موسكو: إرسال «إف - 16» يثير تساؤلات حول «تورط الناتو»

اتهمت واشنطن بإخضاع دول «السبع» لسياستها

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال ترحيبه بنظيره الأوزبكستاني باختيوف سايدوف في موسكو الاثنين (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال ترحيبه بنظيره الأوزبكستاني باختيوف سايدوف في موسكو الاثنين (أ.ب)
TT

موسكو: إرسال «إف - 16» يثير تساؤلات حول «تورط الناتو»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال ترحيبه بنظيره الأوزبكستاني باختيوف سايدوف في موسكو الاثنين (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال ترحيبه بنظيره الأوزبكستاني باختيوف سايدوف في موسكو الاثنين (أ.ب)

أفاد دبلوماسيان روسيان كبيران، الاثنين، بأن إمداد أوكرانيا بمقاتلات «إف - 16» سيثير تساؤلات عن ضلوع حلف شمال الأطلسي في الصراع ولن يقوض أهداف روسيا العسكرية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وافق يوم الجمعة على برامج لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات «إف - 16»، وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبايدن أن الطائرات لن تُستخدم في دخول لمجال الجوي الروسي.

وقال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف في تصريحات نُشرت على قناة السفارة على تطبيق «تلغرام»: «لا توجد بنية تحتية لتشغيل (مقاتلات) (إف - 16) في أوكرانيا كما أن العدد المطلوب من الطيارين وأفراد الصيانة غير موجود أيضاً». وتابع «ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأميركية من قواعد جوية لحلف شمال الأطلسي يتحكم فيها (متطوعون) أجانب؟».

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن إرسال أي طائرات أميركية إلى أوكرانيا سيكون قراراً «عبثياً وغبياً تماماً». وبحسب الوكالة، قال ريابكوف أيضاً «هذه الجهود عديمة الجدوى تماماً ولا معنى لها: قدراتنا تجعل تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة أمراً مؤكداً».

وأضاف أنتونوف أن أي هجوم تشنّه أوكرانيا على شبه جزيرة القرم سيعد هجوماً على روسيا. وتابع قائلاً «من المهم أن تعي الولايات المتحدة تماماً الرد الروسي (على أي هجوم من هذا النوع)».

وتكثف أوكرانيا ضرباتها على الأهداف التي تسيطر عليها روسيا، لا سيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014. وكرر أنتونوف الاتهام الروسي للولايات المتحدة بإخضاع الدول الغربية لأجندتها. وقال أنتونوف «لقد أخضعت واشنطن أعضاء مجموعة السبع بالكامل لسياستها الخاصة فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا»، مضيفاً أن واشنطن تريد إلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا.

وخلال قمتهم في بداية الأسبوع باليابان، أكدت دول مجموعة السبع دعمها طويل الأجل لأوكرانيا. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي حضر الاجتماع أيضاً، إنه واثق من أن بلاده ستتلقى إمدادات من مقاتلات «إف - 16».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أنس معضماني صاحب السيلفي مع ميركل يرفض العودة إلى سوريا

أنس معضماني يظهر صورته الشهيرة مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (إكس)
أنس معضماني يظهر صورته الشهيرة مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (إكس)
TT

أنس معضماني صاحب السيلفي مع ميركل يرفض العودة إلى سوريا

أنس معضماني يظهر صورته الشهيرة مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (إكس)
أنس معضماني يظهر صورته الشهيرة مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (إكس)

انتشرت صورة السيلفي التي التقطها أنس معضماني مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في كل أنحاء العالم، لكن هذا اللاجئ السوري الذي حاز الجنسية الألمانية لا يريد العودة إلى بلده حتى بعد سقوط بشار الأسد.

ويخبر منتج الفيديو البالغ 27 عاماً والذي وصل إلى برلين عندما كان في الثامنة عشرة في عزّ أزمة اللجوء سنة 2015 التي بات من أشهر رموزها بعد الصورة التي التقطها مع المستشارة الألمانية والبسمة على وجهها: «أنا من سكان برلين وحياتي هنا».

وخلّدت صورته جوهر سياسة الاستقبال التي انتهجتها ألمانيا قبل نحو 10 سنوات عندما فتحت حدودها لنحو مليون شخص، أي أكبر جالية سورية في الاتحاد الأوروبي.

وبات اليوم أنس معضماني الحائز دبلوماً في الاتصالات بعد دراسة موّلها من خلال العمل يومين في سوبر ماركت، يتعاون مراسلاً حراً مع هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة (دويتشه فيله) التي تبثّ برامجها على نطاق دولي.

صورة السيلفي الشهيرة (إكس)

وقال: «لديّ شقّة رائعة وامرأة جميلة جدّاً وكلّ ما يلزمني هنا».

ويعيش أنس مع خطيبته الأوكرانية التي وصلت إلى ألمانيا قبل أشهر من غزو روسيا لبلدها في فبراير (شباط) 2022.

ويعدّ هذا الثنائي رمزاً بذاته، فالأوكرانيون والسوريون يشكلّون أكبر جاليتين للاجئين في ألمانيا.

وتعمل خطيبته في مجال الهندسة الميكانيكية بعد إتمام دراستها في برلين.

ويؤكد أنس معضماني الذي غادر سوريا «هرباً من الخدمة العسكرية» أنه لا يريد العودة إلى بلده «بسبب الفظائع التي عشتها. فقدت أصدقاء وقضى أفراد من عائلتي».

قلق

منذ سقوط بشار الأسد الأحد، عاد إلى الواجهة النقاش بشأن إرجاع اللاجئين السوريين إلى بلدهم في ألمانيا ودول أخرى من الاتحاد الأوروبي.

وقبل أقلّ من ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية في 23 فبراير المقبل، تعلو النداءات في أوساط اليمين المتطرّف والمحافظين الألمان لطرد اللاجئين السوريين.

وهي دعوات انتقدتها الأربعاء وزيرة الخارجية من حزب الخضر أنالينا بيربوك، معتبرة أنها «تنمّ بكلّ وضوح عن قلّة واقعية إزاء الوضع في الشرق الأدنى».

ويقرّ أنس: «أنا قلق بالنسبة إلى أصدقائي الذين لم يحصلوا على جواز سفر ألماني. ولا شكّ في أن الحرب انتهت، لكن الوضع ليس آمنا ولا بدّ من مراقبة التطوّرات».

وما زالت عائلة أنس الذي له «أصدقاء في برلين أكثر من سوريا» تعيش في محيط دمشق على مسافة نصف ساعة عنها بالسيارة.

ويشير الشاب إلى أن إسرائيل تشنّ مئات الغارات على بلده، كاشفاً: «هي قد تطال أيّاً كان... عندما كنت أهاتف والدتي أخيراً، كانوا مختبئين في القبو».

ويريد والداه الخمسينيان مراقبة التطوّرات للوقت الراهن. ويعمل والده كهربائياً متخصصاً في إصلاح مولّدات الكهرباء.

«في التاريخ إلى الأبد»

غير أن استقدام عائلته إلى ألمانيا قد يصبح أكثر تعقيداً من السابق؛ إذ قرّرت برلين، الاثنين، تعليق النظر في طلبات اللجوء المقدّمة من سوريين.

ومنذ السيلفي مع ميركل، بات أنس معضماني، كما يقول: «صوتاً للأشخاص الآتين من سوريا» وله حساب على «تيك توك» يتابعه أكثر من 50 ألف متابع.

وفي حين رأى فيه السوريون في ألمانيا بطلاً، حوّر اليمين المتطرّف صورته مع ميركل؛ ما دفعه إلى مقاضاة «فيسبوك» سنة 2017 لمحو صور مفبركة. لكنه خسر دعواه في وجه العملاق الأميركي.

وصحيح أنه لم يلتقِ ميركل مجدداً، غير أن الأخيرة لم تنسَ لقاءهما. وهي كشفت في مذكّراتها التي صدرت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن أنها ما زالت لا تفهم كيف أن «وجهاً بشوشاً على صورة افترض أنه كافِ لحضّ أعداد غفيرة على الهرب من بلدها».

وبالنسبة إلى أنس معضماني، فإن رؤية صورته في كتاب ميركل الواقع في 700 صفحة «أمر رائع»؛ إذ إن «صورتي دخلت في التاريخ إلى الأبد».