مادورو للفنزويليين: «قولوا لا لتطبيق واتساب!»

النيابة العامة تفتح تحقيقاً مع زعيمة المعارضة ومرشح الرئاسة بتهمة «التآمر على السلطة»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال تجمّع حاشد في وسط العاصمة كراكاس (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال تجمّع حاشد في وسط العاصمة كراكاس (أ.ف.ب)
TT

مادورو للفنزويليين: «قولوا لا لتطبيق واتساب!»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال تجمّع حاشد في وسط العاصمة كراكاس (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال تجمّع حاشد في وسط العاصمة كراكاس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس (الاثنين) إلى مقاطعة «واتساب»، قائلاً إن قادة عسكريين ومسؤولين محليّين يدافعون عن إعادة انتخابه المثيرة للجدل، تلقّوا «تهديدات» عبر تطبيق المراسلة الشهير.

وقال مادورو خلال تجمّع حاشد في وسط العاصمة كراكاس: «قولوا لا لتطبيق واتساب! سأقطع العلاقات مع واتساب، لأنّ واتساب يُستخدم لتهديد فنزويلا».

وأضاف: «لذلك سأحذف واتساب من هاتفي إلى الأبد، وشيئاً فشيئاً، سأنقل جهات الاتصال الخاصة بي إلى تلغرام، إلى وي تشات»، داعياً مواطنيه إلى التخلّي «طوعاً وتدريجياً وجذرياً» عن التطبيق المملوك لشركة «ميتا» الأميركية.

وتابع الرئيس الفنزويلي: «من خلال واتساب يهدّدون السلك العسكري الفنزويلي، وسلك الشرطة، وقادة الشارع والمجتمع».

وما إن أنهى مادورو كلمته حتى حوّلت وزارة الإعلام مجموعة «واتساب» الخاصة بالمراسلين الأجانب من هذا التطبيق إلى تطبيق «تلغرام»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان مادورو ندّد الأحد، باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز «الانقسام» و«الكراهية» بين الفنزويليين، مسمّياً خصوصاً «إنستغرام» و«تيك توك».

وقال: «أتّهم (إنستغرام) بالمسؤولية عن زرع الكراهية لتقسيم الفنزويليين، والسعي إلى ارتكاب مذبحة وتقسيم فنزويلا، وجلب الفاشية إلى فنزويلا».

إلى ذلك، فتحت النيابة العامة في فنزويلا تحقيقاً مع زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو ومرشح الرئاسة المعارض إدموندو جونزاليس، وذلك في ظل الصراع على السلطة الذي تلا الانتخابات التي جرت في 28 يوليو (تموز)، والتي شابتها مزاعم جدية بالتزوير.

ووجهت السلطات اتهامات لماتشادو وجونزاليس بتشكيل منظمة إجرامية، والتآمر، واغتصاب السلطة، والتحريض على التمرد، حسبما أعلنت الهيئة الموالية للحكومة.

وبالنظر إلى القمع الذي مارسته قوات الأمن ضد المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على ما يعتقدون أنه انتخابات مزورة، دعا جونزاليس وماتشادو الجنود وعناصر الشرطة إلى الانحياز إلى صفوف الشعب والتوقف عن اتباع تعليمات الحكومة الحالية. وقالا في رسالة مفتوحة أمس (الاثنين): «نحثكم على منع النظام من إطلاق العنان لهجمته ضد الشعب وضمان احترام نتائج انتخابات 28 يوليو».

كما اتهما الرئيس مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، بأنه «نفذ انقلاباً يتناقض مع النظام الدستوري ويريد أن يجعلكم شركاءه».

ووفقاً للمنظمة غير الحكومية «فورو بينال»، قتل ما لا يقل عن 11 شخصاً واعتقل المئات خلال الاحتجاجات حتى الآن.

وأعلنت الهيئة الانتخابية في فنزويلا فوز مادورو بالانتخابات، لكن لم تنشر بعد النتائج التفصيلية للدوائر الانتخابية. وتتهم المعارضة الحكومة بتزوير الانتخابات وتدعي الفوز لمرشحها، جونزاليس، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

واعترفت الولايات المتحدة ونحو 6 من دول أميركا اللاتينية بجونزاليس فائزاً. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا دون الكشف الكامل عن السجل الرسمي للانتخابات.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

TT

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)
جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

يلتقي قادة «مجموعة العشرين»، الاثنين، في ريو دي جانيرو لعقد قمة تجري وسط أوضاع عالمية صعبة تخيم عليها صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والخلافات الكبيرة في وجهات النظر حول أوكرانيا والشرق الأوسط وترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ويسعى رؤساء دول وحكومات القوى الاقتصادية الكبرى المتطورة والناشئة، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر ولايته ونظيره الصيني شي جينبينغ، لإحراز تقدم حول مسألة تمويل سبل التصدي للتغير المناخي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، قادة الدول العشرين إلى الاضطلاع بدورهم «القيادي» والقيام بـ«تسويات» تسمح بتحقيق «نتيجة إيجابية في مؤتمر (كوب 29)» حول المناخ المنعقد في باكو وحيث المفاوضات حول هذه المسألة متعثرة منذ أسبوع.

وتمثل «مجموعة العشرين» المؤلفة من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80 المائة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

انقسامات

تنعقد القمة في وقت تشهد فيه الأسرة الدولية انقسامات حول مسألتي الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل مع حركة «حماس» في قطاع غزة و«حزب الله» في لبنان. وأقر مصدر حكومي ألماني قبل القمة بأن «المفاوضات حول أوكرانيا والشرق الأوسط... هي الأكثر صعوبة. سنرى إلى أين يمكننا المضي في البيان، سيكون هذا تحدياً». وأوضح مسؤول آخر أنه بينما تقف الصين في صف روسيا فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، تعتقد ألمانيا أن بكين ستجد صعوبة أكبر في البقاء على هذا الموقف مع تحول الصراع إلى «عالمي» مع نشر روسيا قوات كورية شمالية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

ووجهت الرئاسة الفرنسية تحذيراً بشأن أوكرانيا التي تعرضت للتو لواحدة من أضخم الهجمات الروسية منذ أشهر، قائلة: «سنعارض بحزم أي تراجع في الخطاب».

وسيكون الرئيس فلاديمير بوتين الغائب الأكبر عن القمة، بعدما تَغَيَّبَ عن الاجتماعات الأخيرة، غير أن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى لحظة استراتيجية؛ إذ أعلنت واشنطن الأحد أنها أجازت لكييف استخدام صواريخ بعيدة المدى سلمتها إياها لضرب عمق الأراضي الروسية.

غموض بشأن موقف ميلي

فهل تتوصل مجموعة العشرين إلى التفاهم على بيان ختامي بحلول نهاية القمة، الثلاثاء؟

واقترنت الخلافات حول النزاعات الكبرى الجارية خلال الأيام الأخيرة بغموض حول الموقف الذي سيعتمده الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الليبرالي المتطرف والمشكك في حقيقة التغير المناخي. وقال رئيس الوفد الأرجنتيني إلى القمة فيديريكو بينييدو إن بوينوس أيريس قدمت بعض الاعتراضات، ولن توقع «بالضرورة» النص، دون الخوض في التفاصيل.

ويأمل الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يستضيف القمة أن يسجل نقاطاً في الملفات الاجتماعية، وهو المروج لمفهوم «الجنوب الشامل» والمدافع عن الطبقات الأكثر فقراً. وحذر لولا مساء الأحد في مقابلة أجرتها معه شبكة «غلوبو نيوز» البرازيلية بأنه يعتزم طرح النزاعات جانباً «وإلا فلن نناقش المسائل الأخرى التي تهم... الفقراء المنسيين في العالم».

والرئيس البرازيلي، وهو نفسه عامل سابق ومتحدر من عائلة فقيرة، مصمِّم على تحقيق إنجاز كبير مع إطلاق «تحالف عالمي ضد الجوع والفقر»، صباح الاثنين.

وسيجمع هذا التحالف دولاً من العالم بأسره ومؤسسات دولية سعياً لإيجاد وسائل مالية ودعم المبادرات التي تحقق نتائج محلياً. كما يدفع لولا باتجاه فرض ضرائب على الأكثر ثراءً، بعدما تعهد وزراء مالية «مجموعة العشرين» بـ«التعاون» في هذه المسألة خلال اجتماعاتهم في ريو دي جانيرو في يوليو (تموز) وفي واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول).

شرذمة

يخيم ظل ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، مطلع العام المقبل، على اجتماع ريو، لا سيما بعدما زاره ميلي في مقره في فلوريدا قبل بضعة أيام. ووجه بايدن رسالة إلى خلفه خلال زيارة قام بها لمنطقة الأمازون البرازيلية، إذ أكد أنه «لا أحد يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء» في ما يتعلق بـ»ثورة الطاقة النظيفة». ودافع في قلب الغابة الاستوائية في ماناوس عن حصيلته في مكافحة الاحتباس الحراري، مؤكدا أن هذه الظاهرة «ربما تكون التهديد الوجودي الوحيد لكل دولنا وللبشرية جمعاء».

وعند أبواب الولاية الجديدة للرئيس الأميركي الجمهوري المؤيد للطاقات الأحفورية والمعارض للنهج التعددي، تتصاعد المخاوف من تراجع مكافحة الاحتباس الحراري، وازدياد شرذمة الأسرة الدولية.

وقال أوليفر ستونكل أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة «جيتوليو فارغاس» في ساو باولو: «ندخل بالتأكيد سيناريو عالمياً تزداد صعوبة التكهن بالمنحى الذي سيتخذه، غير أنه يترك هامشاً أكبر بكثير لدول الجنوب، للصين وسواها... لوضع رؤيتها الخاصة؛ لأن النظام القديم على وشك الانهيار».

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماعهما على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

في هذا السياق، يعتزم شي جينبينغ الذي وصل، الأحد، إلى ريو دي جانيرو قادماً من ليما؛ حيث شارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، عقد لقاءات ثنائية مع كثير من القادة. وأفادت وسائل إعلام صينية بأن من المقرر أن يجري الرئيس شي محادثات شاملة مع نظيره البرازيلي، تتطرق إلى «تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر».