تحدَّث رئيس مجموعة «فاغنر» المسلحة الروسية يفغيني بريغوجين، للمرة الأولى، علناً عن حجم خسائر مجموعته في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأقرَّ بريغوجين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنَّ 10 آلاف من بين 50 ألف شخص جندتهم «فاغنر» من السجون الروسية، قُتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية. وقال بريغوجين في مقابلة نشرها المدون المؤيد للكرملين كونستانتين دولغوف: «اخترت 50 ألف معتقل، قُتل 20 في المائة منهم».
وأشار إلى أنَّ نسبة مماثلة من مقاتليه المحترفين لقوا حتفهم أيضاً في القتال، من دون تحديد عددهم. وأفاد بأنَّ الخسائر الأوكرانية أكبر بكثير، قائلاً: «عدد القتلى لديَّ منخفض بنسبة ثلاثة أضعاف، وعدد الجرحى بضعفين» مقارنة بالأوكرانيين. وتابع بريغوجين أنَّ أوكرانيا تُعد لهجوم مضاد يهدف إلى دحر القوات الروسية إلى حدود ما قبل 2014، عندما ضمَّت روسيا شبه جزيرة القرم. وشدَّد على أنَّ أوكرانيا ستحاول محاصرة باخموت وشنّ هجوم في القرم.
وفي نهاية هذا الأسبوع، قالت مجموعة «فاغنر» والجيش الروسي إنَّهما سيطرا على باخموت بالكامل، الأمر الذي تنفيه كييف. وأكَّد بريغوجين أنَّ قواته ستنسحب من المدينة بحلول الأول من يونيو (حزيران) وتسلّم مواقعها للجيش النظامي.
ويتَّهم بريغوجين القيادة العسكرية الروسية العليا بعدم مدّه بالأسلحة والذخيرة اللازمة لتجنب هذه الخسائر الفادحة. وحذَّر بريغوجين من أنَّ روسيا قد تواجه ثورة مماثلة لثورة 1917 وتخسر الحرب في أوكرانيا، ما لم تتعامل النخبة بجدية مع الحرب.
في سياق متصل، اتَّهمت موسكو، أمس الأربعاء، كييف بمهاجمة سفينة حربية تابعة لها كانت تقوم بدورية في المياه الإقليمية التركية، مؤكدة أنَّها دمرت 3 زوارق مسيّرة خلال هذا الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الروسية على منصة «تلغرام» إنَّ «القوات المسلحة الأوكرانية حاولت من دون جدوى مهاجمة السفينة إيفان خورس التابعة لأسطول البحر الأسود... في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا».
إلى ذلك، أطلقت موسكو رزمة من التدابير الهادفة لتعزيز أمن المناطق الحدودية مع أوكرانيا، بعد المواجهات التي شهدتها مدينة بيلغورود الحدودية في اليومين الماضيين. وتوعَّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الوزارة، بأنَّ الجيش «سوف يرد بقسوة شديدة في حالة حدوث المزيد من التخريب الأوكراني، مثل هجوم على منطقة بيلغورود».