مادورو يتهم أميركا بالتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية

واشنطن أكدت أن هناك «أدلة قاطعة» على فوز المعارضة بالانتخابات الرئاسية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

مادورو يتهم أميركا بالتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

أدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إقرار واشنطن بأن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

وقال الرئيس مادورو، اليوم (الجمعة): «لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتدخل في شؤوننا، لأن في فنزويلا الشعب صاحب السيادة هو الذي يقرر».

وأضاف: «هل الولايات المتحدة هي الهيئة الانتخابية؟ هل الشيطان الفاشي هو الهيئة الانتخابية؟»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

كانت الهيئة الانتخابية في فنزويلا الموالية للحكومة قد أعلنت فوز مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، في الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي.

لكن الهيئة لم تنشر بعد النتائج التفصيلية للدوائر الانتخابية الفردية. وتتهم المعارضة الحكومة بالتزوير وتقول إن غونزاليس هو الفائز.

وتشكك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأميركية وعدد من دول أميركا اللاتينية أيضاً في النتائج الرسمية للانتخابات.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أنّ هناك «أدلّة قاطعة» على أنّ مرشّح المعارضة في فنزويلا فاز بالانتخابات الرئاسية.

وقال بلينكن، في بيان، إنّه «بالنظر إلى الأدلة القاطعة، فمن الواضح للولايات المتحدة، والأهم من ذلك للشعب الفنزويلي، أنّ إدموندو غونزاليس أوروتيا فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا في 28 يوليو (تمّوز)».

بدوره، قال مادورو، أمام أنصاره في قصر ميرافلوريس الرئاسي، إن غونزاليس «قاتِل وعميل لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)».


مقالات ذات صلة

اعتراف واشنطن بفوز المعارضة في فنزويلا يفاقم الضغوط على مادورو

أميركا اللاتينية زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا خلال احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في كاراكاس، في 30 يوليو (أ.ب)

اعتراف واشنطن بفوز المعارضة في فنزويلا يفاقم الضغوط على مادورو

أعلنت الولايات المتحدة والأرجنتين اعترافهما بفوز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا رئيساً جديداً لفنزويلا.

شوقي الريّس (مدريد)
شمال افريقيا هيئة الانتخابات خلال اجتماع تحضيري للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)

سجن 4 تونسيات جمعن تواقيع لمرشح للرئاسة مقابل المال

قضت محكمة تونسية بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وأربع سنوات في حق 4 نساء، مع حرمانهن من حق التصويت بتهمة جمع تواقيع بمقابل مالي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الولايات المتحدة​ مرشح المعارضة للرئاسة الفنزويلية إدموندو غونزاليس يقود مظاهرة ضد نتائج الانتخابات الرسمية التي أعلنت فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية جديدة... الصورة في كاراكاس - الثلاثاء 30 يوليو 2024 (أ.ب)

أميركا تعترف بمنافس مادورو فائزاً في انتخابات فنزويلا

اعترفت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، بمنافس الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس فائزاً في الانتخابات الرئاسية بفنزويلا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)

الغزواني يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لموريتانيا

أدى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، ظهر اليوم الخميس، اليمين الدستورية رئيساً للبلاد لفترة رئاسية ثانية، مدتها خمس سنوات.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
أميركا اللاتينية أنصار مادورو يتظاهرون في كاراكس الأربعاء (أ.ف.ب)

المعارضة الفنزويلية تحشد أنصارها للتحرك ضد نظام مادورو

دعت زعيمة المعارضة في فنزويلا، ماريا كورينا ماتشادو، أنصارها إلى التحرّك ضدّ نظام نيكولاس مادورو لإجباره على التراجع عن إعلان فوزه في انتخابات شُكِّك بنتائجها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس - واشنطن)

اعتراف واشنطن بفوز المعارضة في فنزويلا يفاقم الضغوط على مادورو

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا خلال احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في كاراكاس، في 30 يوليو (أ.ب)
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا خلال احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في كاراكاس، في 30 يوليو (أ.ب)
TT

اعتراف واشنطن بفوز المعارضة في فنزويلا يفاقم الضغوط على مادورو

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا خلال احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في كاراكاس، في 30 يوليو (أ.ب)
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا خلال احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في كاراكاس، في 30 يوليو (أ.ب)

بعد خمسة أيام على إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فوزه بولاية ثالثة، في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي، وكانت نتائجها موضع تشكيك واسع، أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بفوز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا رئيساً جديداً لفنزويلا.

ودعت واشنطن، مادورو، إلى مغادرة السلطة، وتجنيب البلاد المزيد من الصدامات التي تسببت حتى الآن بوقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى بين المدنيين الذين يحتجون على النتائج.

ويواجه مادورو اتهامات مباشرة بتزوير عملية الفرز وإخفاء نتائج الاقتراع، وتلقّى دعوات إقليمية ودولية كي يعترف بهزيمته، ويُسلّم الحكم لمرشح المعارضة، أو إجراء انتخابات جديدة بإشراف مراقبين محايدين.

اعتراف أميركي... وأرجنتيني

وفي بيان صادر مساء الخميس عن الخارجية الأميركية، قال أنتوني بلينكن إنه «من الواضح بالنسبة للولايات المتحدة، والأهم من ذلك بالنسبة للفنزويليين، أن إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد الماضي، وذلك استناداً إلى أدلة دامغة وقرائن لا تترك مجالاً للشك». وحذت الأرجنتين حذو الولايات المتحدة في الاعتراف بفوز المعارضة. وقالت وزيرة الخارجية الأرجنتينية، ديانا موندينو: «يمكننا جميعنا أن نؤكد من دون أدنى شك أن الفائز الشرعي والرئيس المنتخب هو إدموندو غونزاليس».

ويُعد البيان الأميركي أقسى تصريح يصدر حتى الآن عن الإدارة الأميركية بشأن الانتخابات الفنزويلية، التي شككت في عملية فرز نتائجها جهات إقليمية ودولية عديدة، من منظمة البلدان الأميركية إلى مجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي ومركز كارتر الذي كانت الحكومة الفنزويلية قد سمحت له بمراقبة عملية الاقتراع وفرز الأصوات.

وكان المجلس الوطني الانتخابي قد سارع، بعد ساعات قليلة من إقفال صناديق الاقتراع، إلى إعلان فوز مادورو بنسبة 51 في المائة من الأصوات مقابل 44 في المائة لمرشح المعارضة، ما أثار موجة من الانتقادات والشكوك حول العملية الانتخابية، فيما كانت أوساط المعارضة تؤكد أن بحوزتها 84 في المائة من كشوفات مكاتب الاقتراع التي تبيّن فوز مرشحها بفارق كبير على مادورو.

وقال بلينكن إن هذه الوثائق تُظهر فوز مرشّح المعارضة بفارق يستحيل تجاوزه، معرباً عن تهنئته لغونزاليز على الحملة الانتخابية الناجحة. وأضاف الوزير الأميركي: «حان الوقت لكي يشرع الطرفان في محادثات حول الانتقال السلمي للسلطة، وفقاً للقوانين الفنزويلية المرعية واحتراماً لإرادة الشعب الفنزويلي».

اشتبك معارضو حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع شرطة مكافحة الشغب خلال احتجاج في حي كاتيا بكاراكاس، 29 يوليو (أ.ف.ب)

تأتي هذه التصريحات الأميركية غداة الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته منظمة البلدان الأميركية، ومقرها في واشنطن، لمناقشة الوضع في فنزويلا، وبعد ساعات قليلة من كشف النظام الفنزويلي عن مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومتين الأميركية والفنزويلية حول المفاوضات التي دارت بينهما في قطر العام الماضي. وكان مساعد الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية، برايان نيكولز، قد صرّح في اجتماع منظمة البلدان الأميركية بأن ثمة «أدلّة دامغة» على فوز مرشح المعارضة بفارق ملايين الأصوات. وأضاف أن «عدم الاعتراف بفوز غونزاليس في الانتخابات يعني السماح لمادورو ومن يمثله بارتكاب عملية تزوير ضخمة، وضرب عرض الحائط بسيادة القانون والمبادئ الديمقراطية».

سلامة رموز المعارضة

وأدان بلينكن في تصريحاته التهديدات التي صدرت عن مسؤولين في الحكومة الفنزويلية باعتقال زعيمة المعارضة ماريا كورينا، التي كانت المحكمة الانتخابية قد نزعت عنها أهلية الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن أظهرت جميع الاستطلاعات ارتفاعاً كبيراً في شعبيتها.

وبعد الاتهامات التي صدرت عن قياديين في النظام يصفونها فيها بأنها «مجرمة» و«فاشية»، نشرت كورينا منذ يومين مقالة في صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت فيها إنها تخشى على حياتها وحريتها وحياة رفاقها من دكتاتورية مادورو، وهي مضطرة للاختباء.

مرشح المعارضة للرئاسة الفنزويلية إدموندو غونزاليس يقود مظاهرة ضد نتائج الانتخابات الرسمية في كاراكاس، 30 يوليو (أ.ب)

كانت كورينا قد شُوهدت للمرة الأخيرة برفقة غونزاليس يوم الثلاثاء الماضي في مظاهرة حاشدة جابت شوارع كاراكاس احتجاجاً على نتائج الانتخابات، ومنذ ذلك الحين لم يظهر أي منهما أمام العلن.

وقال بلينكن إن الادعاءات الصادرة عن نظام مادورو ضد زعيمة المعارضة ومرشحها، والتهديد باعتقالهما، هي محاولة لقمع المشاركة السياسية والتمسك بالسلطة، فيما طالب بيان صدر عن وزراء خارجية الدول الصناعية السبع النظام الفنزويلي بالكشف عن جميع وثائق الفرز، ودعا إلى أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة الاحتجاجات الشعبية السلمية.

ومع تصاعد وتيرة الإدانات الإقليمية والدولية، واتّساع دائرتها لتشمل عدداً من الحكومات التقدمية في المنطقة؛ مثل البرازيل وكولومبيا والمكسيك، أعلن مادورو أنه على استعداد للمثول أمام الهيئة الانتخابية والإجابة عن كل ما يتعلق بسير الانتخابات وعملية الفرز، لكنه لم يُشر إلى كشوفات مراكز الاقتراع التي تطالبه المعارضة ودول عديدة بالكشف عنها.