لقاءات دورية للحكومتين، ستتطرق من دون شك إلى الخلافات حول تسليح أوروبا، ودعم صناعة الأسلحة الأوروبية.