4 قتلى بقصف على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا

المنطقة تتعرض لضربات مكثفة غير مسبوقة في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب

TT

4 قتلى بقصف على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا

الدمار يظهر جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا (رويترز)
الدمار يظهر جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا (رويترز)

قُتل أربعة مدنيين على الأقل وجُرح 27 آخرون أمس (الجمعة) في عمليات قصف استهدفت منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا التي تعرضت عاصمتها كييف لموجة ضربات صاروخية لليوم السادس، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ومنذ أيام، تستهدف منطقة بيلغورود بضربات مكثفة غير مسبوقة في الأراضي الروسية منذ بدء النزاع في أوكرانيا العام الماضي.

وقال حاكم المنطقة الروسية فياتشيسلاف غلادكوف أمس، إن القذائف التي أطلقتها القوات الأوكرانية تحطمت على طريق قرب بلدة شيبيكينو التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن أوكرانيا وتُقصف بشكل متكرر.

وأوضح غلادكوف في رسالة على «تلغرام»، أن «شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وفي واحدة منها قُتلت امرأتان (...) على الفور متأثرتين بجروحهما».

مساءً، قُتل مدنيان آخران في بلدة سوبوليفكا في قصف براجمات «غراد» الصاروخية أوقع أيضاً ستة جرحى، بينهم طفلان، وفق غلادكوف.

وفي مؤشر إلى حدة الضربات، تحدّث الحاكم عن إصابة 21 شخصاً في أربع مناطق بينها العاصمة الإقليمية بيلغورود. كما تحدّث عن تعرّض مدن وقرى عدة للقصف.

نزوح

تكثفت الضربات على بيلغورود في الأيام الأخيرة، في حين تؤكد كييف أنها تستعد لشن هجوم كبير على المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا.

وأكثر ناحية تضرراً هي بلدة شيبيكينو القريبة من الحدود والبالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، فرّ قسم منهم. وقال غلادكوف: «البارحة، سقطت أكثر من 850 قذيفة في المنطقة».

وقال الجيش الروسي (الخميس)، إنه صدّ بمدفعيته وسلاحه الجوي محاولة أوكرانية «لغزو» منطقة بيلغورود بعد أسبوع على عملية توغل مباغتة نفّذها مسلحون وسببت صدمة لروسيا.

وأعلنت مجموعات متطوعين روس يقاتلون في صفوف كييف مسؤوليتهم عن هذه الهجمات على الأراضي الروسية. ونفت السلطات الأوكرانية أي تورط لها.

في مواجهة هذا القصف، تم إيواء أكثر من 2500 شخص في مراكز مؤقتة في المنطقة، ولا سيما في عاصمتها التي تحمل اسم بيلغورود أيضاً، وفق ما أفاد رئيس البلدية فالنتين ديميدوف وكالة «الصحافة الفرنسية».

وزارت صحافية من الوكالة أمس ملعباً في بيلغورود تحول إلى مركز إيواء لنحو ألف شخص. وكان الوضع في المدينة هادئاً.

وأعلنت السلطات الروسية أمس مقتل ثلاثة مدنيين في قصف أوكراني على بلدتي دونيتسك وماكييفكا المحتلتين في شرق أوكرانيا.

في أوكرانيا، استُهدفت العاصمة كييف بموجة جديدة من الطائرات المسيّرة المتفجرة والصواريخ فجر (الجمعة)، حسبما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، مؤكداً أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.

وقال الجيش الأوكراني إن «العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ (كروز) و18 طائرة مسيّرة هجومية إيرانية (شاهد) لشن ضربات»، مؤكداً أن «كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا».

بعد ساعات أكد الجيش الروسي أنه قصف و«أصاب» ليلاً أنظمة للدفاع الجوي الأوكراني تغطي «بنى تحتية عسكرية أساسية».

«إخفاق استراتيجي لموسكو»

ضاعفت روسيا هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ على كييف منذ بداية مايو (أيار)، ومعظمها ليلية في تكتيك تدينه أوكرانيا، معتبرة أنه يهدف إلى ترويع السكان المدنيين.

وقُتل ثلاثة أشخاص أحدهم طفل صباح (الخميس) في كييف في إحدى هذه الهجمات.

في أنحاء أخرى من أوكرانيا، قُتل شخصان (الجمعة) في ضربات استهدفت منطقة خاركيف، كما سقط قتيل في منطقة سومي في شمال شرقي البلاد.

دبلوماسياً، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس فنلندا الواقعة على الحدود مع روسيا والتي انضمت أخيراً إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورفض بلينكن أي وقف لإطلاق النار غير مناسب لكييف، مشدداً على أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا وتعزيز قوتها هو السبيل الوحيدة لتحقيق «سلام حقيقي».

ورأى الوزير الأميركي أيضاً أن الهجوم في أوكرانيا تحول إلى «إخفاق استراتيجي» لموسكو.

وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ«استحالة» انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي ما دامت الحرب مستمرة.

وكان الرئيس الأوكراني قد دعا (الخميس) القادة الأوروبيين المجتمعين في مولدافيا إلى عدم إثارة «شكوك» في ما يتعلق بانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.

ورد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قائلاً لصحافيين، إن «تصريحات كهذه تظهر أن نظام كييف ليس جاهزاً وغير راغب وغير قادر على حل المشاكل المطروحة على طاولة المفاوضات».

وأكد أن موسكو ستواصل تحقيق «أهدافها» والدفاع عن «أمنها».

من جهته، اعترف المبعوث الصيني إلى أوكرانيا الذي عاد إلى بكين بعد جولة في أوروبا، بأن «صعوبات جمة» تحول دون بدء روسيا وأوكرانيا محادثات سلام.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تحاول دون جدوى السيطرة على كوبيانسك

أوروبا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تحاول دون جدوى السيطرة على كوبيانسك

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الأربعاء، إن القوات الأوكرانية تحاول دون جدوى السيطرة على بلدة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى سكرتير المجلس العام لحزب «روسيا الموحدة» فلاديمير ياكوشيف خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

بوتين: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا «بكل تأكيد»

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية «بكل تأكيد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس يلتقطون صورة جماعية مع القادة الأوروبيين في مقر المستشارية الألمانية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (رويترز)

روسيا: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا «لا تبشّر بالخير»

اعتبر الكرملين، الثلاثاء، أن مشاركة الأوروبيين في المفاوضات الجارية بشأن الخطة الأميركية حيال أوكرانيا «لا تبشّر بالخير».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية عراقجي يترأس اجتماعاً لدول جوار أفغانستان وروسيا في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)

طهران تعقد اجتماعاً يناقش تطورات أفغانستان بغياب كابل

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الاستقرار في أفغانستان لن يتحقق عبر «وصفات مستوردة» أو «قرارات عابرة للأقاليم».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
أوروبا الرئيس الروسي ألكسندر لوكاشنكو (أ.ب)

مينسك تُفرج عن عشرات المعارضين بعد محادثات مع واشنطن

أفرجت بيلاروس، السبت، عن الناشط أليس بيالياتسكي، الحائز جائزة نوبل للسلام في 2022، وعن المعارضة ماريا كوليسنيكوفا.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)

جيل الحرب في أوكرانيا... تعليم قاسٍ وندوب نفسية عميقة

بوهدان ليفتشيكوف يمشي بمحاذاة مبنى سكني متضرر في مدينة بالاكليا (أ.ف.ب)
بوهدان ليفتشيكوف يمشي بمحاذاة مبنى سكني متضرر في مدينة بالاكليا (أ.ف.ب)
TT

جيل الحرب في أوكرانيا... تعليم قاسٍ وندوب نفسية عميقة

بوهدان ليفتشيكوف يمشي بمحاذاة مبنى سكني متضرر في مدينة بالاكليا (أ.ف.ب)
بوهدان ليفتشيكوف يمشي بمحاذاة مبنى سكني متضرر في مدينة بالاكليا (أ.ف.ب)

يشبه بوهدان، بشاربه الخفيف وشعره الأشعث وقبعته أي مراهق عادي في أي مكان من العالم، لكنّ الفارق أن حياته تجسّد مآسيَ الجيل الأوكراني الشاب الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام.

والده ستانيسلاف الذي كان عسكرياً محترفاً قُتل في 30 مارس (آذار) 2022 عن 45 عاماً وهو يدافع عن خاركيف. أما والدته إيرينا (50 عاماً) فتبيّن في الخريف أنها مصابة بسرطان الرحم في مرحلته الثالثة.

ولم يعد بوهدان ليفتشيكوف البالغ 15 عاماً يعرف أحداً في سنّه في مدينته بالاكليا (شرق أوكرانيا) التي احتلها الجيش الروسي من مارس إلى سبتمبر (أيلول) 2022، ثم استعادتها القوات الأوكرانية، لكنها ما زالت عرضة للقصف الروسي.

ويقول: «عدت مع والدتي بعد أيام من تحرير المدينة. لم يبقَ فيها أي طفل، ولا أي متجر مفتوح». وكانت عودة الحياة إلى المدينة خجولة ومحدودة، بعد أن رحل معظم سكانها الـ26 ألفاً ولم يبق سوى قلة، كثير منهم مسنون.

أما الأماكن التي كان يرتادها الشباب فباتت شبه مهجورة. فالروس زرعوا الألغام في مضمار زلاجات الـ«سكيت بورد» وعند أطراف نهر بالاكليا. ومع أن الألغام أزيلت، لا يزال السكان يخشون من التعرض للخطر.

يتابع الشاب تحصيله العلمي عبر الإنترنت، ويعيش يومياً على وقع الإنذارات من الغارات الجوية، ويحتمي مع والدته في غرفة آمنة نسبياً نظراً إلى تعذر النزول أربع طبقات إلى الملجأ.

بوهدان ليفتشيكوف في غرفته الخاصة في مدينة بالاكليا (أ.ف.ب)

إلاّ أن أياً من هذه المصاعب التي يعيشها لا تنعكس على وجهه الهادئ. وتقول أمه: «الأمر لا يقتصر على بوهدان وحده. فجميع الأطفال تأقلموا بسرعة كبيرة».

ويُظهر استطلاع شمل نحو 24 ألف مراهق أوكراني تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً أُجريَ في أواخر عام 2023 بإشراف «منظمة الصحة العالمية»، أن نسبة من يشعرون بالسعادة شهدت انخفاضاً ملحوظاً بعد الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022.

لكنّ الدراسة تشير إلى أن «المراهقين الأوكرانيين يُثبتون مستوى عالياً من القدرة على مواجهة الحرب».

وفي استطلاع آخر نُشر في أغسطس (آب) الفائت، أفاد 34 في المائة من الأطفال أن الامتحانات المدرسية هي مصدر التوتر الرئيسي لديهم، بينما لم يذكر سوى 27 في المائة منهم صفارات الإنذار.

وتلاحظ الدراسة التي نشرها برنامج الصحة النفسية الأوكراني «كيف حالكم؟» بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن «هذه النتائج تُبيّن على نحو مقلق أن الحرب أصبحت جزءاً من يوميات الكثير من الأطفال».

مليون تلميذ

يتلقى نحو مليون تلميذ أوكراني دروسهم بالصيغة الافتراضية، من بينهم 300 ألف حصرياً عبر الإنترنت، وفقاً لوزارة التعليم، لاضطرارهم للبقاء في منازلهم بسبب حظر التجول.

ففي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من الحدود مع روسيا والمستهدفة يومياً بضربات جوية، وحدها بعض المطاعم والمقاهي تبقى مفتوحة حتى بدء الحظر عند الحادية عشرة ليلاً. وتشهد كل ليلة تقريباً ضربات بالطائرات المسيّرة والصواريخ.

تُضمّ خاركيف أكبر عدد من المؤسسات التعليمية المدمّرة أو المتضررة جرّاء الضربات الروسية وعددها 843 مؤسسة، أي ما نسبته 20 في المائة من الإجمالي الوطني (4358)، وفق ما أورده منتصف ديسمبر (كانون الأول) الموقع الحكومي «saveschools.in.ua».

على وسائل التواصل الاجتماعي، أحصى الموقع الاستقصائي الإلكتروني «بيلينغكات» الذي تعاونت معه «وكالة الصحافة الفرنسية» لإجراء هذا التحقيق، أكثر من مائة ضربة روسية موثقة بمقاطع فيديو أو صور، استهدفت مؤسسات تعليمية أو أماكن ترفيهية للشباب، أو وقعت على مقربة مباشرة منها في خاركيف ومحيطها.

مدارس تحت الأرض

لم تطأ قدما يفينهيلينا توتوركو البالغة 14 عاماً غرفة تدريس منذ بداية الغزو الروسي.

وفي الأول من سبتمبر، عادت لتجلس إلى جانب زملائها، ولكن في مدرسة بُنيت على عمق أمتار عدة تحت الأرض ولا يصلها أي نور طبيعي.

تقول المراهقة بفرح: «أحب هذا كثيراً لأنني أستطيع مجدداً التواصل فعلياً مع رفاقي».

يفينهيلينا توتوركو تقف في ممر داخل مدرسة تحت الأرض في خاركيف (أ.ف.ب)

في المدرسة التي شُيِّدت في تسعة أشهر فحسب وزارتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، وحرصاً على تمكين أكبر عدد ممكن من الأطفال من الاستفادة، تُقسَّم أيام الدراسة إلى نصفين: حضورياً، وفي المنزل عبر الكمبيوتر، ما يتيح للمؤسسة توفير الدراسة لنحو 1400 تلميذ، بما في ذلك خلال عطلات نهاية الأسبوع.

وتقول مديرتها ناتاليا تيبلوفا بفخر إنها أقيمت «وفقاً لمعايير الملاجئ الواقية من الإشعاعات (النووية)». وتضيف: «نحن هنا على الأرجح في واحد من أكثر الملاجئ أماناً في كل أوكرانيا».

عندما كانت المعارك في ذروتها في ضواحي المدينة في بداية الحرب، نُقل 70 في المائة من الأطفال إلى أمكنة آمنة خارج أوكرانيا أو في غربها. لكنّ بناء مدارس تحت الأرض مكّن عائلات كثيرة من العودة إلى خاركيف التي كان عدد سكانها يناهز مليوناً ونصف مليون قبل الحرب. ويُتوقع أن تبدأ عشر منها بتوفير الدراسة بحلول نهاية السنة، وفقاً لبلدية المدينة.

وفي مجمل أوكرانيا، ثمة 96 مدرسة تحت الأرض، أقيم معظمها في مناطق قريبة من الجبهة والحدود الروسية، ولا تزال نحو 211 مدرسة محصنّة أخرى قيد الإنشاء، بحسب وزارة التعليم.

وتفتقر أوكرانيا إلى الإمكانات لقياس أثر الحرب على الجيل الشاب، وفقاً لرئيسة مركز التنسيق الوزاري للصحة النفسية أوكسانا زبِتنييفا.

أوكسانا زبِتنييفا متحدثة إلى الصحافيين في كييف (أ.ف.ب)

وتقول: «ليس لدينا عدد كافٍ من الاختصاصيين النفسيين»، وللتعويض عن ذلك، «تلقى 130 الفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية، من ممرضات وأطباء أطفال وأطباء أسرة، تدريباً في مجال الصحة النفسية معتمَداً من منظمة الصحة العالمية».

وتلاحظ الاختصاصية النفسية مارينا دودنيك التي قابلتها «وكالة الصحافة الفرنسية» في خوروتشيفيه، على بعد 15 كيلومتراً جنوب خاركيف، بعد انتهائها من إحياء ورشة لمساعدة الصغار في التعبير عن مشاعرهم، «الكثير من الخوف والقلق لدى الأطفال».

وتضيف دودنيك التي تعمل لحساب منظمة «صوت الأطفال» الأوكرانية غير الحكومية أن «المراهقين يعانون من إيذاء النفس وأفكار انتحارية».

كوستيانتين كوسيك (18 عاماً) يتناول مثلاً أدوية لعلاج الرعشات والإعياء والصداع النصفي، ويقول: «الحرب هي السبب. أنا متوتر باستمرار، مشدود الأعصاب. هذا يؤثر كثيراً في صحتي».

ويتحدر كوستيانتين من منطقة دونيتسك التي تشهد معارك منذ 2014. ونشأ في مدينة أفدييفكا التي باتت مدمرة وسيطرت عليها القوات الروسية بعد أشهر من القتال.

كوستيانتين كوسيك يقف داخل مبنى كلية القانون المدمَّر في مدينة إربين حيث يواصل دراسته (أ.ف.ب)

ويروي: «عرفت الحرب في سن السادسة. وكان مثيراً لي كطفل صغير أن أرى الدبابات والجنود والأسلحة الآلية. ولكن عندما أصبحت واعياً، بات الأمر أقل متعة بكثير».

ويضيف الشاب الذي أمضى أسابيع في ملجأ منزله في خضمّ الانفجارات ومن دون أي جيران قريبين: «لقد جعلني ذلك أكثر صلابة، لكنني كنت أفضّل طفولة طبيعية، وأن يكون لدي أصدقاء، وأن أعرف الفرح».

«الاستمرار في الحلم»

ومثل نحو أربعة ملايين نازح داخل أوكرانيا، تعيش عائلة كوستيانتين بموارد محدودة، وتستأجر منزلاً بلا تدفئة في إربين، قرب كييف.

ويقول كوستيانتين إنه يدرس القانون الدولي لكي يتمكن من «حماية حقوق الإنسان، في أوكرانيا وفي أماكن أخرى في العالم». وهو فخور بكونه يتابع تحصيله العلمي في جامعة إربين التي تضررت جراء صاروخ روسي أصابها في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

كوستيانتين كوسيك ممسكاً بجرو داخل غرفته في مدينة إربين (أ.ف.ب)

ويقول وزير الشؤون الاجتماعية دينيس إليوتين إن «الأطفال ينامون في ملاجئ مضادة للطائرات، يفقدون آباءهم وأصدقاءهم. ومع ذلك يواصلون الحياة، ويواصلون الحلم».

أما بوهدان، المراهق من بالاكليا. فيلعب عبر الإنترنت مع «أصدقائه الجدد» ويتواصل معهم لساعات، ومن بينهم لانا، وهي فتاة في عمره يجمعه بها الكثير، تقيم في دنيبرو، على بُعد 400 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي، ويحلم بأن يلتقيها يوماً ما.

وفي انتظار أن تسمح الظروف وربما أن تنتهي الحرب، أدت ضربتان على بُعد 300 متر من منزل بوهدان ووالدته في بالاكليا في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13، بينهم أربعة أطفال.


البرلمان الألماني يقر مشتريات عسكرية بقيمة 50 مليار يورو

المستشار الألماني فريدريش ميرتس (في الوسط) يُلقي خطاباً خلال جلسة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) ببرلين 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (في الوسط) يُلقي خطاباً خلال جلسة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) ببرلين 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

البرلمان الألماني يقر مشتريات عسكرية بقيمة 50 مليار يورو

المستشار الألماني فريدريش ميرتس (في الوسط) يُلقي خطاباً خلال جلسة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) ببرلين 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (في الوسط) يُلقي خطاباً خلال جلسة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) ببرلين 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الألمانية، الأربعاء، أن البرلمان الألماني وافق على مشتريات عسكرية بقيمة 50 مليار يورو (59 مليار دولار)، في إطار تسريع زيادة الإنفاق الدفاعي لمواجهة التهديد الروسي.

وقالت وزارة الدفاع: «نحن نبعث برسالة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركائنا: ألمانيا تتصدر المشهد»، معددةً المشتريات التي تتراوح بين الصواريخ والمركبات المدرعة.


وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تحاول دون جدوى السيطرة على كوبيانسك

وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT

وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تحاول دون جدوى السيطرة على كوبيانسك

وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الأربعاء، إن القوات الأوكرانية تحاول دون جدوى السيطرة على بلدة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت أوكرانيا في وقت سابق من اليوم الأربعاء أنها سيطرت على 90 في المائة من البلدة الواقعة في منطقة خاركيف، التي قالت روسيا إنها سيطرت عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن فقدت السيطرة عليها في هجوم أوكراني مضاد في سبتمبر (أيلول) 2022.

وفي حديثه خلال اجتماع لكبار مسؤولي الدفاع الروس بثه التلفزيون، قال بيلوسوف إن روسيا سيطرت على أراضٍ أوكرانية في 2025 أكثر مما سيطرت عليه في 2024 بواقع الثلث، وإن الضربات الروسية قلصت قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا إلى النصف.

ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.

وأضاف بيلوسوف أيضاً أن الجهود التي يبذلها القادة الأوروبيون «لإطالة أمد الصراع» تهدد باستمرار القتال في أوكرانيا خلال العام المقبل.

واتهمت روسيا الدول الأوروبية مراراً بمحاولة تخريب جهود السلام المبذولة بينها وبين الولايات المتحدة.