بعد مضي أيام معدودة على هجوم روسيا على أوكرانيا العام الماضي، أعلنت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، أن هدف الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا هو إلحاق «هزيمة استراتيجية» بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد شهر واحد من الهجوم قالت نولاند بمزيد من الثقة: «من الواضح أن روسيا سوف تخسر الحرب... إنها مسألة وقت فقط».
ويقول جيفري أرونسون، المحلل والباحث الأميركي غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إنه منذ عام مضى أضافت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في دافوس صوت أوروبا لما تردده أميركا، وقالت: «يجب أن يكون عدوان بوتين فشلاً استراتيجياً».
ويضيف أرونسون أنه شيء جيد ومتوقَّع، في حقيقة الأمر أنه عندما يبدأ سماع صوت الأسلحة يسعى القادة إلى حشد قواتهم من أجل القضية. ولنتذكر إعلان جورج دبليو بوش الشهير، وإن كان سابقاً لأوانه أن «المهمة انتهت»، قبل أن تبدأ المعركة الحاسمة في العراق.
لكن عندما يبدأ شن الحرب الحقيقية، يتعين على الرئيس جو بايدن، والرأي العام الذي يسعى للحصول على تأييده، أن يجيب قولاً وفعلاً عن هذا السؤال: ماذا تعنيه حقيقة هذا الخطاب الرنان؟ وكيف سنعرف متى وصلنا إلى مثل هذا الهدف الجاد وواسع النطاق وإن كان غير محدد والخاص بالهزيمة الاستراتيجية لروسيا؟
إن بوتين يهتم تماماً بالتصريحات الواردة من واشنطن. ولا يمكن أن تساوره الشكوك إزاء هدف واشنطن أو استبعاد نياتها على أساس أنها مبالغ فيها. وقال بوتين: «إن هدف الغرب هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. أي القضاء علينا. هذا تماماً ما ندركه عموماً. إن الأمر يتعلق بوجود بلادنا. لكن لا يمكنهم أن يغفلوا فهم أنه من المستحيل هزيمة روسيا على أرض المعركة».
هدف الغرب هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. أي القضاء علينا. هذا تماماً ما ندركه عموماً. إن الأمر يتعلق بوجود بلادنا. لكن لا يمكنهم أن يغفلوا فهم أنه من المستحيل هزيمة روسيا على أرض المعركة.
الرئيس الروسي بوتين