روسيا تصد مجموعة «إرهابية» حاولت التوغل في منطقة حدودية

جانب من الدمار جراء القصف على منطقة بيلغورود الروسية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف على منطقة بيلغورود الروسية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

روسيا تصد مجموعة «إرهابية» حاولت التوغل في منطقة حدودية

جانب من الدمار جراء القصف على منطقة بيلغورود الروسية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف على منطقة بيلغورود الروسية الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

شهدت قرية روسية قرب الحدود الأوكرانية معارك، اليوم (الأحد)، بعد توغل جديد لقوات موالية لأوكرانيا، فيما واصلت موسكو حملتها من القصف الجوي.

وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية التي تعرضت لقصف أوكراني في الأيام الأخيرة، اليوم، أن «معارك» تدور في قرية نوفايا تافوليانكا.

وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف في رسالة عبر «تلغرام»: «وصلت مجموعة مخربين. تدور الآن معارك في نوفايا تافوليانكا. آمل أن يتم القضاء عليهم جميعاً». وأضاف أن من وصفهم بمقاتلين روس موالين لأوكرانيا أسروا جنوداً وعرضوا تبادل أسرى.

وتابع: «الأمر الوحيد الذي يمنعني من التفاوض معهم هو رجالنا الذين هم بين أيديهم. ربما قتلوا. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكنهم أن يتوجهوا بين الساعة 17:00 (14:00 ت غ) والساعة 18:00 (15:00 ت غ) إلى معبر شيبيكينو الحدودي. أنا أضمن سلامتهم».

«إرهاب» أوكراني

أعلن الجيش الروسي أنه صد مجموعة أوكرانية «إرهابية» حاولت العبور إلى منطقة بيلغورود. وقال الجيش في بيان: «في الرابع من يونيو (حزيران)، رصدت وحدات تغطي حدود المنطقة العسكرية الغربية (...) محاولة مجموعة تخريبية من الإرهابيين الأوكرانيين عبور النهر قرب قرية نوفايا تافوليانكا»، مضيفاً: «ضُرب العدو بالمدفعية وتفرقت صفوفه وتراجع».

إلى ذلك، حضّ غلادكوف السكان على إخلاء المناطق التي تتعرض للقصف الذي اشتدّ في الأيام الأخيرة.

ويأتي هذا التوغل الجديد لقوات موالية لأوكرانيا في الأراضي الروسية بعد هجمات جوية كبيرة ضربت وسط أوكرانيا أسفرت عن مقتل طفلة في الثانية وجرح 22 شخصاً في دنيبرو بوسط أوكرانيا مساء أمس، كما تعرض مطار في وسط البلد للقصف، اليوم، حسبما أعلنت السلطات الأوكرانية.

وفي وقت سابق، أفاد الجيش الروسي بأنه نفذ ضربات ليل السبت - الأحد على مطارات عسكرية أوكرانية، مشيراً إلى أنه استهدف مراكز قيادة ومعدات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «نفّذت القوات الروسية الليلة الماضية ضربة بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة من السماء ضد منشآت للعدو في المطارات العسكرية».

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الروس «بمهاجمة مدينة دنيبرو» مساء أمس، مشيراً إلى أن هناك ضحايا آخرين ما زالوا عالقين تحت أنقاض مبنيين سكنيين.

في الأسابيع الأخيرة، تكثفت الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا والقصف الأوكراني على أراض روسية، بينما تؤكد كييف منذ أشهر أنها تستعد لهجوم كبير ضد قوات موسكو بهدف استعادة الأراضي التي خسرتها منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

وقال حاكم منطقة دنيبرو سيرغي ليساك في رسالة على تطبيق «تلغرام»، اليوم، إن القصف أصاب مبنيين سكنيين من طابقين وعشرة منازل ومحلاً تجارياً وأنبوباً للغاز.

وأضاف أن «جثة فتاة انتُشلت من تحت أنقاض منزل في منطقة بيدورودنينسكا»، موضحاً أنها «بلغت للتو الثانية».

وتابع: «22 شخصاً جرحوا بينهم خمسة أطفال». وكان تحدث ليل السبت - الأحد عن ثلاثة فتيان في حالة خطيرة في المستشفى.
وحمّل زيلينسكي روسيا مسؤولية القصف، ونشر على «فيسبوك» مقطع فيديو يُظهر عناصر إنقاذ يفتّشون بين الأنقاض على وقع دوي آلات ثقب الصخور.

وأكد أن «روسيا تثبت مجدداً أنها دولة إرهابية... روسيا ستتحمل مسؤولية كل ما يُرتكب ضد بلدنا وشعبنا».

وأعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم، أيضاً أن صواريخ روسية ضربت مطاراً قرب مدينة كروبيفنيتسكي في وسط أوكرانيا.

وقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات لقناة تلفزيونية إن القوات الروسية أطلقت «ستة صواريخ وخمس مسيّرات هجومية».
في كييف، أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية أن الدفاعات الجوية للعاصمة تصدت لعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة ليلاً.

وكتب سيرهي بوبكو على «تلغرام» اليوم: «حسب المعلومات الأولية، لم يصل أي هدف جوي العاصمة».

وفي الأيام الأخيرة، دفع القصف آلاف السكان إلى اللجوء إلى مدينة بيلغورود عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

وقال يفغيني كليوتشنيكوف الذي كان يقيم بالأساس في تشيبيكينو على مسافة 30 كيلومتراً من بيلغورود، إن مدينته أصبحت تشبه مدينة أشباح شوهتها القنابل.

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية في مركز لجوء في بيلغورود: «إذا لم تساعدنا الحكومة على إعادة الإعمار وإذا لم تؤمّن لنا مساكن، سيصبح كلّ سكان (تشيبيكينو) مشرّدين».

 


مقالات ذات صلة

أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
TT

اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)

يعوّل الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي على العلاقة الخاصة التي بدا أنها تترسخ يوماً بعد يوم، بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. لا، بل قد تعدّ علاقتها «الخاصة» أيضاً مع إيلون ماسك، حليف ترمب، الذي بدا أن الحكومة الإيطالية تجري محادثات مع شركته «سبيس إكس» بشأن صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار تتعلق بخدمة الإنترنت «ستارلينك»، مدخلاً لتخفيف التوتر الذي بلغ أقصاه في الأيام الأخيرة، بعد تبادله الاتهامات والانتقادات مع الكثير من القادة الأوروبيين.

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

ترمب وميلوني

ترمب كان التقى ميلوني، قبل يوم من تصديق الكونغرس الأميركي على فوزه في الانتخابات، لإجراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه المراقبون تأكيداً للتوقعات واسعة النطاق، بأن الزعيمة الإيطالية اليمينية المتشددة ستكون جزءاً لا يتجزأ من علاقة الاتحاد الأوروبي بالبيت الأبيض بعد تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ووصف ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقاً».

ورغم أن علاقتها بترمب، قد تطورت في الواقع على خلفية معتقداتهما الشعبوية اليمينية، لكن مما لا شك فيه أن علاقتها بالملياردير ماسك، الذي بات يلعب دوراً كبيراً بعد اندماجه بحركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة)، قد تمكنها من ترسيخ علاقتها مستقبلاً بالحركة التي بناها ترمب، وباتت تفيض خارج الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

جسر دبلوماسي

وفي الواقع، لم يتمكن سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. وأضافت أن ميلوني، التي طوّرت ملفاً آيديولوجيا «غامضاً استراتيجياً»، فاجأت منتقديها بتطوير علاقات دافئة مع قادة أوروبيين أكثر وسطية، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في المقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبا مع تحول القارة نحو اليمين على أي حال، كما زعم كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز».

إيلون ماسك (رويترز)

ومع ذلك، تواجه ميلوني مهمة موازنة علاقاتها الأميركية، مع القضايا الاقتصادية التي تهم إيطاليا. فهي لا تستطيع تحمل إبعاد حلفاء الاتحاد الأوروبي من خلال الميل إلى اليمين كثيراً، على حساب مصالح البلاد. ويزعم منتقدوها، سواء في إيطاليا أو في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن صفقة «ستارلينك» المقترحة، ستجعل روما تعتمد بشكل مفرط على إيلون ماسك. وذكر موقع «بوليتيكو» أن أحد الأعضاء الألمان التقدميين في البرلمان الأوروبي، كتب قائلاً إن الصفقة المقترحة، «تسلم الحكومة الإيطالية والدفاع والاتصالات العسكرية إلى فاشي بدائي لا يمكن التنبؤ به». إن صداقة ميلوني الواضحة مع ماسك تتعارض بشكل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة الأوروبيون الآخرون إليه.

الرئيس إيمانويل ماكرون متحدثاً في إطار الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم بقصر الإليزيه الاثنين (رويترز)

تحذيرات واتهامات

في الأيام الأخيرة ومع تصاعد نفوذه بشكل كبير في السياسة الأميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عبر انتقاده عدداً من زعماء العالم من خلال منصته «إكس» ذات التأثير الكبير، اتهم القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في الانتخابات.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ما عدّه «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة؛ وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحاً سجن ستارمر، ومتسائلاً عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة «تحرير» حليفتها.

وحث بعض كبار الساسة من الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة حلفاء ترمب بشكل خاص على إعادة التفكير في علاقته بإيلون ماسك بعد تعليقاته هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».

وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام السفراء الفرنسيين عمن كان ليتخيل قبل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات». لم يذكر ماكرون، الذي كانت تربطه في الماضي علاقة مع ماسك بالاسم، لكن كان واضحاً من هو المقصود.

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه مساء 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

ابتعد عن ديمقراطيتنا

وقوبلت تعليقات ماسك بغضب من الزعماء الألمان، حيث اتهمته برلين بمحاولة التأثير على الانتخابات المبكرة في البلاد الشهر المقبل في تعليقه على منصته، ومقال رأي كتبه يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتشدد.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يظل «هادئاً» وسط انتقادات شخصية من ماسك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر ما يثير القلق» أن ماسك خاض في السياسة الألمانية من خلال «دعم حزب مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هو في أجزاء متطرف يميني، ويدعو إلى التقارب مع روسيا بوتن ويريد إضعاف العلاقات عبر الأطلسي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

وحذَّر روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلاد، قائلاً له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا».

بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، الاثنين، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقال إنه «يجد من المقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر».